نشرت منصة "بلينكس" الإماراتية تقريراً تحت عنوان: "رمضان في جنوب لبنان.. بحث عن إفطار في قرى مهجورة"، وجاء فيه:    "لا ينفع الكلام في هذه اللحظات، وضعنا تحت الصفر".. هكّذا عبّر علي أبو سمرا، المواطن اللبناني النازح من بلدة الظهيرة، جنوب لبنان، إثر القصف الإسرائيلي العنيف على بلدته، عن حاله وحال عائلته مع بداية شهر رمضان، في حديثه لـبلينكس.

   منذ 8 تشرين الأول 2023، وبسبب الاشتباكات المتواصلة بين حزب الله وإسرائيل، تجلّت ظاهرة النزوح، خاصة بين العائلات التي تسكن بالقرب من خطوط التماس، مثل كفرشوبا وحولا والظهيرة وعيتا الشعب، وغيرها.
ترك علي وعائلته منزلهم المتواضع في الظهيرة بعدما شعروا أن المكان لم يعد آمنا. وبذلك استقبلت العائلة النازحة رمضان وهي بعيدة عن بيتها، وسط حالة فقد للأجواء الرمضانية مثل "اللمة على مائدة الإفطار" وصلاة التراويح.

فكيف يبدو حال أهالي الجنوب في رمضان؟ وهل تتوفّر لهم المساعدات الغذائية أو المادية اللازمة؟

علي دون سهراته الرمضانية
علي، الذي نزح إلى مدينة صور مع عائلته المؤلفة من 8 أشخاص، يرفض مقارنة أجواء رمضان التي يعيشها اليوم، في ظل قسوة النزوح، بالسنوات السابقة. حينها، كان يستضيف الأقارب والأصدقاء على مأدبة الإفطار، ثم يقضي سهراته الرمضانية في "الضيعة".

أما اليوم، فيعيش علي في منزل فارغ لا تتوفّر فيه أبسط الاحتياجات. كذلك، تعوق الأوضاع الأمنية والمخاوف من الهجمات المحتملة إقامة الصلوات في جماعة، ولا سيما صلاة التراويح.

وحال اعتدال، مواطنة لبنانية نزحت أيضا إلى صور، لا يختلف كثيراً عن حال علي، فهي تعيش في منزل مع 4 عائلات بعد أن كانت تعيش في مدرسة.

واتخذ جزء كبير من النازحين من المدارس مأوى لهم، لعدم توفّر منزل آخر، أما الجزء الآخر فانتقل إلى بيت مستأجر.

قرى مهجّرة
"لم يبقَ في البلدة سوى 4 عائلات"، وأغلب من بقي في بيته هم كبار في السن، وفقا لرئيس بلدية الظهيرة عبداللّه غريب.
وتحوّلت البلدة الحدوديّة الصغيرة إلى ساحة مدمّرة بعد تعرّضها لغارات متتالية. إثر ذلك، غاب الطابع الرمضاني عن البلدة، وهو ما دفع غريب للقول: "هذه ليست عاداتنا، لا زينة ولا فرح... مستحيل مقارنة رمضان هذا العام، بالأعوام السابقة".
وأكد غريب أن أحوال الناس تبدّلت مع الحرب، فمنهم من غادر البلدة خوفا، ومنهم من خسر رزقه، معبّراً عن فقدان البلدة لروحها مع غياب الناس لتأدية صلاة التراويح مثلا، وفقدان أصوات الأطفال ومفرقعاتهم لساعات متأخرة من الليل.
لا يوجد مكان نذهب إليه
عائشة القادري من كفرشوبا، أصرت على البقاء في "ضيعتها" ولم تنزح، وقالت للأناضول: "هذا العام لا يوجد طعم لشهر رمضان في ظل الحرب الدائرة والخوف الذي ينتابنا.. نحن صامدون في أرضنا، ولن نتركها لأنه لا يوجد مكان نذهب إليه".
وبنبرة ممزوجة بحنين وحزن، أردفت: "كنا في الماضي نجتمع مع إخوتي والعائلة على موائد الإفطار، أما اليوم وبعد نزوحهم إلى بيروت وخوفنا من الخروج من المنزل بسبب القصف، فبقينا وحدنا في المنزل".
في البلدة نفسها، تعيش كوكب الزغلول، وهي من عائلة فقيرة جدا تستعمل الحطب بدلا من الغاز لطبخ الشوربة. وقالت الزغلول إن "الحياة صعبة؛ لأننا نسمع أصوات القصف كل يوم.. لا يوجد عندي غاز كي أطبخ فطور رمضان وأستعمل الحطب بدلا منه".
هل من مساعدات؟
علي الذي كان يعتمد على محصوله الزراعي سنويا لتأمين قوت يومه، قال لـ"بلينكس": "جرت العادة أن أوزّع من محصولي الزراعي كمساعدات في رمضان، اليوم انقلبت الآية وأصبحت أنا بحاجة لهذه المساعدات".
ولم يصل لعلي واعتدال أي مساعدات أو معونات، وأكد كل منهما لبلينكس بأنهما يتلقيّان بين الحين والآخر اتصالات من جمعيات غير حكومية، لكن دون جدوى.
100 ألف نازح محلّي؟
وذكر التقرير الأخير للمنظمة الدولية للهجرة، والذي نشر في 5 مارس 2024، أن عدد النازحين من الجنوب وبعض مناطق البقاع الغربي، بلغ نحو 91 ألفا، ألف و500 منهم فقط توزّعوا على 18 مركزا للإيواء أو ملاجئ.
أما الآخرون، فتوجّهوا إلى مناطق متفرّقة من لبنان منها صور، النبطية، وصيدا، وهي مناطق بعيدة نسبيا عن مواقع الاشتباك والقصف. (بلينكس - blinx)

