ذكرت القناة 13 الإسرائيلية أن خلافات نشبت بين المسؤول بالجيش عن ملف الأسرى الإسرائيليين المحتجزين بغزة ووزراء في الحكومة لمطالبته بتوسيع صلاحيات وفد التفاوض، بعد تقارير عن توجه وفد إسرائيلي -اليوم الاثنين- إلى الدوحة للرد على مقترح حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بشأن صفقة تبادل جديدة.

ونقلت القناة عن المسؤول قوله إن القيادة السياسية قلصت بشكل "مفرط" صلاحيات الوفد، وإن المفاوضات ستفشل بدون صلاحيات واسعة، وفق ما ذكرته مصادر مطلعة للقناة الإسرائيلية.

وأضافت القناة الـ13 أن الائتلاف الحاكم يتجه نحو أزمة على خلفية ذهاب وفد التفاوض إلى قطر، مشيرة إلى أن وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش هددا بترك الحكومة إذا أطلق سراح أسرى فلسطينيين وصفوهم بأنهم "ملطخة أيديهم بالدماء".

كما نقلت صحيفة جيروزاليم بوست -عن مسؤولين إسرائيليين- أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو منح وفد التفاوض تفويضا أقل بكثير مما طلبه القادة الأمنيون.

القناة الـ13 الإسرائيلية: بن غفير (يمين) وسموتريتش هددا بترك الحكومة إذا أطلق سراح سجناء فلسطينيين (رويترز)

من جهتها، نقلت القناة الـ12 أن نتنياهو منع رئيس جهاز الأمن الداخلي (الشاباك) ورئيس شعبة الاستخبارات العسكرية (أمان) من لقاء باربرا ليف مساعدة وزير الخارجية الأميركي التي تزور إسرائيل.

وكانت وسائل إعلام إسرائيلية قالت في وقت سابق، إن وفدا إسرائيليا يتوجه -اليوم الاثنين- إلى العاصمة القطرية الدوحة، لتقديم رد تل أبيب على مقترح حركة حماس بشأن صفقة لتبادل الأسرى والمحتجزين والتوصل لهدنة في قطاع غزة.

وتسود المستويين السياسي والعسكري الإسرائيلييْن خلافات متصاعدة تهدد بحل الحكومة وتدعو للتوجه نحو انتخابات مبكرة، في أعقاب السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي إثر عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية في غزة ضد إسرائيل، ردا على اعتداءات الاحتلال والمستوطنين بحق الفلسطينيين والمسجد الأقصى.

من احتجاج لإسرائيليين يطالبون بإبرام صفقة تبادل لعودة المحتجزين من غزة (رويترز)

كما تشهد إسرائيل احتجاجات متكررة تتصدرها عائلات المحتجزين في غزة، يغلق خلال المتظاهرون شوارع في تل أبيب للمطالبة بإبرام صفقة تبادل، والدعوة لإقالة نتنياهو والتوجه لانتخابات مبكرة.

وكان الوزير الإسرائيلي غدعون ساعر هدد -السبت الماضي- بالانسحاب من الحكومة إذا لم ينضم إلى مجلس الحرب، متهما الحكومة بعدم امتلاكها خطة واضحة لتدمير قدرات حركة حماس، وذلك بعد إعلانه الثلاثاء الماضي، فض شراكته السياسية مع الوزير في مجلس الحرب بيني غانتس وحل "تحالف معسكر الدولة".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: رمضان 1445 حريات

إقرأ أيضاً:

تصعيد غزة.. هل ينقذ نتنياهو من أزمة أم يغرقه في أخرى؟

في خضم التوتر السياسي الداخلي والضغوط الخارجية، وجد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نفسه عالقًا بين خيارين كلاهما صعب، فإما أن يمضي قدمًا في التصعيد العسكري ضد قطاع غزة، أو يواجه خطر سقوط حكومته بسبب أزمات داخلية متلاحقة، أبرزها إقرار الميزانية وإقالة رئيس جهاز الأمن العام "الشاباك".

