صدى البلد:
2024-11-19@23:46:28 GMT

19 مارس.. ذكرى تحرير آخر شبر من سيناء

تاريخ النشر: 19th, March 2024 GMT

"ما ضاع حق وراءه مُطالب".. من هذا المنطلق استردت مصر أرض طابا في 19 مارس 1989 ليصبح تاريخاً يسجل وحدة شعب مصر الذي التفّ حول قيادته وجيشه الوطني وليؤكد للعالم أن المصريين لا يتركون شبراً واحداً من أراضيهم وقادرون على حماية تراب وطنهم بكل الطرق، بالحرب أو بالسلام.

وقد أجمع خبراء، في تصريحات خاصة لوكالة أنباء الشرق الأوسط، اليوم الإثنين، على أنه عقب 35 عاما من عودة طابا إلى حضن مصر، لا نزال نفتخر ونعتز جيلاً تلو الآخر بقدرة الدولة على فرض إرادتها واسترداد أرض سيناء كاملة، محذرين بكل قوة من المساس بتلك البقعة الطاهرة المقدسة التي اختارها الله ليتجلى فيها.

اللواء فؤاد فيود، أحد رجال حرب أكتوبر المجيدة، يؤكد أن استعادة طابا أعطت درساً مهماً لشعب مصر، وهو ضرورة أن يكون يداً واحدة مع قيادته السياسية وقواته المسلحة؛ إذ إن المصريين أدركوا أن الوقوف على قلب رجل واحد والالتفاف حول القيادة والجيش هو أقوى سلاح لمواجهة العدو وأبرز أسباب الانتصار.

وذكر بأن الإسرائيليين كانوا ينتظرون أن تستسلم مصر، ولكن شعب مصر أبى وأذهل العالم، فبعد النصر العسكري العظيم الذي حققه جيشنا في السادس من أكتوبر عام 1973 استكملنا حربنا بالمفاوضات.

وتابع: "وعقب توقيع اتفاقية كامب ديفيد عادت العريش إلى السيادة المصرية في 26 مايو 1979، وتبقت طابا بعد أن ادعت تل أبيب بأنها داخل حدودها، غير أن مجموعة القانونيين والدبلوماسيين المصريين استطاعوا أمام محكمة العدل الدولية استرداد طابا تلك الأرض الغالية".

ونوه اللواء فيود إلى أن أرض سيناء كانت دائما مطمعاً للغزاة، إلا أنه منذ إعادة القوات المسلحة لآخر شبر فيها بالحرب والسلام، لم ولن يستطع أحد الاقتراب منها، ومن يفكر في ذلك فهو يحلم بالمستحيل.

من جانبه، يقول الخبير الاستراتيجي اللواء نصر سالم، أحد أبطال حرب أكتوبر، إن الحلم مهما كان بعيداً فالمصريون قادرون على تحقيقه بالإصرار وحبهم الشديد الذي لا مثيل له لتراب وطنهم.

وأضاف: "عندما خسرنا أرضنا في 5 يونيو 1967 تخيلنا أنه أسوأ يوم في تاريخنا، إلا إننا لم نكن نعلم أن النصر العظيم قادم في السادس من أكتوبر 1973"، موضحاً أن إرادة شعب مصر كانت فوق كل شيء، حيث التف الشعب خلف قيادته ورفض الهزيمة وساند جيشه وحشد كل طاقته حتى استطعنا أن نجعل العدو يقر بنفسه في حقنا وسيادتنا على كامل أراضينا.

وأشار إلى أن الحرب لم تنته في الميدان فقط، حيث استكملنا المعركة أمام التحكيم الدولي، بعد أن سعت إسرائيل إلى إظهار أن مدينة طابا ليست مصرية علاوة على محاولاتها توفيق الأوضاع أي تقسيمها، إلا أن صاحب الحق لا يمكن أن يقبل إلا بإعادة كل شبر من أرضه.

وأثنى على ذكاء المفاوض المصري الذي فوت الفرصة على العدو، ونجح صاحب الحق أمام المحكمة الدولية في الحصول على كافة الأصوات باستثناء صوت القاضي الإسرائيلي الذي اعترف فيما بعد بانه كان يأمل في أن يخطأ المفاوض المصري أمام القضاة، لتعود أرضنا كاملة لا تنقصها حبة رمل واحدة.

من ناحيته، قال مدير المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، الدكتور خالد عكاشة، إن أرض سيناء لها مكانة خاصة في قلوب شعب مصر الذي على استعداد دائماً لتقديم الغالي والنفيس في سبيل وطنه ولاسيما تلك الأرض المباركة المروية بدماء آبائنا وأجدادنا الذين أصرّوا على أن يتركونا نحيا في عزة وكرامة على كامل تراب وطنا لا ينقصه ذرة رمل واحدة.

