مفتي الجمهورية في مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" بمكة المكرمة:· القرآن والسنة حثَّا على الوحدة والبعد عن مواطن النزاع· القرآن الكريم قرر أن الاختلاف في الفكر والرأي واقع لا محالة وهو سُنة الله في خلقه· الاختلاف الذي وقع بين أئمة المذاهب الفقهية لم يكن في أصول الاعتقاد ولا في قطعيات الدين وإنما في الفروع الفقهية· الاختلاف في الاجتهاد لا يمنع أبدًا من استمرار المودة والمحبة الثابتة بالإسلام· العلماء هم أمل الأمة في الخروج من الفتن وطوق نجاتها من الغرق في ظلمات الجهل والسطحية· علينا أن نبذل كل الجهد لمد جسور المحبة والتعاون بين مذاهب الأمة الإسلامية

 

قال فضيلة الأستاذ الدكتور شوقي علام –مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم- إن المتأمل في آيات الكتاب الكريم والسُّنة المطهرة يجد أن الحث على الاجتماع والدعوة إلى الوحدة والبعد عن مواطن النزاع والخلاف الذي يؤدي إلى الفتنة أمر واضح جلي لا يرتاب فيه عاقل، وهو من أعظم مقاصد ديننا الحنيف، قال الله تعالى (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا).

جاء ذلك في كلمته التي ألقاها في المؤتمر الدولي «بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية» الذي يُعقد بمكة المكرمة، تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وتنظمه رابطة العالم الإسلامي.

وأضاف فضيلة المفتي أن القرآن الكريم قرر أن الاختلاف في الفكر والرأي واقع لا محالة وهو سُنة الله في خلقه نتيجة لاختلاف الأفهام واللغات ومنطق التفكير ومناهج الاستنباط؛ قال الله تعالى: (وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ).

وأوضح فضيلته أنه إذا كان الله تعالى قد أمرنا بالبُعد عن مواطن التنازع والاختلاف من جهة، ومن جهة أخرى أقرَّ بوجود سُنة الاختلاف، فمن مبدأ الجمع بين دلالات النصوص ومما تدل عليه بالفحوى والإشارة أنه يجب علينا احترام الاختلاف وتقبُّله والتعايش معه والإقرار بوجوده والإقرار أيضًا بتعذُّر جمع الناس على رأي واحد ومذهب واحد، خاصة إذا كان هذا الاختلاف لم يقع عن جهل أو عصبية أو عن هوى وتشهٍّ، وإنما وقع عن اجتهاد رصين من أئمة مجتهدين راسخين في العلم.

وأكد فضيلة المفتي أن الاختلاف الذي وقع بين أئمة المذاهب الفقهية لم يكن في أصول الاعتقاد ولا في قطعيات الدين، وإنما كان في الفروع الفقهية المستنبطة من الأدلة الظنية، وقد قرر أئمة الأصول أن الفقه من جهة استنباطه وأدلته من (باب الظنون)، فالاختلاف إنما يحدث نتيجةَ ظنية ثبوت النص في الحديث الشريف أو يحدث نتيجة وجود المساحة الدلالية الظنية في النص القرآني أو في الحديث النبوي الشريف أيضًا.

ووجَّه فضيلة مفتي الجمهورية حديثه إلى العلماء الأجلاء حضور المؤتمر قائلًا: "لا شك أنكم بسيركم على نهج أسلافكم من العلماء الربانيين، أمل هذه الأمة في الخروج من هذه الفتنة، وأنتم طوق نجاتها من الغرق في ظلمات الجهل والسطحية، وأن ما تجتمعون عليه اليوم من العمل على مد جسور الثقة والمحبة والتعاون بين علماء مذاهب الأمة الإسلامية ومتبوعيها، وتوطيد أواصر المحبة والإخاء مع وجود التنوع والاختلاف الذي هو سُنة الله في الخلق، عمل عظيم نافع".

وأكد أن الاختلاف في الاجتهاد لا يمنع أبدًا من استمرار المودة والمحبة الثابتة بالإسلام، وهو نهج الأئمة الأعلام في احترام الاجتهاد والمجتهدين المخالفين، والحث على جمع الشمل، والعمل على خدمة الأمة مع وجود الاختلاف، فإن الأمور التي يصلح فيها التعاون والاجتماع أكبر من أن تحصى.

