الدكتور بهيج سكاكيني في اجتماع دو ل الشر في حلف الناتو الذي عقد مؤخرا في ليتوانيا كان السيد زيلينسكي مغمورًا إلى حد كبير بالكآبة والعزلة. وهذا يعود الا انه لم يحصل على ما كان يتمناه وهو الحصول على عضوية الناتو. هذا بالرغم من الأموال والأسلحة التي اغدقتها دول حلف الناتو على أوكرانيا والتي يقدرها البعض بما يزيد عن 200 مليار دولار منذ بدء الحرب الأوكرانية التي افتعلتها الولايات المتحدة وزجت معها كل دول حلف الناتو التي استنزفت مخزون أسلحتها وخزينتها.

 والغضب الي أبداه المهرج زيلنسكي وصل الى حالة من الوقاحة الدبلوماسية تجاه وزير الدفاع البريطاني السيد بن والاس الذي لم يمنحه الا وقتا قصيرا موجها كلامه الى زيليسنكي قائلا إن ” اوكرانيا لديها عادة معاملة الحلفاء بما في ذلك المملكة المتحدة كما لو كانوا مستودعات أمازون مع قوائم طلبات الأسلحة”. أن يأتي هذا القول من وزير دفاع ربما لأكثر دولة داعمة لأوكرانيا على جميع الأصعدة الى جانب الولايات المتحدة إنما يدل على تململ في أوساط دول الناتو وخاصة بعد ان اتضح في الميدان ان الهجوم المضاد للجيش الاوكراني والمرتزقة وكتائب أزوف النازية التي تقاتل الى جانبه وبالرغم مما قدمته دول حلف الناتو من أسلحة متطورة من مخزونها العسكري الاستراتيجي الى جانب التدريبات المكثفة لعناصر من الجيش الاوكراني عليها لم يحقق ما كان مرجوا به. وهنالك بعض المحللين يرون انه مع نهاية نوفمبر إذا لم يتم أي تقدم مقنع للجيش الاوكراني الذي أنهك بالفعل في ساحة القتال فإن بعض الدول الأوروبية ستبدأ بالتراجع عن مواقفها وخاصة مع ازدياد الحملات الشعبية والمظاهرات التي تندد بمواقف حكوماتهم تجاه الحرب الأوكرانية والتي انعكست سلبا على الأوضاع الاقتصادية وازدياد الفقر وارتفاع جنوني بأسعار المواد الغذائية والطاقة وانخفاض مستويات المعيشة للملاين من الأوروبيين بشكل غير مسبوق. أما الرئيس الثاني الذي وجهت له صفعة لم يكن يتوقعها على ما يبدو فهو الرئيس أردوغان المشهور بالبرجماتية الزائدة والذي يتبدل ويتغير في مواقفه كما يتبدل لون “الحرباي” بحسب لون المحيط التي تزحف به. فلقد ذهب الى اجتماع الناتو وكله أمل في ان يحصل على عضوية الاتحاد الأوروبي بعد ان وافق على قبول طلب السويد بالانضمام الى الاتحاد الأوروبي وذلك بعد أيام معدودة من حرق القران الكريم في عاصمتها من عراقي تبين ارتباطه بالموساد الإسرائيلي وكان يهدف الى إحداث فتنة مذهبية في منطقتنا وزيادة ظاهرة الإسلاموفوبيا والعنصرية تجاه المسلمين في او روبا الاخذة بالتزايد وخاصة مع نمو احزاب اليمين المتطرف وصعودها للسلطة في بعض دولها. أردوغان الذي تحدث عن قبوله بعد خمسين عامًا ليكون عضوًا في الاتحاد الأوروبي مقابل موافقته على السويد كعضو في الناتو في الاجتماع تسلم صفعة حينما حاول مسؤولو الناتو والاتحاد الاوروبي وبذلوا جهودا مضنية ليشرحوا له أن التأهل لحلف الناتو والتأهل الى الاتحاد الاوروبي هما شيئان مختلفان تماما وهما عمليتان منفصلتين ولا يتعلق الامر بتطبيق أي آلية للتبادل. فقد اتى السيد اردوغان بفكر ” انت تسمح لي بالانضمام