الفجر الفني يرصد تفاصيل "ترنيمة الجن" بـ المداح 4 من خلال عيون صناعها
تاريخ النشر: 19th, March 2024 GMT
تعتبر الموسيقى التصويرية جزءًا لا يتجزأ من تجربة المشاهدة في عالم الدراما التلفزيونية، حيث تلعب دورًا حاسمًا في تعزيز الأجواء ونقل المشاعر والمشاهد إلى أبعاد عاطفية أعمق وذلك بواسطة استخدام مجموعة متنوعة من الآلات والأصوات، فتقوم بتحديد الشخصيات، وخلق التوتر وزيادة الإدرنالين في أحيان آخرى، وتعزيز المشاهد المختلفة، مما يجعلها عنصرًا لا يمكن الاستغناء عنه في عالم الدراما التلفزيونية.
وعلى هذا الغرار، انتشر مؤخرًا صدى الموسيقى التصويرية التي تدعى "ترنيمة الجن" من مسلسل "المداح أسطورة العودة" بشكل كبير منذ أن تم طرحها بسبب اختلافها واختلاف كلماتها والطريقة التي عرضت بها لتنجح في تصدر مواقع التواصل الاجتماعي واستحضار الشعور بالغموض والتشويق الذي يتناسب مع أحداث العمل الدرامي ويعلق في أذهان الجماهير.
وفي هذا السياق، تواصل الفجر الفني مع صناع "ترنيمة الجن" وهما كلًا من الموزع والمؤلف الموسيقي كريم عبد الوهاب والشاعر أسامة محرز للكشف الكواليس والأدوات المستخدمة في صناعة الموسيقى والتحدث عن المعنى الحقيقي للكلمات وهل هي طلاسم معدلة كما زعم الجمهور أم مجرد تراث صعيدي ليتماشى مع أحداث المسلسل وحقيقة إدخال تقنيات الذكاء الاصطناعي به
الشاعر أسامة محرز والموزع كريم عبد الوهابوللإجابة على هذة الاسئلة صرح كريم عن فكرة الموسيقى الرئيسية فقال: " جاءت لي فكرة ترتيب الترنيمة أثناء تصوير أول مشهد في المسلسل، وهو مشهد المحكمة، الذي يعد بداية المسلسل بالكامل في الحلقة الأولى فكنت أرغب في إعطاء كل شخصية شكلًا مميزًا أو موضوعًا خاصًا بها، ليتم تشغيل الترنيمة المعينة عندما يظهر كل شخصية، فقمت بتعيين نمطًا خاصًا بالناي لشخصية صابر، حيث تعمل الترنيمة المخصصة له عندما يظهر، ولقد قمت أيضًا بتوجيه الاهتمام لسميح بنفس الطريقة، وذلك لتعزيز هويتهما في العمل، ويكون تيمة العمل والانطباع عنها مرتبط بالشخص المصاب بالمس فيعلق بأذهان الجمهور بشكل كبير"
كما تحدث عن استخدام الأدوات والتجهيزات سواء في الترنيمة أو في الموسيقى التصويرية الخاصة بالمسلسل فقال: كل الأدوات المستخدمة مقصودة ولها معنى ولها وظيفة وفي مكانها المناسب لتلعب على عنصر التشويق والأثارة، مثل صفارة الآذان وما شابهها، حيث تظهر هذه العناصر عندما يظهر أي شخص من الشياطين أو الجن فبالتالي تعطي إيحاء للمشاهد بوجود خطر".
