الأسبوع:
2025-03-20@00:46:53 GMT

«العادات والتقاليد الرمضانية في الجزائر»

تاريخ النشر: 19th, March 2024 GMT

«العادات والتقاليد الرمضانية في الجزائر»

دخل الإسلام في الجزائر في عهد الدولة الأموية وأعقاب الفتح عام 670: 710م وهي الفترة التي تحول فيها البربر والسكان الأصليين بسرعة للدخول في الإسلام الذي انتشر في عهد دولة المرابطين في القرن الثامن الميلادي وليصبح المذهب المالكي رغم وجود مذاهب أخرى هو المذهب المسيطر على المجتمع الجزائري، رغم أن الحكم العثماني جلب معه المذهب الحنفي، وقد انتشر المذهب الصوفي في المناطق الجبلية رغم انتشار الإسلام بصعوبة في الجنوبية لدرجة أن الطوارق لم يعتنقوا الإسلام إلا في القرن الخامس عشر الميلادي، وفي حقبة الاستعمار الفرنسي الذي طال أمده وأثر على الهوية الجزائرية استطاعت المقاومة أن تتحرك بقوة عندما أخذت صبغة دينية إسلامية وأطلق على المقاومين للاستعمار اسم مجاهدين وعلى القتلى اسم شهداء ولا ينسى فضل عالم الدين الكبير عبد الحميد بن باديس في بداية العقد الثاني من القرن العشرين عندما شجع على تعليم اللغة العربية والتربية الإسلامية والتصوف حتى انتشرت دعوته وأخرجت المقاومة بثوب جديد أذهل الاستعمار وساعد على عودة الروح والنضال بقوة للشعب الجزائري حتى نال الاستقلال عام 1962وبعدها عادت الجزائر بقوة إلى حاضرة أمتها العربية والإسلامية وأصبح الإسلام دين الدولة وانتشرت المساجد في عهد الدولة العثمانية وبعد الاستقلال، ويشكل المذهب المالكي نسبة 98% مع وجود مذاهب صغيرة في بعض المناطق، كما يمثل الإسلام دين الأغلبية مع أتباع المذهب السني مع حفاظ الإسلام في هذا البلد على الهوية المركزية الاجتماعية والثقافية، وتنتشر المساجد بكثرة في المدن والقرى الجزائرية، ومن أشهر المساجد مسجد كتشاوة وهو من أقدم المساجد التاريخية بالعاصمة الجزائرية ويعود للعهد العثماني 1021هجرية، 1612م، وقد تم افتتاحه في عام الاستقلال عام 1962 بعد أن حوله المستعمرون الفرنسيون إلى كنيسة ويعتبر تحفة معمارية تركية.

ويوجد المسجد بالقرب من ساحة متميزة بالقرب من مدينة القصبة بالجزائر العاصمة، ويليه في الشهرة مسجد الأمير عبد القادر ويتسع ل1500 مصلي وقد أتى إليه الكثير من الدعاة والمشايخ وكبار العلماء، ومسجد أول نوفمبر بمدينة باتنة، فالمساجد والجوامع من معالم الحضارة الإسلامية وتطورها عبر الأزمنة ومختلف الحضارات، وتشكل العادات والتقاليد مظهر حضاري وتراثي كبير يتمتع به شعب الجزائر الذي ورغم المحن مازال محافظا عليها في كل المناسبات العامة والدينية وبخاصة فيما يتعلق بشهر رمضان.

لشهر رمضان طابع مميز وجميل يجعل الجزائريون المغتربون يعودون لقضاء رمضان بين الأهل والأحباب، ويبدأ الاستعداد به مبكرا حيث يقوم الناس بإعداد المساجد وتزيينها وكذلك البيوت وتحضر صناعة الحلوى الرمضانية والأطعمة التي تتواجد بشكلها الجميل والأخاذ في المحلات طوال شهر رمضان، وتقوم الإذاعات ببث خبر رؤية الهلال ويقابل من الشعب بالأناشيد الدينية والتواشيح وتلاوة القرآن بالمساجد وتعم الفرحة ويفرح الأطفال ويغنون الأغاني الشعبية ويرتدون مع الكبار الأزياء التقليدية وتقوم بعض الأسر بختان الأطفال في رمضان طلبا للتبرك ويقبل الأطفال على الألعاب وشراء الحلوى ويتم شراء ملابس العيد خلال شهر رمضان لهم، وفي الأسواق تنتشر السلع من كل نوع ويقبل على شرائها الصائمون، وكذلك تفتح محلات الحلوى الرمضانية والأطعمة ليلا، ويذهب الناس لصلاة العشاء والتراويح ويقومون بقراءة القرآن، ويحتفلون بليلية النصف من رمضان وكذلك بليلة القدر، ويقوم الموسعون بإعداد موائد الرحمن، كما تقوم بعض الجهات والمؤسسات الخيرية بتقديم ما يسمى بقفة رمضان كل عام للفقراء،

