صحيفة الاتحاد:
2025-03-13@01:17:06 GMT

شخصيات إسلامية.. الإمام الشافعي - عالم قريش

تاريخ النشر: 19th, March 2024 GMT

عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تسبوا قريشاً فإن عالمها يملأ الأرض علماً»، (معرفة السنن والآثار للبيهقي 414).
هو الإمام أبو عبدالله محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب بن عبيد بن عبد يزيد بن هشام بن المطلب بن عبد مناف بن قصي، القرشي المطلبي، الشافعي، يلتقي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في عبد مناف.


ولد سنة (150 ه)، وكان مولده بغزة، ونشأ رحمه الله في حجر أمه يتيماً، في قلة عيش وضيق حال.
بدأ الشافعي - رحمه الله - طلبه للعلم على مفتي مكة مسلم بن خالد الزنجي وغيره من أئمة مكة، وبذل الإمام الشافعي حياته للعلم، فأعلى الله تعالى ذكره، ونفع به المسلمين، وكان قدوة في العلم والعمل والتقوى والاجتهاد.
فلما بلغ من العمر ثلاث عشرة سنة، وحصل من العلم ما حصل في مكة، توجه إلى المدينة قاصداً الإمام مالك بن أنس رحمه الله ليتلقى عنه، ويقرأ الموطأ عليه، فأكرمه مالك - رحمه الله - وأحسن إليه، لنسبه وعلمه وفهمه، وعقله وأدبه.
ثم قصد بغداد وأخذ من علمائها وكون فيها مذهبه القديم، ثم ارتحل إلى مصر وفيها أنشأ المذهب الجديد.
صار الإمام الشافعي من أعلام المسلمين، حتى إن جماعة من الأئمة كالإمام أحمد بن حنبل قالوا: إنه هو المقصود بعالم قريش الوارد في الحديث الذي قواه الإمام البيهقي والحافظ ابن حجر بكثرة طرقه، (قال الحافظ ابن حجر العسقلاني في كتابه معالي التأسيس: (قال البيهقي: إذا ضمت طرق هذا الحديث بعضها إلى بعض أفاد قوة، وعرف أن للحديث أصلاً. قلت - والكلام لابن حجر -: وهو كما قال لتعدد مخارجها في كتب من ذكرنا من المصنفين)، قال الإمام البيهقي: (فلا نعلم أحداً من قريش أحق بهذه الصفة من الشافعي، فهو الذي صنف من جملة قريش في الأصول والفروع، ودونت كتبه، وحفظت أقاويله، وظهر أمره، وانتشر ذكره حتى انتفع بعلمه راغبون، وأفتى بمذهبه عالمون)، «معرفة السنن والآثار1/ 207». وأما ثناء العلماء عليه فكثير، ومن ذلك ما قاله شيخه الإمام مسلم بن خالد الزنجي: (أفت يا أبا عبدالله فقد آن لك والله أن تفتي)، وهذا والإمام الشافعي ابن خمس عشرة سنة، وقال شيخه الإمام محمد بن الحسن الشيباني: (إن تكلم أصحاب الحديث يوماً فبلسان الشافعي). وقال الإمام يحيى بن سعيد القطان - رحمه الله: (إني لأدعو الله للشافعي في كل صلاة أو في كل يوم لما فتح الله عليه في العلم، ووفقه للسداد فيه).
وقال: (ما رأيت أعقل أو أفقه منه) يعني الشافعي، وقال الإمام عبدالرحمن بن مهدي: (ما أصلي صلاة إلا وأنا أدعو للشافعي فيها).
وقال عبدالله بن أحمد بن حنبل: قلت لأبي: يا أبه، أي رجل كان الشافعي، فإني سمعتك تكثر من الدعاء له؟، فقال: يا بني، كان الشافعي كالشمس للدنيا، وكالعافية للناس، فهل لهذين من خلف، أو منهما عوض، وذاع صيت الشافعي، وتوافد على دروسه أعلام المسلمين، ورحل إليه طلاب العلم من أقطار الأرض، وتوفي عام (204 هـ) ودفن في مصر، فرحمه الله تعالى ورضي عنه.

