عربي21:
2025-02-07@09:52:22 GMT

الحرب المجمدة في سوريا تتوسع بسبب حرب غزة

تاريخ النشر: 19th, March 2024 GMT

الحرب المجمدة في سوريا تتوسع بسبب حرب غزة

نشرت مجلة "ناشونال انترست" مقالا لألكسندر لانغولويس قال في فيه إن حالة عدم الاستقرار في سوريا تنتشر في ظل حرب غزة. وقال إن النزاعات في غرب آسيا تتوسع وسط تركيز الانتباه الدولي على غزة والمناطق الفلسطينية المحتلة.

ولعل أهم ضحية غير معترف بها للحرب المستمرة في غزة هي قدرة العالم على تخفيف ومعالجة النزاعات الأخرى.

وتقدم سوريا حالة للدراسة وتوضح هذه الدينامية وتثبت أن الحروب "المجمدة" أو السماح بها قد تتفاقم وبآثار كارثية محتملة، وبخاصة عندما يستخدم لاعبون خبثاء عدم الاستقرار لتعزيز مصالحهم.

وقد عبر الكثير من الخبراء والمسؤولين عن قلقهم من توسع الحرب في غزة. وحددوا عددا من المخاطر الحقيقية المبررة وبخاصة عند مراقبة صعود جوهري في حوادث العنف بسوريا ومنذ هجوم 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023.

وبالتأكيد فقد اتخذ المشاركون في الحرب السورية التي مضى عليها 13 عاما خطوات لتعزيز مصالحهم في سوريا وبظل الحرب الإبادية الواضحة التي تقوم بها "إسرائيل" في غزة والاحتلال المستمر للأراضي الفلسطينيية.


وزادت تركيا من هجماتها ضد قوات سوريا الديمقراطية والإدارة المستقلة في شمال- شرق سوريا. ويهدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بعملية في شمال-شرق سوريا مهما كانت "التهديدات" التي منعت عمليات سابقة، في إشارة لروسيا والولايات المتحدة التي منعت عمليات أخرى في شمال- غرب وشمال- شرق سوريا.

وتعمل إيران بجد من أجل توسيع مصالحها في سوريا، ومنذ 7 تشرين الأول/أكتوبر قامت مع ما يطلق عليه محور المقاومة بتوسع جوهري في معظم أنحاء البلاد. واستخدمت المصادر المحلية، مما يعطي فكرة أن إيران وسعت من منشآتها العسكرية في البلاد ومن خلال الحرس الثوري الإسلامي.

وبالتوازي مع الجهود الإيرانية، هاجمت الميليشيات الداعمة لإيران المنشآت الأمريكية في العراق وسوريا والأردن حوالي 180 مرة  وفي علامة تضامن مع فلسطين. وتواصل الولايات المتحدة الرد على هذه الهجمات وضد نفس الجماعات في سوريا.

والأمثلة كثيرة، فقد زاد الأردن من غاراته ضد خلايا تهريب الكبتاغون في جنوب سوريا وسط زيادة تهريب المادة التي يحظى توزيعها وتهريبها بدعم من النظام السوري وإيران والميليشيات المسلحة.

وهناك "إسرائيل" التي تضرب بشكل منتظم مواقع لمحور المقاومة في أنحاء سوريا، بما في ذلك منشآت مدنية مثل مطاري حلب ودمشق، وبذريعة أن الحرس الثوري يستخدمهما لنقل الأسلحة.

وتواصل قوات النظام هجماتها ضد المعارضة في شمال- غرب سوريا. ويفهم كل لاعب واقع سوريا ضمن السياق الجيوسياسي الأوسع، مع أن كل واحد منهم يرفض توسع الحرب في غزة.

ويزعم البعض، وبخاصة إيران أن الهجمات هي للتضامن مع فلسطين، حيث تستخدم الجماعات الموالية لها لاستهداف القوات الأمريكية، بدون أن تدفع هي الثمن. وتعمل هذه الهجمات على تعزيز شعبية محور المقاومة في الشرق الأوسط، كما ظهر من عمليات الحوثيين في اليمن ضد الملاحة التجارية.


