صحيفة الاتحاد:
2025-03-26@11:49:09 GMT

رمضان في المغرب.. عادات وطقوس متوارثة

تاريخ النشر: 19th, March 2024 GMT

محمد نجيم (الرباط)
مع حلول شهر رمضان الكريم، بأجوائه الروحانية، تحيي الأسر المغربية بعض العادات والتقاليد والطقوس العريقة والراسخة في المجتمع المغربي منذ قرون طويلة، ومنها الحرص على صلة الرحم وتبادل التهاني بين العائلات والأحباب والأصدقاء وارتداء الجلباب المغربي بطربوشه الأحمر، الذي يعد من رموز الهوية والأصالة المغربية، مع انتعال حذاء مغربي مصنوع من الجلد الفاخر، تزينه النقوش والرسوم الجميلة ويصنع باليد من طرف الصانع المغربي في مدن مغربية عريقة، مثل مراكش، فاس، مكناس، تازة، وصفرو ومدن أخرى، وهؤلاء الصناع التقليديون يروّجون سلعهم في هذا الشهر، أما المرأة المغربية فلها طقوسها الخاصة المتمثلة في شراء القفطان المغربي، ملك الأزياء المغربية، احتفاء بهذا الشهر.

أخبار ذات صلة كأس منصور بن زايد.. «المناصحة» يكسب «المساندة» و«الشؤون الخاصة» يتجاوز سيتي جولف أكاديمية فاطمة بنت مبارك فعاليات رمضانية و3 بطولات دولية وخليجية

«الشباكية»
وتبرع المرأة المغربية في إعداد ما لذ وطاب من الحلويات الخاصة بهذا الشهر الفضيل، وأشهرها «الشباكية» و«كعب الغزال» و«الكسكسي»، إذ تحرص المرأة المغربية في إعداد أطباق من حلوى «الشباكية» قبل أيام قليلة من حلول هذا الشهر لتقديمها مع وجبة الإفطار، وتعتبر «الشباكية» من أشهر الحلويات التي تعدّها المرأة المغربية من الدقيق والعسل واللوز والزبدة، وبعض التوابل وماء الورد، ولا يمكن لمائدة إفطار مغربية أن تخلو من «الشباكية» مثلها مثل الثمر و«الحريرة» والبيض والجبن وسمك السردين والفواكه المتنوعة.
تجديد الأواني
كما تحرص المرأة المغربية على شراء أو تجديد بعض الأواني المنزلية استعداداً لشهر رمضان، حيث تقول السيدة فطوم الغالي: من عادتي قبل حلول الشهر الفضيل أن أجدد بعض الأواني المنزلية، بشرائها من محلات السوق الشعبي بقلب مدينة فاس، وأهمها الأواني الخزفية، مثل «الجبانية» وهي آنية خزفية برع في صناعتها المغاربة منذ عدة قرون، وهي مزينة برسوم ونقوش نابعة من التراث المغربي.
كما أقوم بشراء الملاعق الخشبية التي تصنع من خشب أشجار الليمون والصنوبر والبلوط، وهي تمنح «الحريرة» نكهتها الخاصة فضلاً عن رائحتها الزكية لخلوها من المواد الكيماوية، لأنها مصنوعة من المواد الطبيعية النقية.
ملابس تقليدية
فيما، يقول السيد أحمد الطوسي، صاحب محل لبيع الملابس التقليدية في مدينة فاس «تقبل المرأة المغربية، خلال شهر رمضان على اقتناء الجلباب المغربي المحتشم؛ نظراً لما لهذا الشهر من قدسية لدى الأسر، كما تشتري الأم بعض الملابس التقليدية لأطفالها حتى يسايروا عادات أجدادهم، حيث يرتدي الطفل المغربي في الأيام الأولى من رمضان الجلباب المغربي بلونه الأبيض الناصع، فيما ترتدي الفتاة القفطان المغربي بألوانه الزاهية وتخضب يديها بالحناء، وهي عادة متوارثة لدى الأسر المغربية منذ عدة قرون مضت. 
«الكُسكُس»
يُصنع الكُسكُس، من سميد القمح القاسي أو الذرة ويدور على شكل حبيبات صغيرة، ويتناول بالملعقة أو باليد، ويطبخ بالبخار ويضاف إليه اللحم أو الخضار أو الفول الأخضر المقور أو الحليب أو الزبدة والسكر الناعم حسب الأذواق والمناسبات، وفي كل أقطار المغرب العربي يُحضّر الكسكس بوصفاته المختلفة ويقدم بالمرق أو باللبن بدون مرق أو خضر فقط.
ويعتبر الكُسكُس من الوجبات الرئيسة المعروفة منذ القدم والتي لا تغيب عن المائدة المغربية خاصة في شهر رمضان الفضيل، وهذه الأكلة شائعة في أغلب مناطق المغرب العربي «المغرب، الجزائر، موريتانيا، تونس وليبيا»، وفي جزيرة صقلية الإيطالية، وأيضاً في فرنسا، حيث يمثل ثاني أكلة مفضلة لدى الفرنسيين حسب استطلاع أجري عام 2008.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: رمضان المغرب المرأة المغربیة

