الأسبوع:
2025-02-16@12:33:56 GMT

«العادات والتقاليد الرمضانية في الجزائر»

تاريخ النشر: 19th, March 2024 GMT

«العادات والتقاليد الرمضانية في الجزائر»

دخل الإسلام في الجزائر في عهد الدولة الأموية وأعقاب الفتح عام 670: 710م وهي الفترة التي تحول فيها البربر والسكان الأصليين بسرعة للدخول في الإسلام الذي انتشر في عهد دولة المرابطين في القرن الثامن الميلادي وليصبح المذهب المالكي رغم وجود مذاهب أخرى هو المذهب المسيطر على المجتمع الجزائري، رغم أن الحكم العثماني جلب معه المذهب الحنفي، وقد انتشر المذهب الصوفي في المناطق الجبلية رغم انتشار الإسلام بصعوبة في الجنوبية لدرجة أن الطوارق لم يعتنقوا الإسلام إلا في القرن الخامس عشر الميلادي، وفي حقبة الاستعمار الفرنسي الذي طال أمده وأثر على الهوية الجزائرية استطاعت المقاومة أن تتحرك بقوة عندما أخذت صبغة دينية إسلامية وأطلق على المقاومين للاستعمار اسم مجاهدين وعلى القتلى اسم شهداء ولا ينسى فضل عالم الدين الكبير عبد الحميد بن باديس في بداية العقد الثاني من القرن العشرين عندما شجع على تعليم اللغة العربية والتربية الإسلامية والتصوف حتى انتشرت دعوته وأخرجت المقاومة بثوب جديد أذهل الاستعمار وساعد على عودة الروح والنضال بقوة للشعب الجزائري حتى نال الاستقلال عام 1962وبعدها عادت الجزائر بقوة إلى حاضرة أمتها العربية والإسلامية وأصبح الإسلام دين الدولة وانتشرت المساجد في عهد الدولة العثمانية وبعد الاستقلال، ويشكل المذهب المالكي نسبة 98% مع وجود مذاهب صغيرة في بعض المناطق، كما يمثل الإسلام دين الأغلبية مع أتباع المذهب السني مع حفاظ الإسلام في هذا البلد على الهوية المركزية الاجتماعية والثقافية، وتنتشر المساجد بكثرة في المدن والقرى الجزائرية، ومن أشهر المساجد مسجد كتشاوة وهو من أقدم المساجد التاريخية بالعاصمة الجزائرية ويعود للعهد العثماني 1021هجرية، 1612م، وقد تم افتتاحه في عام الاستقلال عام 1962 بعد أن حوله المستعمرون الفرنسيون إلى كنيسة ويعتبر تحفة معمارية تركية.

ويوجد المسجد بالقرب من ساحة متميزة بالقرب من مدينة القصبة بالجزائر العاصمة، ويليه في الشهرة مسجد الأمير عبد القادر ويتسع ل1500 مصلي وقد أتى إليه الكثير من الدعاة والمشايخ وكبار العلماء، ومسجد أول نوفمبر بمدينة باتنة، فالمساجد والجوامع من معالم الحضارة الإسلامية وتطورها عبر الأزمنة ومختلف الحضارات، وتشكل العادات والتقاليد مظهر حضاري وتراثي كبير يتمتع به شعب الجزائر الذي ورغم المحن مازال محافظا عليها في كل المناسبات العامة والدينية وبخاصة فيما يتعلق بشهر رمضان.

لشهر رمضان طابع مميز وجميل يجعل الجزائريون المغتربون يعودون لقضاء رمضان بين الأهل والأحباب، ويبدأ الاستعداد به مبكرا حيث يقوم الناس بإعداد المساجد وتزيينها وكذلك البيوت وتحضر صناعة الحلوى الرمضانية والأطعمة التي تتواجد بشكلها الجميل والأخاذ في المحلات طوال شهر رمضان، وتقوم الإذاعات ببث خبر رؤية الهلال ويقابل من الشعب بالأناشيد الدينية والتواشيح وتلاوة القرآن بالمساجد وتعم الفرحة ويفرح الأطفال ويغنون الأغاني الشعبية ويرتدون مع الكبار الأزياء التقليدية وتقوم بعض الأسر بختان الأطفال في رمضان طلبا للتبرك ويقبل الأطفال على الألعاب وشراء الحلوى ويتم شراء ملابس العيد خلال شهر رمضان لهم، وفي الأسواق تنتشر السلع من كل نوع ويقبل على شرائها الصائمون، وكذلك تفتح محلات الحلوى الرمضانية والأطعمة ليلا، ويذهب الناس لصلاة العشاء والتراويح ويقومون بقراءة القرآن، ويحتفلون بليلية النصف من رمضان وكذلك بليلة القدر، ويقوم الموسعون بإعداد موائد الرحمن، كما تقوم بعض الجهات والمؤسسات الخيرية بتقديم ما يسمى بقفة رمضان كل عام للفقراء،

