مفتي الجمهورية في حوار لصدى البلد:إفطار الصائمين وقراءة القرآن من أفضل الأعمال في رمضان
أهل غزة ظروفهم عصيبة ويجوز لهم الأخذ بالرخص الشرعية في العبادات
المسلم في بلاد غير المسلمين يجب أن يكون نموذجا يحتذي به
العلماء قسموا البدعة على خمسة أنواع وهذا وصفها
الاحتكار حرام شرعًا وهو من الكبائر التي حذرنا منها النبي
 

قال الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، إن ما يمر به العالم من أزمات اقتصادية وأحداث طاحنة يحتم علينا أن نتكافل ونتعاون جميعًا لنكون في عون بعضنا، فأصبح بذلك واجب والوقت أن نسد حاجة المحتاجين ونعينهم على أمور حياتهم.

وأضاف مفتي الجمهورية، في حوار لصدى البلد، أن قيمة التكافل في شهر رمضان تتجلى في أبهى صورها، فهو شهر الرحمة والتضامن الاجتماعي بين المسلمين. ويعزز شهر رمضان من الروابط الاجتماعية ويذكر المسلمين بأهمية مساعدة الآخرين وتقديم العون للمحتاجين. فالتكافل في هذا الشهر يعكس روح الإحسان والسخاء التي ينبغي للمسلم أن يتحلى بها.

للمزيد من التفاصيل، يمكن الإطلاع على نص الحوار مع المفتي الجمهورية، وهو كما يلي:

- ما هي أفضل العبادات في شهر رمضان؟

شهر رمضان هو شهر المسارعة في الخيرات والتنافس على الأعمال الصالحة، وفي مقدمة هذه الأعمال أداء الصيام على أكمل وجه إيمانًا واحتسابًا، فهو من أعظم العبادات لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: « كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به"، ولهذا جعل الله سبحانه وتعالى للصائم فرحتان بشرنا بهما سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم فرحة عند فطره، وفرحة عند لقاء ربه.

ومن أفضل العبادات في رمضان كذلك في رمضان قيام الليل لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "مَن قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدَّم من ذنبه"، وقد كان قيام الليل دأب النبي صلى الله عليه وآله وسلم وصحابته الكرام، فكان صلوات الله وسلامه عليه يقوم الليل حتى تتورم قدماه الشريفتان.

كذلك التكافل الاجتماعي بكافة أشكاله من إطعام الطعام وإخراج الصدقات فقد كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم أجود ما يكون في رمضان فكان يجود بالخير أجود من الريح المرسلة، وقد أثنى الله سبحانه وتعالى على من يطعم الطعام فقال: (وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا)، ومن أجل الأعمال أيضًا إفطار الصائمين لما له من ثواب عظيم أخبرنا عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم حيث قال: «من فطر صائمًا كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيء».

ولا ننسى أن رمضان هو شهر القرآن الكريم وفيه نزل، وقراءة القرآن الكريم في رمضان من الأعمال الجليلة التي يثاب عليها المسلم، وأيضًا كثرة الذكر وصلة الأرحام وتحرى ليلة القدر وغيرها الكثير من الأعامل.

- هل من واجب الوقت علينا الآن تقديم عبادات التكافل والإنفاق على المحتاجين في شهر رمضان أم ماذا؟

بكل تأكيد .. فما يمر به العالم من أزمات اقتصادية وأحداث طاحنة يحتم علينا أن نتكافل ونتعاون جميعًا لنكون في عون بعضنا، فأصبح بذلك واجب والوقت أن نسد حاجة المحتاجين ونعينهم على أمور حياتهم، وقيمة التكافل في شهر رمضان تتجلى في أبهى صورها، فهو شهر الرحمة والتضامن الاجتماعي بين المسلمين. 

ويعزز شهر رمضان من الروابط الاجتماعية ويذكر المسلمين بأهمية مساعدة الآخرين وتقديم العون للمحتاجين. فالتكافل في هذا الشهر يعكس روح الإحسان والسخاء التي ينبغي للمسلم أن يتحلى بها.

ومن طرق التكافل الاجتماعي في رمضان زكاةَ الفطر، التي فرضها الله على كل من مَلَكَ قُوتَ يومه وليلته، حتى يُعَوِّدَنا على التكافل والنظر إلى مَنْ هم حولنا من المحتاجين فَنَسُدُّ حاجتهم قبل العيد، فزكاة الفطر عبادة من العبادات، وقربة من القربات العظيمات؛ لارتباطها بالصوم الذي أضافه الله إلى نفسه إضافةَ تشريفٍ وتعظيمٍ: (إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به).

