يمانيون:
2024-07-04@11:36:03 GMT

مخالب اليمن تشوّه وجه أمريكا

تاريخ النشر: 19th, March 2024 GMT

مخالب اليمن تشوّه وجه أمريكا

وديع العبسي

قواعد ثبتت صدقيتها، كلما طال العدوان على اليمن زاد التصنيع العسكري اليمني من قفزاته التطويرية، وكلما تمادى الكيان الأمريكي في الغطرسة، واستمر يتعامل مع دول المنطقة بذات التعالي، كلما اتسعت مديات العمليات اليمنية لمنع عبور السفن المرتبطة بثلاثي الوقاحة أمريكا وبريطانيا والكيان الصهيوني.
صرنا اليوم إلى المحيط الهندي وجنوب أفريقيا، وغدا سيلعن التاريخ الأمريكي قياداته حين يصير للسلاح اليمني أن يجتاز المحيطات والقارات، خصوصا وأن خبراء دوليين بدأوا الحديث عن احتمالية امتلاك صنعاء للأسلحة العابرة للقارات أو إمكانية وصولها إلى هذا النوع من السلاح، ولا شيء مستحيل ولا شيء صعب، متى ما توفرت الإرادة والشجاعة.


في اليمن كل شيء يبدو استثنائيا في زمن استكان فيه الواقع في مساحة كبيرة من خارطة العالم إلى الإرادة الأمريكية، اليمن من لا شيء يتخلق، واليمن من لا شيء يفضح هشاشة القوى التي كان يُزعم أنها الأقوى، واليمن يثبت إمكانية تحقيق التحولات رغم سيطرة اللوبي الصهيوأمريكي على العالم، ثم اليمن يقدم لهذا العالم النموذج على أن الإيمان والإرادة والثقة أركان تصير أمامها كل التحديات الغربية هشة.
ليس بالإمكان- جملة وتفصيلا- انتقاد اليمن على موقفه أو إخضاعه لأي مقاربة قانونية بقصد حصره في موقف المخالف للقانون، فقد كان الموقف الأخلاقي والإنساني معلنا منذ البداية: ما يجري في فلسطين أمر يتجاوز كل الأعراف والقيم، وممارسات عصابات وقطّاع طرق، ولا يصح للمجتمع الدولي أن يبقى يشاهد هذه المجازر دون أن يحرك ساكناً، وعلى النقيض من ذلك يقف العالم الحر ضد السلوك الأمريكي الطائش والمستميت في الدفاع عن الكيان الصهيوني واعتماده لغة الإرهاب لتحقيق هذا الغرض, فهل شاهد الأمريكان الطوفان البشري الذي شهدته العاصمة صنعاء و15 محافظة أخرى يوم أمس الأول، لقد خرجوا رغم مشقة الخروج تحت أشعة الشمس وهم صائمون ليؤكدوا رسوخ ثباتهم على الموقف المناصر لفلسطين والمقدسات، وليؤكدوا أن الكيان وحاميته الأمريكية والبريطانية مآلهم الخسران الأكيد
اليمن يوسع من نطاق عملياته لأن كيانات الشر تمادت وتحدت العالم وأمعنت في عمليات الإبادة بتجويع النساء والأطفال في غزة، ولا أحد يعلم غدا ما الذي ستفاجئ به اليمن العالم من اقتدار أكبر يمثل إعجازا شكلا ومضمونا، يعجز التحليل عن تفسيره.
ويبقى الأمر دائما دفاعا عن القيم الإنسانية، ورفض الاستفراد الصهيوني بشعب أعزل مُنع عنه الغذاء والدواء.
وفي الأثناء تحافظ بعض الأنظمة العربية العميلة على دورها في حماية الكيان، فتمد اليه حبلا سُرِّيا برِّيا بالغذاء وكل ما يحتاج، ولا يطرأ في حسابها أن تتخذ نفس التوجه مع حالة الجوع التي يعيشها الفلسطينيون، وحسنا كان موقف الشعب الأردني الباسل الذي خرج متظاهراً، مطالباً بفتح جسر بري إلى غزة لدعم الفلسطينيين هناك بالغذاء والدواء.
فيما أمريكا لا تزال تكذب على عالم يعلم أنها تكذب، مع ذلك يتماهى مع مسلكها الشيطاني، فتتحدث واشنطن عن إمكانية دخول المواد الغذائية إلى غزة في غضون شهرين مع انتهاء جيش البيت الأبيض من إنشاء ميناء بايدن العائم، وهذا الاستخفاف إنما يشير أولا إلى استمرار العملية الإرهابية الصهيونية ضد غزة، وثانيا أن أي تحركات أو نقد ضد ممارسات الكيان وأمريكا لا تأثير له.
ويؤكد ما سلف أيضا، حديث أمريكا (الطازج) عن تفعيل جديد لتحالفها الفاشل منذ البداية، وجديدها هذه المرة دخول أنظمة عربية في التحالف، وطبعا من المستحيل عليها أن تسميه، وفي كل الأحوال الترهيب الجديد يؤكد أن أمريكا باتت مثيرة للشفقة ولم يعد لديها من الأوراق ما تلعب بها، وإلا لكانت تذكرت أنها لا تزال تقود تحالفا جمع من كل مكان مرتزقاً، وشن عدوانا واسعا على اليمن استمر تسعة أعوام ولم يحقق شيئا يذكر.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: لا شیء

