عربي21:
2025-01-18@18:21:20 GMT

مجاعة غزة على رصيف بايدن

تاريخ النشر: 19th, March 2024 GMT

وسط حديث متكرر عن هدنة أو وقف دائم لإطلاق النار فى قطاع غزة المنكوب بفعل الهجمات الإسرائيلية الوحشية، يبقى الواقع المرير المهدد بمجاعة أشد قسوة وضراوة فى حصد أرواح سكان الشريط الساحلى الضيق الذى يأوى أكثر من مليونى فلسطينى، باتوا اليوم رهينة لألاعيب«انتخابية» بين رئيس الوزراء الإسرائيلى بينيامين نتنياهو، والرئيس الأمريكى جو بايدن.



ينشط الحديث حاليًا عن تصعيد بين بايدن ونتنياهو الذى لا يستجيب لسيده فى البيت الأبيض الذى يحاول أن يذكره مرة تلو الأخرى أن السلاح الأمريكى والمساعدات التى تقدمها واشنطن هى الفيصل فى بقاء كيان محتل تعرض جيشه فى السابع من أكتوبر الماضى لهزيمة مذلة على يد المقاومة الفلسطينة التى لا تزال تقاتل بعد أكثر من 5 أشهر على العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة، وما خلفه من قتل وتشريد لعشرات ألوف الفلسطينيين.

يواصل نتنياهو التهديد باجتياح رفح، متجاهلًا الضغوط من أجل هدنة يمكن من خلالها تكثيف المساعدات الغذائية إلى سكان غزة مع تجديد مسئولى الأمم المتحدة تحذيرهم من الخطر الوشيك بحدوث مجاعة فى القطاع فى ظل موت المزيد من الأطفال جوعًا، وهى كارثة إنسانية تفضح الضمائر الخربة والمتخاذلة عن إنقاذ أرواح مئات آلاف البشر.

وللوقوف على حجم الكارثة الإنسانية التى تنتظر الفلسطينيين فى قطاع غزة، بسبب نقص الغذاء والدواء، واستنادًا لأحدث تقارير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية فإن «خطر الموت جوعًا فى غزة آخذًا فى التزايد، ما يؤثر بشكل غير متناسب على الأطفال والنساء الحوامل، ويتفاقم بسبب عدم كفاية المياه وخدمات الصرف الصحى والخدمات الصحية، وانقطاع إمدادات الطاقة والوقود، وتدمير إنتاج الغذاء والزراعة».

أما منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو) فتقول إنه واعتبارًا من 7 فبراير، فإن جميع سكان غزة البالغ عددهم 2ر2 مليون نسمة يواجهون مستويات عالية من انعدام حاد للأمن الغذائى، وأن أكثر من 50% منهم وصل إلى مستوى الطوارئ، ويواجه واحد على الأقل من كل أربعة ظروفًا كارثية.

بدوره قال مارتن جريفيث، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشئون الإنسانية ومنسق الإغاثة فى حالات الطوارئ، إن «الحياة تستنزف من غزة بسرعة مرعبة». وغير بعيد ما قالته أيضًا وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) من أن «الجوع بات فى كل مكان بقطاع غزة، وأن الوضع فى شمال القطاع مأساوى، حيث تمنع المساعدات البرية رغم النداءات المتكررة».

لاحظ المفردات التى تستخدمها المنظمات ووكالات الإغاثة الانسانية فى توصيف ما يحدث فى غزة، مثل «الوضع المأساوى، والكارثى، والمرعب، وانعدام الأمن الغذائى.. إلخ»، وهى كلمات ربما تكون أقل بكثير لوصف الأمر على أرض الواقع بعد أن أكل الناس الحشائش وشربوا مياه البحر، وناموا فى العراء وغرقوا فى الماء من أجل حفنة طحين ألقتها طائرات من السماء.

