بوابة الوفد:
2024-09-16@13:25:41 GMT

الصيام.. وعودة لمنظومة القيم الروحية

تاريخ النشر: 18th, March 2024 GMT

 

 

 

الصوم عبادة روحية بالمقام الأول، تربى المسلم على تزكية النفس وإلزامها بالقيم الرفيعة والأخلاق العالية التى جاء بها الإسلام، ودعا إليها خير الأنام صلى الله عليه وسلم.

والعمل من أهم معالم هذه المنظومة الروحية: ثقافة المراقبة لله تعالى فى السر والعلن أو بمعنى آخر: عودة الضمير الحى، والذى بعودته تورث المسلم حب الإتقان وصيانته.

وصيانة مقاصد الشريعة بحب وإتقان، ليس ذلك فحسب، بل يكسب المسلم من الصيام قيمة الرحمة والإنسانية من خلال الشعور بالجوع والعطش بإحساسه بالفقراء، مما يدفع المسلم إلى الشعور بالرغبة فى مساعدتهم بالتكافل، وتجسيد لمعنى الأخوة فى الإنسانية والإسلام.

ومن أروع ما يكسبه المسلم من صيامه بعد حب الخير للناس ومد يد الخير والإحسان إليهم: كف الأذى وبذل المعروف، بل والإحسان إلى جميع المخلوقات، لقول النبى صلى الله عليه وسلم:

 

«إن الله كتب الإحسان على كل شىء فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة وإذا ذبحتم بأحسنوا الذبحة وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته»، «رواه مسلم»، وكذلك الجود والكرم مع كل الناس تآسياً بالنبى الكريم صلى الله عليه وسلم، كما يقول ابن عباس رضى الله عنهما: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون فى رمضان حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه فى كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، فلرسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة» «رواه البخارى».

وكذلك يورث الصيام خلق الورع والخوف من الله، وإمساك اللسان عن الفحش فى القول والعمل. قال صلى الله عليه وسلم: «من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة فى أن يدع طعامه وشرابه» «رواه البخارى».

كذلك يورث المسلم خلق الصبر، وخلق المراقبة لله عز وجل، وخلق المحاسبة، أن الصيام مدرسة تبث الحياة فى روح الأمة للعودة إلى المعين الصافى والمنهج القويم الذى يجعل الأخلاق الفاضلة هى عنوان هذا المجتمع فى هذا الشهر الكريم وبعده.

 

 

الإمام والخطيب بوزارة الأوقاف

المصدر: بوابة الوفد

إقرأ أيضاً:

المولدُ النبوي: إحياءُ القيم النبوية والتضامن مع فلسطين في زمن المحن

شاهر أحمد عمير

يحتفل المسلمون في جميع أنحاء العالم بذكرى مولد النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، إلا أن الشعب اليمني يتميز بأنه الأكثر فرحًا وحماسًا في إحياء هذه الذكرى العظيمة، يتجدد في اليمن حب الرسول كُـلّ عام، حَيثُ تتزين المدن وتُرفع الشعارات وتُقام الفعاليات التي تعبر عن ارتباط اليمنيين العميق برسول الله ورسالته.

هذه المناسبة ليست مُجَـرّد احتفال عابر، بل هي فرصة يتطلع من خلالها الشعب اليمني إلى استلهام القيم النبيلة التي جاء بها الرسول الأعظم، خَاصَّة في ظل التحديات التي تواجهها الأُمَّــة الإسلامية اليوم، وعلى رأسها قضية فلسطين.

إن ذكرى المولد النبوي ليست مُجَـرّد مناسبة دينية، بل هي لحظة تتجلى فيها معاني العدل والرحمة والجهاد في سبيل الله، وهي القيم التي جسدها الرسول في حياته وحملها كرسالة عالمية، وفي الوقت الذي يعاني فيه الشعب الفلسطيني من الظلم والاحتلال الإسرائيلي، تتعزز في نفوس المسلمين –وخَاصَّة اليمنيين– مشاعر التضامن والوقوف إلى جانب الحق، مستلهمين من سيرة النبي محمد كيفية مواجهة الظلم ومناصرة المستضعفين.

لم يكن الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) مُجَـرّد قائد عسكري أَو زعيم سياسي، بل كان رمزًا للنضال؛ مِن أجلِ الحق والعدالة، مدافعًا عن الفقراء والمظلومين، وخاض العديد من المعارك ليس طمعًا في السلطة أَو الجاه، بل لتأسيس نظام قائم على الإيمان والقيم الإنسانية.