إقرأ أيضاً:

انفضاح الإرهاب الأمريكي.. ماذا بعد؟!

هيلاري كلينتون قالت حرفياً “إننا قاتلنا بالمجاميع الإرهابية أو القاعدة في أفغانستان، وفق اتفاق رائع ورابح عقده الرئيس الأسبق ريجان مع النظام السعودي والإسلام الوهابي”..
الذي نعرفه هو أن الإخوان كانوا القادة الميدانيين للحرب ضد السوفييت في أفغانستان ومن ثم في الشيشان، وهذا يعني إما تجانس فكر الإخوان والوهابية أو أنه تم شراء الإخوان لأداء هذا الدور، وفي الواقع فالتجانس موجود وكذلك المال والتمويل لأداء هذا الدور في تلك الحروب..
الرئيس “ترامب” لم يتحدث عن داعشية “ريجان” الذي عقد الصفقة لكنه وصم هيلاري كلينتون والرئيس أوباما تحديداً بالدواعش لأنهم من دعموا ووسعوا “الداعشية” عالمياً، وهذا يعني أن هيلاري كلينتون وهي تشيد بصفقة ظلت في أفاعيل وتفعيل “الصفقة” كأهم ما يمارس في سياسة أمريكا الخارجية مع حاجية التخفي والإخفاء والانتقال للوجه الآخر للعبة شكلياً أو ظاهرياً “الحرب ضد الإرهاب”..
فالحرب المزعومة ضد الإرهاب هي استمرارية لدعم الإرهاب أمريكياً والحرب بالإرهاب أمريكياً على مستوى العالم وما عرفت أحداث سبتمبر 2001م هي مسرحة باعتراف الأمريكي لإرهاب العالم أمريكياً والانتقال الأمريكي لأوسع تفعيل للإرهاب والحرب المزعومة ضد الإرهاب هي لتبرئة أمريكا من إرهابها ومن تفعيل الإرهاب..
حين فترة “كورونا” فإن أي شخص مؤثر ينكر وجود “كورونا” أو يشير إلى أنها لعبة أمريكية فإنه بقدر تأثيره شعبياً يصفى وباسم وطريقة “كورونا”..
الإرهاب هكذا استعمل، وبلد مثل سوريا عندما يحشد وبجيش الإرهاب إليها من كل العالم لم يعد أمامها إلا الاعتراف بالإرهاب لأنه يصبح في واقع سوريا لكنه يظل من المسرحة كسيناريو أمريكي..
الجيش السعودي بالمناسبة كان مسماه “الإخوان”، فهل للمسمى علاقة بما حدث من تطورات.. وما دور بريطانيا في مسمى سابق ثم لاحق وهو “الإخوان”..؟!
كثيرون في هذا العالم سمعوا أو قرأوا أو عرفوا عن ما سمي “المليار الذهبي” كفكرة ومشروع أمريكي ولكن لا أحد يعرف عن مراحل وآليات هذا المشروع وذلك يقارن تلقائياً بالإرهاب والحرب ضد الإرهاب، كما يربط بما تعرف الحروب البيولوجية أو الجرثومية والمعامل الأمريكية تنتشر في قارات العالم كما انتشار القواعد العسكرية الأمريكية..
باختصار.. فالإرهاب هو جيش أمريكا حين تحارب به أمريكا وحين تزعم أنها تحاربه، ومثلما أمريكا حاربت به السوفييت في أفغانسنان والشيشان فهي مارست الحرب به في مسارح ومجمعات موسكو وقد أصبحت “روسيا” وستظل تزعم أنها تحارب الإرهاب..
أمريكا تزعم أنها من حاربت وتحارب النازية لكنها بالأفعال والتفعيل تحارب في أوكرانيا بالنازية بل بحثوا عن أحد النازيين الذين قاتلوا مع هتلر ليكرموه في كندا كبطل..
