شعبان بلال (غزة، القاهرة)

أخبار ذات صلة الأمم المتحدة تحذّر من «مجاعة وشيكة» في غزة الاتحاد الأوروبي يوافق على فرض عقوبات على المستوطنين المتطرفين بالضفة

كشف المتحدث باسم وزارة التربية والتعليم الفلسطينية، صادق خضور، عن أن حجم الضرر الذي لحق بالمدارس في غزة نتيجة الحرب كبير وغير مسبوق، وأن أكثر من 620 ألف طالب محرومون من الذهاب إلى مدارسهم منذ 7 أكتوبر الماضي.


وقال خضور، في تصريحات لـ«الاتحاد»، إن نحو ربع عدد المدارس الحكومية في غزة أصبحت مدمرة بالكامل، بجانب أضرار جزئية في أغلبية المدارس الأخرى بنسب مختلفة، وإن 10% فقط من المدارس لم مازلت سليمة.
وحسب المتحدث الرسمي باسم وزارة التربية والتعليم، فإن قطاع غزة يواجه أزمة في التعليم من قبل الحرب، إذ يبلغ عدد الأبنية المدرسية الحكومية 307، منها 135 مدرسة بنظام الفترتين لتعويض نقص الأبنية التعليمية.
ووصف خضور مستقبل طلبة الثانوية العامة بالمجهول؛ لأن مصيرهم يرتبط بوجود آجال زمنية للالتحاق بالجامعات، وأنهم أكثر الفئات تضرراً من توقف العملية التعليمية.
وقال: «لدينا مفقود تعليمي لا يمكن قياسه كمياً، فالطلبة محرومون من التعليم علاوة على أن آثار الحرب طالت المباني التعليمية التكنولوجية والكتب والأثاث».
وأشار إلى خطورة الآثار النفسية والصحية على الطلاب جراء استمرار الحرب، وحرمانهم من تلقي تعليمهم وتهديد مستقبلهم، بعدما بات مصير العام الدراسي في الضياع.
وكان مكتب الأمم لتنسيق الشؤون الإنسانية قد نشر بيانات حول المدارس المتضررة جراء العمليات العسكرية في غزة بالاستناد إلى صور الأقمار الاصطناعية، التي تظهر أن نحو 80 % من المدارس تحتاج إلى الترميم بدرجات متفاوتة، وأن أكثر الأبنية تضرراً في شمال غزة تليها محافظة غزة ودير البلح، والنسبة الباقية من المدارس مصيرها غير معروف.
أما عن جهود إعادة إعمار المدارس بعد توقف الحرب، فأوضح المتحدث الرسمي أن تكلفتها ستكون عالية وتحتاج لمئات الملايين من الدولارات، خاصة فيما يرتبط بالبنية التحتية أو المقومات اللازمة لبناء كل تلك المدارس مرة أخرى، إضافة إلى الحاجة لأثاث وكتب وتجهيزات وكوادر تعليمية إضافية.
وطالب الخضور بضرورة توقف الحرب، قائلاً: «بجانب الخسائر المادية والدمار، ثمة مفقود معنوي يصعب تقييمه مادياً، وهناك تكلفة عالية معنوياً لإعادة الأوضاع في المدارس كما كانت عليه في السابق والتي هي بالأساس لم تكن في أفضل حال».

 

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: فلسطين إسرائيل غزة فی غزة

إقرأ أيضاً:

أسرى الألم.. جرحى غزة محرومون من بهجة رمضان والعلاج

غزة- تجلس الطفلة الجريحة منة عقل على سرير في مجمع ناصر الطبي بمدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، مثقلة بآلامها، والكثير من الذكريات التي بقيت لها، بعدما فقدت جميع أفراد أسرتها في غارة جوية إسرائيلية على منزلها في مخيم البريج للاجئين وسط القطاع.

منة (8 أعوام) هي الناجية الوحيدة من هذه الغارة الغادرة التي هوت بالمنزل فوق رؤوس أسرتها (5 أفراد)، وخطفت أرواح والديها وإخوتها، فيما كانت هي الناجية الوحيدة مع جروح صعبة في ساقيها، تستدعي سفرها للعلاج في الخارج.