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: لا یوجد

إقرأ أيضاً:

هل قرّرت إسرائيل رسمياً البقاء في جنوب لبنان؟ تقريرٌ يكشف

نشرت صحيفة "يسرائيل هيوم" الإسرائيليّة تقريراً جديداً قالت فيه إنَّ إسرائيل تدرسُ البقاء في لبنان بعد انتهاء مهلة الـ60 يوماً المنصوص عليها في اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيّز التنفيذ يوم 27 تشرين الثاني الماضي.   ويقول التقرير إن إمكانية استمرار الوجود الإسرائيلي في لبنان أثيرت في الأيام الأخيرة خلال عدة مناقشات جرت على أعلى المستويات السياسية والأمنية في إسرائيل، وأضاف: "إن البقاء في لبنان يأتي من سببين رئيسيين الأول وهو الإنتشار البطيء للجيش اللبناني في جنوب لبنان والثاني انتشار أسلحة حزب الله وبنيته التحتية التي لا تزال مكشوفة على الأرض، فضلاً عن جهود الحزب حتى الآن لإعادة تكثيف قدراته العسكرية بمُساعدة إيران".   وأكمل: "في نهاية الأسبوع، عثر جيش الدفاع الإسرائيلي على بنية تحتية إضافية لحزب الله في جنوب لبنان ودمرها، بما في ذلك النفق التكتيكي للمنظمة بالإضافة إلى العديد من معدات عسكرية أخرى. وتشير التقديرات إلى وجود المزيد من قوات البنية التحتية في منطقة جنوب لبنان، فيما سيتم بذل جهد كبير لتحديد مواقعها وتدميرها في الأسابيع المقبلة، وذلك بالتوازي مع العمليات الجاري تنفيذها على الحدود السورية اللبنانية والهادفة إلى منع محاولات حزب الله والإيرانيين من تهريب الأسلحة التي كانت لديهم في سوريا إلى لبنان، قبل أن تقع في أيدي المتمردين الذين سيطروا على البلاد".   وتابع: "ستتم دراسة إمكانية السماح لقوات الجيش الإسرائيلي بالتواجد في جنوب لبنان مع الإدارة الأميركية المنتهية ولايتها والقادمة، لأن الموعد النهائي للانسحاب سيكون بعد تنصيب الرئيس الأميركي دونالد ترامب وإدارته الجديدة، وقد يؤدي مثل هذا القرار إلى حصول انتهاك موازٍ لوقف إطلاق النار من قبل حزب الله، وبالتالي استئناف الحرب على نطاق محدود أو واسع النطاق".   وتابع: "يجب التأكيد على أن القرار بشأن السماح للقوات الإسرائيلية بالتواجد في جنوب لبنان لم يتخذ بشكل نهائي بعد، وستتم مناقشة الموضوع بشكل متواصل في الأسابيع المقبلة حتى انتهاء الموعد النهائي المنصوص عليه في الاتفاق، ويبدو أنه حتى لو تم اتخاذ قرار بهذا الشأن، فإن القوات ستبقى في نقاط قليلة فقط حيث سيواجه الجيش الإسرائيلي صعوبة في توفير الأمن لسكان المستوطنات في الشمال لأن بناء البنية التحتية الجديدة ومناطق الدفاع حولها التي تم الاتفاق عليها لم تكتمل بعد".

مقالات مشابهة

  • الجيش اللبناني يتمركز في بلدة جنوب البلاد
  • تحضيرات مكثفة من فريق عمل مسلسل «شباب امرأة» استعدادًا لعرضه في رمضان 2025
  • عيسى رمضان: أجواء باردة وانخفاض أكبر في درجات الحرارة
  • هذا ما ستفعله إسرائيل في لبنان.. تصريحٌ جديد!
  • مسح الاضرار يكاد ينتهي
  • الجنايات تحيل عامل الأقصر للمفتي لقتله آخر أثناء خروجه من صلاة التراويح
  • الصدر يوعز بتوفير وجبات افطار رمضانية للشعب اللبناني
  • جيش الاحتلال يقتحم بلدات بالضفة ويطلق الرصاص الحي وقنابل الغاز
  • إمساكية رمضان 2025.. مواعيد الإفطار والصلاة وعدد ساعات الصوم
  • هل قرّرت إسرائيل رسمياً البقاء في جنوب لبنان؟ تقريرٌ يكشف