الى الاتحاد الاوروبي وسأسمح للسويد الانضمام الى الناتو”. وما يجدر ذكره هنا ان تركيا أردوغان قد قامت باتخاذ عدد من الإجراءات الى جانب مشاركتها في توسيع الناتو بموافقتها على انضمام السويد الى دول الحلف والتي تعتبر أعمالا عدائية تجاه الاتحاد الروسي في الآونة الأخيرة ربما لزيادة رضى الإدارة الامريكية والاتحاد الأوروبي على أردوغان وتحسين موقعه فيما يخص محاولاته لقبول تركيا عضوا في الاتحاد الأوروبي. فمنذ اوغسطس 2022 تواصل تركيا بناء مصنع للطائرات بدون طيار في أوكرانيا والذي سيتم استخدامه ضد القوات الروسية المشاركة في العملية العسكرية الخاصة. وقد تم بالفعل تسليم أوكرانيا بطائرات مسيرة تستخدم الان من قبل الجيش الاوكراني والمرتزقة ضد القوات الروسية. وتعتزم الشركة التركية بإنشاء مركز تدريب وصيانة لهذه الطائرات على الأرضي الأوكرانية. وبالإضافة الى ذلك فقد قامت تركيا بانتهاك الاتفاقية مع روسيا بإطلاقها سراح قادة آزوف ستال النازية مما سمح لهم بالعودة الى أوكرانيا مع زيلينسكي في آخر زيارة له الى تركيا. ووفقا للاتفاقية الاصلية كان من المفترض إطلاق سراح هؤلاء بعد انتهاء النزاع العسكري في أوكرانيا. وكأن خرق الاتفاقية لم يكن كافيا فلقد تعمد أردوغان أخذ هذه الخطوة دون استشارة روسيا أو إخطارها بهذا القرار مسبقا. هذا عدا عن العديد من الخطوات التي اتخذتها تركيا في الشمال السوري وعدم التزامها بمخرجات اجتماع استأنه واستمرا دعمها للمجموعات الإرهابية في الشمال السوري والخطط الحثيثة التي تسلكها تركيا في سبيل احداث تغيير ديمغرافي في الشمال السوري وفرض حقائق على أرض الواقع بهدف ضم هذه الأراضي وهذا مناقض لكل ما تعهدت به تركيا لكل من روسيا وإيران هذا الى جانب التصريحات التركية من ان تركيا لن تنسحب من الشمال السوري. هذا الى جانب وقوف تركيا الى جانب أذربيجان في صراعها مع أرمينيا المدعومة من قبل روسيا بمعاهدة أمنية. أذربيجان التي أمدتها كل من تركيا والكيان الصهيوني بالأسلحة المتطورة حيث اشترت أذربيجان بما يقرب من 5 مليارات دولار من الأسلحة من الكيان الصهيوني الذي يضع نصب عينية مصادر الطاقة والوصول الى المطارات الأذربيجانية فيما لو تجرأ على اتخاذ خطوات لضرب المنشآت النووية الإيرانية وبالرغم من كل هذه الإجراءات من الجانب التركي إشراف أردوغان فإن تركيا لن تحصل على عضوية الاتحاد الأوروبي لان هذا الاتحاد يرى في انضمام تركيا اليه يشكل تهديدا لأمنها الاجتماعي والديمغرافي مما قد يزيد من عدم الاستقرار في مجتمعاتها. ومع تزايد العنصرية في المجتمعات الأوروبية والذي يستدل عليه بصعود التأييد للأحزاب اليمينية المتطرفة ووصول بعضها الى سدة الحكم والبرلمان الأوروبي فإن إمكانية انضمام تركيا الى الاتحاد الأوروبي تبدو مستحيلة. ويبقى عليها ان تكتفي بكونها عضوا في الناتو الذي تستخدمه الولايات المتحدة لخدمة مصالحها بالدرجة الأولى واستراتيجيتها الكونية للهيمنة والسيطرة وبسط نفوذها كلما أمكنها ذلك. في النهاية نقول ان كلا من الانتهازي أردوغان والمهرج زيلينسكي عادا بخفي حنين. كاتب وأكاديمي فلسطيني