وقعت هذه الغارة ليلة 16 نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي، بينما كانت هذه الأسرة الصغيرة نائمة، وتقول منة للجزيرة نت "استيقظت ووجدت نفسي في المستشفى وأعاني من ألم شديد في أنحاء جسدي وجروح وكسور في الساقين".

منة تصنع فانوسا من ورق للاحتفال بشهر رمضان على سريرها في مجمع ناصر الطبي (الجزيرة) ذكريات مفقودة

لم يتبق لهذه الطفلة سوى جدّيها، وقد تلقت خلال الحرب صدمات قاسية، جراء غارات أودت بحياة غالبية أفراد عائلتها من أعمامها وعماتها وأسرهم. وبكلمات مثقلة بالحزن تتحدث منة عن شعورها بالوحدة، واشتياقها لوالديها وإخوتها الشهداء.

ما ذكرياتك مع أسرتك في رمضان؟، سألتها الجزيرة نت، وببراءة طفولية تجيب وهي تمسك بفانونس صغير بين يديها "أكل ماما الزاكي، وبابا كان يشتري لي فانوس رمضان، وألعب به مع صديقاتي في الحارة، في ليلة رمضان كان أبي يذهب للسوق ويشتري لنا كل حاجة بنحبها، ويحضر زينة رمضان، وكنت أساعد ماما في تزيين البيت". وتساءلت بعد لحظة صمت "راح البيت وراحوا أهلي وبقيت لوحدي، ليش قصفونا وقتلوهم؟".

ومثل منة خلفت الحرب غير المسبوقة التي شنتها دولة الاحتلال على القطاع عقب عملية "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، آلاف الأطفال الأيتام ممن فقدوا والديهم أو أحدهما، وبينهم ناجون وحيدون من غارات مسحت أسرهم كليا من السجل المدني.

إعلان

وتقول جدة منة، عفاف السلول، للجزيرة نت "لم يتبق لها سوانا.. أنا وجدها المريض، وقد استشهدت أسرتها، وعدد كبير من أعمامها وعماتها وأسرهم في الغارة نفسها وفي غارات أخرى خلال الحرب".

خضعت منة لعدة عمليات جراحية من أجل إنقاذها وإبقائها على قيد الحياة، واضطر الأطباء لقص واستئصال جزء من عظام الساقين. وبحسب الجدة عفاف (60 عاما)، فإنها بحاجة ماسة للسفر والعلاج بالخارج، والخضوع لعمليات زراعة عظم، لتتمكن من السير على قدميها والعودة التدريجية لحياتها.

أبو سلمية يتهم الاحتلال بالتلاعب بأرواح 16 ألف جريح ومريض غزي بحاجة للسفر للعلاج بالخارج (الجزيرة) مصير معلق

وتراهن الجدة على الزمن من أجل تعافي ذاكرة حفيدتها التي لا تستوعب حتى اللحظة أنها ستواجه العالم وحيدة لبقية حياتها بعد استشهاد جميع أفراد أسرتها، وتقول إن حلول شهر رمضان لأول مرة عليها بدونهم ضاعف من حزنها ومن آلام جروحها وكسورها.

وتخشى السلول على مصير منة بعدما استنفد الأطباء في غزة كل ما في وسعهم، ولم يعد بالإمكان استكمال علاجها في المستشفيات المحلية التي تعاني ضعفا شديدا في الإمكانيات البشرية والمادية، جراء ما تعرضت له من استهداف ممنهج طوال الحرب، وقيود إسرائيلية مشددة على دخول الوفود الطبية المتخصصة، والأجهزة والأدوية والمعدات الطبية.

هذه الطفلة واحدة من بين زهاء 16 ألف جريح ومريض على قوائم الانتظار، يترقبون بلهفة فرصتهم للسفر من خلال معبر رفح البري مع مصر بغية العلاج بالخارج.

ويقول مسؤول ملف إجلاء المرضى في وزارة الصحة الدكتور محمد أبو سلمية -للجزيرة نت- إن الاحتلال يتلاعب بمصير جرحى ومرضى غزة، ويخرق ما تم التوافق عليه في البروتوكول الإنساني ضمن اتفاق وقف إطلاق النار.

