واشنطن تخطط لدمج الميليشيات الليبية في الجيش.. خطوة جادة أم مواجهة لروسيا؟
تاريخ النشر: 19th, March 2024 GMT
أثارت المعلومات التي كشفتها صحف فرنسية عن تحركات أمريكية عبر شركة أمنية خاصة لتدريب ودمج مسلحي حكومة الدبيبة في الجيش بعض الأسئلة عن علاقة الخطوة بالقاعدة الروسية التي تنوي روسيا تدشينها في الشرق الليبي باتفاق مع حفتر.
وكشفت الإذاعة الفرنسية الحكومية وجود شركة أمنية أمريكية خاصة تدعى "أمنتوم" في العاصمة الليبية طرابلس بهدف توفير التدريب العسكري للجماعات المسلحة من أجل دمجها في القوات الرسمية هناك، وأن هذه الشركة سبق أن قدمت التدريب لقوات الأمن في العراق وأفغانستان وغيرها.
وأكدت الإذاعة أن مقر شركة "أمنتوم" الأمريكية في ليبيا سيكون بموجب عقد مع حكومة الوحدة برئاسة عبد الحميد الدبيبة، وسيكون رجالها في قاعدة معيتيقة بطرابلس.
"قوة مشتركة"
ومؤخرا التقى عدد من ضباط مكتب الملحق العسكري في السفارة الأمريكية بليبيا، برئيس أركان القوات التابعة لحكومة الدبيبة، الفريق محمد الحداد، وناقش اللقاء "آفاق التعاون المشترك بين البلدين، وتعزيز سبل الدعم في مجالات التدريب المختلفة لمنتسبي المؤسسة العسكرية، من ضباط وضباط صف، وكذلك إمكانية مشاركة الجيش الليبي في مناورات وتمارين الأسد الأفريقي السنوية"، بالإضافة إلى مناقشة مقترح لـ"تشكيل قوة مشتركة كخطوة أولى نحو توحيد المؤسسة العسكرية"، وفقاً لصفحة رئاسة أركان الجيش الليبي.
فهل تهدف هذه التحركات من قبل واشنطن إلى مواجهة الوجود الروسي في شرق ليبيا؟ وهل تتحول الأخيرة لساحة حرب باردة جديدة؟
"مواجهة روسيا والمرتزقة"
في حين رأى المحلل السياسي الليبي وسام عبد الكبير أن "الملف الليبي أصبح من ضمن أولويات السياسة الخارجية الأمريكية منذ بروز التواجد الروسي في ليبيا سنة 2019، لذا رأينا تكثيفا للحراك الدبلوماسي والعسكري الأمريكي تجاه ليبيا من خلال الزيارات المتوالية للسفير نورلاند وقائد قوات "الأفريكوم" وكذلك الزيارة التاريخية لرئيس وكالة المخابرات المركزية الأمريكية للعاصمة طرابلس".
وأكد في تصريحه لـ"عربي21" أن "العمل على توحيد المؤسسة العسكرية والدفع باتجاه تشكيل حكومة منتخبة الهدف منه إخراج المرتزقة والمرتزقة الأجانب بمعنى وضع حد للتواجد الروسي في ليبيا والذي يقلق واشنطن خاصة مع قرب اعتماد الفيلق الإفريقي في شرق ليبيا".
وتابع: "تواجد الشركات الأمنية الأمريكية في غرب ليبيا أمر متوقع لإحداث نوع من التوازن الأمني وصقل وتدريب القوات التابعة لحكومة الوحدة الوطنية، لكن ليبيا حاليا تشهد نوعا من الحرب الدافئة بين روسيا وأمريكا وتحولها لمنطقة صراع دولي سيجعل الوصول إلى حل سياسي وانتخابات في ليبيا أمرا صعبا".
