الخراب يطال مركز عبدالكريم ميرغني الثقافي بأمدرمان (صور)
تاريخ النشر: 19th, March 2024 GMT
إحدى الصور تظهر لوحة إعلانية لإحدى فعاليات المركز – ربما الأخيرة قبل الحرب – وفي قلب اللوحة نرى صورة الروائي الكبير الطيب صالح، وكأنه ينظر بعين الأسى إلى ما آل إليه حال السودان والسودانيين
التغيير: أمدرمان
لم يتبق من مركز عبد الكريم ميرغني في حي ودونوباوي في أمدرمان غرب العاصمة السودانية سوى المباني بعد 11 شهرا من الحرب بين الجيش والدعم السريع، تعرض المركز المعني بالشأن الثقافي وحركة الاستنارة إلى نهب طال جميع محتوياته وفق صور منشورة على الشبكات الاجتماعية.
يقع مركز عبدالكريم ميرغني الثقافي، في حي ودنوباوي بأمدرمان القديمة، وتأسس سنة 1998. ونشط منذ تأسيسه وحتى لحظة إغلاقه بسبب الحرب الدائرة الآن في السودان، في تقديم الأنشطة الثقافية غير الربحية، ورعاية المسابقات الأدبية، أشهرها مسابقة الطيب صالح للإبداع الروائي التي قدمت الكثير من الأسماء الروائية للمشهد الأدبي داخل السودان وخارجه عربيا وعالميا، كما خصص المركز مسابقة في القصة القصيرة للشباب دون سن الثلاثين.
إضافة إلى الأنشطة الثقافية الراتبة يعمل المركز في مجال الطباعة والنشر، وأثرى المكتبة السودانية بالكثير من المؤلفات والمنشورات، لاسيما في الترجمات النادرة المتعلقة بالتاريخ السوداني، سواء السياسي أو الاجتماعي، والمتعلق بأدب الرحلات. يحتوي مبنى المركز على مكتبة للقراءة العامة متاحة للجميع وتضم عددا كبيرا من المراجع المهمة للطلاب والباحثين.
وقوع المركز في منطقة ملتهبة خلال حرب الـ 15 من أبريل جعله في موضع النيران، وتظهر الصور المتداولة أخيرا حجم الخراب الذي تعرض له المركز، رغما عن أنه لا يحوي أي شيء قابل للسرقة أو النهب، أو يمكن أن يساعد في القتال الدائر، فكل ما يحويه لا يخرج عن الكتب والمراجع وطاولات القراءة والكتابة وبعض أجهزة الكمبيوتر التي تساعد إدارته في العمل والأرشفة.
من المفارقات المحزنة، إن إحدى الصور المنتشرة لما أصاب المركز تظهر لوحة إعلانية لإحدى فعاليات المركز – ربما الأخيرة قبل الحرب – وفي قلب اللوحة نرى وجه الروائي السوداني الكبير الطيب صالح، وكأنه ينظر بعين الأسى إلى ما آل إليه حال السودان والسودانيين، وهو الذي طالما نادى بإرساء قيمة التسامح في مجتمعه وبلده.
يذكر أن مدينة أمدرمان شهدت اشتباكات عنيفة بين الجيش السوداني والدعم السريع، لاسيما في منطقة أمدرمان القديمة التي تمكن الجيش من استعادتها من قوات الدعم السريع.
وأعلن الجيش السوداني، في بيان الثلاثاء الماضي، عن استعادة سيطرته على مقر الهيئة القومية للإذاعة والتليفزيون من قوات الدعم السريع.
ويقع مقر الهيئة في أم درمان، المدينة الواقعة على الضفة الغربية لنهر النيل قبالة العاصمة الخرطوم، وتعتبر جزءًا من منطقة الخرطوم الكبرى.
الوسومأمدرمان الجيش السوداني الدعم السريع مركز عبدالكريم ميرغني الثقافي
المصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: أمدرمان الجيش السوداني الدعم السريع
إقرأ أيضاً:
دول خليجية تعلن رفضها لتشكيل حكومة موازية في السودان للدعم السريع
أعلنت كلًا من المملكة العربية السعودية وقطر والكويت، الجمعة، رفضهما تشكيل حكومة موازية في السودان.
وفي 23 فبراير الجاري وقّعت قوات الدعم السريع و23 كيانًا من حلفائها، بينهم الحركة الشعبية – شمال، ميثاقًا تأسيسيًا في العاصمة الكينية نيروبي، يُمهد لتشكيل حكومة موازية في مناطق سيطرة الدعم السريع من المنتظر أن تُعلن خلال الأسابيع المقبلة، وهي خطوة رفضتها الحكومة السودانية بوصفها تشجع على تقسيم الدول الإفريقية وانتهاك سيادتها والتدخل في شؤونها.
وقال بيان أصدرته وزارة الخارجية السعودية إن “السعودية تعرب عن رفضها لأي خطوات أو إجراءات غير شرعية تتم خارج إطار عمل المؤسسات الرسمية للسودان قد تمس وحدته ولا تعبر عن إرادة شعبه، بما فيها الدعوة إلى تشكيل حكومة موازية”.
وأكدت على “موقف السعودية الثابت” تجاه دعم السودان وأمنه واستقراره ووحدة أراضيه، داعية جميع الأطراف إلى تغليب مصلحته على أي مصالح فئوية والعمل على تجنيبه مخاطر الانقسام والفوضى.
وجدّدت السعودية التزامها باستمرار بذل كل الجهود لوقف الحرب في السودان وتحقيق السلام بما ينسجم مع “إعلان جدة” الموقّع في 11 مايو 2023. إلى ذلك، اعربت دولة قطر عن دعمها الكامل لوحدة واستقلال وسيادة وسلامة أراضي جمهورية السودان، ورفضها لأي شكل من أشكال التدخل في شؤونها الداخلية.
ودعا بيان صادر عن وزارة الخارجية القطرية “جميع الأطراف” إلى إعلاء المصلحة الوطنية العليا وتجنيب البلاد خطر التقسيم، مجددًا الدعوة إلى حوار شامل يقود إلى سلام مستدام ويحفظ وحدة السودان ويحقق تطلعات شعبه في الأمن والاستقرار والتنمية.
بدورها أبدت وزارة الخارجية الكويتية رفضها لأية إجراءات غير شرعية تتم خارج إطار مؤسسات الدولة الرسمية في السودان، وتعتبر تدخلاً في شؤونها الداخلية أو تهديداً لوحدة أراضيها. وشددت على ضرورة حماية المؤسسات الرسمية في السودان، والتزام جميع الأطراف بمخرجات “إعلان جدة” الموقع في مايو 2023، موكدة موقفها الثابت تجاه سيادة السودان وسلامة شعبه وأراضيه. وأثار توقيع “ميثاق نيروبي” قلق الأمم المتحدة والولايات المتحدة التي اعتبرته “تصعيداً جديداً”، و”خطوة لن تساعد في جلب السلام والأمن إلى السودان”