صدى البلد:
2025-04-29@14:01:01 GMT

19 مارس.. ذكرى تحرير آخر شبر من سيناء

تاريخ النشر: 19th, March 2024 GMT

"ما ضاع حق وراءه مُطالب".. من هذا المنطلق استردت مصر أرض طابا في 19 مارس 1989 ليصبح تاريخاً يسجل وحدة شعب مصر الذي التفّ حول قيادته وجيشه الوطني وليؤكد للعالم أن المصريين لا يتركون شبراً واحداً من أراضيهم وقادرون على حماية تراب وطنهم بكل الطرق، بالحرب أو بالسلام.

وقد أجمع خبراء، في تصريحات خاصة لوكالة أنباء الشرق الأوسط، اليوم الإثنين، على أنه عقب 35 عاما من عودة طابا إلى حضن مصر، لا نزال نفتخر ونعتز جيلاً تلو الآخر بقدرة الدولة على فرض إرادتها واسترداد أرض سيناء كاملة، محذرين بكل قوة من المساس بتلك البقعة الطاهرة المقدسة التي اختارها الله ليتجلى فيها.

اللواء فؤاد فيود، أحد رجال حرب أكتوبر المجيدة، يؤكد أن استعادة طابا أعطت درساً مهماً لشعب مصر، وهو ضرورة أن يكون يداً واحدة مع قيادته السياسية وقواته المسلحة؛ إذ إن المصريين أدركوا أن الوقوف على قلب رجل واحد والالتفاف حول القيادة والجيش هو أقوى سلاح لمواجهة العدو وأبرز أسباب الانتصار.

وذكر بأن الإسرائيليين كانوا ينتظرون أن تستسلم مصر، ولكن شعب مصر أبى وأذهل العالم، فبعد النصر العسكري العظيم الذي حققه جيشنا في السادس من أكتوبر عام 1973 استكملنا حربنا بالمفاوضات.

وتابع: "وعقب توقيع اتفاقية كامب ديفيد عادت العريش إلى السيادة المصرية في 26 مايو 1979، وتبقت طابا بعد أن ادعت تل أبيب بأنها داخل حدودها، غير أن مجموعة القانونيين والدبلوماسيين المصريين استطاعوا أمام محكمة العدل الدولية استرداد طابا تلك الأرض الغالية".

ونوه اللواء فيود إلى أن أرض سيناء كانت دائما مطمعاً للغزاة، إلا أنه منذ إعادة القوات المسلحة لآخر شبر فيها بالحرب والسلام، لم ولن يستطع أحد الاقتراب منها، ومن يفكر في ذلك فهو يحلم بالمستحيل.

من جانبه، يقول الخبير الاستراتيجي اللواء نصر سالم، أحد أبطال حرب أكتوبر، إن الحلم مهما كان بعيداً فالمصريون قادرون على تحقيقه بالإصرار وحبهم الشديد الذي لا مثيل له لتراب وطنهم.

وأضاف: "عندما خسرنا أرضنا في 5 يونيو 1967 تخيلنا أنه أسوأ يوم في تاريخنا، إلا إننا لم نكن نعلم أن النصر العظيم قادم في السادس من أكتوبر 1973"، موضحاً أن إرادة شعب مصر كانت فوق كل شيء، حيث التف الشعب خلف قيادته ورفض الهزيمة وساند جيشه وحشد كل طاقته حتى استطعنا أن نجعل العدو يقر بنفسه في حقنا وسيادتنا على كامل أراضينا.

وأشار إلى أن الحرب لم تنته في الميدان فقط، حيث استكملنا المعركة أمام التحكيم الدولي، بعد أن سعت إسرائيل إلى إظهار أن مدينة طابا ليست مصرية علاوة على محاولاتها توفيق الأوضاع أي تقسيمها، إلا أن صاحب الحق لا يمكن أن يقبل إلا بإعادة كل شبر من أرضه.

وأثنى على ذكاء المفاوض المصري الذي فوت الفرصة على العدو، ونجح صاحب الحق أمام المحكمة الدولية في الحصول على كافة الأصوات باستثناء صوت القاضي الإسرائيلي الذي اعترف فيما بعد بانه كان يأمل في أن يخطأ المفاوض المصري أمام القضاة، لتعود أرضنا كاملة لا تنقصها حبة رمل واحدة.

من ناحيته، قال مدير المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، الدكتور خالد عكاشة، إن أرض سيناء لها مكانة خاصة في قلوب شعب مصر الذي على استعداد دائماً لتقديم الغالي والنفيس في سبيل وطنه ولاسيما تلك الأرض المباركة المروية بدماء آبائنا وأجدادنا الذين أصرّوا على أن يتركونا نحيا في عزة وكرامة على كامل تراب وطنا لا ينقصه ذرة رمل واحدة.

يوم مشهودة في تاريخ مصر

وأضاف أن يوم 19 مارس يعد واحداً من الأيام المشهودة في تاريخ مصر، كذكرى غالية لتحرير آخر شبر من أرض سيناء، بعد أن تحدت عزيمة المصريين المستحيل وقهرت الأعداء عسكرياً ودبلوماسياً وسياسياً لاسترداد الأرض المقدسة وإثبات أحقية مصر فيها.