- في ظل الأوضاع الصعبة لأهل غزة.. ما هي أبرز الفتاوى المتعلقة بهم أثناء الصيام في رمضان من ناحية الصيام والصلاة وأداء العبادات؟

لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها، ولا شك أن أهل غزة يمرون بظروف عصيبة وقد جاء الشرع الشريف بالتيسير على العباد في الصيام وكافة العبادات، وقد شرع الله سبحانه وتعالى لذوي الأعذار الشرعية المعتبرة الفطر في رمضان كمن كان مريضًا مثلًا حتى يزول المرض وعليه أن يقضي هذه الأيام عند زوال السبب.

كذلك الصلاة والتي هي فريضة عظيمة فرضها الله علينا يجب أداءها وعدم التفريط فيها، أما صلوات التطوع والنافلة فالإنسان مخير بحسب ظروفه في أداءها وهو مثاب عليها، وكما قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "خير الأعمال أدومها وإن قل".

- نصيحة لمن يريد اغتنام شهر رمضان والعشر الأواخر بدون التقصير في العمل؟

العشر الأواخر من رمضان من الأيام العظيمة التي أرشدنا إليها النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقد كان صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله أعبد ما يكون في العشر الأواخر من رمضان فكان إذا دخلت هذه الأيام المباركة شد مئزره وأحيا ليله وأيقظ أهله، وقد فُضِّلَت هذه العشر على سائر أيام العام بوقوع ليلة القدر ضمن زمانها المبارك؛ يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تَحَرَّوْا ليلةَ القدرِ في العشر الأواخر مِن رمضان«.

فالله يختصها بالعناية والاهتمام، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يتحينها وينتظرها ليتقرب فيها إلى الله أكثر ويكثر فيها الذكر والطاعة والعبادة.

- طالبتم بوضع وثيقة تؤطِّر لمعاملات المسلم في البلاد غير الإسلامية، فما هي رؤيتكم لهذه الوثيقة؟

نعم صحيح .. فالمسلم الذي يعيش في بلاد غير المسلمين يعد سفيرًا للإسلام ويجب أن يكون نموذجًا يحتذى به في أخلاقه ومعاملاته ويقدم الصورة الحضارية للإسلام.

وقد أدركنا ذلك في دار الإفتاء المصرية فقمنا من خلال الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم بالعمل على دليل إرشادي للمسلم الذي يعيش في مجتمع غير مسلم يقدم له فهمًا سديدًا لدَوره الحضاري الفعال وترسم له ما له وما عليه من حقوق وواجبات تراعي المبادئ الإسلامية والسياقات المختلفة داخل مجتمعه الذي يعيش فيه.

وتضمَّن هذه الوثيقة التركيزَ على مفهوم المواطنة باعتباره مصطلحًا أصيلًا في ثقافتنا الإسلامية، وتتضمن كذلك التأكيد على الرجوع في الفتوى للمفتين المعتمدين في هذه البلاد، ولهذا كانت دار الإفتاء المصرية حريصةً على دعم مختلف دُور الإفتاء وتطويرها علميًّا وإداريًّا من خلال الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم؛ وعملت الأمانة العامة على تحقيق طفرةٍ كبيرةٍ في استخدام وسائل التكنولوجيا الحديثة لخدمة الإفتاء ومؤسساته، وخوض غمار مواقع التواصل الاجتماعي باللغات المختلفة، وكذلك استخدام تطبيقات الهواتف الذكية لتلقِّي الأسئلة والإجابة عنها، ومن هنا أنشأت الأمانةُ العامة تطبيق «فتوى برو» الذي يخدم المسلمين في الغرب والشرق، ويتلقَّى تساؤلاتهم بلغاتهم المختلفة؛ حيث يتم الرد عليها مع مراعاة السياقات المجتمعية في البلدان التي تَرِدُ منها الأسئلة.

