ثمة رأي يقول: لولا عملية طوفان الأقصى لما حدثت حرب الإبادة التي تعرض لها المدنيون في قطاع غزة.
الجواب: هذا الرأي لا يتعامل، والقانون الدولي في حكم القتل الجماعي "لمجموعة من الناس العزل الذين لا يستطيعون الدفاع عن أنفسهم"، باعتباره مجزرة. وهي جريمة تختلف بنظر القانون الدولي، عن جريمة القتل الفردي التي تحتمل البحث عن أسبابها، أو عن أسباب تخفيفية لها.
فالقتل الجماعي جريمة قائمة بذاتها ولذاتها. ولا تحتمل أن يبحث عن أسبابها، أو عن حالة مرتكبها، أو عن أسباب، تسوّغها بنظر القانون الدولي، وما اتفق عليه من خطوط حمر في الحروب.
ولهذا لا يجوز أن يبحث عن سبب لها ليفسّرها، أو يخفف من هولها وجريمتها، وإنما عليك أن تذهب لإدانتها، وإدانة من يرتكبها، ومن هو المسؤول المباشر عن ارتكابها، عدا ضرورة التأكد من هوية مرتكبها، وثبوت ارتكابه لها. وهذا ينطبق حتى على الذي تعرض لمجزرة، إذ ليس له من حق في الرد بمجزرة مماثلة، وإن فعل يعامَل باعتباره مجرماً، لا عذر تخفيفياً له.
إن الرأي الذي يقول أن طوفان الأقصى، هو السبب الذي أدّى إلى ارتكاب جرائم حرب الإبادة في غزة، يشكل افتراءً، وقلباً للحقيقة. ويقترف ذنباً لا يُغتفر. وذلك سواء أكان قد صدر عن جهالة، أم سوء نيّة. ولا تقبل محكمة دولية محترمة حتى أن تسمع إليه، فهو مخالف للقانون الدولي الإنساني الذي يتعامل مع المجزرة، أو الإبادة البشرية، باعتبارهما مُحرّمين، وجرائم قائمة بذاتها ولذاتها، ولا يجوز ارتكابها تحت أي ظرف من الظروف.إذا طبقت أحكام جريمة القتل الجماعي على حرب الإبادة البشرية، والتدمير شبه الكامل اللذين وقعا، في قطاع غزة، فلا يجوز الاحتجاج بأن السبب يُعاد إلى عملية طوفان الأقصى، من حيث أتى. فكيف إذا كان طوفان الأقصى، عملية مقاومة مشروعة، توجت مقاومات الشعب الفلسطيني. ومن ثم لا يجوز أن تعتبر سبباً، ليسوّغ القتل الجماعي الذي استهدف إبادة عشرات الألوف، وأكثر، وعلى مشهد من العالم، وعلى مدى خمسة أشهر، ويزيد، من دون توقف على مدار الساعة، ويوما بعد يوم.
ولهذا فإن المجزرة في غزة تتعدّى أن تكون مجزرة، بمستوى ما عرف من مجازر، بسبب مستوى وحشيتها التي دخلت من ضمنها عمليات إبادية محرمة، مثل قطع الماء والدواء والغطاء، واستخدام القتل بالتجويع، وتدمير المستشفيات، وقتل طواقمها. وقد شملت الأطباء والممرضين، وكل ذي دور ثقافي أو مهني أو علمي. وإذا كان الأمر كذلك، فبأيّ حق أو حكم منصف يُقال، أن سببها عملية طوفان الأقصى.
ما من شعب هبّ لمقاومة احتلال يجوز أن تحمّل مقاومته مسؤولية ردود أفعال المحتل، أو المغتصب، أو الذي اقتلعه من بيوته وأرضه، وحلّ مكانه.
فهل تحمّل المقاومة الجزائرية مسؤولية، ما ارتكب المستعمرون من جرائم رداً عليها، أو يحمّل الفييتناميون ما ارتكبه الأمريكيون أو الفرنسيون.
لا يجوز لأحد أن يربط بين المجازر التي ترتكب في حروب التحرير والاستقلال، أو حتى أيّة حروب من جهة، وبين المقاومات المشروعة، من جهة أخرى. وإذا انطبق هذا، حتى على الردود ذات الطابع العسكري. فكيف إذا كان الرد، كما فعل الكيان الصهيوني، بارتكاب جرائم إبادة لا مثيل لها.
لهذا فإن الرأي الذي يقول أن طوفان الأقصى، هو السبب الذي أدّى إلى ارتكاب جرائم حرب الإبادة في غزة، يشكل افتراءً، وقلباً للحقيقة. ويقترف ذنباً لا يُغتفر. وذلك سواء أكان قد صدر عن جهالة، أم سوء نيّة. ولا تقبل محكمة دولية محترمة حتى أن تسمع إليه، فهو مخالف للقانون الدولي الإنساني الذي يتعامل مع المجزرة، أو الإبادة البشرية، باعتبارهما مُحرّمين، وجرائم قائمة بذاتها ولذاتها، ولا يجوز ارتكابها تحت أي ظرف من الظروف.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه رأي حرب غزة الفلسطيني احتلال احتلال فلسطين غزة رأي حرب مقالات مقالات مقالات سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة مقالات سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة القتل الجماعی طوفان الأقصى حرب الإبادة لا یجوز
إقرأ أيضاً:
جهات التحقيق تستجوب متهم بغسل حصيلة تجارته بالعملة خلف أنشطة مشروعة
تباشر الجهات المختصة، التحقيقات مع متهم بغسل قرابة 90 مليون جنيه حصيلة أعمال غير مشروعة منها الاتجار الغير مشروع في النقد الأجنبي، خلف أنشطة مشروعة وعدة مجالات لاخفاء مصادر الحصول عليها.
وأكدت المعلومات أن المتهم استخدم أنشطته الإجرامية فى مجال الاتجار بالعملة خارج نطاق السوق المصرفية، لتحقيق الربح غير المشروع وغسل الأموال، واشترك فى الاتجار بالعملة وتربح وجمع مبالغ مالية كبيرة من جراء ذلك، ولجأ لغسل تلك الأموال حصيلة أنشطته الغير مشروعة المشار إليها.
وتبين أن المتهم استخدم عدة أساليب لإخفاء أنشطته غير المشروعة من بينها شهادات بنكية – عقارات - سيارات -
وأجرى العديد من الإيداعات النقدية وبشيكات بمبالغ كبيرة وبصفة متكررة، دون وضوح العلاقة أو طبيعة نشاط أىٍّ منهم، حيث قدرت تلك الممتلكات بحوالي 90 مليون جنية.
وألقي القبض علي متهم بممارسة نشاط إجرامى فى مجال الاتجار غير المشروع بالنقد الأجنبى خارج نطاق السوق المصرفى وبأسعار السوق السوداء وتجميعه مبالغ مالية كبيرة من متحصلات نشاطه غير المشروع ومحاولته غسل تلك الأموال عن طريق (شراء الوحدات السكنية- شراء السيارات).
وكذا إيداع بعض من تلك الأموال بحسابات بنكية خاصة به وبأفراد أسرته ببعض البنوك بقصد إخفاء مصدر تلك الأموال وإصباغها بالصبغة الشرعية، وإظهارها وكأنها ناتجة عن كيانات مشروعة، وقد قدرت أفعال الغسل التى قام بها بمبلغ (90 مليون جنيه تقريباً)، تم اتخاذ الإجراءات القانونية، وتولت النيابة العامة التحقيق.
مشاركة