أعلنت اللجنة الانتخابية الروسية، اليوم الاثنين، تحقيق الرئيس فلاديمير بوتين فوزا "قياسيا" في الانتخابات التي اختتمت الأحد، في حين سارع رؤساء دول لتهنئته بينما ندد قادة غربيون بما سموها انتخابات "غير شرعية".

وأوضحت رئيسة اللجنة الانتخابية الروسية إيلا بامفيلوفا أن ذلك يعد دليلا على أن البلاد موحدة خلف الرئيس بوتين وأنه نال "حوالي 76 مليون" صوت، ما يمثل 87.

29% بعد فرز 99.76% من الأصوات.

وأشارت بامفيلوفا إلى أن المشاركة في الانتخابات سجلت نسبة "قياسية غير مسبوقة" قدرها 77.44%، هذا لم يحصل من قبل في تاريخ روسيا الجديدة"، وقالت "أثبتنا لأنفسنا أننا أمة مستقلة وأظهرنا في وجه الغرب أننا موحدون".

وشكر الرئيس الروسي بوتين اليوم أنصاره -خلال احتفال عقب فوزه في الانتخابات- واقفا إلى جانب المرشحين الثلاثة الذين خاضوا الانتخابات ضده.
وقال بوتين متوجّها إلى الحشود خلال الاحتفال الذي أقيم في مناسبة ذكرى مرور 10 سنوات على ضم روسيا شبه جزيرة القرم من أوكرانيا "يدا بيد سنمضي قدما" مرحّبا بـ"استعادة" الأراضي التي ضمتها موسكو من أوكرانيا.

وبدوره، وصف الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف نتيجة الانتخابات بالمثالية بشكل استثنائي للرئيس بوتين وأنها "أبلغ تأكيد على دعم الشعب لرئيسه والتفافه حول مساره".

وتوالت رسائل زعماء عدة، لاسيما حلفاء بوتين لتهنئته بالفوز في الانتخابات، إذ هنّأت بكين الرئيس الروسي قائلة إن "الصين وروسيا أكبر بلدين جارين وهما شريكان في التعاون الإستراتيجي الشامل في الحقبة الجديدة".

واعتبر الرئيس الصيني شي جين بينغ أن فوز بوتين في الانتخابات الرئاسية "يظهر بشكل كامل دعم الشعب الروسي" له، قائلا "أعتقد أنه بقيادتكم، ستكون روسيا قادرة على تحقيق إنجازات كبرى في التنمية الوطنية والإعمار".

 كما بعث الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي برسالة تهنئة إلى نظيره الروسي على "فوزه الحاسم" وإعادة انتخابه رئيسا لروسيا الاتحادية، وفق ما أوردته وكالة "إرنا" الإيرانية.

من جهته، حين قال رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي إنه يتطلع للعمل معا لتعزيز الشراكة الإستراتيجية بين الهند وروسيا في السنوات المقبلة، فيما أكد زعيم صرب البوسنة ميلوراد دوديك بأن "الشعب الصربي رحّب بسعادة بانتصار الرئيس بوتين".

 وفي حين اعتبر الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو بأن "شقيقنا الأكبر انتصر، وهو أمر يحمل بشرى للعالم"، قال الرئيس الكوبي ميغيل دياز كانيل إن النتيجة الرسمية تعد "مؤشرا صادقا على أن الشعب الروسي يدعم إدارة بوتين للبلاد".

كما توجه كل من الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير قطر والرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ببرقيات تهنئة إلى الرئيس بوتين بمناسبة فوزه بالانتخابات الرئاسية لولاية جديدة.

وهنّأ الرئيس السوري بشار الأسد الرئيس الروسي قائلا "أبارك لكم نصركم وإعادة انتخابكم رئيسا لروسيا الاتحادية وبأغلبية كبيرة، الأمر الذي يؤكد ثقة الشعب الروسي العالية بكم وبسياساتكم الوطنية ورؤاكم الإستراتيجية".

