التفاصيل تجبرك على العودة إلى ذلك العالم التاريخى الساحر.. تدور الأحداث فى شوارع أصفهان وسمرقند وقصورهما، ثم تعود إلى القاهرة الفاطمية وتدخل قلعة «ألموت»، تجد نفسك غارقاً فى تفاصيل القرن الحادى عشر الميلادى ما بين دولة السلاجقة والخلافة الفاطمية والعباسية لتراها كأنك تعيشها فعلاً، وذلك ضمن أحداث مسلسل الحشاشين الذى أثبت تفوُّق صُناع الدراما المصريين فى تقديم أعمال على مستوى عالمى، ليس فقط من خلال التمثيل والتأليف والإخراج، ولكن من خلال العناصر الفنية المهمة من ديكور وأزياء وإضاءة وتصوير، لنجد أنفسنا أمام عمل سيكون علامة فارقة فى تاريخ الدراما المصرية والعربية.

أحمد فايز: بنيت قلعة «ألموت» بارتفاعات غير مسبوقة

أحمد فايز، مهندس ديكور مسلسل الحشاشين، كشف أنه مهتم بتلك الفترة الزمنية التى تعود إلى القرن الحادى عشر الميلادى، وبالتالى عندما بدأ العمل على المسلسل لم يجد صعوبة فى الدخول إلى هذا العالم، قائلاً: «أنا قرأت عن تلك الفترة بشكل كبير ولدىَّ معلومات عنها قبل وجود مشروع المسلسل، ولذلك عندما بدأنا العمل على (الحشاشين) تم ذلك على الفور فلم أحتج إلى وقت كبير للدراسة لأنى بالفعل لدىَّ مخزون كبير من المعلومات بسبب حبى لتلك الفترات التاريخية فلم أحتج سوى شهرين للتدقيق فى بعض التفاصيل فقط».

وتابع مهندس ديكور مسلسل الحشاشين فى تصريحات لـ«الوطن»: «قمنا ببناء مدينتَى أصفهان وسمرقند، بالإضافة إلى قلعة ألموت، وتم ذلك على مدار 6 أشهر، بينها شهران فى العام الماضى عندما بدأنا العمل على المسلسل، ثم 4 أشهر فى العام الحالى عندما عدنا لاستئناف العمل»، وتابع: «تم بناء القلعة بالكامل على قطعة أرض خالية فى مدينة الإنتاج الإعلامى، القلعة تختلف عن المدينة لأنه مهما كانت المدينة ضخمة يجب أن نجعلها أكبر باستخدام تقنية الـ3D فى المشاهد الواسعة، لكن القلعة بالكامل لم يتم استخدام أى مؤثرات فى تصويرها، حيث تم بناؤها بالكامل على مساحة كبيرة حتى لا نستعين بأى مؤثرات، وكنت أحارب حتى لا يخرج شىء بشكل غير حقيقى، وكان هناك اهتمام بأدق تفاصيلها مثل شكل الحجارة المستخدمة فى البناء وملمسها بالإضافة إلى ارتفاعها».

ولفت إلى أن القلعة تتضمن 11 موقعاً للتصوير الداخلى والخارجى: «بالطبع الأمر لم يكن سهلاً، ولكن الإنتاج وفَّر لنا كل ما نحتاجه بميزانيات ضخمة، للمرة الأولى فى الدراما المصرية وصلت ارتفاعات البناء إلى 16 متراً فى المدينة، وفى القلعة وصلت الارتفاعات إلى 18 متراً، ووصلنا داخل البلاتوه إلى ارتفاعات غير مسبوقة أيضاً بلغت 9 أمتار فى القصور، حيث تم بناء القصور بالممرات بالكامل، ولم نستخدم الجرافيك إلا فى أسقف القصور فقط»، وأضاف أن البناء لم يكن فى مصر فقط، بل تم أيضاً خلال فترة التصوير فى كازاخستان: «قُمنا هناك ببناء قرى صغيرة ومعسكر للجيش، وكانت هناك صعوبة فى التعامل معهم فى الخارج من أجل الوصول إلى جميع التفاصيل التى نرغب فيها خلال فترة قصيرة».