ونوه إلى أن ذكرى تحرير طابا تأتي هذا العام في ظل جهود استثنائية تبذلها القيادة السياسية المصرية في الدفاع والذود عن أمن مصر القومي، حيث حذرت القاهرة مراراً وتكراراً من أي سيناريوهات أو مخططات إسرائيلية رامية إلى تصفية القضية الفلسطينية من خلال تنفيذ مخطط تهجير أهل قطاع غزة من أراضيهم ودفعهم للنزوح باتجاه سيناء.
وثمن الدكتور خالد عكاشة حرص القيادة السياسية على إدماج سيناء في مسيرة التنمية المستدامة الجارية بكافة أنحاء البلاد، وتعزيز الأمن القومي في أرض الفيروز عبر تنفيذ المشاريع الاستراتيجية والتنموية.

واختتم تصريحه بأنه يجب أن نستذكر في هذا اليوم بكل فخر وإعزاز شهداءنا الأبرار الذين روت دماؤهم الزكية أرض سيناء الطاهرة، كما يجب أن نتذكر أعضاء اللجنة القومية العليا لطابا الذين سطروا ملحمة استرداد طابا.

بدوره، أبرز رئيس المجلس المصري للشئون الخارجية، السفير محمد العرابي، أن الدبلوماسية المصرية خاضت واحدة من أعظم الملاحم على مر تاريخها حتى نجحت في صدور الحكم من هيئة التحكيم الدولي بأحقية مصر في طابا.

وذكر بأن معركة استرداد طابا استمرت سنوات عدة، وانتهت بانتصار عظيم، عقب انسحاب آخر جندي إسرائيلي من آخر نقاط سيناء، لتكتب مصر في سجلات التاريخ أنها حققت نصرين لاستعادة كل أرض سيناء: نصر عسكري في السادس من أكتوبر 1973، ونصر سياسي ودبلوماسي في 19 مارس 1989 حينما رفع العلم المصري على مدينة طابا معلناً السيادة على كل شبر في سيناء وإثبات حق مصر في أرضها.

ولفت إلى أن مصر رفضت التفريط في شبر واحد من أراضيها، وأصرت على طرد آخر جندي إسرائيلي، مشيداً بأنه تم الإعداد لتلك الملحمة الدبلوماسية إعدادًا مثاليًّا من المسؤولين المصريين، حين تم تكوين فريق علمي كبير على مستوى عالٍ، و إمداده بكل الوثائق اللازمة والحقائق والوقائع والتي جرى عرضها على المحكمة الدولية، حتى تمكنا من النتيجة العظيمة التي حققناها.

وشدد وزير الخارجية الأسبق على أن احتفال هذا العام بذكرى استرداد طابا يتزامن مع عبور جديد يقوده الرئيس عبد الفتاح السيسي نحو الجمهورية الجديدة التي أرسى دعائمها منذ نحو 10 سنوات، و لتحقيق التنمية المستدامة التي طالما حلمنا بها ويستحقها هذا الشعب العظيم.

المديرة التنفيذية لمؤسسة "كيميت بطرس غالي للسلام والمعرفة"، السفيرة ليلى بهاء الدين، تروي أن مصر تعاملت مع قضية استرداد طابا بأسلوب علمي وعملي متميز، حيث تم تشكيل منظومة عمل، ضمت ممثلين وخبراء من كافة مؤسسات الدولة المعنية، سواء من وزارة الخارجية أو القوات المسلحة أو المؤسسات القانونية والعلمية والأمنية، و تحركت هذه المنظومة لتستطيع إثبات أحقية مصر في طابا، وهو ما تحقق بالفعل.

وقالت إن رفع العلم المصري على أرض طابا في التاسع عشر من مارس عام 1989 أثبت بما لا يدع مجالا للشك أن الدولة المصرية -التي تحترم التزاماتها الدولية- لم ولن تفرط في حقوقها مهما كان الثمن، وأنها قادرة على انتهاج كافة الأساليب القانونية والسياسية للحفاظ على الأمن القومي المصري وكل شبر من أرضها.

وأبرزت أن ذكرى تحرير طابا تأتي هذا العام في وقت تشهد فيه الدولة المصرية مجموعة من التحديات الجسيمة ارتباطًا بالتطورات المتسارعة على المستويين الإقليمي والدولي، ولا سيما الأوضاع في قطاع غزة أي على حدودنا المباشرة.

وشددت مساعد وزير الخارجية الأسبق على أن ذكرى استرداد طابا تظهر للجميع أن مصر قادرة على تجاوز جميع العقبات للحفاظ على الحق المصري وعدم التفريط فيه والدفاع عن أمنها القومي. 

وأوضحت أن الإرادة السياسية تمثل طريقاً رئيسياً لحل أية مشكلات يمكن أن تتعرض لها الدولة خاصة بعد أن تعلمنا من دروسنا السابقة ومن معركة استرداد سيناء، منوهة في هذا الصدد بأهمية وعي المصريين تجاه المخاطر التي تحدق بوطنهم، وضرورة مواجهتها متحدين قيادة وشعبا.