وفي ختام كلمته توجَّه فضيلة المفتي بخالص الشكر لرابطة العالم الإسلامي وأمينها العام، الشيخ الدكتور محمد عبد الكريم العيسى -الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، رئيس هيئة علماء المسلمين- على جهوده الحثيثة في خدمة الإسلام والمسلمين، وعلى سعيه الحثيث لجمع شمل علماء الأمة الإسلامية، ومد جسور الثقة والمحبة والتعاون بينهم، مؤكدًا أنَّ هذا مقصد جليل وغرض كريم وغاية نبيلة، ينبغي علينا جميعًا أن نتعاون فيه، وأن نبذل كل الجهد والوقت من أجل مد جسور الثقة والمحبة والتعاون، بين مذاهب الأمة الإسلامية.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الأمة الإسلامیة مفتی الجمهوریة الاختلاف فی

إقرأ أيضاً:

كواليس حوار شامل لـ مفتي الجمهورية مع أحمد موسى غدًا

كشف الإعلامي أحمد موسى، عن أنه أجرى حوارا اليوم مع مفتي الجمهورية نظير عياد معظمه عما يجري في مصر والمنطقة العربية وتم إثارة العديد من النقاط ودورها الدار في مواجهة مخاطر السوشيال ميديا.

أحمد موسى: الرئيس السيسي كان شايف اللي بيحصل من بدري ورفض طلب مرسيأحمد موسى يهنئ الأهلي بسداسية بلوزداد: عاوزين بطولتنا المفضلة

وتابع خلال تقديم برنامج برنامج «على مسئوليتي»، المذاع على قناة «صدى البلد»، أنه تم الرد على من يكفر الناس ويحرض على القتل والخيانة ورأي الدين الحنيف في هذه المسائل.

ولفت الإعلامي أحمد موسى، إلى أن الحوار سوف يذاع غدا الاثنين، وتم الرد فيه على الشائعات ومحاولات إحداث فتنة ووقيعة بين أبناء مصر ومؤسساتهم الوطنية.

وعبر عن سعادته بإحراء هذا الحوار الذي تم الحديث فيه عن هدم الدول وطمس هويتها ومحاولات هز الثقة وإنفاق المليارات لهز الثقة بين الشعب والقيادة.

وأكد أن الحوار مهم وشامل ولأول مرة يجرى المفتي حوارا في برنامج مطول، وتم الحديث في قضية البلد والوطن والشعب ومحاولات تغييب العقول واستغلال الدين والحديث باسم الدين وكأنهم هم الإسلام

وقال إن مفتي الديار المصرية، تحدث عن كيفية مواجهة الإلحاد والحفاظ على أولاد مصر، والحديث عن فوضى الفتاوى ومن له حق الفتوى وكيفية الحفاظ على نسيج الأسرة وحماية أفرادها.
 

مقالات مشابهة

  • كواليس حوار شامل لـ مفتي الجمهورية مع أحمد موسى غدًا
  • كم ركعة صلاة العشاء الفرض والسنة؟.. صلها 6 ركعات بالخطوات
  • السيد خامنئي: الجمهورية الإسلامية في إيران ليس لديها قوى بالوكالة
  • ذكرى رحيل الشيخ العناني: علامة فارقة في تاريخ الأزهر والشريعة الإسلامية
  • بناء الإنسان.. مفتي الجمهورية يدير ندوة تثقيفية في أكاديمية الشرطة
  • ما حكم القنوت في صلاة الفجر؟.. اختلفت عليه المذاهب الأربعة
  • خطيب البعوث الإسلامية: الأمة تمر بأحداث صعبة ستخرج منها أشد قوة
  • خطيب البعوث الإسلامية: استسلام الأمة للمنافقين بداية الانهيار.. والشيطان ينشر اليأس
  • إنذار برتقالي.. "الأرصاد" ينبه من أمطار متوسطة ورياح بمكة المكرمة
  • عضو بالشئون الإسلامية: الحب والحنان مع الأطفال أساس بناء الشخصية السوية