ويرفض الكثير من صناع السياسة في الغرب والمحللين ربط هذه الحوادث بحرب غزة. ومع ذلك فإن المنطق الحقيقي وراء هذه الهجمات لا معنى له مقارنة مع ما تسعى الجماعات هذه لتحقيقه عبر أقوالها وأفعالها.

وفي حالة إيران، فالتضامن مع فلسطين هو وسيلة لتقويض منافسيها في غرب آسيا وتحديدا الولايات المتحدة، على أمل انسحابها من المنطقة. وتظل سوريا في جوهر السياسة الجيوسياسية، لكن تم التقليل من أهميتها على حساب قضايا أخرى. فرغم مقتل أكثر من نصف مليون شخص في الحرب، إلا أن خفض التوتر في السنوات الماضية وتجمد الصراع حرف انتباه العالم لنزاعات أخرى مثل اليمن وأوكرانيا والآن غزة.

وأصبحت الإستراتيجية التي يتبناها صناع السياسة هي "تجميد" النزاع. وبسبب تزايد النزاعات حول العالم، ومعها عدم الاستقرار فقد مال القادة نحو حل وحيد يفشل في تحقيق السلام أو خفض التصعيد. وبهذه المثابة أصبحت إدارة النزاع هي عنوان المحاولات بدلا من تحديد أسباب عدم الاستقرار في غرب آسيا.


ونشأ هذا الواقع ليس بسبب غياب البدائل، ولكن غياب الشجاعة من القادة الذين سمحوا ببقاء الوضع القائم في سوريا وبناء على أهداف غامضة. والوجود العسكري الأمريكي في شمال- شرق سوريا مثال واضح، فلا أحد يعرف لماذا تبقى القوات الأمريكية هناك بعد هزيمة مقاتلي تنظيم الدولة. وتزعم واشنطن التي لا تملك استراتيجية حقيقية في سوريا وتزعم أن قواتها ضرورية لمنع عودة تنظيم الدولة، مع أن انتشار القوات هناك مرتبط بمرحلة ما بعد أحداث 9/11 والحروب الدائمة- أي الحد من التأثير الإيراني وكسر الهلال الشيعي الممتد من إيران إلى لبنان.

ومن هنا أصبحت سوريا اليوم ساحة حرب لا تنتهي يقوم كل لاعب فيها بتوسيع مصالحه الإقليمية عبر وسائل تصعيد عسكري وعلى حساب الحل الدائم، مما يطيل أمد الحرب وسط موضوعات إقليمية ودولية جديدة، بشكل يقيد قدرة أصحاب المصلحة في الحرب على معالجة نزاع واحد.

وتتزايد مشكلة عدم الاستقرار في سوريا بسبب القرارات الانتهازية لكل لاعب، مما يعني غياب منظور السلام في البلد ومناطق أخرى، بشكل يوسع  من المعاناة الإنسانية. وفي مرحلة ما يجب على القادة اتخاذ قرارات صعبة لتخفيف ومنع انزلاق النزاعات وتوسعها بالمنطقة وحول العالم.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية سوريا غزة النزاعات سوريا غزة نزاع صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة عدم الاستقرار شرق سوریا فی سوریا فی شمال فی غزة

إقرأ أيضاً:

هل تقلل الأسواق المالية من خطورة الحرب التجارية التي أشعلها ترامب؟

تشير تقارير اقتصادية حديثة إلى أن الأسواق المالية قد تقلل من خطورة الحرب التجارية التي أشعلها الرئيس الأميركي دونالد ترامب وسط حالة من التفاؤل الحذر في أسواق وول ستريت.