إقرأ أيضاً:

نورهان حشاد تكتب.. ولا يبقى إلا جميل ما صنعت

في هذه الأيام، طرق الباب علينا ضيف كريم، مبارك، خفيف، سريع، بالأمس القريب كنا نستبشر بقدومه كريح مرسلة تفيض نور الرحمة على القلوب، وتجدد معاني التراحم والتآخي بين أفراد المجتمع، إنه شهر رمضان الخير.

سألت الساعات سريعة أنتِ حثيثة الخطى تتباطأ في شهر رمضان ؟ وخاطبت الأيام بود قائلة لها «عزيزة أنتِ من بين أيام العام وفي استضافتك فرح وراحة بال واطمئنان»

وتأملت الشهور وجدتك نادراً في كل شيء حتى هلالك لا تجري عليه أعراف الكواكب ففي لمحة بصر يصبح بدراً وقبل أن يرتد الطرف يعود هلال فهلاَّ تمهل لنأنس بك ونجالسك ونكرمك بخير الأقوال والأعمال».

 نشعر جميعاً وكأنه يرحل مسرعاً قدوماً وذهاباً يمر كالحلم ، كأنه  ثوان معدودات.

الله سبحانه وتعالى فضل بعض الرسل على بعض «تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض» وفضل بعض الأزمنة على بعض كالعشر من ذي الحجة، وشهر رمضان على سائر الشهور. 

هذا الشهر المبارك ليس مجرد شهر في التقويم، بل هو موسم استثنائي من العبادة والتواصل الأسري والمجتمعي فمن قلة الفطنة أن نهدر أفضل الساعات والأوقات سبهللاً .

أودع الله في هذا الشهر المبارك  من الخصوصية والروحانية ما يجعل القلوب متعلقة به، ويجعل فراقه أشبه بفراق الحبيب.

إن الحقيقة التي قد يدركها البعض منا متأخراً! هي أن الوقت دائما يتفلت من بين أصابعنا ،فالبعض يرى أن رمضان في الماضي كان مختلفاً، وكنا نشعر بأيامه ولياليه، بينما الآن يبدو وكأنه يمر بسرعة خاطفة. لكن الحقيقة أن رمضان هو هو، بعدد أيامه وخصائصه، غير أن إيقاع الحياة المتسارع وكثرة المشاغل والفعاليات جعلت الأيام تمضي دون أن نشعر بها.

العاقل الفطن يحاول على أقل الأحوال أن يقطف ما استطاع تحصيله من ثمرات وخيرات في هذه الأيام المباركة والفاضلة ،والتي تنطلق فيها الأرواح نحو الخير، ويتسابق الناس فيها بالبذل والعطاء، إدراكًا منهم لقيمة هذه الأيام  المباركة  وفرصة ذهبية قد لا نعيشها مرة أخرى ، لا تكون في غيرها، كالتعاون على فعل الخير، وتسارع الجميع على الإكثار من الصدقة، والإحسان على الفقراء

والمساكين، وفي ذلك أجر لا ينقطع، فالكل يتسابقون مساهمين بجودهم، ليُصبح عطاؤهم سببًا في إسعاد غيرهم.

ومن أسمى القيم الإنسانية التي يحث عليها ديننا الإسلامي لما له من أثر في تحقيق التكافل والتراحم بين الناس هي مساعدة الآخرين  وهي من المبادئ التي أقرها الإسلام في هذا الشأن قاعدة «الأقربون أولى بالمعروف» والتي تعني أن الإنسان مسؤول أولًا عن رعاية أقاربه ومجتمعه قبل أن يتجه إلى مساعدة الآخرين من خارج دائرته.