وأحيانا ما تستخدم الأبواق في القرى النائية لتنبيه الصائمين بسبب المساحة الجغرافية الكبيرة للجزائر وتباعد قراها ومدنها ويبدأ الإفطار بالتمر الجزائري الشهير مع الحليب والبيض ثم الحريرة المنتشرة بالمغرب العربي، وبعد الصلاة يعودون لتناول الأطباق الرئيسية ومنها الطاجين ثم الخضار مع اللحم والكسكسى والثريد والشخشوخة ثم طبق البرقوق المجفف مع الزبيب مع اللوز ولحم الغنم أو الدجاج، ثم شرب الشاي بالنعناع مع الحلويات الرمضانية ومنها قلب اللوز والمقروض الزلابية والمسكوف الذي يقدم عند السحور وهو عبارة عن الكسكسى المخلوط مع اللبن والمكسرات، وبعد الصلاة تنتشر السهرات في المطاعم وتقام الألعاب الشعبية، وفي الخارج يلعب ويمرح الأطفال ليصبح رمضان بالجزائر عبارة عن عبادة وتراث وتكافل اجتماعي ومتعة وفرحة وترفيه تعم الشعب الجزائري كله الذي يهنئ بعضه بعضا خلال رمضان وعند الإفطار بقولة شهيرة هي صح فطورك وصح صيامك.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الإسلام الجزائر الحكم العثماني

إقرأ أيضاً:

المساجد في رمضان.. منارات علم وهداية تتلألأ بذكر الله

يتميَّز شهر رمضان بأجوائه الإيمانية التي تعكس روح العبادة والتقرب إلى الله، وتتضاعف الطاعات وتزداد أعداد المصلين في المساجد، حيث تُقام العديد من الأنشطة الدينية التي تخلق بيئة روحانية متميزة تعزز التقوى وتعمق الروابط بين المسلمين لما للمساجد في رمضان من دور محوري في حياة المسلمين، إذ تصبح منارة للعبادة والذكر والتعلم والتقرب إلى الله وفعل الخير.

وقال مازن بن علي الرحبي باحث في الشؤون الإسلامية بوزارة الأوقاف والشؤون الدينية: المسجد كان وما زال رمزا للحياة في المجتمع الإسلامي؛ حيث يعتبر المسجد الجامعة التي يتعلم فيها الإنسان أصول العبادة، ومنارة يتزود منها لتحصيل العلم والمعرفة، وملاذا للحائرين، وملجأ التائبين، وموطنا لتزكية النفوس، وطمأنينة القلوب.

وأضاف: إن المسجد يمثل مؤسسة تربوية رفيعة تربي الجيل الإيماني المتصل بخالقه والمدرك لمسؤوليته في الحياة، كي يكون عبدا متكامل البناء في خلقه وسلوكه وعمله وعبادته، في علاقته بربه وبنفسه وبالناس جميعا، موضحا أن الوظيفة الأولى للمساجد هي أنها أماكن عبادة، فيها يؤدي المسلمون صلواتهم وجمعهم أو جماعاتهم، ويقرؤون القرآن ويذكرون الله.

وأشار الرحبي إلى أن وظيفة ومهمة المساجد تتجلى في تعظيمها ورفع شأنها بالتقديس والتطهير وإقامة الشعائر الدينية فيها بعد رفع قواعدها وبنيانها.

ولذا حث الدين الإسلامي على ارتياد المساجد وحضور الجماعة؛ فجعل ممن يظلهم الله بظله يوم لا ظل إلا ظله من كان قلبه معلقا بالمساجد أي بالتردد عليها وإقامة الصلاة فيها وعمارتها. كل هذا لما فيه من اتصال العبد المؤمن بخالقه جل وعلا، ولما فيه من القوة الروحية التي يفتقر إليها الإنسان؛ فاستمرار الصلاة في المسجد إمداد للجماعة الإسلامية بالقوى التي لا بد منها لإصلاح المجتمع.

وأكد الرحبي أن أثر الصلوات ليس مقصورا على جانب واحد فقط بل هناك عدة جوانب منها النفسي، والجسمي، والعقلي. فمناجاة العبد ربه، والتذلل إليه، واعترافه بخطاياه، وطلب العفو والمغفرة، وترك الدنيا جانبا عند الدخول إلى المسجد، أمور تدخل إلى النفس طمأنينة وراحة تحتل فيها وتريحها من عناء التفكير في الخطيئة والذنب. ومفتاح الصلاة الطهور، وإبراز ملامح التفاف المسلمين حول المقاصد الإسلامية ووحدة العقيدة والكلمة، هو هذا التوارد على الصلوات المكتوبة جماعة في المسجد؛ حيث تترسخ العقيدة الإسلامية في القلوب، وتتعمق روح التعاون، وتقوى عرى التكافل في حياة المسلمين، وتنبثق الأخلاق الكريمة وتنتشر، بل وتتزايد في ظل الإخاء والتسامح والتساوي الذي يظهر أنه لا عنصرية ولا طبقية في الإسلام بل الجميع سواسية عند الله لا تفريق بينهم إلا بالتقوى.