المصدر: رأي اليوم

كلمات دلالية: الاتحاد الأوروبی الشمال السوری الى الاتحاد حلف الناتو الى جانب

إقرأ أيضاً:

المشاط: الاتحاد الأوروبي داعم أساسي للعديد من المشروعات الحيوية في مصر

استقبلت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي؛ أنجلينا أيخهورست، سفيرة الاتحاد الأوروبي الجديدة بالقاهرة، والوفد المرافق لها، وذلك في أول لقاء بين الجانبين عقب توليها المنصب خلفًا للسفير كريستيان برجر، حيث شهد اللقاء مناقشة مختلف أوجه الشراكة الاقتصادية بين جمهورية مصر العربية والاتحاد الأوروبي، في إطار العلاقات الاستراتيجية بين الجانبين.

وفي بداية اللقاء تقدمت الدكتورة رانيا المشاط بالتهنئة إلى السيدة/ أنجلينا أيخهورست على منصبها الجديد كسفيرة للاتحاد الأوروبي ورئيسة بعثتها لدى مصر وجامعة الدول العربية خلفًا للسفير كريستيان بيرجر، متمنية لها التوفيق في مهمتها، ومؤكدة على استمرارية التنسيق والتعاون من أجل وضع اتفاق الشراكة الاستراتيجية بين مصر والاتحاد الأوروبي موضع التنفيذ بما يعود بالنفع على الجانبين، وينتقل بالعلاقات الاقتصادية إلى آفاق أرحب.

وأكدت "المشاط" الأهمية الاستراتيجية للاتحاد الأوروبي باعتباره أحد الشركاء الرئيسيين لجمهورية مصر العربية في مجال التنمية الاقتصادية والاجتماعية، لافتة إلى أن الاتحاد الأوروبي يعد داعمًا أساسيًا للعديد من المشروعات الحيوية التي تعزز من قدرة مصر على تحقيق أهدافها التنموية الشاملة والمستدامة.

وتطرقت الدكتورة رانيا المشاط، إلى التطور الكبير الذي شهدته العلاقة مع الاتحاد الأوروبي منذ بداية العام الجاري، بدءًا من انعقاد مجلس الشراكة المصرية الأوروبية، ثم الزيارة رفيعة المستوى للسيدة رئيسة المفوضية الأوروبية، وتوقيع الإعلان المُشترك للشراكة الاستراتيجية بين الجانبين، وبعد ذلك انعقاد المؤتمر الاستثماري المصري الأوروبي، لافتة إلى الحزمة المالية التي تبلغ قيمتها 7.4 مليار يورو، في إطار الشراكة المصرية الأوروبية، لدعم مشروعات التنمية، وتعزيز الاستقرار الاقتصادي لضمان بيئة اقتصادية مستقرة وجاذبة للاستثمار، وتشجيع الاستثمار والتجارة بما يسهم في تعزيز العلاقات الاقتصادية الثنائية، وتطوير أطر الهجرة والتنقل بما يضمن تبادل الخبرات والكوادر البشرية بشكل منظم ومفيد للطرفين، والتوسع في جهود تطوير رأس المال البشر.

كما أشارت وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي إلى الجهود المبذولة لدعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة باعتبارها ركيزة أساسية لدفع عجلة الاقتصاد، حيث تسهم هذه المشروعات في خلق فرص العمل وتعزيز الابتكار وريادة الأعمال، ويشمل التعاون أيضًا دعم الطاقة المتجددة بما يتماشى مع التوجهات العالمية نحو الاستدامة البيئية، وتعزيز برامج الحماية الاجتماعية التي تضمن توفير شبكة أمان اجتماعي للفئات الأكثر احتياجًا.

