نموت ولا نتجند.. الشرطة الإسرائيلية تقمع مظاهرات الحريديم
تاريخ النشر: 18th, March 2024 GMT
تظاهر مئات اليهود المتشددين (الحريديم) في القدس المحتلة رفضا للخدمة العسكرية ورددوا شعارات بينها "نموت ولا نتجند في الجيش"، وقام المئات منهم بإغلاق الطرق عند تقاطع شارعي ساري يسرائيل ويافا في القدس مساء اليوم الاثنين احتجاجا على إمكانية الدفع بقانون التجنيد.
ولطالما كان تجنيد الحريديم الذين يتهربون من الخدمة العسكرية بدعوى التفرغ لدراسة التوراة، ملفا شائكا في المجتمع الإسرائيلي.
وعاد الجدل إلى الواجهة مؤخرا بعد سعي حكومة اليمين بقيادة بنيامين نتنياهو إلى إقرار مشروع قانون يستثني الحريديم من الخدمة العسكرية، ويزيد مدة الخدمة الإلزامية من 32 إلى 36 شهرا، مع تطبيق ذلك أيضا على المجندين حاليا.
كما يقضي المشروع بتسريح جنود الاحتياط من الخدمة في سن 46 عاما بدلا من 40 حسب المعمول به حاليا، وأن يخدم جندي الاحتياط 42 يوما سنويا بدلا من أسبوع إلى أسبوعين حاليا.
وتضم حكومة نتنياهو حزبين من الحريديم، هما شاس ويهدوت هتوراه.
وحاول المتظاهرون الحريديم اليوم إغلاق جسر رئيسي في القدس وتصدت الشرطة الإسرائيلية لهم مستخدمة سيارات المياه العادمة لتفريقهم واعتقلت أحدهم.
كما رفع المتظاهرون لافتات كتب عليها "خذونا إلى السجن وليس إلى الجيش"، و"لدينا التوراة، دون التوراة لا يوجد حق"، و"نموت ولا نتجند".
من جانبها، قالت الشرطة إنه بعد عدم التزام "مثيري الشغب بتعليمات رجال الشرطة في المكان، وقاموا بأعمال شغب وسدوا بأجسادهم محورا مركزيا عند مدخل المدينة، بدأت القوات بإخلائهم وصدهم بالقوة".
رفض الخدمة
وأضافت أنها تواجه مرة أخرى "عملا مدانا وقبيحا" حيث صرخ بعض مثيري الشغب بهتافات منها "نازيون، ولتموتوا في غزة، وأيها الإرهابيون".
وردا على تلك المظاهرات قالت حركة أمهات على الجبهة "من لا يريد الخدمة في الجيش عليه مغادرة إسرائيل".
وكان حاخام طائفة السفارديم (طائفة اليهود الشرقيين) إسحاق يوسف قد قال السبوع الماضي "إذا أجبرونا على الالتحاق بالجيش، فسنسافر جميعا (الحريديم) إلى خارج البلاد".
ووفق المعهد الإسرائيلي للديمقراطية يبلغ عدد السكان الحريديم في إسرائيل حوالي مليون و335 ألفا، أي 13.6% من إجمالي السكان.
وتبلغ نسبة الشباب حتى سن 19 عاما (سن التجنيد) بين الحريديم 58%، مقارنة بـ31% بين عامة السكان اليهود.
وكان وزير الدفاع يوآف غالانت قد ذكر مطلع الشهر الجاري أنه لن يسمح بتقديم "قانون التجنيد" الهادف إلى إلزامهم بالخدمة العسكرية بالجيش، دون الحصول على موافقة جميع الأحزاب المشاركة بالائتلاف الحكومي.
غالانت (وسط) اشترط الحصول على موافقة كافة الأحزاب لطرح قانون الخدمة (الحكومة الإسرائيلية) ترقبمنذ عام 2017، فشلت الحكومات المتعاقبة بالتوصل إلى صيغة قانون توافقي يقضي بتجنيد الحريديم، بعد أن ألغت المحكمة العليا القانون الذي شُرّع عام 2015 والقاضي بإعفائهم من الخدمة العسكرية، وسوغت ذلك بأن الإعفاء يمس بـ"مبدأ المساواة".
ومنذ ذلك الحين، دأب الكنيست على تمديد الإعفاء للحريديم من الخدمة العسكرية.
وتسود المجتمع الإسرائيلي حاليا خاصة في ظل العدوان على قطاع غزة حالة من الترقب، حيث من المفترض أن ينتهي آخر الشهر الجاري سريان الأمر الصادر عن الحكومات المتعاقبة بمنح اليهود الحريديم الإعفاء من الخدمة العسكرية، مقابل دراسة التوراة في المدارس الدينية اليهودية.
وأمهلت المحكمة العليا حكومة نتنياهو حتى 31 مارس/آذار الجاري من أجل التوصل إلى صيغة تفاهم بشأن تجنيد الحريديم وإلزامهم بالخدمة العسكرية، حيث يصل عدد من يمكن تكليفهم في الوقت الحالي 157 ألف شخص، لكن الجيش الإسرائيلي لا يقوم بتجنيدهم، ويُعتبرون -حسب القانون- فارين من الخدمة العسكرية.
ويأتي هذا الجدل في وقت يشن فيه جيش الاحتلال الإسرائيلي، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، عدوانا مدمرا على غزة، تكبد فيه العديد من الخسائر في الأرواح والمعدات أمام المقاومة الفلسطينية التي لا تزال تتصدى له للشهر السادس، الأمر الذي زاد من مأزق الجيش وحكومة نتنياهو.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 حريات من الخدمة العسکریة
إقرأ أيضاً:
الشرطة الإسرائيلية تفرق مظاهرة بتل أبيب تطالب بصفقة تبادل
فرقت الشرطة الإسرائيلية مساء اليوم الأربعاء مظاهرة أمام وزارة الدفاع في تل أبيب، للمطالبة بإبرام صفقة تبادل أسرى مع حركة حماس.
وقبل تفريقهم طالب المئات من أهالي الأسرى الإسرائيليين بالضغط على صناع القرار في إسرائيل للمضي قدما نحو صفقة لإطلاق سراح ذويهم الأسرى في قطاع غزة.
وبررت الشرطة تفريق المظاهرة بالإبلاغ عن شخص مشبوه في المكان.
وجاءت المظاهرة بعد إعلان حركة حماس في بيان اليوم تأجيل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، بسبب وضع إسرائيل شروطا جديدة تتعلق بالانسحاب والأسرى وعودة النازحين.
وفي وقت سابق الأربعاء، طالبت مصادر إسرائيلية الحكومة باتخاذ قرارات بشأن المفاوضات.
وتعثرت مفاوضات تبادل الأسرى أكثر من مرة جراء إصرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على استمرار السيطرة على محور فيلادلفيا الحدودي بين غزة ومصر وعلى معبر رفح البري.
كذلك، يصر نتنياهو على إبقاء قواته على ممر نتساريم الذي يقع في الوسط بين شمال وجنوب قطاع غزة.
من جانبها، تتمسك حركة حماس بانسحاب إسرائيل بشكل كامل من القطاع ووقف تام للحرب.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 تشن إسرائيل بدعم أميركي إبادة جماعية على غزة أسفرت عن أكثر من 153 ألف شهيد وجريح فلسطيني -معظمهم أطفال ونساء- وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة فتكت بالأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية على مستوى العالم.
إعلان