وذكر بأن المسجد منارة هدى تبث شعاع الهداية والسكينة والطمأنينة في نفوس مرتاديها، ويتأكد ذلك في شهر الصيام، شهر رمضان الذي كرَّمه الله تعالى وشرَّفه، وجعله خير الشهور في العام.

وتظهر روحانيات المسجد في رمضان في عدة صور أو مشاهد، من خلال زيادة الإقبال على الصلاة؛ حيث تمتاز المساجد في رمضان بكثرة المصلين، خاصة في صلاة التراويح والقيام، مما يعزز الشعور بالجماعة والسكينة.

وأجواء الخشوع والطمأنينة؛ حيث تمتزج في المسجد روحانية التلاوة مع الخشوع في الدعاء، فتكون لحظات السجود والقيام أكثر تأثيرًا في النفوس.

وفي تلاوة القرآن الكريم؛ حيث يُكثِر المصلون من قراءة القرآن والاستماع إليه خلال الصلوات الجهرية، مما يُغذِّي القلب ويُجدِّد الإيمان.

بالإضافة إلى الإفطار الجماعي؛ حيث يلتقي المسلمون على موائد الإفطار في المساجد، فيتجسَّد معنى التكافل والتآخي.

واعتكاف العشر الأواخر؛ حيث يحرص الكثيرون على الاعتكاف في المساجد، حيث يعيشون أجواءً روحانية خالصة للعبادة والتأمل.

وأشار الرحبي إلى دور الأنشطة الدينية التي تقام في المساجد فقد أولت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية هذا الجانب عناية فائقة؛ حيث يحرص قسم الوعظ في دائرة الشؤون الإسلامية على عملية التنظيم والإشراف على هذه الأنشطة الدينية، وتوجيه الكادر الوعظي كل بحسب عمله؛ ويتجلى هذا الأمر في عدة صور مثل دروس العلم والمحاضرات، تتناول موضوعات تتعلق بالصيام، والأخلاق، والتفسير، والسيرة النبوية.

كما يتم تنظيم برامج تحفيظ القرآن الكريم وتدبره، خاصة للأطفال والشباب، مما يسهم في غرس حب القرآن في النفوس.

بالإضافة إلى إقامة المجالس الفقهية للإجابة عن أسئلة الصائمين؛ حيث يُخصص العلماء والدعاة أوقاتًا للإجابة عن تساؤلات الناس حول الأحكام الشرعية المتعلقة بالصيام والعبادات.

وتعمل بعض المساجد على تنظيم حملات التكاتف الاجتماعي لمساعدة المحتاجين، مثل توزيع وجبات الإفطار والسلال الغذائية، وإحياء ليلة القدر؛ حيث تُقام صلوات التهجد والدعاء في العشر الأواخر، يزداد عندها الإقبال على العبادة طلبًا لرحمة الله ومغفرته، والعمل على تشجيع العمل التطوعي حيث يشارك الشباب في ترتيب المسجد، وتجهيز موائد الإفطار، وتنظيم الحلقات الدينية، مما يغرس فيهم حب الخير وخدمة المجتمع.

فالمسجد في رمضان ليس مجرد مكان للصلاة، بل هو محطة إيمانية متكاملة تعزز التقوى وتبعث الطمأنينة في القلوب. ومن خلال الأنشطة الدينية المتنوعة، تتحقق الفائدة الروحية والاجتماعية، مما يجعل رمضان شهرًا تتجدد فيه العزائم وتتقوى الصلة بالله تعالى.

مقالات مشابهة

  • في محاضرته الرمضانية السابعة عشرة.. قائد الثورة : غزوة بدر الكبرى يوم فارق بين الحق والباطل
  • (نص + فيديو) المحاضرة الرمضانية الرابعة عشرة للسيد القائد 1446هـ
  • مرايا الوحي: المحاضرة الرمضانية (17) للسيد القائد 1446
  • الجزائر تُدين الهجوم الإرهابي الذي استهدف موكب الرئيس الصومالي
  • أحمد نجم يكتب: العادات السيئة عند الأطفال
  • خبير نفطي: استيراد الغاز القطري أو الجزائري للكهرباء غير مجدٍ
  • حكم اصطحاب الأطفال إلى المساجد في رمضان.. الأزهر العالمي للفتوى يجيب
  • أستاذ طب نفسي: شهر رمضان فرصة لتعزيز الصحة النفسية والجسدية
  • المساجد في رمضان.. منارات علم وهداية تتلألأ بذكر الله
  • من مصر إلى باكستان.. أجمل التقاليد الرمضانية حول العالم