وأحيانا ما تستخدم الأبواق في القرى النائية لتنبيه الصائمين بسبب المساحة الجغرافية الكبيرة للجزائر وتباعد قراها ومدنها ويبدأ الإفطار بالتمر الجزائري الشهير مع الحليب والبيض ثم الحريرة المنتشرة بالمغرب العربي، وبعد الصلاة يعودون لتناول الأطباق الرئيسية ومنها الطاجين ثم الخضار مع اللحم والكسكسى والثريد والشخشوخة ثم طبق البرقوق المجفف مع الزبيب مع اللوز ولحم الغنم أو الدجاج، ثم شرب الشاي بالنعناع مع الحلويات الرمضانية ومنها قلب اللوز والمقروض الزلابية والمسكوف الذي يقدم عند السحور وهو عبارة عن الكسكسى المخلوط مع اللبن والمكسرات، وبعد الصلاة تنتشر السهرات في المطاعم وتقام الألعاب الشعبية، وفي الخارج يلعب ويمرح الأطفال ليصبح رمضان بالجزائر عبارة عن عبادة وتراث وتكافل اجتماعي ومتعة وفرحة وترفيه تعم الشعب الجزائري كله الذي يهنئ بعضه بعضا خلال رمضان وعند الإفطار بقولة شهيرة هي صح فطورك وصح صيامك.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الإسلام الجزائر الحكم العثماني

إقرأ أيضاً:

«الأوقاف» تكشف تفاصيل أكبر خطة دعوية في رمضان.. تهجد وتراويح وفعاليات

أطلقت وزارة الأوقاف المصرية، أكبر خطة برامج دعوية وقرآنية لشهر رمضان 1446هـ، متضمنة العديد من الفعاليات التي تجمع بين الأنشطة القرآنية والدعوية، تحت إشراف الإدارة المركزية لشؤون المساجد والقرآن الكريم والقطاع الديني بالوزارة، وبالتعاون مع الأزهر الشريف وعدد من الجهات المعنية.

أولًا: الأنشطة القرآنية

تبدأ الوزارة في تنفيذ برنامج صلاة التراويح بمسجد الإمام الحسين، بمشاركة نخبة من القراء، إذ يقرأ الشيخ أحمد أحمد نعينع يوم الجمعة من كل أسبوع، والشيخ عبدالناصر حرك يوم السبت، والشيخ أحمد تميم المراغي يوم الأحد، والشيخ أحمد عوض أبو فيوض يوم الاثنين، والشيخ السيد عبدالكريم الغيطاني يوم الثلاثاء، والشيخ عبدالفتاح الطاروطي يوم الأربعاء، والشيخ طه النعماني يوم الخميس.

وتطلق الوزارة، برنامج صلاة التهجد بمسجد الإمام الحسين، وفق رواية قالون بقصر المنفصل مع صلة ميم الجمع، بمشاركة القراء الشيخ محمود علي حسن، والشيخ عبدالمطلب البودي، والشيخ محمود عبد الباسط الحسيني، فضلا عن تنظيم برنامج الابتهالات، بمشاركة المبتهلين عبداللطيف العزب وهدان يوم السبت، وأحمد تميم المراغي يوم الأحد، وبلال مختار يوم الاثنين، وأحمد مقلد يوم الثلاثاء، ويسري معتوق يوم الأربعاء، ومحمد حسن الصعيدي يوم الخميس، ومحمد عبدالرؤوف السوهاجي يوم الجمعة.

وسيجري تخصيص برنامج للتلاوة بعد صلاة العصر بمسجد الإمام الحسين، بمشاركة القارئ عبد اللطيف العزب وهدان يوم السبت، وأحمد تميم المراغي يوم الأحد، وعبدالمطلب البودي يوم الاثنين، وشريف عامر يوم الثلاثاء، وعيد هنداوي يوم الأربعاء، ومحمد حسن الصعيدي يوم الخميس، وأيمن منصور يوم الجمعة.

وأشارت إلى إطلاق برنامج صلاة التراويح بالمديريات الإقليمية في عدد من المساجد كبرى، منها مسجد أبو بكر الصديق بالإسماعيلية، ومسجد البحر بدمياط، ومسجد الفتح بالزقازيق، ومسجد الأحمدي بطنطا، ومسجد سيدي إبراهيم الدسوقي بدسوق، ومسجد سيدي طلحة بكفر الشيخ، بمشاركة نخبة من القراء.

ثانيًا: الأنشطة الدعوية

وتنطلق الملتقيات الفكرية الرئيسة يوميًا بعد صلاة العشاء بمسجد الإمام الحسين، للأئمة، وبعد صلاة الظهر بمسجد السيدة نفيسة أو مسجد السيدة زينب للواعظات، بإشراف المجلس الأعلى للشئون الإسلامية والقطاع الديني بالوزارة.

