واشنطن تكرر رواية إسرائيل حول الشفاء وتكشف عن محادثات بشأن رفح
تاريخ النشر: 19th, March 2024 GMT
قال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان إن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة أصعب منالا مما كانت تتمنى واشنطن، كما تطرق في تصريحاته الاثنين إلى الهجوم الإسرائيلي على مجمع الشفاء الطبي، والتهديدات باجتياح رفح.
وقال سوليفان -خلال مؤتمر صحفي- إن إسرائيل لم تقدم بعد أي خطة لحماية المدنيين في رفح، مشيرا إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وافق على إرسال فريق إلى واشنطن لمناقشة العملية العسكرية المزمعة هناك.
وأضاف "نتوقع ألا تمضي إسرائيل قدما في عملية رفح قبل أن نجتمع معا لوضع الاستعدادات لذلك"، مؤكدا أن أي عملية برية كبيرة ستعمّق الفوضى في غزة، حسب قوله.
وتابع "لا ينبغي أن يكون لحماس أي ملاذ آمن، لكن موقفنا هو أن أي عملية عسكرية هناك ستكون خطأ"، مشيرا إلى وجود طرق تمكن إسرائيل من الانتصار في الحرب والحفاظ على أمنها -وفق تعبيره- من دون اجتياح رفح.
وجاءت تصريحات سوليفان عقب إجراء الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي، الاثنين، أول اتصال هاتفي بينهما منذ 15 فبراير/شباط الماضي، وسط توتر وتنابز بالتصريحات.
وقال مستشار الأمن القومي الأميركي إن بايدن ونتنياهو بحثا الوضع في غزة، وأضاف أن الرئيس أكد التزامه بأمن إسرائيل، وفق تعبيره.
وتقول واشنطن إن أي هجوم على رفح يتطلب خطة "موثوقة" لحماية أكثر من مليون فلسطيني يلوذون بالمدينة، وأشارت إلى أنها لم تتلقَّ بعدُ مثل هذه الخطة من إسرائيل.
لكن نتنياهو جدد، الأحد، تأكيده على الاستعداد لاجتياح رفح جنوبي قطاع غزة، قائلا إن الضغوط الدولية لن تحول دون تنفيذ ذلك الهجوم الذي سيستغرق بضعة أسابيع، حسب قوله، كما انتقد من أسماهم الأصدقاء في المجتمع الدولي.
دعوة للضغط على حماسمن ناحية أخرى، قال سوليفان إن إسرائيل دمرت عددا كبيرا من كتائب حركة حماس، ما أسفر -حسب ادعائه- عن مقتل آلاف من مقاتليها بمن فيهم مروان عيسى، في إشارة إلى نائب القائد العام لكتائب القسام الجناح العسكري للحركة، والذي أعلن الجيش الإسرائيلي استهدافه مؤخرا، لكن من دون إعلان مؤكد بشأن مصيره.
وأضاف المسؤول الأميركي أن هناك حاجة لمزيد من الضغط على حماس من أجل وقف الحرب.
وتعد الولايات المتحدة الداعم الرئيسي لإسرائيل في حربها على غزة سياسيا وعسكريا، حيث استخدمت الفيتو (حق النقض) في مجلس الأمن الدولي عدة مرات لعرقلة قرارات تدعو لوقف إطلاق النار، كما زوّدت الجيش الإسرائيلي بآلاف الأطنان من الأسلحة والذخائر.
في الوقت نفسه، قال سوليفان إن بايدن أكد أن على إسرائيل القيام بكل ما في وسعها لمعالجة الأزمة الإنسانية في غزة، مشيرا إلى أن تقرير الأمم المتحدة الأخير بشأن المجاعة في القطاع "مثير للقلق".
وأضاف أن الولايات المتحدة تواصل العمل من أجل تشييد الرصيف المؤقت الذي أعلنت عنه، على ساحل غزة لإيصال المساعدات.