الكرملين وصف نتيجة الانتخابات بالمثالية (رويترز) "ليست ديمقراطية"

وفي المقابل، اتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الرئيس بوتين بأنه "مهووس بالسلطة ويبذل ما في وسعه للحكم إلى الأبد ومستعد لكل الشرور من أجل المحافظة على سلطته الشخصية"، مشيرا إلى أن الانتخابات الروسية لا تتمتع "بأي شرعية".

كما اعتبر مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أن إعادة انتخاب بوتين رئيسا لروسيا جرت في انتخابات استندت إلى "القمع والترهيب ولم تكن حرة أو نزيهة".

من جانبه، اتهم وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون، الرئيس الروسي  بوتين بإبعاد كافة منافسيه من الساحة السياسية والتحكم الكامل بالإعلام قائلاً إن "هذه ليست الديمقراطية".

وقال كاميرون إن روسيا "فشلت" في الوفاء بالتزامها بمبادئ منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، واعتبر الانتخابات الرئاسية الروسية "التي جرت على أراض أوكرانية انتهاكا لميثاق الأمم المتحدة وسيادة أوكرانيا".

 وفي حين اعتبرت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك أن تلك الانتخابات أظهرت "سلوك بوتين المشين ضد شعبه"، مضيفة "الانتخابات في روسيا كانت انتخابات من دون خيار"، رأت وزارة الخارجية الفرنسية أن "الظروف لانتخابات حرة وتعددية وديمقراطية" كانت غائبة "مرة جديدة" في روسيا التي يحكمها بوتين منذ نحو ربع قرن.

كما اعتبر وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني أن الانتخابات "لم تكن حرّة ولا نزيهة"، فيما وصفها وزير الخارجية التشيكي يان ليبافسكي بأنها "مسرحية هزلية".

من جهتها، قالت رئيسة مولدوفا مايا ساندو "لا يمكننا الحديث عن انتخابات حرة ونزيهة عندما يستبعد المعارضون الحقيقيون من السباق، يُرسل البعض إلى السجن ويطرد آخرون من البلاد"، في حين اعتبرت بولندا أن الانتخابات الروسية "غير قانونية في مناخ من القمع الشديد"، وقالت النرويج إن تنظيم الكرملين انتخابات في أجزاء من أوكرانيا يمثّل "انتهاكا خطيرا للقانون الدولي".

وفي وقت سابق أمس الأحد، احتشد آلاف من مؤيدي المعارضة الروسية أمام مكاتب الاقتراع بعدة مدن ضمن تحرك سياسي سلمي أطلق عليه "الظهيرة ضد بوتين"، وكان المعارض الروسي أليكسي نافالني الذي أعلنت وفاته الشهر الماضي قد أعلن تأييده لهذا التحرك، بحسب مقربين منه.

ودعا مؤيدون لنافالني الناخبين المعارضين لبوتين وللحرب على أوكرانيا إلى القدوم بكثافة إلى مراكز الاقتراع عند الظهيرة والإدلاء بأصواتهم لأحد المرشحين الثلاثة أو كتابة شعارات مناهضة لبوتين على بطاقات التصويت.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: رمضان 1445 حريات فی الانتخابات الرئیس الروسی الرئیس بوتین فی حین

إقرأ أيضاً:

بعد العقوبات الأمريكية..تراجع قياسي لصادرات النفط الروسي

تراجعت صادرات النفط الروسي بالناقلات في الأسبوع الماضي، إلى أقل مستوياتها منذ نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، بعد دخول حزمة العقوبات الأمريكية الأخيرة المشددة على تجارة النفط الروسي حيز التطبيق، في ظل مؤشرات على تأثير العقوبات التي أقرها الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن، على تدفقات النفط الروسي.