وتنظم الوزارة الملتقيات الفكرية في المديريات بمشاركة الأئمة والواعظات، إذ تعقد 27 ملتقى فكريًّا بعد صلاة العشاء، و21 ملتقى بعد صلاة الظهر بمختلف المحافظات، كما تطلق مجالس الإقراء في 62 مسجدًا أسبوعيًا عقب صلاة العصر لقراءة كتاب «الروض الأنف في شرح السيرة النبوية»، مشيرة إلى تفعيل البرنامج التثقيفي للطفل يوم الخميس من كل أسبوع بعد صلاة العصر في 21 ألفًا و467  مسجدًا، كما تطلق المنبر الثابت يومي الاثنين والأربعاء في 1320 مسجدًا عقب صلاة العصر، وتنظم ندوة «عقيدتي» في كل يوم أربعاء بالمساجد الكبرى بالقاهرة والجيزة والقليوبية.

وتقيم الوزارة ندوات مجالس العلم والذكر في يوم الخميس من كل أسبوع في 3006 مساجد عقب صلاة العصر، وتطلق القوافل المشتركة بين الأوقاف والأزهر في يوم الجمعة في 20 مسجدًا أسبوعيا، بمشاركة خمسة وعاظ من الأزهر وخمسة أئمة من الأوقاف في كل مديرية، فضلا عن تخصيص قوافل للواعظات في عشرة مساجد أسبوعيا، وتنظيم دروسهن الدعوية في 1660 مسجدًا، إضافة إلى ندوات الصحة الإنجابية التي تُعقد بالتنسيق مع وزارة الصحة، وندوات القصور الثقافية بالتعاون مع وزارة الثقافة، وندوات التربية والتعليم في المدارس، وندوات وزارة التعليم العالي في الجامعات.

وتعزز الوزارة الدروس المنهجية للأئمة في 4000 مسجد يوميا بعد صلاة العصر، وللواعظات في 360 مسجدًا أسبوعيًا، كما تنظم صالون «حدوتة رمضانية» يوميًا بالحديقة الثقافية للأطفال بالقاهرة، وتطلق درس العصر للأئمة يوميًا في جميع المساجد، ودرس السهرة عقب صلاة التراويح، وخاطرة التراويح في جميع المساجد، لتقديم محتوى دعوي ثري يعزز الفهم الصحيح للدين ويسهم في نشر القيم الإسلامية السمحة.

ثالثًا: نشاط المركز الإعلامي في شهر رمضان

وفي إطار جهود وزارة الأوقاف لنشر الفكر الوسطي المستنير وتعزيز الوعي الديني، ينفذ المركز الإعلامي مجموعة متميزة من الأنشطة الدعوية والإعلامية في خلال شهر رمضان، تشمل ما يلي:

1- إنتاج مجموعة من البرامج الدعوية الهادفة: يقدم نخبة من الأئمة والواعظات وقيادات الوزارة عددًا من البرامج التوعوية التي تهدف إلى تعميق الفهم الصحيح للدين، ومن أبرزها:

- برنامج «أخلاق الصائمين» 30 حلقة.

- برنامج «لطائف قرآنية» 30 حلقة.

- برنامج «رمضان يغيرك» 10 حلقات.

- مسابقة «مع القرآن في رمضان» 30 حلقة، بجوائز قيمتها 180 ألف جنيه.

- برنامج «تلاوات»، ويضم تلاوات قرآنية متميزة بأصوات نخبة من أئمة وزارة الأوقاف.

2- التعاون الإعلامي مع المؤسسات الوطنية: تعزز الوزارة تعاونها مع الهيئة الوطنية للإعلام والهيئة الوطنية للصحافة من خلال:

- توفير نخبة من الأئمة والواعظات للمشاركة في البرامج التلفزيونية والإذاعية.

- تخصيص عدد من المساجد لتسجيل برامج دعوية تبث عبر القنوات والمواقع الإلكترونية.

- إعداد ونشر مقالات توعوية في الصحف والمجلات الورقية والمواقع الإخبارية، بما يسهم في نشر رسالة الوسطية والاعتدال.

مقالات مشابهة

  • ‎مركز الملك سلمان للإغاثة يدشّن مبادرة إطعام – 4 الرمضانية
  • جمعية الاتحاد الجزائري ترفع دعوى ضد نجل الرئيس الفرنسي الأسبق ساركوزي
  • صريح جدا: هذا هو الشخص الذي يثق فيه الجزائري و يبوح له بسره
  • “السبع” يشعل المنافسة الرمضانية بملحمة من الحرية والتمرد!
  • استعدادًا لشهر رمضان.. محافظ البحيرة تتفقد مواقع إقامة الأنشطة الرمضانية
  • أوقاف مطروح تفتتح مسجدين بإدارة الحمام استعدادا لشهر رمضان
  • «الأوقاف» تكشف تفاصيل أكبر خطة دعوية في رمضان.. تهجد وتراويح وفعاليات
  • عاجل| إعلان الفائزين بالعمرة الرمضانية 2025
  • «زكِّ» الرمضانية للتمكين الاجتماعي.. عطاء يدعم 2800 يتيم
  • السفير البصيري يبحث التعاون الثنائي مع وزير العدل الجزائري