كلمات تراثية أم طلاسم حقيقية؟
كما تحدث الشاعر أسامة محرز في تصريح خاص للفجر الفني عن فكرة الكلمات فقال: " كتبت الكلمات بعد أن تواصل معي الموزع كريم عبد الوهاب وطلب أن يكون هناك جملة رئيسية في الموسيقى ويتم استخدامها لحظة ظهور الجن لـ صابر المداح فجاءت الفكرة لي أن يكون هناك رسالة من الجن الصابر، خاصةً أن هذا لم يحدث في أي جزء سابق، إلا في السنة الماضية حيث كان هناك مقطع واحد فقط وهو "ابننا جه" فـ أردت أن يكون الموضوع مختلفًا، ولذلك اقترحت جعل الجملة ترنيمة أو رسالة من الجن للإنسان عمومًا"
كما كشف المعنى الحقيقي وراء الكلمات التي أثارت ضجة ملحوظة بسبب غرابتها ووضح حقيقة علاقتها بالسحر فقال: "في الحقيقة، كل من يدّعي أن ما يُقال في الترنيمة هو سحر وطلاسم، فإني أعتبره يقول حديثًا مُضحكًا بالنسبة لي، وقد أظهرت هذة الحقيقة أن هناك العديد من الأشخاص على وسائل التواصل الاجتماعي يبالغون ويستغلون الأمور المغلوطة وذلك لجلب التعليقات والإعجابات، حيث يحاولون إقناع الناس بأنها طلاسم سحرية ستؤذيهم، ولكن هذا ليس صحيحًا تمامًا، وهذا ببساطة لأنه إذا سألت أي شخص صعيدي عن معنى الكلمات التي استخدمتها، سيرشدك ويفهمها من المرة الأولى، لأنها لهجة صعيدية حتى وإن احتوت على بعض الكلمات القديمة والتراثية، مثل "حايس"، ولكنها في النهاية لا يوجد شيء آخر أو زائد، كل الكلمات هي من كتاباتي وصياغتي وليس من طلاسم أو غيره، فهو فقط كلام صعيدي ومعناه كالآتي
لقيناك حابس بمعنى أن صابر استطاع أن يسلسل الجن ويحبسهمفجيناك لابس بمعنى أن يأتي الجن والشياطين له بصورة بشرية عندما وجدوه متمسكًا بدينه، يبدأون في خداعه وخوض صراعات معهلقيناك راسي أي أنه هادئ وثابت خليناك حايس يعني أنهم يثيرن الفتن بين أهله وأحبته ويجعلوه متشتتًا ويتحرك هنا وهنا دون هدف محدد كما يصف أهل الصعيد التوهه "بالحوسة"شَجْيِنا چْدَارَك أي يعني ضربوا جدار إيمانه وهذا الجدار الذي يكون للقلب، يعني محاولة السيطرة على قلبه وقيادتهنُورنَا زَار دَارَك يعني أن الجن الضارين يتظاهرون بالنور، والنور المقصود هو نارهم يعني أنهم بدأوا في محاربته بلا مفرزإتْفَرْطوا حروُفَك يعني أنهم يبعدون عنه أي معلومة يمكن أن تستخدم ضدهمصِرْنَا زُوَارَك أنهم أصبحوا يتبعونه في كل مكان يذهب إليه ويحاولو أذيته وأصابته بالمس
وتحدث أيضًا عن توقعه للصدى الهائل التي حققته الترنيمة فقال: " توقع النجاح يعني أنني دائمًا أفكر أن الأمور ستسير على ما يرام وأنني قادر على تحقيق النجاح بجدارة وثقة ما دام أقوم بدوري، فـ دوري هو أن أقوم بالجانب العملي بشكل مثالي تمامًا وأن أكون متفائلًا بنجاح الخطوات التي أقوم بها، وعندما أقوم بكل ذلك بشكل جيد فإنني أعرف بأن النجاح قادم، والنجاح الذي يحقق الأهداف الكبيرة ليس دائمًا شيئًا يعود إليّ فقط، بل يعتبر بفضل من الله أيضًا ومن باقي فريق العمل".
تقنيات الذكاء الاصطناعي تدخل عالم المداح وترنيمة الجن السببكما تحدث محرز عن تقنيات الذكاء الاصطناعي الموجودة بالموسيقى التصويرية فقال: " كريم عبد الوهاب هو صاحب الفكرة هو الذي يقوم بعمل الموسيقى التصويرية وهندسة الصوت وما إلى ذلك فهي فكرة كانت رائعة بالطبع، ولكنها ليست فكرتي، وعن رأيي فيها فهي كانت مثيرة لاهتمامي كثيرًا وكنت موافقًا عليها تمامًا وبصراحة، كنت أرى أنه من المهم أن يكون الصوت الذي يقول ترانيم الجن غير معروف أو له علاقة بالأصوات المعروفة،يعني أن يكون مميزًا لأننا نريد أن نجعل الشيء مصداقيته، مصداقية في الدراما، حيث أنني عندما أقول شيئًا على لسان الجن، يجب أن يكون مصداقًا ويعطي الشعور بأنه فعلًا من لسان الجن.