"السيطرة على الجنوب الليبي"
في حين قال الصحفي والناشط من جنوب ليبيا موسى تيهو ساي إن "الولايات المتحدة تسابق الزمن لتشكيل قوة مشتركة بين الغرب والشرق لحماية الجنوب الليبي وغيرها من المناطق الاستراتيجية وهي خطة تهدف في الأساس إلى تطويق النفوذ الروسي في منطقة الساحل وتضييق الخناق عليها استراتيجيا في أفريقيا".
وأكد في تصريحه لـ"عربي21" أن "هذا الأمر سيحتاج إلى عدة خطوات أبرزها وجود سلطة تنفيذية موحدة وحصول تقدم ما في مسار الانتخابات ووضع ترتيبات أمينة محددة وصارمة في المنطقة الغربية تضمن المشاركة الفعالة في هذا المشروع".
"دور حفتر"
وأشار أستاذ القانون الدولي السيد أبو الخير إلى أن "الهدف من كل هذه التحركات من قبل واشنطن هو تكريس تقسيم ليبيا لشرق وغرب، وهذا ليس اتفاقا بين الدبيبة وواشنطن، بل هو اتفاق أمريكي روسي ولحفتر دور فيه كونه صناعة أمريكية ويحمل جنسيتها".
وأوضح لـ"عربي21" أن "تدريب قوات للدولة يكون عبر طرق أخرى عن طريق تدريبات مشتركة مع دولة وليس بهذه الطريقة، كما يطرح سؤال وهو لماذا لم يلجأ الدبيبة إلى دولة تركيا وهى لها باع وذراع في ليبيا، أو إلى فرنسا التي لها يد طولى في ليبيا منذ أحداث 17 فبراير وهى من قتلت القذافي".
وأضاف: "ليبيا الآن وصلت لمرحلة اللادولة، وذلك سيؤدى إلى تكريس والإسراع فى تقسيمها بل وربما إنهاء وجودها كدولة واحدة موحدة"، وفق تقديراته.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية روسيا حفتر ليبيا ليبيا امريكا روسيا حفتر المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الروسی فی فی لیبیا
إقرأ أيضاً:
كتلة التوافق بمجلس الدولة: الاقتراض لتسديد المرتبات كارثة وطنية.. وسياسات حكومة الدبيبة المالية تهدد مستقبل ليبيا
ليبيا – كتلة التوافق الوطني بمجلس الدولة تطالب بإنهاء العبث والتلاعب بثروات البلاد
انتقاد سياسات الحكومة المالية
علّقت كتلة التوافق الوطني بمجلس الدولة على تصريحات صادرة عن وزير المالية بحكومة الدبيبة خلال لقاء هيئة الرقابة الإدارية مع عدد من وزراء الحكومة، مؤكدةً أن هذه التصريحات تكشف فشل الحكومة في إدارة الموارد المالية للدولة.
وأوضحت الكتلة في بيان لها، اطلعت عليه صحيفة “المرصد”، أن وزير المالية فند مزاعم حكومته بشأن الوضع المالي، كاشفًا عن استنزاف ثروات البلاد ومواردها في برامج شعبوية غير مدروسة.
ملفات الفساد واستنزاف الموارد
وأشارت الكتلة إلى أن الاقتراض لتسديد المرتبات يعد نتيجة كارثية للسياسات غير المسؤولة التي أطلقتها الحكومة، واصفة ذلك بأنه أحد أكبر ملفات الفساد التي ستلاحق المسؤولين عنها.
تحذير من العجز المالي
وحذرت الكتلة من أن تراجع أسعار النفط وعائداته سيؤدي إلى تفاقم المديونية، ما سيؤثر بشكل مباشر على قدرة الدولة على صرف المرتبات، ويفاقم الأزمة الاقتصادية في البلاد.
دعوة للتحرك الوطني
ودعت الكتلة جميع الأطراف الوطنية، بما في ذلك الهيئات الرقابية والمجالس النيابية، إلى التصدي لهذا التوجه الخطير، والعمل على إنهاء حالة العبث والتلاعب بثروات ليبيا ومصير شعبها.