ورغم أن المكسيك وكندا حصلتا على تأجيل لمدة شهر قبل فرض تعريفات بنسبة 25%، فإن هذه الهدنة قد تزيد من حالة التراخي وعدم الاستعداد لاحتمال اندلاع حرب تجارية شاملة، وفقًا لتقرير نشرته صحيفة وول ستريت جورنال.

تفاؤل الأسواق وثقة مبالغ فيها

وعلى الرغم من المخاوف المتزايدة من حرب تجارية عالمية، فإن الأسواق المالية لم تشهد تقلبات حادة بعد إعلان ترامب عن تعريفاته الجديدة. فقد سجل مؤشر ستاندرد آند بورز 500 أمس الاثنين انخفاضا بنسبة 0.8%، في حين تراجع مؤشر الأسهم الأوروبية ستوكس 600 بنسبة 0.9%، لكن التأثير ظل محدودًا.

وتشير البيانات إلى أن أسهم الشركات المتأثرة مباشرة بالتعريفات، مثل فورد وجنرال موتورز -التي تصنّع سياراتها في المكسيك قبل بيعها في الولايات المتحدة-، لم تنخفض بشكل كبير، في حين استعاد الدولار الكندي والبيزو المكسيكي بعضا مما خسراه بعد الإعلان عن التأجيل.

ويقول التقرير إن المستثمرين في وول ستريت يرون في تهديدات ترامب مجرد تكتيكات تفاوضية لانتزاع تنازلات بشأن قضايا مثل الهجرة غير النظامية وتهريب المخدرات، حيث أكد أحد المحللين أن "الأسواق لم تستوعب بعد التداعيات الحقيقية لهذه التعريفات".

لم تشهد الأسواق المالية تقلبات حادة بعد إعلان ترامب عن تعريفاته الجديدة (الفرنسية) سياسات ترامب تزداد تطرفا

ويرى خبراء الاقتصاد أن سياسات ترامب التجارية الحالية أكثر تطرفا بكثير من تلك التي فرضها خلال ولايته الأولى، حيث كان التركيز آنذاك على ممارسات التجارة غير العادلة والأمن القومي، مع فرض تعريفات على الصين وبعض القطاعات مثل الصلب والألمنيوم بجرعات تدريجية سمحت للشركات بالتكيف.

إعلان

أما الآن، إذا رفضت الدول المستهدفة تقديم تنازلات، فقد تصل معدلات التعريفات الجمركية الأميركية إلى أعلى مستوياتها منذ ثلاثينيات القرن الماضي، مما قد يؤدي إلى تباطؤ النمو الاقتصادي وزيادة التضخم، فضلًا عن تعطيل سلاسل التوريد العالمية التي أثبتت جائحة كورونا هشاشتها بالفعل.

كندا ترد بقوة وسط إجماع سياسي نادر

على الرغم من أزمتها السياسية الداخلية، فإن كندا استجابت للتهديدات الأميركية بتوحيد صفوفها، حيث أظهر التقرير أن هناك إجماعًا سياسيا غير مسبوق بين حكومة جاستن ترودو من يسار الوسط، ومعارضيه من اليمين المحافظ.

وقرر رئيس وزراء أونتاريو دوغ فورد، الذي كان يُنظر إليه سابقًا على أنه مقرب من ترامب، اتخاذ إجراءات انتقامية، مثل إزالة المشروبات الكحولية المصنعة في الولايات المتحدة من الأسواق المحلية، وإلغاء عقد الإنترنت العالي السرعة مع شركة "ستارلينك" التابعة لإيلون ماسك.

تداعيات على الأسواق العالمية

وفقًا للتقرير، فإن المنتجين الأميركيين قد يواجهون تداعيات طويلة الأمد نتيجة هذه السياسة الحمائية، حيث قد يتحول المستهلكون في الدول المتضررة إلى بدائل محلية أو أوروبية.