وفيما يتعلق بالهجوم الإسرائيلي على مجمع الشفاء الطبي بمدينة غزة، الاثنين، كرر سوليفان ما قاله جيش الاحتلال الذي تحدث عن وجود مسؤولين كبار في حماس بالمجمع.
وأضاف المسؤول الأميركي أن "حماس عادت لمجمع الشفاء، ما يثير تساؤلات بشأن كيفية الحيلولة دون استعادتها مواقع فقدتها". وقال إن مقاتلين من حماس ردوا من المجمع على إطلاق النار من جانب الجيش الإسرائيلي.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة استشهاد وجرح عدد من الفلسطينيين جراء القصف الإسرائيلي لمجمع الشفاء.
كما اغتال الجيش الإسرائيلي مسؤول العمليات المركزية لشرطة غزة العميد فائق المبحوح، أثناء اقتحام القوات لمجمع الشفاء. وكان المبحوح مسؤولا عن إدخال المساعدات إلى شمال قطاع غزة بالتنسيق مع العشائر الفلسطينية ووكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 حريات الجیش الإسرائیلی فی غزة
إقرأ أيضاً:
الأونروا: مصير ملايين الفلسطينيين على المحك بسبب الحظر الإسرائيلي
حذر المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، فيليب لازاريني، من أن عمل الوكالة في الأراضي الفلسطينية المحتلة سيواجه تعطلًا كبيرًا بسبب الحظر الإسرائيلي الأخير على أنشطتها.
وقال لازاريني إن "القرار الإسرائيلي سيؤدي إلى تقويض الجهود المبذولة لتقديم الدعم الحيوي للملايين من الفلسطينيين في مناطق مختلفة، خاصة في قطاع غزة".
وأضاف أن التشريع الذي أقره الكنيست الإسرائيلي والذي سيدخل حيز التنفيذ خلال يومين سيؤدي إلى تعطل العمل في الأونروا بشكل كبير، مما سيزيد من معاناة الفلسطينيين.
وتابع قائلاً: "في غزة، يطلب الفلسطينيون منا تقديم الدعم الضروري، ولكن حظر إسرائيل لأنشطتنا سيؤثر بشكل كبير على قدرتنا على تلبية تلك الاحتياجات".
وأوضح لازاريني أن الوكالة تقدم أكثر من 17 ألف استشارة طبية يوميًا في الأراضي الفلسطينية، وأن وجود الأونروا يعد ضمانًا للاستقرار في المنطقة. وأضاف أن "مهاجمة الأونروا بهذا الشكل ستلحق الضرر بملايين الفلسطينيين الذين يعتمدون على مساعداتنا الإنسانية".
ورداً على اتهام سلطات الاحتلال الإسرائيلية للأونروا بأنها لا تقدم الدعم المناسب، أكد لازاريني أن الوكالة تقدم نصف المساعدات للفلسطينيين، وهو ما يتناقض مع ادعاءات سلطات الاحتلال الإسرائيلية.
وأضاف: "فرض هذا القانون سيؤدي إلى تدهور قدرة الأمم المتحدة في وقت يجب فيه زيادة المساعدات الإنسانية".
وأكد المفوض العام للأونروا أن "اتهام إسرائيل لوكالة الأونروا بالإرهاب يعد سابقة خطيرة في عمل مؤسسات الأمم المتحدة"، مشددًا على أن "حق الحماية والمساعدة للفلسطينيين لا ينبع من ولاية الأونروا بل هو حق مستقل عن الوكالة".
وفي ختام تصريحاته، دعا لازاريني إلى ضرورة ضمان حق العودة للفلسطينيين والعمل على مسار سياسي يؤدي إلى حل الدولتين. كما طالب بتدخل حاسم من المجتمع الدولي لدعم السلم والاستقرار في الأراضي الفلسطينية المحتلة في ظل هذه التشريعات الجديدة التي تهدد الأمن الإنساني في المنطقة.