يوم مشهودة في تاريخ مصر

وأضاف أن يوم 19 مارس يعد واحداً من الأيام المشهودة في تاريخ مصر، كذكرى غالية لتحرير آخر شبر من أرض سيناء، بعد أن تحدت عزيمة المصريين المستحيل وقهرت الأعداء عسكرياً ودبلوماسياً وسياسياً لاسترداد الأرض المقدسة وإثبات أحقية مصر فيها.

ونوه إلى أن ذكرى تحرير طابا تأتي هذا العام في ظل جهود استثنائية تبذلها القيادة السياسية المصرية في الدفاع والذود عن أمن مصر القومي، حيث حذرت القاهرة مراراً وتكراراً من أي سيناريوهات أو مخططات إسرائيلية رامية إلى تصفية القضية الفلسطينية من خلال تنفيذ مخطط تهجير أهل قطاع غزة من أراضيهم ودفعهم للنزوح باتجاه سيناء.
وثمن الدكتور خالد عكاشة حرص القيادة السياسية على إدماج سيناء في مسيرة التنمية المستدامة الجارية بكافة أنحاء البلاد، وتعزيز الأمن القومي في أرض الفيروز عبر تنفيذ المشاريع الاستراتيجية والتنموية.

واختتم تصريحه بأنه يجب أن نستذكر في هذا اليوم بكل فخر وإعزاز شهداءنا الأبرار الذين روت دماؤهم الزكية أرض سيناء الطاهرة، كما يجب أن نتذكر أعضاء اللجنة القومية العليا لطابا الذين سطروا ملحمة استرداد طابا.

بدوره، أبرز رئيس المجلس المصري للشئون الخارجية، السفير محمد العرابي، أن الدبلوماسية المصرية خاضت واحدة من أعظم الملاحم على مر تاريخها حتى نجحت في صدور الحكم من هيئة التحكيم الدولي بأحقية مصر في طابا.

وذكر بأن معركة استرداد طابا استمرت سنوات عدة، وانتهت بانتصار عظيم، عقب انسحاب آخر جندي إسرائيلي من آخر نقاط سيناء، لتكتب مصر في سجلات التاريخ أنها حققت نصرين لاستعادة كل أرض سيناء: نصر عسكري في السادس من أكتوبر 1973، ونصر سياسي ودبلوماسي في 19 مارس 1989 حينما رفع العلم المصري على مدينة طابا معلناً السيادة على كل شبر في سيناء وإثبات حق مصر في أرضها.

ولفت إلى أن مصر رفضت التفريط في شبر واحد من أراضيها، وأصرت على طرد آخر جندي إسرائيلي، مشيداً بأنه تم الإعداد لتلك الملحمة الدبلوماسية إعدادًا مثاليًّا من المسؤولين المصريين، حين تم تكوين فريق علمي كبير على مستوى عالٍ، و إمداده بكل الوثائق اللازمة والحقائق والوقائع والتي جرى عرضها على المحكمة الدولية، حتى تمكنا من النتيجة العظيمة التي حققناها.

وشدد وزير الخارجية الأسبق على أن احتفال هذا العام بذكرى استرداد طابا يتزامن مع عبور جديد يقوده الرئيس عبد الفتاح السيسي نحو الجمهورية الجديدة التي أرسى دعائمها منذ نحو 10 سنوات، و لتحقيق التنمية المستدامة التي طالما حلمنا بها ويستحقها هذا الشعب العظيم.

المديرة التنفيذية لمؤسسة "كيميت بطرس غالي للسلام والمعرفة"، السفيرة ليلى بهاء الدين، تروي أن مصر تعاملت مع قضية استرداد طابا بأسلوب علمي وعملي متميز، حيث تم تشكيل منظومة عمل، ضمت ممثلين وخبراء من كافة مؤسسات الدولة المعنية، سواء من وزارة الخارجية أو القوات المسلحة أو المؤسسات القانونية والعلمية والأمنية، و تحركت هذه المنظومة لتستطيع إثبات أحقية مصر في طابا، وهو ما تحقق بالفعل.

وقالت إن رفع العلم المصري على أرض طابا في التاسع عشر من مارس عام 1989 أثبت بما لا يدع مجالا للشك أن الدولة المصرية -التي تحترم التزاماتها الدولية- لم ولن تفرط في حقوقها مهما كان الثمن، وأنها قادرة على انتهاج كافة الأساليب القانونية والسياسية للحفاظ على الأمن القومي المصري وكل شبر من أرضها.