أخبار ذات صلة التجويد وحسن الأداء يرسمان ملامح المقدمة بـ«دبي للقرآن» أمسية رمضانية في «الأرشيف والمكتبة الوطنية»

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: رمضان قريش الإمام الشافعي الإمام الشافعی رحمه الله

إقرأ أيضاً:

لماذا رفض الإمام مالك أن يكون الموطأ مرجعًا فقهيًا موحدًا للأمة؟.. محمد أبو هاشم يجيب

أكد الدكتور محمد أبو هاشم، عضو المجلس الأعلى للطرق الصوفية، أن الإمام مالك بن أنس، صاحب المذهب المالكي وأحد أئمة الفقه الأربعة، يمثل نموذجًا مضيئًا في تاريخ الفقه الإسلامي، حيث كان عالمًا ورعًا زاهدًا، نشأ في المدينة المنورة، وتلقى العلم على يد كبار فقهائها، حتى أصبح إمامًا يُرجع إليه في الفتوى والاجتهاد.

وأوضح عضو المجلس الأعلى للطرق الصوفية، خلال حلقة برنامج "أهل المحبة"، المذاع على قناة الناس، أن الإمام مالك ولد عام 93 هـ، ونشأ في بيئة علمية، حيث تأثر بوالدته العالية بنت شريك، التي وجهته نحو طلب العلم بدلًا من الانشغال بالحرف والمهن، وتلقى العلم عن شيوخ المدينة، حتى أصبح من كبار علمائها، ولم يكن بحاجة إلى الرحلة في طلب الحديث، إذ كانت المدينة المنورة منارة العلم في عصره.

وأشار إلى أن الإمام مالك هو مؤلف كتاب "الموطأ"، الذي يعد أول كتاب جمع بين الحديث الشريف والفقه الإسلامي، حيث رتّبه على أبواب فقهية، وجمع فيه أكثر من ألف حديث صحيح، وقد طلب منه الخليفة أبو جعفر المنصور أن يكون الكتاب مرجعًا موحدًا للأمة الإسلامية، إلا أن الإمام مالك رفض ذلك قائلًا: "لا تجعل الناس على قول واحد، فقد سبقتهم أقاويل وسمعوا أحاديث وأخذ كل قوم بما وصل إليهم".

وأضاف أبو هاشم أن مكانة الموطأ بين كتب الحديث كانت محل اختلاف بين أهل المشرق والمغرب، حيث اعتبره علماء المغرب سادس الكتب الستة لصحّة أحاديثه، بينما رأى علماء المشرق أن سنن ابن ماجه أولى بهذه المرتبة بسبب احتوائه على زوائد لم ترد في الكتب الأخرى.

وأشار إلى ورع الإمام مالك وزهده، حيث كان لا ينتعل في المدينة المنورة تكريمًا لأرض ضمّت جسد النبي ﷺ، وكان رجلًا صوامًا قوامًا، قضى حياته في خدمة العلم حتى وافته المنية عام 179 هـ، ودُفن في البقيع.

وأكد الدكتور محمد أبو هاشم أن الحديث عن الإمام مالك يقودنا للحديث عن أحد أبرز تلاميذه، الإمام الشافعي، الذي سنتناول سيرته في حديث لاحق.

اقرأ أيضاًرئيس لجنة التضامن بالنواب والمجلس الأعلى للطرق الصوفية ينعي المهندس شريف إسماعيل

رئيس المجلس الأعلى للطرق الصوفية يستقبل وفدًا من علماء السودان (صور)

«الطرق الصوفية»: نؤكد ثقتنا في الرئيس السيسي بعدم قبول مقترحات تهجير الفلسطينيين

مقالات مشابهة

  • شخصيات إسلامية.. أبو بكر الصديق
  • الإمام جابر بن زيد
  • محافظ الأحساء يرعى توقيع اتفاقية لبناء المقر الرئيسي لجمعية تحفيظ القرآن الكريم بالمحافظة
  • محمد أبو هاشم: الإمام الشافعي ملأ طباق الأرض علمًا وشكل علامة فارقة في الفقه الإسلامي
  • شخصيات إسلامية.. أبوموسى الأشعري
  • لماذا رفض الإمام مالك بن أنس اتخاذ الموطأ مرجعا موحدا للأمة؟
  • من دار الفتوى... السفير القطري قدم مبلغاً مالياً دعماً لمشروع بناء مسجد الإمام الشافعي
  • لماذا رفض الإمام مالك أن يكون الموطأ مرجعًا فقهيًا موحدًا للأمة؟.. محمد أبو هاشم يجيب
  • شخصيات إسلامية.. جابر بن عبدالله شهد العقبة وبيعة الرضوان وآخر من شهد ليلة العقبة الثانية موتاً
  • يوسف زيدان عن عبدالله رشدي: لما يبقى عنده 60 أو 70 سنة نقول عليه شيخ