إنفانتينو يدعو إلى «سلامة الرياضة» من «العنف المشين»
تاريخ النشر: 19th, March 2024 GMT
مونتيفيديو (أ ف ب)
دعا السويسري جاني إنفانتينو، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا، السلطات في أوروجواي إلى ضمان السلامة في الرياضة، بعد «أعمال عنف مشينة» ارتُكبت ضد حكم خلال مباراة في الدوري الافتتاحي لدوري الدرجة الأولى.
ووصف إنفانتينو ما حدث في مونتيفيديو، عندما تعرض الحكم المساعد فيديريكو بيكاردو لإصابة في أنفه بسبب رميه بحجارة في نهاية المباراة بين راسينج وبينارول، بأنه «مخز». وأدى الحادث إلى إيقاف البطولة المحلية.
وكتب رئيس «الفيفا» عبر حسابه على موقع «إنستجرام»: «يجب ضمان سلامة الحكام ومساعديهم في جميع اللحظات».
وأضاف «لذلك أدعو الجهات المعنية إلى محاسبة المسؤولين، والاستمرار في وضع الإجراءات الرادعة المناسبة، لضمان القضاء على العنف في الرياضة».
وأكد الاتحاد أوروجواي أن بيكاردو تلقى العلاج الطبي، وهو «بصحة جيدة»، داعياً جميع الملتزمين في الأحداث الرياضية إلى رفع «الوعي العام» ضد أعمال العنف.
وتابع أنّه تم التعرف على الشخص المعتدي على الحكم، لكن المتحدث باسم مكتب المدعي العام أعلن أنه على المستوى القضائي، لم يتم تحديد هويته بعد، وأن الشرطة تقود التحقيق للحصول على معلومات عنه عبر الكاميرات والشهود.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الاتحاد الدولي لكرة القدم الفيفا إنفانتينو أوروجواي
إقرأ أيضاً:
الإعيسر .. العنف الرمزي وإختلال الوظيفة
كتب الأستاذ الجامعي د. محمد عبد الحميد
في مشهد ميلودرامي يحمل رمزية غاية في التعقيد والدهشة، ظهر وزير الإعلام السوداني وسط جمع من الناس مستهلاً عملية "رجم" لمُجسم شخصية (حميدتي) وفي خضم تقديمه عبر الميكرفون من الجمع المنفعل بسريالية المشهد ليشرع في عملية الرجم كان المسؤول الأول في السودان عن "الثقافة" قد حمل حجراً وهوى به وهو يضحك على رأس المُجسم... فبدتْ على الأفق البعيد رافعات الحاويات في الميناء المُطِل على البحر تُشاكِسن الحقيقة بالنفي. بينما كانت صيحات الهتاف المنفعل تتعالى بالتكبير والوزير يفترُ ثغره عن إبتسامة تضاهي إبتسامة طفل يعاني متلازمة داون تم إغراءه بقطعة حلوى كي يُلقي خطاباً سياسياً وسط النُظارة فيشجعونه على المزيد إستحساناً للموقف. والبحر الأحمر القاني من خلف الوزير قد تهيجت ضفتاه، لا إصطفاقاً من حبور، وإنما ضيقاً من تسفّلٍ، حيث تَغَوّر في دوامة ما لها من قرار. والشمس السابحة في السماء تكورت على نفسها خجلاً و إستخفافاً وإستهجاناً بالفعل والفاعل.
لو أن مسؤول الثقافة الأول إعترض على كل المشهد من خلال ما تفرضه موجبات وزارته(غير العقابية) لكان له في ذلك شرف لا يدانيه شرف، بأنه شخص خليق بأن يقوم على خدمة الثقافة من منظور ما تقتضيه من تهذيب وتشذيب للنفوس والأوراح ومجمل السلوكيات... ولبدا للناس أن هنالك فروقات جوهرية بين مُتسنِم منصب الثقافة و (المُرجوم الذي إستمد وعيه من بنية العقل الرعوي) ولَبَانَ البَونُ شاسعاً لأهل النظر والإعتبار أن السودان عبارة عن عوالم متباينة من دوائر تشغلها الثقافة وما تقدحه في العقل من همة البحث والظمأ المفرط للمعرفة، وفي الروح وما يكتنف براحاتها مِن تطلع لا نهائي لكل ما هو متسامي ونبيل. وبين ما نُسب ويُنسب لمنسوبي صاحب المُجسم من قبيح الطبائع والطباع. ولبدا للمراقب أن الخصمان المتحاربان عالمان مختلفان يفصل بينهما بحر من رجاحة العقل وإتقاد الضمير... بيد أن الوزير راح بفعلته السوقية يؤكد أن الحرب بين ( أحمد وحاج أحمد كلاهما في الهمجية سواء) ولا يكاد أحدهما يتفوق على الآخر برفعة ثقافة أو وضاعة مَنبتٍ... هكذا أخلَّ وزير الثقافة بموجبات وظيفته فأنحدر بها مع أمواج البحر في لا قرار ولكأن حُمرة البحر قد إستمدت لونها من دم الثقافة المسفوح على الضفاف.
إن وظيفة الثقافة في المجتمع هي وظيفة تقوم على تعزيز الفضائل. وتعلي من قدر الضمير إزاء مراقبة الذات عند تفلت شهوات الإنتقام. فهي تعمل من داخل الذات على بناء برج مراقبة ذاتي بين ما يجب وما لا يجب. بين ما هو منكر ومقبول.. بين الجميل والمستقبح فهي أي - الثقافة - سلطة في ذاتها تقوم عليها سلطة تنتجها لنتج هي سلطة على السلطة، وبذلك فهي معمار يتمكن بفضله الناس من مراقبة ذاوتهم بذاتهم... لا يتركون لها العقال كي تمضي كيفما إتفق وإنما وَفق حالة منضبطة من كل ما هو مترع بالجمال، مشبع بفيوض التراحم ومنسجم مع معاني الإشراق. ومتسق مع الوجدان السليم ومتوافق مع الفطرة القويمة. ينبذ العنف ولا يحض عليه. يستخدم في ذلك كل مؤسسات وأدوات الإرتقاء ببني البشر ينتجها الشعراء والفنانون والمبدعون وأهل الفكر وذوو البصائر في شتى الضروب. لا يتبعهم الغاوون المشّاؤون في الناس بكل ما هو ذميم و مرزول ومستقبح. ولا يلج معارج سماواتهم حملة المباخر التي تتصعد منها أبخرة الكراهية والتباغض والبغضاء.
د. محمد عبد الحميد
wadrajab222@gmail.com