كذلك تؤكد هذه الوثيقة على الالتزام بالقوانين التي تُلزم بها الدولةُ التي يستوطنها المسلمُ؛ باعتبار أن المسلمَ في هذه البلادِ مواطنٌ له حقوقه وعليه واجباته، ومخالفته لهذه القوانين من شأنها أن تشوِّه صورة الإسلام والمسلمين، كما تضع الأُطرَ اللازمة لمعالجة سائر القضايا التي يواجهها المسلمُ في سياق الْتزامه بهذه القوانين.

- الكثير يتحدث عن مفهوم البدعة بغير موضعه، نود أن نعرف ما هي الأمور التي تركها النبي وفعلها الصحابة والمسلمون الآن ولا تعتبر بدعة؟

العلماء المعتبرين تحدثوا كثيرًا عن أقسام البدعة، فذكروا أن هناك 5 أقسام للبدعة، وهي: البدعة المحرمة، والبدعة الواجبة، والبدعة المستحبة، والبدعة المباحة، والبدعة المكروهة.

والبدعة المحرمة هي تلك البدعة التي تبطل أحكام الإسلام، أما ما تتوافق معها فتدخل في دائرة السنة الحسنة، وذلك لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة".

أما ما تركه النبي صلى الله عليه وآله وسلم من فعل ولم يأتِ نص شرعي يَنهى عنه فإن فيه سَعةً، بل هناك دلائل شرعية على جواز الاستبشار بقدوم العام الجديد أو غيره من الاحتفالات المشروعة كالمولد النبوي الشريف وتهادي الحلوى فيه، منها أن النبي صلى الله عليه وسلم عندما سئل عن صيامه يوم الإثنين قال: "ذاك يوم ولدت فيه"، كما أن الترك لا يعني التحريم أو البدعة.

- هل الكسب الحرام من التجار الذين يحتكرون السلع الآن يؤثر على صحة صيامهم؟

الاحتكار حرام شرعًا وهو من الكبائر التي حذرنا منها النبي صلى الله عليه وآله وسلم حيث قال عن المحتكر: «مَنِ احْتَكَرَ حُكْرَةً، يُرِيدُ أَنْ يُغْلِيَ بِهَا عَلَى الْمُسْلِمِينَ، فَهُوَ خَاطِئٌ»، وحينما تأتي كلمة خاطئ ومعلون في النص الشرعي يكون لها دلالة معينة معناها أنه لا لعنة إلا على أمر محرم.

ومن يحتكر سلعا بعينها بقصد تعطيش الأسواق بالصيغة الاقتصادية التي تؤثر على حياة الناس، ثم ينتظر ويرفع الأسعار، فإنّ هذا الأمر يعود بآثاره على المواطن الذي يعجز عن مواجهة ذلك.

أما عن صيام المحتكر فمسألة صحة الصيام أمر وقبول الصيام والثواب عليه أمر أخر لأن كل عبادة من العبادات المفروضة لها أركانها وشروطها الخاصة بها، ولا تَعَلُّق لهذه الأركان والشروط بأداء العبادات الأخرى، فإن أدَّاها المسلم على الوجه الصحيح مع تركه لغيرها من العبادات أو لو ارتكب إثمًا أخر فقد أجزأه ذلك وبرئت ذمتُه من جهتـها، ولكنه يأثم لتركه أداء العبـادات الأخرى، أو ارتكاب المحرمات.

مفتي الجمهورية في حوار لصدى البلد مفتي الجمهورية في حوار لصدى البلد مفتي الجمهورية في حوار لصدى البلد مفتي الجمهورية في حوار لصدى البلد مفتي الجمهورية في حوار لصدى البلد مفتي الجمهورية في حوار لصدى البلد مفتي الجمهورية في حوار لصدى البلد مفتي الجمهورية في حوار لصدى البلد مفتي الجمهورية في حوار لصدى البلد مفتي الجمهورية في حوار لصدى البلد مفتي الجمهورية في حوار لصدى البلد مفتي الجمهورية في حوار لصدى البلد

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: مفتى الجمهورية قراءة القران أفضل الأعمال في رمضان غزة العلماء البدعة الاحتكار الكبائر النبی صلى الله علیه وآله وسلم العشر الأواخر فی شهر رمضان التکافل فی رمضان من فی رمضان ن رمضان التی ت

إقرأ أيضاً:

مفتي الجمهورية يهنئ الحكومة الجديدة عقب أداء اليمين الدستورية أمام الرئيس

تقدَّم الدكتور شوقي علام -مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم- بخالص التهنئة إلى دولة رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، وإلى جميع وزراء الحكومة الجديدة عقب أدائهم اليمين الدستورية أمام الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، متمنيًا لهم جميعاً التوفيق والسداد في مهامهم الجديدة وخدمة مصرنا الغالية في ظل القيادة السياسية الحكيمة.