جاءت النصوص الشرعية واضحة في تأكيد هذا المبدأ، فقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «الصدقة على المسكين صدقة، وهي على ذي الرحم اثنتان: صدقة وصلة».

العطاء في رمضان يضاعف الأجر، فالصدقات، ومساعدة المحتاجين، والإسهام في إفطار الصائمين، كلها أعمال تزرع في القلب سعادة، وتعزز روح التكافل في المجتمع.

في زحمة الحياة ورفاهيتها التي يعيشها البعض، هناك أبواب تطرق بخجل، وأصوات تستحي أن ترفع طلبها، إنها أبواب الفقراء الذين يترقبون هذا الشهر الكريم لا لأنهم فقط يتعبدون فيه، بل لأنهم يرون فيه موسم الجود والهبات، حيث تفيض عليهم نعم الله من أيادي المحسنين، التي قد لا تمتد إليهم إلا في هذا الشهر المبارك.

يجب ألا ننسى الفقراء المتعففين {يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم لا يسألون الناس إلحافا}هؤلاء يؤمنون بأن الغنى الحقيقي هو غنى النفس، ومن هؤلاء الذين نحسبهم أغنياء من التعفف الموظفين الصغار في الشركات رواتبهم ضعيفة، وأيضا يوجد الكثير من ذوي الدخل المحدود دخلهم لايغطي مصاريف عائلاتهم.

فلنبحث عنهم في كل مكان بين الأهل والجيران والأصدقاء وغيرهم ممن لا نعرفهم حتى إن بدت على وجوههم ابتسامة رضا.

للأسف بعضنا يعطف على مَن يمد يده للسؤال فيعطيه في الوقت الذي يستحقه مَن هو أحوج منه ولا يسأل الناس إلحافا.

علينا تحري مواضع الصدقات والبحث عن مستحقيها والعمل دون المساس بكرامتهم أو جرح مشاعرهم العفيفة وبطرق غير مباشرة أو مهينة لكرامتهم.

النفوس الطيبة لها وجوه طيبة وإن لم تكن ملامحها جميلة ، وإن مهما حاول الإنسان وتظاهر بأنه يخفي ما بداخله بيظهر غصبٍ عنه سواءً كان خير ولا شرّولا ننس ما يزرع من خير ينبت في ملامحنا.

‏أتحسب أنك إن حفظت وردا، أو رتلت أية، أو لفظت ذكرا، أو أخرجت صدقة، بمحض إرادتك ! لا ، بل هو الكريم سبحانه اختارك من بين الغافلين 

وزرع فيك حبه ، وساقك إلى ما يرضيه وأثابك ، وإن رأيت نفسك مقبلة على الطاعات فاعلم أن الله ناداك ليكرمك ، فهرول إليه.

العطاء الذي لم يرد لك بالشكل الذي توقعته أو تأملت به ليس عطاءاً مهدوراً، إنه دليل على أن جوهرك طيب وأصيل ، الينابيع تفيض عطاءاً ولا تنشغل بالروافد، والورود تفوح بروائحها الزكية، والطبيعة تفيض عطاءاً ووفرة،اشعر بالوفرة فما تقدمه ليس سوى غيض من فيض.

نلاحظ كثير من الأغنياء لا يخرجون زكاة أموالهم إلا في رمضان، وذلك لفضل مضاعفة الأجر في هذا الشهر الفضيل. غير أن الواجب لا يقف عند حد الزكاة فقط، بل يمتد إلى الصدقات والتكافل المستمر طوال العام ، فليس رمضان موسمًا مؤقتًا للعطاء ثم نغلق أبوابنا بعد انقضائه، بل هو درس يعلمنا كيف يكون العطاء عادة مستمرة، وكيف نبحث عن المحتاج قبل أن يطلب.

حقيقه ندركها هناك أُناس موفقون ،

نجوا من شر لم يتقوه ،ويعيشون في خيرلم يسألوه وذلك بسبب دعاء لم يسمعوه ؛لكن سمعه اللطيف الخبير .

