صحيفة البلاد:
2024-11-23@22:03:37 GMT

رمضان زمان في أملج

تاريخ النشر: 19th, March 2024 GMT

رمضان زمان في أملج

ذهبت لمشاهدة فعاليات المهرجان الرمضاني ( رمضان زمان ) ،والذي أقامته بلدية محافظة أملج بجودة عالية وتنظيم مميز، في البلدة القديمة العتيقة ، حيث عبق الماضي الجميل ، زمان الطيبين وأسواقهم ومساكنهم وعاداتهم وتقاليدهم، والتي شكّلت ثقافتهم وعزّزت وجسدت ترابط الأهالي بروحانية وإنسانية اجتماعية شاملة ،بمكانية الموقع الجميل، وبصفات الكرم الفيّاض والحب والود والتعاطف فيما بينهم، وكأنهم أسرة واحدة ، متجاورين بأبواب مفتوحة في البنايات الطينية المتقاربة والباقية كشاهد تراثي محبوب لسيرتهم الحسنة وقلوبهم الطيبة وتعاملهم الراقي بأخلاقهم المجبولة في نفوسهم بدون تكلف لذلك مازال أثرهم باقياً كشاهد، وجذب سياحي لموقع يحاكي عبق التاريخ بذكريات رمضان زمان،
وفعلاً استطاعت بلدية أملج ،محاكاة الماضي بفاعليات وطقوس وعادات وتقاليد رمضان زمان .

ولأن من سمع ليس كمن شاهد ،وعاش الذكريات بكل تفاصيلها واقعاً خالداً في الذاكرة بالحب والمعايشة، لذلك هنا وفي البلدة القديمة موقع الفاعليات، حضرت ووجدت جهوداً كبيرة قد بذلت ،فالمكان جميل ومكتظ بالكثير ممّن حضر وا ليستمتعوا بفعاليات رمضان زمان .

وأنا أستمتع معهم فيما أشاهد، مررت بجانب المنزل الذي عشت فيه النشأة الاولى أيام الطفولة ،فعندها جاشت واختلطت في نفسي أحلام اليقظة والمشاعر بين فرح وسعادة وتذكُّر وذكريات لشجون الماضي الجميل ،فذهبت إلى الموقع مباشرة، وقبَّلت ذا الجدار وذا الجدار ،وتحديداً ذاك الجدار، فهنا درسنا وتعلمنا قرأنا وكتبنا ، وهناك وفي ذاك الزقاق تحديداً ، وعلى تلك الدًكًة نقشًنا على الجدار حرف الحاء وحرف الباء، على ضوء الإتريك الخافت ، في سكون ليل رمضاني جميل بنجومه، وأهله وناسه ،وأطباقه وبروتوكولاته، ومواقعه في تلك المرحلة، والحقبة الزمانية ،حيث سوق الليل وفرقنا ،والشربيت والبليلة والضاع والسيجة ،والقب واللب والمعكارة والمرديحة والحبلة وطار وإلا بعشه ، وحكايات الراوي والمسحراتي والعسة والمدفع الرمضاني، والتراويح والقيام وصلاة الفجر والشيخ الوقور، والقلعة والأمير، والجمرك والميناء والحواته والبحارة والقارب، والهوري والفنديرة، والجلب والشوار والسفن والسنابيك ،والناس الطيبة ،وأسبح وعوم في البحر، وكلمات ليست ككل الكلمات ، وعلى بركة الله وصوم ياصائم.

وأخيرا ،وفي الختام ،إنها ذكريات رمضان زمان، أتت ومرت كأحلام اليقظة ،وشجون الماضي ،وأحلام الطيف العابر الذي راح ولن يعود، وليته يعود ولو في الأحلام أو المحاكاة ،والتي أتت بشئ من حتّى سيبويه وصوت السًت الجميل”: قًلً للزمان أرجع يازمان”.

lewefe@

المصدر: صحيفة البلاد

كلمات دلالية: رمضان زمان

إقرأ أيضاً:

إبداع|«متى يرحل الماضي».. قصة قصيرة للكاتبة السعودية دارين المساعد

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

يقلب المارة تراب الأرض بين أقدامهم في الشارع القديم. محاصرون ضمن الحارة الشعبية، حيث تجاري تعابيرهم رتابة الأيام. يسعى بين أيديهم طفل في السابعة، بملامح المتوسل وخطوات التائه.

اخترقت الحشود وخطوتُ فوق كل بائع افترش الأرض وصولا له. كان انتهاك حقوق الطفل يؤلمني «لقد أنقذت الكثير، لكنهم يتزايدون»، هكذا كنت أردد وكل دائرة حول نفسي تعيدني طفلاً. أفتش عنه، وأغرق في شعور التوسل للملاحظة. صوتي يختنق وسط الزحام وجدال البيع والشراء، لا أحد يراني.


فجأة لمسني من يدي، ثم شدّ كمّي يرجو شراء بضاعته. نزلت إلى مستوى عينيه وبلغته بخطورتها وبقدرتي على المساعدة. فهم أنني أرغب بشرائها فتهلل وجهه. لكنني، بعد إيماءة رفض حازم، عرّفته بنفسي، وقصصت قصتي من طفل مشرّد الى شرطي في مكافحة المخدرات.

تفحص وجهي بعينيه البنية، ثم تحسس ذقني بيده الملوثة. قربته، وبجملة وعود، زرعت الأمان في نفسه. شعرت بالانتماء لرائحة الضياع التي تفوح منه. احتضنته وملئت صدري من قوته وصبره.

كان هادئاً مطيعاً، طلبت عنوانه وأجاب برفع بضاعته مرة أخرى يريد بيعها. شعرت بالسوء من إصراره هذا ونهرته. وضع يده في صدره، ومن جيبٍ جانبي مرقوع، أعطاني قطعة نقود خشبية مصنوعة يدويا، عرفتها لمّا أخرجت مثلها من جيبي.

إنها ذاكرتي! تجترّ كل ما يؤلمني، وتمثله حياَ أمامي. فهمت أن الماضي لا يغادرنا بالنسيان، ويرحل للأبد بالتقبل والتشافي.

مقالات مشابهة

  • الأمم المتحدة: الاحتلال منع وصول ثلثي المساعدات الإنسانية لقطاع غزة الأسبوع الماضي
  • الأمم المتحدة: الاحتلال منع وصول ثلثي المساعدات لقطاع غزة الأسبوع الماضي
  • الأمم المتحدة: الاحتلال منع وصول ثلثي المساعدات لغزة الأسبوع الماضي
  • دليل جديد يكشف: المريخ كان يعج بالماء في الماضي!
  • ياسمين عبدالعزيز تبدأ تصوير مسلسل «وتقابل حبيب» استعدادا للموسم الرمضاني 2025
  • حفل لـ منوعات الزمن الجميل على مسرح الجمهورية.. الليلة
  • حفل ليلة من الزمن الجميل لعمر خيرت بالجامعة الأمريكية.. اعرف أسعار التذاكر
  • إبداع|«متى يرحل الماضي».. قصة قصيرة للكاتبة السعودية دارين المساعد
  • الشورى في زمان الحرب.. من طبخّ السُم للملِك ليرثه من داخل المؤتمر الوطني؟
  • عودة للزمن الجميل.. نبذة تذكيرية عن فيلم "المستحيل" ومكان عرضه اليوم بمهرجان القاهرة