الصيام.. وعودة لمنظومة القيم الروحية
تاريخ النشر: 18th, March 2024 GMT
الصوم عبادة روحية بالمقام الأول، تربى المسلم على تزكية النفس وإلزامها بالقيم الرفيعة والأخلاق العالية التى جاء بها الإسلام، ودعا إليها خير الأنام صلى الله عليه وسلم.
والعمل من أهم معالم هذه المنظومة الروحية: ثقافة المراقبة لله تعالى فى السر والعلن أو بمعنى آخر: عودة الضمير الحى، والذى بعودته تورث المسلم حب الإتقان وصيانته.
وصيانة مقاصد الشريعة بحب وإتقان، ليس ذلك فحسب، بل يكسب المسلم من الصيام قيمة الرحمة والإنسانية من خلال الشعور بالجوع والعطش بإحساسه بالفقراء، مما يدفع المسلم إلى الشعور بالرغبة فى مساعدتهم بالتكافل، وتجسيد لمعنى الأخوة فى الإنسانية والإسلام.
ومن أروع ما يكسبه المسلم من صيامه بعد حب الخير للناس ومد يد الخير والإحسان إليهم: كف الأذى وبذل المعروف، بل والإحسان إلى جميع المخلوقات، لقول النبى صلى الله عليه وسلم:
«إن الله كتب الإحسان على كل شىء فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة وإذا ذبحتم بأحسنوا الذبحة وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته»، «رواه مسلم»، وكذلك الجود والكرم مع كل الناس تآسياً بالنبى الكريم صلى الله عليه وسلم، كما يقول ابن عباس رضى الله عنهما: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون فى رمضان حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه فى كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، فلرسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة» «رواه البخارى».
وكذلك يورث الصيام خلق الورع والخوف من الله، وإمساك اللسان عن الفحش فى القول والعمل. قال صلى الله عليه وسلم: «من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة فى أن يدع طعامه وشرابه» «رواه البخارى».
كذلك يورث المسلم خلق الصبر، وخلق المراقبة لله عز وجل، وخلق المحاسبة، أن الصيام مدرسة تبث الحياة فى روح الأمة للعودة إلى المعين الصافى والمنهج القويم الذى يجعل الأخلاق الفاضلة هى عنوان هذا المجتمع فى هذا الشهر الكريم وبعده.
الإمام والخطيب بوزارة الأوقاف
المصدر: بوابة الوفد
إقرأ أيضاً:
نص خطبة الجمعة غدًا 19 ديسمبر كاملًا
نص خطبة الجمعة.. كشفت وزارة الأوقاف المصرية، من خلال بيان لها، عن نص خطبة يوم غدًا الجمعة الموافق 19 ديسمبر، الذي يأتي تحت عنوان: الطفولة بناء وأمل.
نص خطبة الجمعة غدًا 19 ديسمبرقالت الأوقاف إن نص خطبة الجمعة غدًا يهدف إلى توعية الجمهوربأهمية بناء الإنسان الواعي بالعلم القادر على تحمل الزمن بالنجاح.
وجاء نص خطبة الجمعة كالتالي:
تبارك الله العزيز الحميد، العزيز الحميد، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. وهذه شهادة أن كل من ينطق بها يسعد، فقد هدى الروح بعجائب حكمته، ووسع الخلق بجلالة بركاته، وأسس الكون بعظمة ظهوره، وأرسل الهداية إلى أنبيائه ورسله، وأشهد أن سيدنا محمد ورسول، بسط قلبه، ورفع شأنه، وأكرمنا به، وجعلنا أمته. عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وبعده:
نص خطبة الجمعة غدًا
الطفولة هي أجمل ما في الوجود، وهي المصدر الحقيقي للحب والحنان في حياة الإنسان. الطفولة هي أحلى مراحل الحياة وأهم وقت في الحياة، والأطفال نعمة عظيمة من نعم الله التي لا تعد ولا تحصى {وإن يزيدوا على نعمة الله لا تحصي}، ففي ابتسامتهم هناك البساطة، تفاعلاتهم بريئة، أحاديثهم مشوقة، مشاعرهم نقية، أنفاسهم كالزهور في فجر الربيع، حياتهم نقية وصفحاتهم بيضاء.
إذا كانت مهمة الزمن هي بناء إنسان يتمتع بالعلم، قادر على تحقيق النجاح وتجاوز التحديات، فاعلموا أيها الأعزاء أن جوهر تعليم الإنسان هو ذلك الحد، كما يبنى في طفولته يتشكل في حياته. مرحلة الطفولة تكون في رجولته، ويجب على المجتمع أن يستنفر لهذا البناء الكريم، ويجب على كل أب وأم أن يسارعوا إلى ذلك، وإعطاء الطفل كافة أوجه الرعاية، تقديم الاهتمام والترفيه والبهجة والمبادرة لملء فراغ الطفل حتى يدخل الحياة بسعادة وتفاؤل.
خطبة الجمعة
أيها السادة، إن ما تعلمناه من علمائنا الأجلاء أن القرارات تتوقف في الصغر وقد أثبتوا ذلك مع حالة الجنابة الكبرى صلى الله عليه وسلم. وهنا ينزل من منبره الكريم، ويقاطع خطبته السامية. مع اللطف والرحمة على تعثر حفيديه سيدا شباب أهل الجنة الحسن والحسين رضي الله عنهما. تخيل معي أن الصلاة التي كانت تجلب الراحة والسكينة والاطمئنان عن النبي صلى الله عليه وسلم من حضرته صلى الله عليه وسلم، قصرت بسبب بكاء صغير هنا إذن هو صلى الله عليه وسلم بإنهاء عهد التباطؤ والبطء وترك الأمر لما يهتم به في هذه الحالة من الرحمة واللطف تجاه الطفل. أشبع جوعه للمتعة والترفيه والتعليم بتطبيق نبوي فريد ومشرف لهذه القاعدة القرآنية {ففضل الله عليهم}.
أيها الناس، ألا يستحق أطفالنا لغة الاحترام والرقي والرحمة التي استرشد بها لسان النبي الكريم عندما عزّى طفلاً في موت طيره، وواسى خاطره، وتلطف معه، وأزال الحزن عن قلبه؟ القلب: يا أبا عمير ماذا فعل النغير؟ ألم يحن الوقت أن نجلس مع أطفالنا، لنستمع إلى أشواقهم وآمالهم، لنعيش آلامهم وهم ليطمئن كما لامست حضن النبي هذا الطفل الصغير، وهو طفل ذكي كتوم، يحفظ الجميل، ويتذكر كل لحظة طيبة بيد حانية.”