[ و لا تحقرنّ من المعروف شيئاً ] 

كانت السيدة عائشة رضي الله عنها تعطر النقود قبل أن تتصدق بها فسألها احدهم لماذا تفعل ذلك فقالت أن الصدقة توضع في يد الله قبل الفقير 

لذلك عند العطاء ما تنظر إلى مكانة وأخلاق الشخص المُعطى إليه، لأني ما أعطيت فلان لأنه فلان، أعطيت لأجل العطاء، لأجل الأجر، لأجل أن لا شيء يضيع عند الله، وأخيرًا لأجل "من فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة" 

وهذا الشهر هو شهر الجود في كل أيامه، واليوم أصبح الوصول إلى المحتاجين والمشاركة في المشاريع الخيرية بأنواعها المتعددة سهلا وميسرا، وبعدة طرق رقمية(إلكترونية) وعن طريق القنوات الرسمية والموثقة.

فلنتأمل حال من دقّ بابنا، لعلها أمٌّ أرهقها الفقر، أو أبٌ يخجل من مدّ يده، أو يتيمٌ يبحث عن دفء العائلة، أو مسنٌّ لا يجد من يواسيه لا تجعلوا الفقراء يشعرون عند قدوم رمضان بعجزٍ شديد، ولا تحمّلوهم همًّا إضافيًا فوق أعبائهم، بل اجعلوا من رمضان فرصةً لمواساتهم وإدخال السرور إلى قلوبهم.

هل فكرت بقريبك ميسور الحال المتعفف ؟

لذا، تفقدوا الفقراء والمحتاجين في عوائلكم، فالصدقة على القريب فيها أجران.. ‏أجر الصدقة وأجر القربى.

انت اعطيت لأجل الله سبحانه ليس لأجل شخصاً بعينه فإذا أردت بذلك العطاء خالصاً لوجه الله ومحبه فيه فحتماً سيرضيك الله ، ونعلم لو كان للخير مصلحة لن يكن خيرًا نحن كلنا لله  وعطائه لنا متجدد ما دمنا نفعل الخير فنحن بخير.

“صاحب المعروف لا يقع وإن وقع وجد متكئا”

"كل أثر تتركه،  وكل بذرة تزرعها ، وكل نبتةتغرسها ، وكل خطوة تخطوها،وكل خير تبذله، مكتوب ومحفوظ عند الله..

فكن حريصًا على صدق النية ، وجملها بالعطاء النقي الذي لا تشوبه شائبة والإخلاص الصافي الذي لا يخالطه دنس والإحسان الذي يدفعك لإتقان ما تفعل على أفضل وجه، فإن النوايا الصادقة ثمارها مباركة وطيبة "

واعلموا جيداً من ينسج خيوط السعادة لغيره يهنأ بارتداء أثوابها أولاًومن يعمر لغيره جدران الهناءيشيد في أعماقه صروحًا عالية من البهجةفإن للعطاء لذة تنعكس إيجابًا على صاحبهاولا يستشعرها حقًا إلا الكرماءالذين ينبع الجود من أعماقهم الكريمةأصالةً وحباً وانتماء.

 من دقّ بابنا اليوم، قد نكون نحن من يطرق بابه غدًا، فأجعلوا أبوابكم مفتوحة، وقلوبكم أكثر رحمة، فليس الخير في العطاء فقط، بل في الشعور الصادق بحاجة الآخرين قبل أن يُفصحوا عنها.

ختاماً، من وهب نفسه للدنيا متر فى متر  يدفن فيه ومن وهب نفسه للأخره فاز بجنة عرضها السموات والأرض.

مقالات مشابهة

  • وزير الصناعة يتحدث عن "تضحيات اقتصادية مهمة" بهدف "تعبيد الطريق للشباب" المغربي
  • تراث رمضان والعيد… طقوس مختلفة في المحافظات السورية
  • «رمضان في الحصن».. لمّة عائلية وتقاليد راسخة
  • 70 ألف مستفيد من محاضرات «إسلامية دبي»
  • نورهان حشاد تكتب.. ولا يبقى إلا جميل ما صنعت
  • الشبكة المغربية للدفاع عن الصحة تحذر من تفاقم أزمة السل في المغرب وتدعو إلى إجراءات عاجلة
  • دول إفريقية تحذو حذو النموذج المغربي في مجال تدبير هجرة اليد العاملة الموسمية
  • صواني الإفطار في رمضان.. عادة عراقية متوارثة بروح التكافل والتراحم (صور)
  • بـ5 عادات تقليدية.. المغاربة يحيون العشر الأواخر من رمضان بطقوس متجذّرة
  • عليك اتباعها في آخر أيام رمضان.. 6 عادات غذائية لتنظيف الجهاز التنفسي من السموم