تأملوا في حديث ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لوسائل إعلام أمريكية “نحن صنعنا الإرهاب لأمريكا وبناءً على طلب أمريكي”، وهو لن يقول بأمر أمريكي..
الرئيس الأسبق علي عبدالله صالح يقول “إن أمريكا كانت تطلب منا التعاون مع الإخوان لترحيل المجاهدين إلى أفغانستان”، أمريكا تطلب من النظام في اليمن التعاون مع الإخوان لترحيل الجهاديين إلى أفغانستان وليس صنع الإرهاب وهي مهمة النظام السعودي الوهابي والإخوان..
إذاً هذا قبل الشعار الأمريكي “الحرب ضد الإرهاب” فأمريكا في ظل هذا الشعار استعملت النظام التركي والإخوان لحشد وتجييش الإرهابيين إلى سوريا، وبالتالي هي نفس الآلية ونفس الموجه والمخرج “أمريكا”، وإن مورس تكتيك المسمى من جهاد إلى إرهاب وذلك استوجب تغيير العنوان أو الشعار من الحرب بالجهاد أو الحرب بالإرهاب إلى “الحرب ضد الإرهاب”، وبالتالي فأمريكا هي الإرهاب تحت عناوين وفي ظل أي شعارات وعلى أمريكا أن لاتستمر وتستمرئ هذا الاستغفال للعالم لأن مثل هذا الاستغباء للعالم بات غباءً أمريكياً لا أكثر..
أضحكتني ما تسمى الجامعة العربية حين أعلنت في شهر يونيو 2024م، أنها شطبت حزب الله من قائمة الإرهاب وكانت وضعته كذلك قبل ثمان سنوات، فماذا تكون هذه الجامعة وهي عبرية بمسمى “العربية” بجانب حزب الله..
الإخوان تصدروا الأطراف الداخلية والخارجية في الفرح بإدراج أمريكا أنصار الله أو الحوثيين في قائمة الإرهاب والنظام السعودي الوهابي كذلك، وهكذا فإن من صنعوا الإرهاب لأمريكا ومن قاموا بتمويله ونقله وترحيله إلى أفغانستان والشيشان وحتى ليبيا وسوريا يفرحون ويهللون بإدراج حزب الله وأنصار الله في قائمة أمريكية أو جامعة عبرية..
مثل هذه الأدوات الرخيصة والنجسة في المشاريع الأمريكية لم تعد تستحق توقفاً ولا حتى التفافاً لأن المشاريع الأمريكية بانفضاحها فضحت هؤلاء وذلك يفي، ودعونا نسأل فقط: لماذا ما تسمى الجامعة العربية وضعت حزب الله في قائمة إرهابها ولماذا شطبته؟!.

مقالات مشابهة

  • تداعيات الدّلال العالمي للصّهيونية
  • وزير خارجية اليمن يجري مباحثات منفصلة مع سفراء أمريكا وفرنسا والإمارات
  • بالتزامن مع مشاورات مسقط.. الزنداني يلتقي سفراء أمريكا وفرنسا والإمارات
  • الخارجية الإيرانية: فرض العقوبات الاقتصادية على الدول المستقلة من أهم مظاهر انتهاك واشنطن لحقوق الإنسان
  • هجمات الحوثي على التجارة الدولية تعمّق معاناة اليمن وتؤثر على العالم
  • انفضاح الإرهاب الأمريكي.. ماذا بعد؟!
  • أمريكا وإسرائيل.. حكاية حبّ يجب أن تُروى.. في السياسة لا بدّ من الإيضاح
  • ورطة الكيان الصهيوني بغزة
  • بعد تسعة شهور من طوفان الأقصى.. هذه هي صورة الكيان من الداخل
  • أمريكا تبحث مع الصين أزمة اليمن