بعد آدائه اليمين.. من هو الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف الجديد

وأعرب مفتي الجمهورية في بيانه، اليوم الأربعاء، عن صادق دعواته وتمنياته لدولة رئيس الوزراء وأعضاء الحكومة الجديدة بالتوفيق والسداد بما يحقق مصالح البلاد والعباد وتطلعات المواطنين واستكمال مسيرة البناء والتطوير والتنمية الشاملة وتنفيذ التكليفات الرئاسية لتحقيق التنمية المستدامة ورؤية الدولة المصرية 2030 في ظل الجمهورية الجديدة.

كما قدَّم المفتي كل الشكر لأعضاء الحكومة السابقين على الجهود الكبيرة التي بذلوها في فترات دقيقة مرت بها الدولة المصرية.

مفتي الجمهورية: 30 يونيو ثورة مصرية خالصة انتشلت البلاد من مستقبل ضبابي

سبق وأن قال الدكتور شوقي علام -مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم-: "إن ثورة 30 يونيو هي ثورة لإعادة الوضع الحقيقي المصري على كل المستويات، وعلى المستوى الديني هو الخطاب الوسطي الذي يعتمده الأزهر الشريف وهو خطاب سهل يتحرك من خلاله المجتمع المصري بسهولة ويسر ليس فيه إقصاء لأحد، وهي وسطية ورثناها عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم".

وأضاف مفتي الجمهورية - في لقائه الأسبوعي مع الإعلامي حمدي رزق في برنامج "اسأل المفتي" الذي يذاع على فضائية صدى البلد - أن الدين عنصر ومكون أساسي من ثقافة الإنسان المصري وعندما يُستغَل لأغراض سياسية نكون أمام خلل كبير في المجتمع.
وأشار فضيلة المفتي إلى أن دار الإفتاء رصدت من خلال الدراسات والرصد حقائق مهمة ولاحظنا في السنة التي حكم فيها الإخوان أن الدولة المصرية كانت مقبلة بشكل يقيني على حرب أهلية، ما لم تقم ثورة 30 يونيو، فهي ثورة أنقذت الواقع المصري وانتشلته من مستقبل ضبابي للغاية.

جماعة الإخوان سعت بكل طاقتها إلى محاولة التمكين وأخونة مؤسسات الدولة

وأوضح أنَّ جماعة الإخوان سعت بكل طاقتها إلى محاولة التمكين وأخونة مؤسسات الدولة، كعملية إحلال للمؤسسات الرسمية بكيانات بديلة، مع محاولة الضغط الشديد في هذا الأمر؛ مما وضع البلاد في أزمة كبيرة وشحن مجتمعي تولد في هذا الوقت في كثير من الملفات.

مفتي الجمهورية

ولفت النظر إلى أن هذه الجماعة حاولت إقصاء المخالفين لهم، سواء سياسيًّا أو دينيًّا، وكان هناك انتقام شديد من غير المسلمين في عهد الإخوان وهو ما لم يحدث من قبل، وتم استغلال الدين استغلالًا سلبيًّا.

وأكد المفتي أن المؤسسة الدينية في عهد الإخوان تعرضت لهجوم شديد ومناوشات كثيرة حيث تعرض الأزهر الشريف ودار الإفتاء إلى محاولات تغيير بشكل يفصح بالفعل بأن الخطاب الإخواني هو خطاب دخيل يدعو إلى إقصاء الأزهر الشريف والمؤسسات الدينية الرسمية.
وأضاف أن الإخوان أرادوا أن يغيروا المنهج الأزهري لا بدافع التجديد، ولكن من أجل أفكار معينة تخدم مصالحهم السياسية على كافة المستويات وَفْق أجندة إخوانية لإعادة تدوير المنهج الأزهري لخدمة مصالحهم، مشيرًا إلى أنهم لو استمروا لأكثر من هذه السنة لكان هناك تغير خطير في المؤسسة الدينية في مصر.

