موقع النيلين:
2024-07-08@08:07:54 GMT

رشان أوشي: ورطة الجنرالات!

تاريخ النشر: 19th, March 2024 GMT


تمر المعادلة السياسية بالسودان في الوقت الراهن بتغيرات عميقة، ربما غير مرئية بصورة جلية، ولكن تحدث تحت سحب دخان الحرب والصراع، يحدث كل ذلك وفي ظل بيئة دولية تتشابك فيها التحولات والاضطرابات.

داخلياً، ورط الجنرالات الثلاثة، ومعهم القائد مالك عقار أنفسهم في شأن إدارة الدولة، ولعب دوراًسياسياً، وهذه حقيقة ماثلة لا يمكن التغطية عليها أبداً، إلا من باب الاستخفاف بعقول الناس، ولكن في ذات الوقت يحاول الجنرالات الابتعاد قدر الإمكان عن الغوص في النشاط السياسي، وتقديم آخرين إلى الواجهة .

ولكن تكمن أخطائهم في سوء الإختيار، لأن العقل العسكري أثناء الحرب يرى بعين التركيز صوب البندقية، ويترك عيناً هامشية لبقية الملفات، إذاً ستمضي خطواتهم إلى الفشل حال استمروا في ترك آذانهم وعقولهم لسماسرة وانتهازيين.

في ذات الوقت نجحت إستراتيجية الجنرالات في إدارة الخدمة العامة، كلفوا تكنوقراط محترفين بالملفات الوزارية بجانب وزراء اتفاق جوبا للسلام.

نجحوا في تمكين خطة عمل جادة وفعالة في ملفات التنمية والخدمات وإدارة إقتصاد الدولة، تحت مسمى “خطة اقتصاد الحرب”، عمل على وضعها والتخطيط لها عضو مجلس السيادة الفريق “إبراهيم جابر”، بمشاركة خبراء.

خارجياً، تتسع، على نحوٍ خطير، هوة الحسابات بين دولة الجنرالات والغرب فيما يخص مستقبل الحرب في السودان، تربط أمريكا بين وقف القتال والوصول إلى وقف لإطلاق النار البدء في تسوية سياسية مع جماعة الحرية والتغيير، بوصفه تعبيراً عن منهج «عقود الإذعان» الذي تتبناه السياسة الغربية تجاه المنطقة.

وفي المقابل، تطور موقف العلاقات مع المحور الشرقي باتجاه الإعلان عن ارتباط دبلوماسي جديد مع إيران (زيارة وزير خارجية السودان لطهران فبراير المنصرم).

في ذات السياق نجح ضابط شاب برتبة وسيطة في إعادة العلاقات مع دولة النيجر، والتي شاهت صورتها كثيراً خلال الحرب، إذ اعتبرها السودانيين مورداً رئيسياً للمرتزقة ممن أشعلوا حريق الخرطوم.

نجحت سفارة السودان في النيجر إلى الدفع بالحكومة الجديدة لتوضيح موقفها علناً مما يحدث في السودان، بل وإتخاذ موقف رسمي يحسم تدفق المرتزقة والمجرمين عبر آليات أمنية وعسكرية داخلية، ونتج عن هذه المجهودات الكبرى التي قامت بها السفارة وقنصليتها في النيجر ، زيارة رسمية لمبعوث الحكومة النيجيرية إلى السودان الأسبوع الماضي، والتقى عدد من المسؤولين الحكوميين، وأبلغ السودان التزام حكومته بإحكام قبضتها على الحدود لمنع تدفق المرتزقة، والمساهمة في استعادة المنهوبات وخاصة السيارات.

كل المعطيات الواقعية تؤكد للجنرالات أن بإمكانهم الوثوق في أجهزة الدولة، وتطويرها للقيام بواجباتها ومهامها بكفاءة عالية، دون الحوجة للإستعانة بسماسرة وتجار مواقف.