دكتور عبد الوهاب السيد مطرب بالأوبرا ومشارك بالترنيمة
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: المداح المداح أسطورة العودة أبطال المداح 4 أحداث المداح كريم عبد الوهاب أخبار المداح حمادة هلال الموسیقى التصویریة کریم عبد الوهاب یعنی أن أن یکون
إقرأ أيضاً:
مدرب فرقة "وطن الفنون الفلسطينية" في حوار لـ "الفجر الفني": واجهنا صعوبات في الحصول على أزياء الحفل.. وحملنا مشاعر مختلطة من الحزن والألم
الفن رسالة قوية وتغلبنا على مشاعر القلقواجهنا صعوبة في الحصول على الأزياء التراثية وصممنا نظهر بأفضل صورةقلقنا من فهم الجمهور لنا بشكل خاطيء قبل الحفل
افتتحت الفرقة الفلسطينية "وطن الفنون " فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي حيث قدمت مجموعة من الرقصات والفلكلور الفلسطيني في بداية الحفل وحصلت على العديد من الإشادات الجماهيرية وتفاعل الحضور مع الدبكة بشكل كبير وأغنية " فلسطيني" للفنان محمد عساف، ووجه الفنان حسين فهمي الشكر لهم بعد انتهاء الفقرة معلنًا أن جميع أعضائها من فلسطين.
كان لـ “الفجر الفني” لقاء خاص مع مدرب الفرقة مهند سكيك ليكشف تفاصيل تحضيراتهم لهذا الحفل والتحديات التي واجهتهم للمشاركة في المهرجان.
يقول مهند سكيك مدرب الفرقة الفلسطينية أن الفنان حسين فهمي أتفق مع إدارة الفرقة أن تكون فرقتنا "فرقة وطن للفنون " عبارة عن مفاجأة للحضور.
وعن تحضيرات الفرقة قال سكيك:"احنا كفرقة دبكة فلسطينية، الدبكة جزء من هويتنا ومن حبنا لتراثنا، التحضيرات كانت مكثفة، اشتغلنا بقلب واحد وكلنا حماس عشان نطلع بأحسن صورة ونمثل فلسطين بأداء يليق بتراثها تحضيراتنا كانت مش مجرد دبكة وتدريب، كانت كأنها وسيلة نعبر فيها عن اللي بداخلنا، خاصة مع اللي بصير في غزة، كل حركة وكل خطوة على المسرح كانت بتمثل صوتنا وصوت أهلنا اللي يعانوا هناك تعبنا كتير، بس كان إلنا دافع قوي نطلع بأحسن صورة، كلنا كنا بنتدرب بجدية وبروح الفريق، لأنه منعرف إنه هي فرصة لنوصل صوتنا ونبيّن للعالم جمال تراثنا وهويتنا".
وعن ردود أفعال الجمهور على الفقرة:" كانت مشاعرنا ممزوجة بالفخر والتأثر عندما علمنا أن المهرجان متضامن مع فلسطين، هذا التضامن يعني الكثير لنا، ويجعل المشاهد يرى كيف يستطيع الفن توصيل رسائل قوية ويقف بجانب قضايا عادلة، وهذا ما أعطانا حافز للإبداع على المسرح".
وكشف مهند سكيك عن التحديات والأزمات التي واجهتهم قائلًا:" أهم الصعوبات كانت الظروف المادية،
واجهنا صعوبة بالحصول على الأزياء التراثية، ولكن كنا مصممين أن نظهر بأفضل صورة، وبالإضافة لذلك كان هناك ضغط نفسي كبير على الفرقة، نظرًا لشعورنا بمسؤولية ضخمة لتمثيل فلسطين بصورة تليق بها، خاصة في ظل الأحداث فى غزة، كل شخص من الفرقة كان يشعر إنه يمثل صوت أهل وشعب فلسطين".
أضاف قائلًا:" كان لدينا تحدي عاطفي ليس سهلًا، عندما كنا ندبك، كنا نحمل مشاعر مختلطة من الألم والحزن على ما يحدث هناك، ولكن قررنا تحويل هذة المشاعر لطاقة إيجابية ونقوم بتوصيل رسالتنا بشكل قوي على المسرح".
وتابع قائلًا:" كان هناك خوف كبير من كيفية تقبل الجمهور لمشاركتنا في المهرجان في ظل الحرب، كان لدينا حالة قلق من أن يفهمنا الجمهور بشكل خاطيء، ويعتبرها وقت غير مناسب (للدبكة) وينقلب الأمر ضدنا".
واختتم حديثه قائلًا:" عندما صعدنا على المسرح وانتهينا من الدبكة، كل التعب والمخاوف زالت، وعندما رأي أهلنا وأصحابنا في غزة هذا العرض، كان لديهم شعور بالفخر الشديد وشعرنا أن رسالتنا وصلت بنجاح، شعرنا أننا نجحنا في توصيل صوتنا وتراثنا، المشاركة لم تكن مجرد دبكة، كانت موقف وكلمة بإسم كل شخص يعيش هناك، وكانت أكبر دليل على أن الفن رسالة قوية".