وفى ظل هذه المأساة، لا تتوقف الألاعيب الأمريكية، ولا تخجل إدارة بايدن عن استغلال حاجة الفلسطينيين للمساعدات، فيقدم ورقته الجديدة لتحقيق أغراض يبدو بعضها مريبًا، عبر إرسال سفينة تحمل معدات لإقامة رصيف بحرى عائم قبالة سواحل غزة لاستقبال سفن المساعدات، بدلًا من الضغط لفتح المعابر البرية جميعا، لإيصال تلك المساعدات التى تتحكم إسرائيل فى تدفقها.
الرصيف البحرى أو الميناء الذى تعمل الولايات المتحدة على إقامته ندد به المقرر الأممى الخاص المعنى بالحق فى الغذاء مايكل فخرى واعتبره عملًا خبيثًا، كما قال إنه «للمرة الأولى أسمع أحدا يقول إننا بحاجة إلى استخدام رصيف بحرى.. لم يطلب أحد رصيفًا بحريًا، لا الشعب الفلسطينى ولا المجتمع الإنسانى».

شبح المجاعة يهدد غزة مع كل طلعة نهار، والصمت على ما يدور جريمة، ومنح تل أبيب وواشنطن الفرص لتحقيق أغراض دنيئة على حساب الشعب الفلسطينى لا يجب السكوت عليه، بل الواجب فضحة وتعريته، علنًا نمنع جزءًا من المأساة الفلسطينية الجديدة.

(الشروق المصرية)

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة امريكا غزة تجويع مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة مقالات سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

«أونروا»: نتوقع عودة مئات الآلاف إلى غزة ونسعى لتجهيز مستودعات المساعدات

قالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا»، إنّ دخول المساعدات لغزة أعيق بشكل ممنهج مع تدمير الطرق وتعذر الوصول إلى العديد من مستودعاتها لأشهر، حسبما أفادت قناة «القاهرة الإخبارية»، في خبر عاجل.

وتابعت: «نستعد حاليا لتجهيزها»، مشيرةً إلى أنّ الذخائر غير المنفجرة في غزة تشكل خطرا كبيرا على الأطفال والمدنيين.

وذكرت أنها تتوقع عودة مئات الآلاف إلى مدينة غزة ما يجعل الأمور اللوجستية مصدرا للقلق، مواصلة: «نعمل على تجهيز المخازن في غزة ولدينا شبكات توزيع وموظفون على الأرض».

وفي وقت سابق، أعلنت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا»، أنها ملتزمة ببذل كل ما في وسعها للبقاء في قطاع غزة وتقديم الخدمات لسكانه. 

وقال المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا» فيليب لازاريني، إن الوقت حان لحل دبلوماسي سلمي ينهي الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، بما في ذلك معالجة محنة لاجئي فلسطين بشكل نهائي. 

مقالات مشابهة

  • بعد وقف إطلاق النار..أونروا: إيصال المساعدات إلى غزة قد ينهي المعاناة الإنسانية
  • الأمم المتحدة تحشد الاستعدادات لتوسيع المساعدات في غزة
  • «أونروا»: نتوقع عودة مئات الآلاف إلى غزة ونسعى لتجهيز مستودعات المساعدات
  • الأمم المتحدة: حشد الإمدادات الإنسانية لتوسيع نطاق المساعدات في غزة
  • عقب قرارات وقف نشاطها - الأونروا ستواصل تقديم المساعدات الإنسانية
  • الأمم المتحدة: إدخال المساعدات إلى غزة مرهون بسماح إسرائيل
  • الأمم المتحدة: إمداد غزة بالمساعدات سيحتاج ترتيبات أمنية
  • الأمم المتحدة: ملتزمون بتوصيل المساعدات الإنسانية إلى الفلسطينيين في غزة
  • بايدن: مصممون على إعادة كل الرهائن وتوسيع المساعدات الإنسانية إلى غزة
  • الأمم المتحدة: لا يمكن تقديم المساعدات لغزة إلا بقدر ما تسمح به الظروف