ويرى مهندس الديكور أحمد فايز أن التركيز على التفاصيل هو سر نجاح العمل، قائلاً: «مؤمن بأن التركيز على التفاصيل هو الأهم، فلم أكن مهموماً بتقديم بناء شكله جيد بقدر الاهتمام بأدق وأصغر التفاصيل من الأقلام التى يتم استخدامها إلى تصنيع السلاح الذى تطلَّب أيضاً مجهوداً كبيراً وكان مرهقاً أكثر من بناء المدن والقلاع فى مصر، ونزلنا إلى منطقة الصاغة فى الورش الخاصة بتصنيع الذهب والنحاس للعمل على السلاح، وبالفعل تم تنفيذ عدد كبير من السيوف والخناجر والدروع، وكانت عملية شاقة للغاية، كان هناك عدد من التفاصيل يجب مراعاتها بداية من أن يكون السلاح خفيفاً فى يد الممثل، ثانياً التفاصيل التى تميز سلاحاً عن الآخر، وهو ما يظهر فى دقة النقش على المقبض والنصل».

 مصممة الملابس كريستينا أمير: العمل مسئولية كبيرة

من جانبها قالت كريستينا أمير، مصممة ملابس مسلسل الحشاشين، إن المخرج بيتر ميمى هو الذى رشحها للانضمام إلى العمل، متابعة: «أنا خريجة فنون جميلة قسم ديكور سينما وعملت فى تصميم أزياء أعمال مسرحية وإعلانات وعملت مساعدة تصميم فى مسلسلات درامية عديدة، ولكنها كانت المرة الأولى التى أتولى فيها مسئولية عمل بهذا الحجم».

وأضافت مصممة الملابس: «الحشاشين عمل ضخم ومهم، وكان بمثابة تحدٍّ صعب بالنسبة لى ويحتاج إلى مذاكرة وتعمق كبير فى تلك الحقبة الزمنية، المخرج بيتر ميمى طلب منى فى البداية تصميم عدد من الملابس، وعندما اطلع عليها قرر أن يمنحنى تلك المسئولية الضخمة، ولكن كانت المشكلة الأكبر بالنسبة لى أنى انضممت للعمل فى الأسابيع الأولى من التصوير، وبالتالى لم أبدأ التحضيرات معهم من العام السابق، لذلك كان علىَّ أن أبذل جهداً إضافياً فى المذاكرة لأنها كانت بالنسبة لى فرصة أقرب إلى المخاطرة وكان لا بد أن أثبت نفسى بها وأكون على قدر تلك المسئولية».

وأضافت: «حاولت العثور على مرجعيات لتلك الفترة باختلاف تفاصيلها ما بين دولة عباسية وفاطمية وسلاجقة، وصف الملابس كان مكتوباً فى المراجع التاريخية وقمنا بترجمته إلى صورة بصرية، حيث لم يتوافر الكثير من الصور لتلك الفترة باستثناء قطع معدودة من الملابس والإكسسوارات فى المتاحف، وحصلت من تلك الإكسسوارات على النمط أو الأسلوب المستخدم فى تلك الفترة وتم إدخاله إلى الملابس كتطريز، أما بالنسبة للإكسسوارات فقمت بتصميمها وتم تنفيذها فى ورش مصر القديمة، بالإضافة إلى تنفيذ الآلاف من قطع الملابس».

وكشفت كريستينا أمير أن ملابس الشخصيات تتغير مع تغير المراحل التى تمر بها، موضحة: «حسن الصباح مر بأكثر من مرحلة فى حياته، ومع الوقت أصبح أكثر قوة وهو ما يجب أن ينعكس على ملابسه، فهو فى البداية يبدو كشخص زاهد ولكن له هيبة قوية، ويجب أن تعبّر الملابس عن هذا المزيج بين الزهد والهيبة، وعند دخوله القلعة تختلف ملابسه لتناسب تلك المرحلة فى حياته التى يصبح فيها سيد القلعة، وبالتالى حاولنا إظهار تلك المراحل التى مر بها من خلال الأزياء، والأمر لم يقتصر على حسن الصباح فقط، بل ظهر فى كل الشخصيات».