وأن الأزهر الشريف كان حائط صد منيعًا أمام هذه الأجندة والضغوط

وأكَّد مفتي الجمهورية أن القيادة الأزهرية كانت واعية لهذه المخططات، وأن الأزهر الشريف كان حائط صد منيعًا أمام هذه الأجندة والضغوط، فواجهها بضراوة للحفاظ على المنهجية الأزهرية السليمة.

وقال المفتي: "إن ثورة 30 يونيو ثورة مصرية خالصة ساندت فيها القوات المسلحة ومؤسسات الدولة، الشعب المصري فكنا أمام حالة جديدة جدًّا من إعادة الوضع إلى الوضع الصحيح".

وأضاف أننا شهدنا بعد 30 يونيو كيف أن الدولة المصرية كانت دولة بناء على كافة المستويات المادية والمعنوية، حيث شهدت مصر تطورًا كبيرًا في البنية التحتية بشهادة الجميع، وهو ما ظهر جليًّا في تقدم مصر في الترتيب الدولي في تطور البنية التحتية، حيث بَنت مصر مدنًا جديدة وطورت من الطرق وقضت على العشوائيات وطورتها لتحقق حياة كريمة للإنسان المصري البسيط.

وعلى الجانب المعنوي انعكس ذلك على الإنسان المصري لأن من أهداف ثورة 30 يونيو كان بناء الإنسان ومنها تجديد الخطاب الديني ومواجهة الأفكار المتطرفة التي كانت موجود خلال الفترة الماضية.

دار الإفتاء المصرية تطورت بشكل كبير منذ ثورة 30 يونيو

وأوضح المفتي أن دار الإفتاء المصرية تطورت بشكل كبير منذ ثورة 30 يونيو وحتى الآن من حيث البنية التحتية والكوادر التي تعمل في الدار وإنشاء وحدات وإدارات نوعية مثل مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة عام 2014، والذي كان باكورة محاربة الفكر المتطرف ومواجهته من خلال رصد وتحليل هذه الأفكار والرد عليها بمنهجية علمية منضبطة.

وأضاف أن الدار أنشأت كذلك عام 2015 كيانًا دوليًّا هو الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، والذي يعد مظلة جماعية تضم عددًا كبيرًا من الهيئات والمؤسسات الإسلامية على مستوى العالم لتوحيد الرؤى وإيجاد مساحة مشتركة وتعاون، فكنا أمام تغير كبير ووجدنا إقبالًا كبيرًا ليس على مستوى العالم العربي فحسب ولكن العالم أجمع.
وأوضح المفتي أن ثورة 30 يونيو أعلت من مكانة فقه الدولة الذي يؤدي إلى العمران والتنمية، وهو فقه مؤصَّل منذ عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ويراعي مركزية الدولة والمؤسسية والأبعاد المجتمعية وتصرف المصلحة العامة، وهو ما ينعكس في فتاوانا في احترام القوانين والمؤسسية التي تصب في صالح المجتمع بشكل إيجابي، ففقه الدولة يعين المجتمع على التقدم والرقي، وهو ما تحقق بعد 30 يونيو حيث حققنا فقه الدولة وابتعدنا عن الفقه الموجه والمسيس.
 

مقالات مشابهة

  • مفتي الجمهورية يهنئ أسامة الأزهري عقب أدائه اليمين الدستورية وزيرا للأوقاف
  • مفتي الجمهورية يهنئ الحكومة عقب أداء اليمين الدستورية: أمنياتنا بالتوفيق
  • مفتي الجمهورية يهنئ الحكومة الجديدة عقب أداء اليمين الدستورية أمام الرئيس
  • مفتي الجمهورية يهنئ الحكومة الجديدة عقب أداء اليمين الدستورية أمام الرئيس السيسي
  • مفتي الجمهورية يهنئ أسامة الأزهري عقب أدائه اليمين الدستورية وزيرًا للأوقاف
  • حكم قراءة القرآن بصورة جماعية.. الإفتاء توضح
  • الأوروجواي تقصي البلد مضيف وتتأهل بصحبة بنما
  • محمد رمضان "يخلط" بين المغرب وبلد آخر .. وناقد يعلق
  • في حوار خاص الدكتور محمد سالم الغامدي لـ( النيل الدولية) الحاجة لتعديل تقومينا الهجري تأتي من ضرورة ضمان دقة توقيت الشرعية السماوية
  • أدعية الرقية الشرعية.. كلمات من السنة النبوية للحماية والشفاء