يمانيون:
2025-02-03@03:11:30 GMT

مخالب اليمن تشوّه وجه أمريكا

تاريخ النشر: 19th, March 2024 GMT

مخالب اليمن تشوّه وجه أمريكا

وديع العبسي

قواعد ثبتت صدقيتها، كلما طال العدوان على اليمن زاد التصنيع العسكري اليمني من قفزاته التطويرية، وكلما تمادى الكيان الأمريكي في الغطرسة، واستمر يتعامل مع دول المنطقة بذات التعالي، كلما اتسعت مديات العمليات اليمنية لمنع عبور السفن المرتبطة بثلاثي الوقاحة أمريكا وبريطانيا والكيان الصهيوني.
صرنا اليوم إلى المحيط الهندي وجنوب أفريقيا، وغدا سيلعن التاريخ الأمريكي قياداته حين يصير للسلاح اليمني أن يجتاز المحيطات والقارات، خصوصا وأن خبراء دوليين بدأوا الحديث عن احتمالية امتلاك صنعاء للأسلحة العابرة للقارات أو إمكانية وصولها إلى هذا النوع من السلاح، ولا شيء مستحيل ولا شيء صعب، متى ما توفرت الإرادة والشجاعة.


في اليمن كل شيء يبدو استثنائيا في زمن استكان فيه الواقع في مساحة كبيرة من خارطة العالم إلى الإرادة الأمريكية، اليمن من لا شيء يتخلق، واليمن من لا شيء يفضح هشاشة القوى التي كان يُزعم أنها الأقوى، واليمن يثبت إمكانية تحقيق التحولات رغم سيطرة اللوبي الصهيوأمريكي على العالم، ثم اليمن يقدم لهذا العالم النموذج على أن الإيمان والإرادة والثقة أركان تصير أمامها كل التحديات الغربية هشة.
ليس بالإمكان- جملة وتفصيلا- انتقاد اليمن على موقفه أو إخضاعه لأي مقاربة قانونية بقصد حصره في موقف المخالف للقانون، فقد كان الموقف الأخلاقي والإنساني معلنا منذ البداية: ما يجري في فلسطين أمر يتجاوز كل الأعراف والقيم، وممارسات عصابات وقطّاع طرق، ولا يصح للمجتمع الدولي أن يبقى يشاهد هذه المجازر دون أن يحرك ساكناً، وعلى النقيض من ذلك يقف العالم الحر ضد السلوك الأمريكي الطائش والمستميت في الدفاع عن الكيان الصهيوني واعتماده لغة الإرهاب لتحقيق هذا الغرض, فهل شاهد الأمريكان الطوفان البشري الذي شهدته العاصمة صنعاء و15 محافظة أخرى يوم أمس الأول، لقد خرجوا رغم مشقة الخروج تحت أشعة الشمس وهم صائمون ليؤكدوا رسوخ ثباتهم على الموقف المناصر لفلسطين والمقدسات، وليؤكدوا أن الكيان وحاميته الأمريكية والبريطانية مآلهم الخسران الأكيد
اليمن يوسع من نطاق عملياته لأن كيانات الشر تمادت وتحدت العالم وأمعنت في عمليات الإبادة بتجويع النساء والأطفال في غزة، ولا أحد يعلم غدا ما الذي ستفاجئ به اليمن العالم من اقتدار أكبر يمثل إعجازا شكلا ومضمونا، يعجز التحليل عن تفسيره.
ويبقى الأمر دائما دفاعا عن القيم الإنسانية، ورفض الاستفراد الصهيوني بشعب أعزل مُنع عنه الغذاء والدواء.
وفي الأثناء تحافظ بعض الأنظمة العربية العميلة على دورها في حماية الكيان، فتمد اليه حبلا سُرِّيا برِّيا بالغذاء وكل ما يحتاج، ولا يطرأ في حسابها أن تتخذ نفس التوجه مع حالة الجوع التي يعيشها الفلسطينيون، وحسنا كان موقف الشعب الأردني الباسل الذي خرج متظاهراً، مطالباً بفتح جسر بري إلى غزة لدعم الفلسطينيين هناك بالغذاء والدواء.
فيما أمريكا لا تزال تكذب على عالم يعلم أنها تكذب، مع ذلك يتماهى مع مسلكها الشيطاني، فتتحدث واشنطن عن إمكانية دخول المواد الغذائية إلى غزة في غضون شهرين مع انتهاء جيش البيت الأبيض من إنشاء ميناء بايدن العائم، وهذا الاستخفاف إنما يشير أولا إلى استمرار العملية الإرهابية الصهيونية ضد غزة، وثانيا أن أي تحركات أو نقد ضد ممارسات الكيان وأمريكا لا تأثير له.
ويؤكد ما سلف أيضا، حديث أمريكا (الطازج) عن تفعيل جديد لتحالفها الفاشل منذ البداية، وجديدها هذه المرة دخول أنظمة عربية في التحالف، وطبعا من المستحيل عليها أن تسميه، وفي كل الأحوال الترهيب الجديد يؤكد أن أمريكا باتت مثيرة للشفقة ولم يعد لديها من الأوراق ما تلعب بها، وإلا لكانت تذكرت أنها لا تزال تقود تحالفا جمع من كل مكان مرتزقاً، وشن عدوانا واسعا على اليمن استمر تسعة أعوام ولم يحقق شيئا يذكر.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: لا شیء

إقرأ أيضاً:

ترامبونوميكس .. القومية الاقتصادية في مواجهة العولمة يعطي قُبلة الحياة لـ أمريكا

نظم جناح المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية المشارك في فعاليات النسخة السادسة والخمسين من معرض القاهرة الدولي للكتاب، حفل توقيع لكتاب "عصر ترامب.. القومية الاقتصادية في مواجهة العولمة"، وذلك بحضور المدير العام للمركز الدكتور خالد عكاشة، عدد من الباحثين المختصين.


