لبنان ٢٤:
2024-07-03@16:59:48 GMT

عندما يبلغ الإستياء المسيحي حدّ العصيان

تاريخ النشر: 19th, March 2024 GMT

عندما يبلغ الإستياء المسيحي حدّ العصيان

كتبت غادة حلاوي في" نداء الوطن": تتردّد في الآونة الأخيرة شكوى المسيحيين من الإقصاء. حتى أولئك الوسطيون من غير المحسوبين على أي جهة سياسية في السياسة يساورهم شعور بالغبن نتيجة ما يشهده ملف انتخابات رئاسة الجمهورية وتداول الأسماء من دون الركون إلى موقف المسيحيين المعنيين بالاستحقاق قبل غيرهم.
في تعليقها على الوضع المسيحي تقول شخصية مسيحية وازنة إنّ واقع المسيحيين ليس في خير، منتقدة طريقة تعامل الثنائي مع الاستحقاق الرئاسي والتمسك بمرشّح رئاسي لا يحظى برضى شريحة واسعة من المسيحيين، لكن تقاطعهم على الشكوى من الواقع لن يكون سبباً لإجتماع المسيحيين في بكركي.


فدعوة باسيل «المؤتمن على مجد لبنان»، لأن يجمع القيادات السياسية المسيحية لأنه «لا يوجد أي سبب كي لا نلتقي»، قد لا تلاقي تجاوباً من بكركي، وإن كان الصرح البطريركي منفتحاً على الحوارات الثنائية، ولا سيما مع «التيار الوطني الحر». فبكركي لم تعد في وارد ارتكاب خطوات غير محسوبة، وهي تدرك صعوبة جمع القادة المسيحيين، وقد خرجت أصوات اعتراضية على دعوة باسيل من كتل مسيحية تطالبه بأن يصطدم بـ»الحزب» ويخرج عن التفاهم معه، وهذا ما يرفضه «التيار» الذي لا يزال يعتبر سلاحه ضرورياً للدفاع عن النفس طالما ترفض واشنطن تسليح الجيش بأسلحة قتالية دفاعية وذات أهمية توازي ما يملكه «الحزب» على الأقل.
‏وفي المقابل يؤدي موقف الحزب «بتهميش المسيحيين، والإصرار على ترشيح فرنجية وتغطية ارتكابات الحكومة في مخالفة الدستور، وضرب صلاحيات الرئيس» إلى خسارة «التيار» جزءاً من شعبيته لصالح القوات بحجة الدفاع عن الحقوق.
منذ حرب المساندة لجبهة غزة التي يخوضها «حزب الله» تراجع الاهتمام المحلي باستحقاق رئاسة الجمهورية باستثناء تحرك للجنة الخماسية لا يذهب أبعد من بث التفاؤل كونه موضع متابعة إعلامية. تحركها يعني بقراءة مسيحية أنّ الاستحقاق خرج من المسيحيين الذين ينتظرون القرار في شأنه من الخارج أو رهن التسوية التي قد لا يكونون جزءاً منها. تقول مصادر مسيحية إنّ بكركي قد تذهب أبعد من «التيار» في الخطوات التي قد تلجأ إليها وأنّ اجتماعات مسيحية بالجملة تعقد، تشترك فيها «القوات» و»التيار» لاتخاذ خطوات معينة في هذا الإطار. في تحليل شخصيات مسيحية، أنّ الثنائي لا يريد رئيساً للجمهورية ويرفض مبدأ البحث في اسم مرشح خارج فرنجية، علماً أنّ مصادر في «الخماسية» قالت معلقة على زيارتها السابقة لرئيس المجلس إنّ اللافت كان فيها سؤاله السفراء عن مرشحهم البديل لفرنجية، ما فُهم على أنّه استعداد للحوار حول المرشح الثالث.
خطورة ما تشهده البلاد هو ذاك الاصطفاف المسلم مقابل شعور مسيحي بالإبعاد. وهو شعور آخذ في التمدد والبحث يجري خلف الكواليس حول سبل الحدّ منه.
 

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

ما تيسر من التيار

يتميز المصريون دائمًا، بخفة الظل والدعابة والفُكاهة والتندر، كما أنهم يختلفون عن غيرهم من سائر الأمم بروحهم المَرِحَة، حتى في أحلك الظروف الحياتية المريرة والقاسية.

خلال الأيام والأسابيع والشهور الفائتة، لم يتخلَّ المصريون عن عادتهم في السُّخرية، من أزمات كبيرة مستمرة كالغلاء وارتفاع الأسعار، لكن انقطاع التيار الكهربائي، منذ أكثر من عام ـ بشكل يومي ولساعات عدة ـ أصبح مادة للتندر، على «التوالي» و«التوازي»!