ويضيف التقرير أن بريطانيا بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي واجهت تحديات مماثلة، إذ أدى عدم اليقين بشأن المفاوضات التجارية الطويلة إلى تراجع الاستثمارات في قطاع الأعمال، وهو ما قد يتكرر مع الولايات المتحدة في حال تصاعد الحرب التجارية.

هل هناك فوائد اقتصادية محتملة؟

يرى بعض الاقتصاديين أن التعريفات الجمركية قد تعود بفوائد على المدى الطويل إذا تم تطبيقها بشكل انتقائي لدعم الإنتاج المحلي، كما حدث في بعض الدول الآسيوية في القرن العشرين.

فعلى سبيل المثال، يمكن للولايات المتحدة فرض تعريفات لحماية صناعة السيارات الكهربائية كما فعلت الصين سابقًا، مما قد يعزز قدرتها التنافسية عالميًا. لكن في الوقت نفسه، يُحذر الخبراء من أن السياسات الحمائية الشاملة غالبًا ما تؤدي إلى نتائج عكسية كما حدث في أميركا اللاتينية في الخمسينيات والستينيات.

إعلان من "أميركا أولا" إلى "التعريفات أولا"؟

تشير الصحيفة إلى أن سياسات ترامب التجارية تفتقر إلى رؤية اقتصادية واضحة، إذ إن فرض تعريفات واسعة النطاق دون أهداف محددة قد يؤدي إلى ركود صناعي بدلًا من تحفيز الاقتصاد.

ويضيف التقرير أن المستثمرين في الأسواق المالية قد يساهمون دون قصد في تصعيد الأزمة، إذ إن تجاهلهم للتداعيات المحتملة قد يشجع الإدارة الأميركية على اتخاذ خطوات أكثر تشددًا، مما يزيد من مخاطر حدوث أزمة تجارية عالمية.

فرض ترامب تعريفات واسعة النطاق دون أهداف محددة قد يؤدي إلى ركود صناعي، وفقما يرى مراقبون (الأوروبية)

 

ومع تصاعد الحمائية الاقتصادية الأميركية، يتزايد القلق من أن الأسواق المالية تقلل من خطورة الوضع وسط تفاؤل مفرط بأن التعريفات مجرد أداة تفاوضية.

لكن الواقع يشير إلى أن الحرب التجارية قد تتحول إلى أزمة حقيقية إذا لم تتمكن الدول المتضررة من إيجاد بدائل، مما قد يؤدي إلى موجة من عدم الاستقرار الاقتصادي العالمي.

ويبقى السؤال الأهم: هل تستطيع الأسواق التكيف مع عالم تقوده سياسة "التعريفات أولا"؟

مقالات مشابهة

  • بكثير من الفرح والأمل.. نازحو ود مدني يعودون لبيوتهم التي هجروها بسبب الحرب
  • ملك المغرب يهنئ الشرع ويؤكد دعم سوريا لتحقيق الاستقرار
  • القادري لـ سانا: تمكّن عدد كبير من المعلمين من العودة إلى أماكن عملهم التي هُجّروا منها بسبب النظام البائد، وهو ما يوفّر الاستقرار للمدارس في تلك المناطق
  • العاهل المغربي يهنئ الشرع ويؤكد دعم سوريا لتحقيق الاستقرار
  • هل تقلل الأسواق المالية من خطورة الحرب التجارية التي أشعلها ترامب؟
  • مركز أوروبي: تزايد العنف الجنسي وزواج الأطفال بسبب عدم الاستقرار في اليمن
  • الرئيس السيسي وملك الأردن يشددان على أهمية تحقيق الاستقرار في سوريا
  • محمد بن زايد: قيم التعايش والأخوة التي تجسدها جائزة زايد للأخوة الإنسانية سبيلنا لدعم الاستقرار والسلم
  • وزير خارجية تركيا: تطهير سوريا من الإرهاب شرط أولي لتحقيق استقرارها
  • الرئيس السيسي وملك البحرين يؤكدان العمل نحو تحقيق الاستقرار في سوريا ولبنان وليبيا والسودان