ويُقدّم الكتاب نظرة شاملة على "الترامبية الاقتصادية" أو ما يُعرف بـ"ترامبونوميكس"، التي تمثل النهج القومي والانعزالي للرئيس الأمريكي دونالد ترامب القائم على إعطاء قُبلة الحياة لشعار "أمريكا أولًا" من خلال إعلاء المصالح الأمريكية على مبادئ التعاون الاقتصادي العالمي، وتقليص الاعتماد على التجارة الدولية لصالح تعزيز الاقتصاد الأمريكي، ودعم الصناعة وسوق العمل المحلي.


ويشير الكتاب إلى أن ظهور الفكر الترامبي تزامن من جديد مع التحولات والتطورات العميقة التي شهدتها بنية النظام الدولي على مدار العقد الماضي، والتي كانت جائحة كورونا والحرب الروسية الأوكرانية أبرز ملامحها، فلم تقتصر تداعيات تلك التحولات على اضطرابات سلاسل الإمداد والتوريد، وارتفاع أسعار السلع الأساسية، وتشديد السياسة النقدية فحسب؛ بل امتدت لتضرب الجذور الثابتة منذ عقود للنظام الاقتصادي العالمي، وتكشف حالة الهشاشة التي تعتري مقوماته؛ إذ حفزت تلك الأزمات مختلف الدول وصناع القرار حول العالم على الارتداد عن طريق العولمة، والاتجاه نحو القومية والانكفاء على الذات.


ويبرز الكتاب أن انعكاسات "الترامبية الاقتصادية" لا تقف عند بوابة الاقتصاد الأمريكي نظرًا لكونه الاقتصاد الأكبر في العالم، ولكونه متشابكًا بخيوط متداخلة مع باقي اقتصادات العالم، وعليه، فإن الفكر الترامبي من شأنه أن يُعيد تشكيل الأسواق العالمية، ويرسم من جديد خريطة الطاقة والتجارة العالمية في ظل السياسات الحمائية والعقوبات الاقتصادية المُقرر اتباعها ضد الدول الأخرى والتي نادرًا ما تُحقق الهدف المرجو منها، والاستجابات المُحتملة من الشركاء التجاريين على التعريفات الجمركية، وفي ظل الرجوع إلى الوراء فيما يتعلق بدعم صناعات النفط والفحم والغاز الطبيعي، وتثبيط عملية تحول الطاقة والتخاذل عن سياسات العمل المناخي بما يفاقم من التحديات الاقتصادية العالمية التي تتزايد يومًا تلو الآخر.


وقال الباحث الدكتور أحمد بيومي، في تصريح على هامش حفل التوقيع، إن العالم شهد خلال العقد الماضي، سلسلة من التحديات الاقتصادية والأحداث العالمية التي شكلت مسار تطور الاقتصادات والنظم الاجتماعية في مختلف البلدان، حيث بدأت الأزمة الاقتصادية الكبرى في العديد من الدول الناشئة، وتأثرت أسواق العمل العالمية بالتغيرات التكنولوجية السريعة وأزمة فيروس كورونا في 2020 التي تسببت في ركود عالمي غير مسبوق. 


وأضاف البحث الذي شارك في الكتاب: "كما عانت العديد من البلدان من تضخم الأسعار، والبطالة المرتفعة، وتأثيرات سياسية غير مستقرة، علاوة على ذلك، كانت الحروب التجارية والتوترات الجيوسياسية بين القوى الكبرى مثل الولايات المتحدة والصين، وروسيا واوكرانيا إضافة إلى الحروب الإقليمية والتغيرات المناخية، من العوامل التي أثرت على الاقتصاد العالمي".

مقالات مشابهة

  • بيونغ يانغ: أمريكا أكبر تاجر حرب في العالم
  • أسرار التطبيق الصيني الذي أودى بأسهم أكبر شركات التكنولوجيا في العالم
  • بالتزامن مع انشغال العالم بغزة.. مليشيا الحوثي تصعّد عسكرياً في جبهات اليمن وسقوط جرحى في مأرب
  • خبير أردني: أي إنزال عسكري في الحديدة مغامرة وهزيمة ستضرب سمعة أمريكا حول العالم
  • ترامبونوميكس .. القومية الاقتصادية في مواجهة العولمة يعطي قُبلة الحياة لـ أمريكا
  • رئيس الهيئة الوطنية للإعلام: نعيش في عالم متقلب مع تولي "ترامب" رئاسة أمريكا
  • أحمد المسلماني: نعيش في عالم متقلب مع تولي ترامب رئاسة أمريكا
  • أسمته “إسرائيل” رجل الموت.. من هو محمد الضّيف مهندس معركة “طوفان الأقصى” الذي أرعب الكيان الصهيوني؟ (تفاصيل + فيديو)
  • بالفيديو.. تعرف على “محمد الضّيف” مهندس معركة “طوفان الأقصى” الذي أرعب الكيان الصهيوني
  • من العالم.. حادث سير مروّع في اليمن وانفجار مصنع بإسبانيا