بالطبع «مصر منورة بأهلها»، لكن هذا النور لا يكفي لـ«انقطاع» معاناة الناس مع تلك الأزمة المستمرة والقاسية، التي ولَّدت شعورًا عامًا بالسَّخط والاستياء، إذ لم يكن في الحسبان أن تنقطع الكهرباء بهذا الشكل المُخيف خلال فصل الصيف الحارق، ودرجات الحرارة غير المسبوقة.

لذلك، لن نتحدث عن الفشل الذريع في مواجهة تلك الأزمة المخيفة أو تخفيف وطأتها، وما خلَّفته خطة «تخفيف الأحمال»، من زيادة أوجاع الناس ومعاناتهم، خصوصًا الطلبة وكبار السن والنساء والرجال والأطفال والشباب وذوي الاحتياجات!

كما لن نتحدث عن الخسائر المتزايدة التي تعرض لها مجال السياحة وكافة القطاعات الإنتاجية، أو فداحة فقدان الأرواح، أضف إلى ذلك تلف الأجهزة والممتلكات، التي «أصلحها» المصريون بـ«السُّخرية»، المقرونة بتساؤلات حول جدوى دفع فواتير «استهلاك الظلام»!

اللافت أن روح الدعابة لم «تنقطع» أبدًا مع معاناة «قطع» الكهرباء، أو «ما تيسر من التيار»، ولذلك نقول لهؤلاء المستائين والممتعضين من هذا الأمر: حاولوا أن تتجنَّبوا تلك النظرة البائسة التشاؤمية، فقطع الكهرباء فيه من الفوائد التي لا يمكن حصرها.

إن انقطاع التيار، غاية لم يُدركها الكثيرون منذ عقود، خصوصًا أنها تجربة ثرية، يجب أن تحرص على خوضها والإفادة منها بشتى السبل، فلا يمكن أن تقضي هذه الساعات اليومية من دون أن تستفيد منها.

نتصور أنه يمكنك إعادة الترابط الأسري بينك وبين زوجتك وأولادك، فهي فرصة مثالية أن تتجاذبوا أطراف الحديث في أمور حياتكم التي ضاعت في الزحام والانشغال بأعباء الحياة.

تلك الساعات فرصة سانحة لاسترجاع ذكريات الماضي السحيق، وأن تشرح لأبنائك تجربة حياتك البدائية ونجاحك في التحصيل العلمي على «لمبة الجاز»، و«الكلوب أبورتينة»، و«الطبلية»، وبعض الأدوات «التراثية» التي لم يعاصروها!

يجب استثمار تلك الساعات في التأمل، بعيدًا عن صخب الحياة والضوضاء والازدحام، لأن حالك ليس أفضل من الكثيرين الذين يلزمون منازلهم، كما أنك عندما تعتاد على الأمر، ستكون أكثر هدوءًا، وتصالحًا مع نفسك، وبالتالي ستتحلى بالصبر والجلد والتحمل.

أخيرًا.. ساعات قليلة فقط كل يوم من قطع الكهرباء، كفيلة بالاستغفار و«تخفيف الذنوب»، وتجعلك أكثر إحساسًا وشاعرية على أضواء الشموع، وكذلك لتشعر أيضًا بمعاناة غير المبصرين، وبالتالي التخلي عن كلمات مأثورة من المجاملات الكاذبة، مثل «الله ينور»، «كفاية نورك علينا»، «تسلم يا نور عينيا».

فصل الخطاب:

حكمة: «الاستغناء عن الأشياء والأشخاص يجعلك دائمًا أقوى».

[email protected]

 

مقالات مشابهة

  • أما آن؟.. أمسية سينمائية تجمع 15 فيلما
  • هل فكّ العلماء لغز أشجار الباوباب التي يبلغ عمرها 1000 عام؟
  • مصادر: علاء فاروق وزيرا للزراعة خلفا للسيد القصير
  • باسيل مع حزب الله وضده!
  • معاودة التواصل بين بكركي وحزب الله
  • الاعتراف بالحق فضيلة
  • ما تيسر من التيار
  • البوليساريو تنتزع الأطفال من عائلاتهم بالقوة وتقوم ببيعهم لعائلات مسيحية
  • من متغيِّرات الكنيسة.. إلى إلغاء إرهابية الحزب!
  • الكنيسة الكاثوليكية تحيي ذكرى القديسة فبرونيا الشهيدة