 ومع تجدد الغارات الإسرائيلية على القطاع، تبدو الصورة أكثر تعقيدًا، إذ أن هذا التصعيد، الذي قد يمنح نتنياهو طوق نجاة سياسي، يضعه أيضًا في مواجهة عائلات الرهائن الإسرائيليين الذين يعارضون استئناف القتال خوفًا على حياة ذويهم.

تصعيد غير مسبوق

واليوم الثلاثاء، قُتل أكثر من 220 فلسطينيًا في قطاع غزة إثر سلسلة غارات إسرائيلية وُصفت بأنها الأعنف منذ شهرين، حين بدأ سريان وقف إطلاق النار بين تل أبيب وحركة حماس. وسارعت الحركة إلى اتهام إسرائيل بـ"نسف الاتفاق" و"التضحية بالرهائن"، ما قد يؤدي إلى تصعيد جديد في القتال.

وبينما قد يساهم هذا الهجوم في الحفاظ على تماسك الائتلاف الحكومي لنتنياهو، خصوصًا في ظل أزمة تمرير الميزانية وإقالة رئيس "الشاباك" رونين بار، فإنه يضعه في مواجهة مباشرة مع عائلات الرهائن الإسرائيليين، الذين يعارضون أي تصعيد قد يهدد حياة أبنائهم المحتجزين لدى حماس.

ويعتبر تجدد القتال بمثابة فرصة لنتنياهو لتجنب سقوط حكومته، حيث يحتاج إلى دعم حزب "القوة اليهودية" بزعامة إيتمار بن غفير، الذي يمتلك ستة مقاعد في الكنيست.

وهذه الأصوات ضرورية للحصول على ثقة البرلمان الإسرائيلي وتمرير الميزانية قبل نهاية الشهر الجاري، وإلا ستسقط الحكومة، مما سيؤدي إلى انتخابات مبكرة، وكان بن غفير قد أعلن سابقًا أن استئناف الحرب على غزة هو شرطه للعودة إلى الحكومة، وهو ما تحقق مع الهجوم الأخير.

ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مقربين من بن غفير أنه "في ضوء التطورات وإعلان نتنياهو استئناف القتال في غزة، من المتوقع أن يُبلغه باستعداده للعودة إلى الحكومة، وذلك قبيل التصويت على الميزانية، حيث خشي نتنياهو من سقوط الحكومة في حال عدم إقرار الميزانية في الموعد المحدد وهو نهاية الشهر الجاري".

لكن في المقابل، يُفاقم هذا التصعيد أزمة نتنياهو مع عائلات الرهائن الإسرائيليين، الذين يرفضون استئناف الحرب خشية أن يؤدي ذلك إلى قتل أبنائهم المحتجزين لدى حماس أو تقليل فرص الإفراج عنهم.


“أبواب الجحيم”

في ظل هذه التطورات، شدد وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، على أن تجدد القتال جاء نتيجة رفض حماس إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين، ملوحًا بمزيد من التصعيد إذا لم يتم الإفراج عنهم.

وقال كاتس في بيان: "هذه الليلة عدنا للقتال في غزة بسبب رفض حماس إطلاق سراح المختطفين وتهديدها باستهداف جنود الجيش الإسرائيلي والمستوطنات".

وأضاف: "إذا لم تُفرج حماس عن جميع المختطفين، فستُفتح أبواب الجحيم في غزة (...) لن نتوقف عن القتال حتى يعود جميع المختطفين إلى منازلهم ويتم تحقيق جميع أهداف الحرب".

وفي الوقت ذاته، قالت القناة الإخبارية 14 الإسرائيلية إن "الضربة الافتتاحية انتهت، وننتظر النتائج التي قد تتضح في الصباح. الهجمات الجوية ستستمر بكثافة متغيرة، ووفقًا للتوجيهات من المستوى السياسي، فإن القوات البرية أيضًا جاهزة عند الحاجة".

إقالة رئيس "الشاباك".. أزمة مؤجلة

على جانب آخر، يبدو أن التصعيد العسكري قد يمنح نتنياهو فرصة لتأجيل أزمة إقالة رئيس "الشاباك" رونين بار، حيث لم يتم بعد تحديد موعد نهائي لعقد جلسة حكومية لمناقشة هذه القضية.

وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن "من الممكن أن نتوقع بحذر أن إقالة رونين بار سوف تنتظر، حيث لم يتم تحديد موعد لاجتماع حكومي بشأن هذه المسألة حتى الآن".

وكانت هناك توقعات بأن تُعقد جلسة الحكومة لمناقشة الإقالة يوم الأربعاء، ثم أُشيع أنها ستُعقد مساء الثلاثاء، إلا أن وسائل الإعلام لاحقًا ذكرت أنه لم يتم تحديد موعد نهائي للجلسة بعد.

وفي الوقت ذاته، أعلنت العديد من المنظمات الإسرائيلية عن نيتها تنظيم احتجاجات واسعة في إسرائيل ضد قرار الإقالة، مما يزيد الضغوط على نتنياهو.

التنسيق مع واشنطن.. لا أزمة في الأفق

على الرغم من أن تجدد القتال في غزة قد يثير قلق بعض الأطراف الدولية، فإن المؤشرات الأولية لا تدل على وجود أزمة بين تل أبيب وواشنطن بسبب هذا التصعيد.

فقد نقل موقع "واللا" الإخباري عن مسؤولين إسرائيليين كبار أن "إسرائيل أبلغت إدارة ترامب مسبقًا بالغارات المخطط لها وأهداف العمل العسكري المتجدد في غزة".

وهو ما أكدته كارولين ليفيت، السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، بقولها إن "إدارة الرئيس دونالد ترامب والبيت الأبيض تشاورا مع الإسرائيليين بشأن هجماتهم على غزة الليلة".

وأضافت ليفيت، في حديثها إلى قناة فوكس نيوز: "كما أوضح الرئيس ترامب، فإن حماس والحوثيين وإيران - كل من يسعى لإرهاب ليس إسرائيل فحسب، بل الولايات المتحدة الأمريكية أيضًا - سيدفع ثمنًا باهظًا. أبواب الجحيم ستُفتح على مصراعيها".

أزمة جديدة أم تكتيك سياسي؟

وفي المحصلة، قد يساعد التصعيد العسكري في غزة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على تجاوز بعض الأزمات السياسية الداخلية، لكنه في الوقت ذاته يفتح عليه جبهة أخرى، خاصة مع عائلات الرهائن الإسرائيليين الذين يعارضون استئناف الحرب.

وما بين الضغوط الداخلية والتنسيق مع الحلفاء الخارجيين، يبقى السؤال الأهم: هل سيؤدي هذا التصعيد إلى تحقيق مكاسب سياسية لنتنياهو، أم أنه مجرد تأجيل لأزمة حتمية قد تتفجر في أي لحظة؟

مقالات مشابهة

  • نتنياهو يعقد مشاورات أمنية بشأن المختطفين وصفقة التبادل
  • «إسرائيل على صفيح ساخن»| احتجاجات عارمة ضد قرار نتنياهو باستئناف الحرب.. ومطالبات بإبرام صفقة للإفراج عن الرهائن
  • أهداف الحرب على غزة تتكشف.. عودة حزب بن جفير للحكومة الإسرائيلية رسميا
  • تصعيد غزة.. هل ينقذ نتنياهو من أزمة أم يغرقه في أخرى؟
  • عاجل | القناة ١٢ الإسرائيلية: فتح الملاجئ في مدن كبرى منها يافني وريشون لتسيون ورمات غان وهرتسيليا ورحوفوت
  • خبير يتحدث عن زلزال يهدد عرش نتنياهو
  • مكتب نتنياهو يعلن توجه وفد إلى مصر لمناقشة صفقة الأسرى ومصادر إسرائيلية تقول: نواجه عقبات جوهرية
  • 9.5 تريليون دولار في مهب الريح.. النزاع التجاري بين أمريكا وأوروبا يهدد الاقتصاد العالمي
  • ابتزني.. نتنياهو يفجر أزمة بإقالة رئيس الشاباك
  • حراك في المعارضة الإسرائيلية وسط توقعات بظهور أحزاب جديدة