قالت مجلة “فورين بوليسي” إن حرب المعلومات الروسية اتسعت لتشمل استخدام شخصيات إعلامية غربية للترويج لأجندة موسكو الخاصة، بينما بات صناع السياسة وشركات التواصل الاجتماعي في الغرب عاجزين عن التصدي لهذه الحملة.

وتشير إلى أن المقابلة التي أجراها المذيع الأميركي الشهير، تاكر كارلسون، مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، مؤخرا، باعتبارها حديثا دعائيا لم يكن من الممكن تصوره قبل جيل مضى، “لكنه أصبح عاديا جدا اليوم لدرجة أنه لا يكاد يكون ملحوظا”.

وتمت مشاهدة مقابلة كارلسون مع بوتين أكثر من 120 مليون مرة على موقع يوتيوب ومنصة “أكس”، وفق التقرير.

وخلال المقابلة، التي استمرت ساعتين، سرد بوتين أحداث القرون الماضية واستعرض وثائق تعود إلى القرن السابع عشر، بهدف تبرير غزوه لأوكرانيا.

ورغم الملل الذي صبغ محاضرة بوتين التي استمرت ساعتين عن التاريخ الروسي والأوكراني من وجهة نظره، فإن بث المقابلة والترويج لها عبر المنصات الغربية “ليس سوى أحدث غزوة ناجحة في حرب المعلومات الروسية بمواجهة الغرب”، وفق فورين بوليسي.

وتقول المجلة إنه “في هذه الحرب، لا يستخدم الكرملين وسائل التواصل الاجتماعي سلاحا فحسب، بل يعتمد على الغربيين أنفسهم لنشر رسائله على نطاق واسع”.

ويمضي التقرير للقول إن شركات وسائل التواصل الاجتماعي ربما قد نسيت وعودها بالتحرك بعد فضيحة التدخل في الانتخابات الرئاسية الأميركية، عام 2016، عندما وصلت المنشورات الموالية لروسيا إلى 126 مليون أميركي على فيسبوك وحده.

وتقول إنه “لا يبدو أن صناع السياسات غافلين عن اتساع ونطاق حرب المعلومات الروسية بالكامل فحسب، بل إن المخاوف بشأن قمع حرية التعبير والمساهمة في الاستقطاب السياسي دفعتهم وشركات وسائل التواصل الاجتماعي إلى الامتناع إلى حد كبير عن أي إجراء لوقف الحملة الروسية المستمرة”.

ويأتي هذا الموقف بينما يزاد النفوذ الروسي في السياسة والمجتمع الغربيين بعمق، وبالنسبة لبوتين، تهدف “حرب المعلومات النفسية” إلى “تقويض الروح المعنوية والنفسية للأعداء”، و”تقويض الدعم الأنظمة الديمقراطية الغربية”، من خلال نشر العديد من الأخبار المزيفة والمحرفة، “بواسطة شبكة مزروعة من الأشرار، المتعمدين وغير المتعمدين (…)”.

وتتمتع رسائل الكرملين بمدى وصول غير عادي، فخلال السنة الأولى من حرب أوكرانيا وحدها، تمت مشاهدة منشورات الحسابات المرتبطة بالكرملين ما لا يقل عن 16 مليار مرة في الغرب.

وتشير المجلة كذلك إلى “حماس الجمهور الغربي المستقطب لإعادة تركيز هويته بشأن روايات موسكو والتحول إلى سلاح غير مقصود في حرب المعلومات”.

ويشير على سبيل المثال إلى حركة “كيو آنون” التي اكتسبت أتباعا في جميع أنحاء الولايات المتحدة مع قرب الانتخابات الرئاسية في 2020، وتبنت هذه الحركة نظرية مؤامرة غريبة داخل الولايات المتحدة وخارجها تدعي أن الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، يحارب “دولة عميقة” مكونة من متحرشين بأطفال، يسيطرون على العالم.

ونقل تقرير سابق لـ”صوت أميركا” عن ناشط في الحركة، التي ظهر لها أتباع في نحو 71 دولة حول العالم، إن “كيو آنون مجموعة عالمية سلمية وطنية كرست نفسها لخدمة الله، وإنقاذ الأطفال من عمليات الإتجار بهم، والتخلص من الدولة العميقة ‘الشيطانية'”.

وتقول فورين بوليسي إن أنصارها كذلك يتبنون مجموعة من “المظالم المألوفة من الدعاية الروسية: المشاعر المناهضة لمجتمع المثليين، ومناهضة الليبرالية، وخاصة المشاعر المناهضة لأوكرانيا”.

ولهذا الغرض، تحولت قنوات الحركة على تطبيق المراسلة “تليغرام” بسرعة إلى منتديات للمشاعر المناهضة لأوكرانيا.