وأبرزت أن ذكرى تحرير طابا تأتي هذا العام في وقت تشهد فيه الدولة المصرية مجموعة من التحديات الجسيمة ارتباطًا بالتطورات المتسارعة على المستويين الإقليمي والدولي، ولا سيما الأوضاع في قطاع غزة أي على حدودنا المباشرة.

وشددت مساعد وزير الخارجية الأسبق على أن ذكرى استرداد طابا تظهر للجميع أن مصر قادرة على تجاوز جميع العقبات للحفاظ على الحق المصري وعدم التفريط فيه والدفاع عن أمنها القومي. 

وأوضحت أن الإرادة السياسية تمثل طريقاً رئيسياً لحل أية مشكلات يمكن أن تتعرض لها الدولة خاصة بعد أن تعلمنا من دروسنا السابقة ومن معركة استرداد سيناء، منوهة في هذا الصدد بأهمية وعي المصريين تجاه المخاطر التي تحدق بوطنهم، وضرورة مواجهتها متحدين قيادة وشعبا.

واختتمت السفيرة ليلى بهاء الدين بأنه في تلك المناسبة، نتذكر بكل التقدير الفريق المصري باللجنة القومية لطابا، الذي نجح في استرداد حقنا في طابا.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: أرض سیناء شعب مصر على أن إلى أن بعد أن مصر فی شبر من

إقرأ أيضاً:

عرض فيلم "مارس إلى مايو" في مهرجان القاهرة السينمائي الـ45.. اليوم

انطلق اليوم، الأحد 17 نوفمبر، فيلم "مارس إلى مايو" ضمن فعاليات الدورة الـ45 لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، في قسم العروض الرسمية خارج المسابقة.

يتناول الفيلم، الذي تبلغ مدته 85 دقيقة، قصة عائلة مكونة من أم وأب وثلاثة مراهقين، يتلقون خبرًا غير متوقع يتعلق بحمل الأم، مما يشكل محورًا للأحداث التي تركز على العلاقات الأسرية والتحديات التي يواجهها كل فرد في العائلة.

فيلم مارس إلى مايو

الفيلم من إخراج مارتن بافول ريبكا، وبدأ عرضه منذ قليل في الساعة السادسة مساءً على مسرح الهناجر في دار الأوبرا المصرية، حيث شهد حضور العديد من المهتمين بمجال السينما والإعلام.

يقدم الفيلم رؤية إنسانية للمشاعر المتضاربة والتغيرات التي قد تطرأ على العائلة في ظل أحداث مفاجئة.

تستمر فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي الدولي حتى يوم 22 نوفمبر الجاري، بمشاركة 190 فيلمًا من 72 دولة حول العالم، بالإضافة إلى عرض حلقتين تليفزيونيتين. يشهد المهرجان عروضًا متنوعة تشمل 16 عرضًا للسجادة الحمراء، و37 عرضًا عالميًا أول، و8 عروض دولية أولى، فضلاً عن 119 عرضًا سينمائيًا مخصصًا لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا.

مهرجان القاهرة السينمائي

يعتبر مهرجان القاهرة السينمائي أحد أقدم وأهم المهرجانات السينمائية في المنطقة العربية وأفريقيا. يتميز المهرجان بكونه الوحيد في هذه المنطقة الذي تم تصنيفه ضمن الفئة A في الاتحاد الدولي للمنتجين في باريس (FIAPF)، مما يعكس مكانته العالمية في مجال صناعة السينما. ويسهم المهرجان في تعزيز الحوار الثقافي وتبادل التجارب بين صناع السينما من مختلف أنحاء العالم.

اليوم.. فيلم in camera لـ أمير المصري بمهرجان القاهرة السينمائي

مقالات مشابهة

  • طريقة كل برج في استرداد حقوقه وإثبات «كلامه».. الأسد والعقرب مفاجأة
  • وزير التعليم يلتقي معلمي شمال سيناء: بناء الإنسان المصري أولوية
  • في ذكرى ميلاده.. أحمد زكي إمبراطور السينما المصرية الذي لا ينسى
  • بن سبعيني: “أنهينا سنة 2024 بطريقة مثالية”
  • وزارة التربية والتعليم: بصدد عقد إمتحانات اخرى في مارس من عام ٢٠٢٥م
  • عرض فيلم "مارس إلى مايو" في مهرجان القاهرة السينمائي الـ45.. اليوم
  • وزير الإسكان: استرداد وإزالة التعدي عن مساحة 168 فدانا بمدينة سفنكس الجديدة
  • وزير الإسكان: استرداد وإزالة التعدي على 168 فدانا بمدينة سفنكس الجديدة
  • وزير الإسكان: استرداد وإزالة تعديات عن مساحة 168 فدانا بسفنكس الجديدة
  • عرض فيلم "مارس إلى مايو" بمهرجان القاهرة السينمائي