الخيار الأفضل للجنرالات حاليا هو الوقوف على مسافة واحدة من جميع الكيانات السياسية، والاستفادة من التأييد الشعبي في حسم معركة الكرامة، وترتيب علاقات السودان الخارجية عبر وزارة الخارجية، وإنجاز مهام ما تبقى من الفترة الانتقالية وصولاً لصناديق الانتخابات.
محبتي واحترامي

رشان أوشي

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

«حرب السودان» على طاولة الحوار بالقاهرة

أكد الدكتور بدر عبدالعاطى، وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج، أن استضافة مصر لمؤتمر القوى السياسية المدنية السودانية اليوم، لمناقشة سبل السلام الدائم والشامل فى السودان الشقيق، عبر حوار وطنى بين كافة الأطراف، يتأسس على رؤية سودانية خالصة، ويُعد استكمالاً لجهودها ومساعيها من أجل وقف الحرب الدائرة فى الجمهورية السودانية، وفى إطار من التعاون والتكامل مع جهود الشركاء الإقليميين والدوليين، لا سيما دول الجوار وأطراف مباحثات جدة والأمم المتحدة والجهات المعنية، معرباً عن تطلعه للمشاركة الفعالة من جانب حضور المؤتمر ومن القوى السياسية المدنية السودانية والشركاء المعنيين، من أجل تحقيق تطلعات الشعب السودانى الشقيق.

وأضاف وزير الخارجية أن وحدة القوات المسلحة السودانية لها أهمية بالغة، أثبتتها التطورات الجارية لدور هذه المؤسسة فى حماية السودان والحفاظ على سلامة مواطنيه، ومواجهة أى تهديدات ضد هذه السلامة، أياً كان مصدرها، وتابع أن المؤتمر يأتى «فى إطار حرص مصر على بذل كل الجهود الممكنة لمساعدة السودان الشقيق فى تجاوز أزمته الراهنة ومعالجة تداعياتها الخطيرة على شعبه العظيم والكريم وعلى أمن واستقرار المنطقة، لا سيما دول الجوار، وانطلاقاً من الروابط الاجتماعية والأخوية العميقة التى تربط الشعبين الشقيقين المصرى والسودانى، وتأسيساً على التزام مصر بدعم كل جهود تحقيق السلام والاستقرار فى السودان».

وقال «عبدالعاطى»: إن «مشاهد الخراب والدمار والقتل التى نطالعها يومياً تدمى قلوبنا جميعاً، ونشعر بمعاناة أشقائنا بالسودان، ونتألم لآلامهم، وندعو الله العلى القدير أن يزيل هذه الغمة وهذه المحنة فى أسرع وقت ممكن»، وتابع بقوله: «سنسعى لتحقيق هذا الهدف النبيل، ونتمنى للمشاركين فى المؤتمر التوفيق فى مساعيهم لتوحيد الرؤى، والخروج بالسودان الشقيق من أزمته الراهنة»، وأكد أن مصر تدعو الجميع لمساندة السودان، وأن مصر ستدعم عودة الاستقرار للسودان.

«عبدالعاطي»: مشاهد الدمار تدمى قلوبنا

وأشار وزير الخارجية إلى أنّه ليس خافياً خطورة الأزمة الراهنة التى تواجه السودان، وكذا تداعيات الاقتتال الدائر منذ ما يزيد على العام، سالت خلالها دماء عشرات الآلاف من المدنيين الأبرياء، فضلاً عن الخسائر المادية الجسيمة التى تعرّضت لها الممتلكات العامة والخاصة، وتدمير العديد من المرافق الحيوية فى البلاد، والعقبات التى تواجه الموسم الزراعى، ما ترتب عليه نقص حاد فى الأغذية، وقال إن الصراع فى السودان وتداعياته أدى إلى تدهور المؤسسات الصحية ونقص الأدوية، وهو ما تسبب فى تداعيات صحية كارثية على مجمل الأوضاع الإنسانية، وشدد على قوله: «هذا التدهور الحاد للوضع الإنسانى والتداعيات الكارثية للأزمة، تتطلب منا جميعاً العمل على الوقف الفورى والمستدام للعمليات العسكرية، حفاظاً على مقدرات الشعب السودانى ومؤسسات الدولة، لتتمكن من الاضطلاع بمسئوليتها تجاه المواطنين»، وأوضح أن الأزمة فى السودان تتطلب بطبيعة الحال معالجة لجذورها، عبر التوصل إلى حل سياسى شامل، يستجيب لآمال وتطلعات الشعب السودانى.