ووفقا للمسؤول الطبي، فإن الاحتلال لم يلتزم بالاتفاق سواء من حيث أعداد المرضى والجرحى والمحدد بـ150 يوميا يسمح لهم بالسفر، ولم يسمح بأفضل الأحوال بسفر أكثر من 50، أو من حيث أولوية السفر بناء على خطورة الحالة، حيث يتعمد التلاعب بالاحتياجات والأولويات.

داوود يفتقد طقوس رمضان ويعيش أسيرا لإصابته في مجمع ناصر الطبي في خان يونس (الجزيرة) أسير الألم

من بين هؤلاء الذين يتعلق مصيرهم بالسفر عبر معبر رفح، وهو المنفذ الوحيد للغزيين على العالم الخارجي من خلال الأراضي المصرية، الجريح أيمن داوود الذي يقبع في مجمع ناصر الطبي "أسيرا" لجروحه وآلامه، وبدا حزينا لعدم تمكنه من السفر للعلاج، ويخشى أن تطول فترة الألم والانتظار، وينهار الاتفاق بين المقاومة الفلسطينية ودولة الاحتلال، الذي انتهت مرحلته الأولى منتصف ليلة الثاني من مارس/آذار الجاري.

إعلان

للشهر الخامس وأيمن (22 عاما) يرقد في سرير بالمستشفى، منذ أن تسببت له غارة جوية إسرائيلية بشلل نصفي، استدعت خضوعه لعدة عمليات جراحية.

ويفتح شهر رمضان بابا من الذكريات المؤلمة عليه، حيث لم تكن إصابته بالعمود الفقري وشلله كل ما ناله من الحرب الإسرائيلية التي حرمته من والده شهيدا، وكان منزل أسرته من بين غالبية منازل مدينة رفح جنوبي القطاع، التي تعرضت لدمار تقدره بلديتها بأكثر من 80% خلال العملية العسكرية الإسرائيلية والاجتياح البري لها في 6 مايو/أيار الماضي.

ناظرًا إلى ساقيه بحزن وألم، يقول داوود "الحرب أخذت مني الكثير، أبي ومنزلنا، لا أريد أن أقضي بقية حياتي مشلولا وليس لي أمنية أو حلم الآن سوى بالسفر والعلاج".

ويتساءل وقد بدت الكلمات تخرج منه بصعوبة "لمتى سأبقى أسير المستشفى ولا أستطيع الحركة عن هذا السرير؟، جاء رمضان وحرمتني الإصابة من الصوم وصلاة التراويح. أنا لا أشعر برمضان ولا ألمس بهجته، وأفتقد كل شيء اعتدته في هذا الشهر الجميل منذ الطفولة".

وتقدم داوود بطلب للحصول على تحويلة طبية للعلاج بالخارج بعد نحو أسبوعين من إصابته، ولم يتلق أي اتصال حتى اللحظة. وبعيون يملؤها الرجاء وبلسان يرتجف يقول هذا الشاب الجريح "أتمنى أن يأتي الرد وأسافر وأتعالج قبل فوات الأوان".

مقالات مشابهة

  • أسرى الألم.. جرحى غزة محرومون من بهجة رمضان والعلاج
  • "التربية" تعلن آخر موعد لتسجيل الطلبة في المدارس الحكومية
  • فتح: إسرائيل تواصل تنفيذ مخططات التهجير ومحاولات تصفية القضية الفلسطينية
  • وزارة التربية في الاقليم تعلن عن العطلة الربيعية
  • السيسي يؤكد أهمية دعم الاتحاد الأوروبي مساعي استعادة الهدوء وإقامة الدولة الفلسطينية
  • الرئيس السيسى يؤكد أهمية دعم الاتحاد الأوروبى لتحقيق الاستقرار وإقامة الدولة الفلسطينية
  • الزراعة: المنافذ المتنقلة هدفها الوصول للمناطق الأكثر احتياجا
  • الزراعة: المنافذ المتنقلة هدفها الوصول للمناطق الأكثر احتياجًا
  • “تعليم الرياض” يستقبل أكثر من 1.6 مليون طالب وطالبة
  • “مدارس تعليم الرياض” تستقبل غدًا أكثر من 1.6 مليون طالب وطالبة لبدء الفصل الدراسي الثالث