واستعرض الجانبان الموقف الحالي لتنفيذ المرحلة الأولى من آلية مساندة الاقتصاد الكلي ودعم عجز الموازنة MFA، حيث أكدت «المشاط»، ما قامت به الوزارة من تنسيق مع بعثات الاتحاد الأوروبي، والجهات الوطنية المعنية، من أجل الوقوف على الإصلاحات الهيكلية المنفذة، فضلًا عن الضمانات الاستثمارية المقرر أن يتيحها الاتحاد الأوروبي، والتي تُعزز استثمارات الشركات الأوروبية في مصر.

كما بحثا فُرص التعاون في ظل اتجاه الاتحاد الأوروبي لتطبيق الآلية الأوروبية لتعديل حدود الكربون CBAM، موضحة أن الحكومة تعمل على تعزيز التعاون مع شركاء التنمية من أجل تعزيز تنافسية الصادرات المصرية من خلال المنح والتي تعمل على دعم القطاع الصناعي من أجل التوافق مع تلك الآلية.

وأشارت وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، إلى العلاقات المستمرة مع المؤسسات المالية الأوروبية في مختلف مجالات التنمية، خاصة تمكين القطاع الخاص، وعلى رأس تلك المؤسسات بنك الاستثمار الأوروبي، والبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، ومؤسسة التمويل الدولية، موضحةً أنه في إطار سعي البنك الدولي لتطبيق خطة إصلاح طموحة وتدشين منصة موحدة للضمانات، فيمكن أن تتعاون المؤسسات الأوروبية مع الوكالة الدولية لضمانات الاستثمار التابعة للبنك الدولي، من أجل توحيد الجهود التي تخلق المزيد من الآليات المبتكرة للقطاع الخاص في مصر.

من جانبها،  وجهت سفيرة الاتحاد الأوروبي الجديدة بالقاهرة، الشكر للدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، على حسن الاستقبال، موضحة أن العلاقة بين الاتحاد الأوروبي ومصر تشهد تطورًا كبيرًا في الفترة الأخيرة، وتعد نموذجًا للشراكات البناءة، متطلعة إلى العمل المُشترك من أجل مواصلة تطوير الشراكة الاقتصادية والبناء على ما تحقق.

جدير بالذكر أن محفظة التعاون الإنمائي الجارية مع الاتحاد الأوروبي تسجل 1.3 مليار يورو تشمل منحًا مالية، وتمويلات مختلطة، لتعزيز عدة قطاعات حيوية، تشمل النقل والبنية التحتية، الذي يعد شريانًا رئيسيًا لتعزيز الحركة الاقتصادية وربط المناطق المختلفة، وقطاع المياه الذي يهدف إلى تحسين الوصول إلى المياه النظيفة وتحقيق الاستدامة في الموارد المائية، والزراعة التي تسهم في تحقيق الأمن الغذائي وتعزيز الإنتاج المحلي.
 

مقالات مشابهة

  • شاهد الشخص الذي قام باحراق “هايبر شملان” ومصيره بعد اكتشافه وخسائر الهايبر التي تجاوزت المليار
  • أردوغان: نمضي بخطى ثابتة نحو استقلال تركيا في قطاع الطاقة
  • الاتحاد الأوروبي : ما يحدث في غزة مأساة من صنع الإنسان
  • «قادربوه» يلتقي سفير الاتحاد الأوروبي لدى ليبيا
  • قانون اتحاد الصحفيين… ندوة حوارية‏ في دار البعث
  • ممثل الاتحاد الأوروبي لدى فلسطين :"ندعم المسار السياسي الذي يستهدف تعزيز الاستقرار"
  • ممثل الاتحاد الأوروبي لدى فلسطين: ندعم استقرار المنطقة عبر حل الدولتين
  • المشاط تستقبل سفيرة الاتحاد الأوروبي الجديدة بالقاهرة.
  • أردوغان: تركيا مستعدة للوضع الجديد في سوريا
  • المشاط: الاتحاد الأوروبي داعم أساسي للعديد من المشروعات الحيوية في مصر