واليوم، بينما تعاني فلسطين من احتلال طويل الأمد وعدوان مُستمرّ، يصبح الاحتفال بمولد النبي فرصة لتذكر تلك القيم السامية، وللتفكير في كيفية مواصلة مسيرته في نصرة المظلومين والوقوف في وجه الطغاة.

إن الاحتفاء بذكرى المولد النبوي يعزز فينا روح الإيمان ويربطنا بالرسول الكريم كقُدوة ومثل أعلى، ولكن لا يقتصر هذا الربط على مظاهر الاحتفال الخارجية، بل هو تعبير عن إيماننا العميق بأن رسالة النبي مُستمرّة في حياتنا اليومية وفي مواقفنا السياسية والاجتماعية، وما يجري اليوم في فلسطين يتطلب منا استحضار قيم النبي في التضامن والوقوف مع الحق.

إذَا كنا نحتفل بذكرى مولده، ألا يحق لنا أن نعبّر عن شكرنا وامتناننا لله عبر دعم المستضعفين ونصرة الحق في كُـلّ مكان؟ وكيف يمكن لنا أن نقتدي برسول الله إن لم نكن جزءًا من هذا الجهاد الأخلاقي؟

لقد ادّعى البعض على مر العصور حب النبي واتخذوا من اسمه شعارًا لهم، لكن سرعان ما فضح الله زيفهم عندما رأيناهم يتبعون أهواء أمريكا و”إسرائيل”، ويفتحون المراقص والكافيهات في أراضٍ يفترض أن تكون مقدسة، هؤلاء الذين يدعون حب النبي كذبًا وزورًا، هم من باعوا القيم الإسلامية الحقيقية، متبعين الغرب الضال والمضل في كُـلّ ما يعاكس تعاليم رسول الله؛ فهل هؤلاء هم من نقتدي بهم؟ أم نقتدي برسول الله الذي جاء ليكون رحمة للعالمين، والذي واجه الكفر والطغيان بكل قوة وثبات؟

وعلى من في قلبه مرض ويعارض الاحتفال بذكرى المولد النبوي أن يراجع نفسه جيِّدًا، وأن يدرك أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) جاء برسالة عالمية للإسلام والإيمان، وليس لفرقة أَو جماعة بعينها، الاحتفال بذكرى مولده يعبر عن محبتنا له، وتجديد ارتباطنا بسيرته العطرة، ومن يحارب هذا الاحتفال، سواء بدافع العداء لأنصار الله أَو لأسباب أُخرى، فَــإنَّه يحارب أجمل ما في اليمن، وهو حب النبي محمد والارتباط العميق به.

اليمنيون لطالما كانوا معروفين بهذا الارتباط الوثيق بالنبي وبمحبته، وهذا جزء لا يتجزأ من هُــوِيَّتهم.

إن إحياء ذكرى المولد النبوي في ظل الظروف الراهنة هو فرصة للوقوف وقفة تأمل وتفكير في كيفية العودة إلى قيم رسول الله في وقتٍ تزداد فيه التحديات والمصاعب على الأُمَّــة الإسلامية، يجب أن نحتفل بهذه المناسبة بروح من التضامن والتمسك بالحق، وأن نتعلم من سيرة النبي كيف نقاوم الظلم، ونسعى لبناء عالم يسوده العدل والمساواة.

مقالات مشابهة

  • بشارة الانجيل بمجيء رسول الله محمد صل الله عليه وآله وسلم..
  • فضل زيارة مقام النبي عليه السلام وروضته الشريفة
  • أنوار الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم
  • في المولد النبوي.. هل يجوز الذِّكْرُ بعدد معين؟
  • أفضل دعاء يردده المسلم يوم المولد النبوي الشريف.. احرص عليه
  • هداية مولده صلى الله وسلم عليه وعلى آله للعالمين
  • المولدُ النبوي: إحياءُ القيم النبوية والتضامن مع فلسطين في زمن المحن
  • حملة "كأنه معك" تسلط الضوء على جوانب إنسانية في حياة النبي صلى الله عليه وسلم
  • وقت غير متوقع لاستجابة الدعاء.. مصطفى حسني ينصح باستغلاله
  • أمسية دينية بقرية مجول بسمنود لإحياء ذكرى ميلاد الرسول صلى الله عليه وسلم