ومع انتشار دعمها في الولايات المتحدة إلى بلدان في جميع أنحاء الغرب، “يبدو أن الأتباع يتبنون نفس المشاعر المؤيدة لبوتين ونفس الشكوك بشأن تقديم الدعم لأوكرانيا”.

وتشير المجلة إلى استخدام “أبواق” مثل صحفيين ومغنيين لنشر الروايات الإيجابية باستمرار تحت ستار طرح الأسئلة أو تقديم وجهتي نظر.

وتستغل موسكو الشبكات غير الغربية مثل “تليغرام” و”تيك توك” لصالحها، وعلى الأخيرة تنتشر الآلاف من الحسابات المزيفة لصالح روسيا، التي تحصد آلاف المتابعين في الغرب.

وتتهم المجلة “تيك توك” بعدم بذل جهود كافية لوقف انتشار المحتوى الموالي للكرملين، مما يسمح للعديد بمشاهدة مواد الدعاية الروسية والتواصل مع المؤثرين والمستخدمين الآخرين الذين يشاركون هذه المواد، وينشرون باستمرار وجهة نظر موسكو بشأن أوكرانيا، وهو الأمر الذي دفع الكونغرس الأميركي إلى التحرك نحو حظر التطبيق.

لكن المجلة تلفت إلى أنه “رغم أنهم يتمتعون ظاهريا بمزيد من السيطرة، فإن صناع السياسة الأميركيين ليسوا على استعداد لفعل الكثير لوقف موجة الدعاية الموالية لروسيا”، مشيرة على سبيل المثال إلى عدم استعداد إيلون ماسك لوقف حملات التأثير الروسية على منصة “أكس”.

وتقول المجلة إنه “مع دخولنا العام الثالث من الغزو الروسي لأوكرانيا، بات من الواضح أن حرب المعلومات التي يخوضها الكرملين مرتبطة بالكامل بالحرب العسكرية. ويستهدف بعضها أوكرانيا، إذ تحاول حملات التضليل الروسية زرع بذور عدم الثقة في القيادة السياسية والعسكرية للبلاد، لكن بالنسبة للكرملين، فإن حرب المعلومات على الغرب أمر أساسي”.

الحرة

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: التواصل الاجتماعی حرب المعلومات

إقرأ أيضاً:

عاصمة غربية تُضيء أنوار شهر رمضان .. فيديو

لندن

شهدت بريطانيا تجمع رائع لآلاف المسلمين أمس الخميس، لمشاهدة لحظة إضاءة زينة وأنوار شهر رمضان.

ولقت المناسبة تفاعلاً لافتًا من مختلف أطياف المجتمع البريطاني، فيما قال عمدة لندن صادق خان: “نقف اليوم سفراء للأمل، في أول عاصمة غربية تضيء أنوار رمضان”.

ويشار إلى أنه سبق إضاءة الأنوار موكب رمضاني للأطفال حيث حمل الصغار فوانيس رمضان وجابوا ميدان “ليستر سكوير” في مشهد استثنائي، ترافقهم شخصيات بارزة من بلدية “ويستمنستر”.

والجدير بالذكر أن الموكب لقى احتفاءً كبيرًا من سكان لندن الذين تجمعوا لمتابعته، معتبرين أنه يمثل رسالة ترمز إلى التآخي الثقافي وتشجيع الأجيال الشابة على الاعتزاز بهويتها وتعزيز حضور المسلمين العرب في المشهد الثقافي البريطاني.

https://cp.slaati.com//wp-content/uploads/2025/02/ssstwitter.com_1740727307039.mp4

مقالات مشابهة

  • الناطق باسم “حماس”: تمديد المرحلة الأولى بالصيغة التي يطرحها العدو مرفوض
  • هكذا تحولت المباحثات التي دارت بين ترامب وزيلينسكي إلى “كارثة”
  • زيلينسكي يرفض الاعتذار لترامب ويؤكد: لا يمكن لأوكرانيا مواجهة روسيا دون دعم أميركي
  • “المحيا” العثمانية تزين مساجد إسطنبول
  • عاصمة غربية تُضيء أنوار شهر رمضان .. فيديو
  • الكرملين: الأراضي الأوكرانية التي ضمتها روسيا غير مطروحة للتفاوض
  • ما الدروس التي استخلصتها شعبة الاستخبارات الإسرائيلية من فشل السابع من أكتوبر؟
  • وزير الطاقة الروسي: اجتماع اللجنة “العراقية-الروسية” العاشر يمثل تحولا في مسار العلاقات بين البلدين
  • الداخلية المصرية تكشف صفحات مزيفة على “فيس بوك” تسيء لقاض
  • «ترامب»: سنعمل على استعادة أموالنا التي قدمناها لأوكرانيا