واختتمت السفيرة ليلى بهاء الدين بأنه في تلك المناسبة، نتذكر بكل التقدير الفريق المصري باللجنة القومية لطابا، الذي نجح في استرداد حقنا في طابا.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: أرض سیناء شعب مصر على أن إلى أن بعد أن مصر فی شبر من

إقرأ أيضاً:

برلماني: كلمة الرئيس السيسي عن تحرير سيناء تجسد الثبات الوطني ودعم القضية الفلسطينية

أشاد النائب أحمد الخشن، عضو لجنة القيم بمجلس النواب، بالكلمة التي ألقاها الرئيس عبد الفتاح السيسي بمناسبة الذكرى الثالثة والأربعين لتحرير سيناء، مؤكدًا أنها حملت العديد من الرسائل الهامة التي تعكس الثبات الوطني لمصر وشعبها، وتوضح الموقف الثابت من قضايا الوطن وأمنه القومي.

وقال الخشن، في تصريح صحفي له اليوم، إن كلمة الرئيس السيسي أكدت على الدور الكبير الذي تلعبه القوات المسلحة المصرية في الحفاظ على أمن الوطن واستقراره، مشيرًا إلى أن الجيش المصري قدّم تضحيات عظيمة في سبيل استعادة أرض سيناء الطاهرة، وأن تلك التضحيات تمثل رمزًا للصمود والإرادة القوية للمصريين في مواجهة جميع التحديات.

وأضاف عضو مجلس النواب، أن كلمة الرئيس السيسي جسّدت أيضًا التزام الدولة المصرية بحماية كل شبر من أرض الوطن، وتأكيده على أن سيناء ستظل جزءًا لا يتجزأ من مصر، كما أكد على أن الدفاع عن أرض سيناء ليس فقط واجبًا عسكريًا، بل هو مبدأ ثابت في عقيدة المصريين جميعًا.

وأشار احمد الخشن، إلى أن الرئيس السيسي ركز على أهمية أن تظل القضية الفلسطينية على رأس أولويات مصر، موضحًا أن مصر ترفض تمامًا محاولات تصفية القضية الفلسطينية، مؤكدًا على موقفها الثابت في دعم حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة.

وأكد عضو لجنة القيم بالبرلمان، أن القيادة السياسية تحت قيادة الرئيس السيسي تواصل بذل الجهود لتحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة، مشددًا على أن مصر لن تتوانى عن دعم الحق الفلسطيني ولن تسمح بأي محاولات لتصفية هذا الحق.

وأثنى على الجهود المستمرة للدولة المصرية لإيجاد حل جذري للمحنة التي يعاني منها الشعب الفلسطيني، كما أكد على موقف مصر الثابت في دعم حقوق الشعب الفلسطيني على جميع الأصعدة.

وأوضح نائب المنوفية، أن القيادة المصرية تدرك أهمية الحفاظ على الأمن القومي المصري، خصوصًا في سيناء، حيث أكد الرئيس السيسي أن الأرض الطاهرة التي تحررت بدماء الشهداء يجب أن تكون محور التنمية الشاملة في جميع المجالات، بما يسهم في تحقيق الأمان والاستقرار لجميع المصريين.

واختتم النائب احمد الخشن حديثه، بالتأكيد على أهمية العمل المشترك من جميع الأطراف السياسية والاقتصادية والاجتماعية من أجل الحفاظ على أمن الوطن وسلامة أراضيه، داعيًا المجتمع الدولي إلى اتخاذ خطوات ملموسة من أجل الوقوف بجانب الشعب الفلسطيني في محنته، والعمل على إنهاء المعاناة التي يعيشها يوميًا.

طباعة شارك النواب مجلس النواب النائب أحمد الخشن السيسي النائب

مقالات مشابهة

  • حزب الجبهة الوطنية ينظم مؤتمرا حاشدا بجنوب سيناء بالتزامن مع احتفالات تحرير أرض الفيروز
  • مؤتمر حاشد لحزب الجبهة الوطنية بجنوب سيناء بالتزامن مع أعياد تحرير سيناء
  • جيل المستقبل يحتفي بـ ماضي الأبطال .. حفل بمناسبة ذكرى تحرير سيناء
  • مركز بحوث الشرق الأوسط بجامعة عين شمس يحتفل بعيد تحرير سيناء
  • قصور الثقافة بالشرقية تحتفل بذكرى تحرير سيناء بفعاليات ثقافية وفنية متنوعة
  • وكيل أول النواب: تحرير سيناء تجسيد لقوة الإرادة المصـريـة
  • وكيل مجلس النواب يهنئ الشعب المصرى بمناسبة ذكرى تحرير سيناء
  • الريادة: كلمة الرئيس السيسي في ذكرى تحرير سيناء تجسيد لمعاني الانتماء الوطني
  • برلماني: كلمة الرئيس السيسي عن تحرير سيناء تجسد الثبات الوطني ودعم القضية الفلسطينية
  • برلماني: خطاب الرئيس في ذكرى تحرير سيناء يؤكد تماسك المصريين في الدفاع عن وطنهم