وأكد «عبدالعاطى» أنه فور اندلاع الأزمة فى السودان، بادرت مصر باستقبال مئات الآلاف من الأشقاء السودانيين، الذين انضموا إلى نحو 5 ملايين مواطن سودانى يعيشون بين أشقائهم فوق الأراضى المصرية منذ سنين عديدة، وقال إن الشعب المصرى كعادته، قدم نموذجاً يحتذى به فى التضامن الأخوى مع الأشقاء السودانيين فى جنوب وادى النيل، كما أن الحكومة المصرية قدمت مساعدات إغاثية عاجلة تضمنت مستلزمات طبية ومواد غذائية، وهذا ليس منحة، لكنه واجب الشقيق تجاه شقيقه وقت الأزمات، مشيراً إلى أن مصر قدمت مستلزمات طبية للمتضررين من النزاع داخل الأراضى السودانية، واستمرت فى تنفيذ العديد من المشروعات التنموية لتوفير الخدمات الأساسية، كمشروع الربط الكهربائى، وإعادة بناء وتطوير ميناء وادى حلفا.

ودعا وزير الخارجية أطراف المجتمع الدولى إلى الوفاء بتعهداتها التى أعلنتها فى المؤتمر الإغاثى لدعم السودان، الذى عقد خلال شهر يونيو 2023 فى جنيف، وأيضاً خلال المؤتمر الدولى لدعم السودان ودول الجوار، الذى عقد فى باريس منتصف أبريل 2024، لسد الفجوة التمويلية القائمة التى تناهز نحو 75% من إجمالى الاحتياجات، وأكد فى هذا الصدد أن مصر تعمل على تكثيف اتصالاتها تفعيلاً لمشاركتها فى مؤتمرى الاستجابة الإنسانية لدعم السودان، والعمل الوثيق مع كافة المنظمات الإنسانية متعددة الأطراف، سواء فى جنيف أو نيويورك، لدعم دول الجوار الأكثر تضرراً من التبعات السلبية للأزمة.

وقال إن «القاهرة» مستمرة فى بذل كل ما فى وسعها، بالتعاون مع كافة الأطراف لوقف نزيف الدم السودانى، وستعمل أيضاً للحفاظ على مكتسبات الشعب الشقيق، ومساعدته فى تحقيق تطلعاته، والتى عبر عنها الملايين من أبنائه خلال ثورته المجيدة فى العيش فى وطنه فى أمن وحرية وسلام وعدالة، وأوضح أن مصر ستعمل على تسهيل نفاذ المساعدات الإنسانية المقدمة من الدول المانحة للسودان عبر أراضيها، وذلك بالتنسيق مع الوكالات الدولية المعنية، وشدد على أن أى حل سياسى حقيقى للأزمة فى السودان لا بد أن يستند إلى رؤية سودانية خالصة، تنبع من السودانيين أنفسهم، دون إملاءات أو ضغوطات من أى أطراف خارجية، وبتسهيل من المؤسسات الدولية والإقليمية الفاعلة، وعلى رأسها الاتحاد الأفريقى وجامعة الدول العربية والأمم المتحدة والدول الشقيقة والصديقة المهتمة بالشأن السودانى.

وأعاد «عبدالعاطى» التأكيد على أن الصراع الراهن فى السودان هو قضية سودانية خالصة، وأى عملية سياسية مستقبلية لا بد أن تشمل كل الأطراف الوطنية الفاعلة على الساحة السودانية دون إقصاء، وفى إطار من"حرب السودان"

ووحدة أراضيه، وكذلك عدم التدخل فى شئونه الداخلية والحفاظ على الدولة ومؤسساتها، وقال إن الحفاظ على الدولة ومؤسساتها يُعد العمود الفقرى والأساس الراسخ لوحدة وبناء واستقرار الدولة وحماية شعبها وتحقيق آماله فى التنمية الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، ونوه بأن الحفاظ على هذه المؤسسات هدف أساسى، وضمانة كبيرة للحفاظ على الدولة السودانية وأمنها القومى وحماية الشعب السودانى وتحقيق آماله.

 

مقالات مشابهة

  • خبير: الحرب على الإرهاب معركة من أجل الأمن والنظام في نفس الوقت
  • الرئيس السيسي: الدولة المصرية تبذل أقصى الجهد لمواجهة تداعيات الأزمة السودانية
  • هل يتم وضع تسعيرة جبرية على السلع لضبط الأسعار؟ وزير التموين يُجيب (فيديو)
  • «حرب السودان» على طاولة الحوار بالقاهرة
  • ثلاث أولويات.. لما بعد الحرب
  • رشان اوشي: المأزق السوداني متعدد الأوجه
  • السودان الذى كان
  • مصر بتتغير .. ولكن
  • نجم أتلتيكو مدريد في ورطة بسبب "شعار نازي"
  • سَاعَتَان مع البُرْهَان…!