وأشارت وكالة بلومبرغ للأنباء إلى أن التراجع في الأسبوع الماضي أدى إلى تراجع  متوسط الصادرات اليومي خلال الأسابيع الأربعة الماضية الأقل تقلباً  إلى أقل من 3  ملايين برميل للأسبوع الرابع على التوالي، واقترابها من أقل مستوياتها منذ 16 شهراً، حسب بيانات بلومبرغ لمتابعة حركة النقل البحري.
ومنذ إعلان آخر حزمة عقوبات أمريكية على قطاع النفط الروسي ظهرت مؤشرات عديدة على اضطراب الصادرات حيث حولت الناقلات وجهاتها، ويبحث المشترون عن مصادر أخرى للنفط، مع نقص السفن غير الخاضعة للعقوبات المتاحة لتحميل الخام من ميناء كوزمينو، في أقصى شرق روسيا والأكثر أهمية لصادرات النفط الروسية.
"أسطول الظل" الروسي.. لعبة التخفي وتهديد البنية البحرية - موقع 24يستخدم ما يعرف بـ "أسطول الظل الروسي"، وهو شبكة من السفن التجارية، التي يتردد أنها تدار تحت سيطرة غير مباشرة من قبل روسيا، للتحايل على العقوبات الدولية، خاصة تلك المتعلقة بصادرات النفط الروسي. ومن المنتظر أن يكون للعقوبات الأمريكية تأثير قوي بشكل خاص على تدفقات  خام روسيا عبر المحيط الهادئ.  ونقلت حوالي ثلاثة أرباع شحنات خط أنابيب نقل النفط من حقول سيبيريا إلى سواحل المحيط الهادئ التي شحنت منذ بداية أكتوبر (تشرين الأول) على متن سفن خضعت الآن للعقوبات، في حين أدرحت أساطيل الناقلات المتخصصة في نقل إنتاج مشروعي النفط والغاز سخالين 1 و2 على القائمة السوداء.  
في الوقت نفسه من المنتظر أن يتحدد تأثير العقوبات في الفترة المقبلة على مدى صرامة تطبيق العقوبات من الإدارة الجديدة في واشنطن.
وبحسب تقديرات بلومبرغ انخفضت تدفقات الخام الروسي إلى الأسواق الخارجية في الأيام السبعة حتى 19 يناير (كانون الثاني) بنحو 260 ألف برميل يومياً أي 9%، عن الأسبوع السابق لتسجل 2.75 مليون برميل يومياً.
وعوض انخفاض التدفقات من موانئ البلاد على البحر الأسود والقطب الشمالي والمحيط الهادئ جزئياً بزيادة الشحنات من ميناء بريمورسك على بحر البلطيق.
وظلت التدفقات من ميناء أوست لوغا الأصغر على بحر البلطيق منخفضة بعد انخفاض غير متوقع في أواخر ديسمبر (كانون الأول) الماضي.
ورغم ارتفاع صادرات روسيا من ميناء كوزمينو الأكثر أهمية على المحيط الهادئ بنسبة طفيفة، فإنها ظلت منخفضة نتيجة الرياح القوية التي وصلت إلى 30 ميلاً في الساعة في منتصف الأسبوع الماضي.

مقالات مشابهة

  • بوتين يدعو العلامات التجارية الروسية إلى التوسع بثقة في الأسواق الخارجية
  • الجابون تعلن عن إجراء انتخابات رئاسية
  • انتخابات رشوة قراطية
  • الرئيس الأمريكي: سنفرض عقوبات على روسيا إذا رفض بوتين المفاوضات
  • بعد العقوبات الأمريكية..تراجع قياسي لصادرات النفط الروسي
  • ترامب يوجه انتقادات غير معتادة لبوتين: يدمر روسيا بعدم إبرام صفقة بشأن أوكرانيا
  • الرئيس السيسي يتلقي اتصالا هاتفياً من نظيره الروسي فلاديمير بوتين
  • الرئيس السيسي يتلقى اتصالا هاتفياً من الرئيس الروسي بوتين
  • أبو عرابة: نطالب المفوضية بتضمين بلدية تاورغاء ضمن الانتخابات القائمة
  • ورشة انتخابات «المؤتمر» تضع خطتها لخوض الانتخابات التشريعية القادمة