وتابعت: «قبل بداية أى عمل أقرأ العمل كاملاً حتى أستطيع فهم سيكولوجية كل شخصية، حتى أستطيع التعبير عنها من خلال شكل الملابس وألوانها، وبالطبع كل دولة من الدول التى جاءت خلال المسلسل كان لها ألوان وأنماط مختلفة وطراز خاص بها فى الملابس، وما ساعدنا فى ذلك هو مهندس الديكور أحمد فايز، فهو يُعتبر مصمم إنتاج فى هذا العمل، وهو مسمى ليس موجوداً بشكل كبير فى مصر، يكون مسئولاً عن ربط جميع عناصر الصورة ببعضها حتى تخرج الصورة بشكل متكامل من الأزياء إلى الديكور والإضاءة».

 

 

 

 

 

 

 

 

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الدراما السباق الرمضانى مسلسل الحشاشین تلک الفترة أحمد فایز من خلال

إقرأ أيضاً:

"ديهاد + روما" مبادرة عالميّة تجمع قادة قطاع العمل الإنساني العالمي في جامعة لويس

 

دبي - الرؤية

انطلقت مبادرة " ديهاد+روما " في جامعة لويس في إيطاليا تحت شعار "العلاقات الدولية ومفهوم المواطن العالمي الإيجابي"وهي مبادرة عالمية مرموقة مكرّسة لتبادل المعرفة والخبرات في مجال الإغاثة الإنسانية والتنمية المستدامة وتهدف إلى معالجة التحديات الإنسانية الدولية الملحّة وإيجاد أحدث الحلول عبر جمع  نخبة من الخبراء وكبار صناع القرار من مختلف أنحاء العالم بهدف تسليط الضوء على القضايا الإنسانية وتعزيز أوجه التعاون لبناء مستقبل أفضل.

وألقى سعادة السفير الدكتور عبدالسلام المدني رئيس منظمة "ديهاد" الإنسانية المستدامة ورئيس "ديساب سفير برلمان البحر الأبيض المتوسط في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي كلمة الافتتاح مشدداً على أهمية تعزيز التعاون العالمي والدور المحوري للمؤسسات التعليمية مثل جامعة لويس في تفعيل الجهود الإنسانية، حيث قال : "ما يجمعنا اليوم هو هدفنا المشترك لبناء عالم أكثر استدامة وإنسانية عبر تعزيز دور التعليم كأداة فاعلة تصنع فرقاً إيجابياً في المشهد العالمي وذلك عبر التعاون مع ثلة من الرواد في جامعة لويس، لأن مثل هذه المبادرات والفعاليات ترسخ إيماننا بأهمية الالتزام بالمبادئ والقضايا الإنسانية ".

بالإضافة إلى ذلك، أكد البروفيسور رافاييلي ماركيتي، نائب رئيس جامعة لويس ومندوب العلاقات الدولية، في كلمة ترحيبية التزام الجامعة بالمشاركة العالمية مشيراً إلى دور جامعة لويس الريادي في تعزيز الابتكار والتميز في التعليم،

وقال: "تلتزم جامعة لويس بالريادة في مجالات الابتكار والتميز الأكاديمي، خاصة في الدراسات السياسية والدولية وتعتب شراكتنا مع منظمة ديهاد الإنسانية المستدامة خطوة ضرورية من أجل صناعة مستقبل واعد للبشرية جمعاء".

وأضاف: "في جامعة لويس، نؤمن بتأثير التعاون الدولي الإيجابي ودوره في تعزيز المواطنة العالمية ونحن فخورون بأن نستضيف مبادرة "ديهاد+روما" وأن نساهم في الحوار لتفعيل الحلول الإنسانية المستدامة."

علاوة على ذلك، قدم المهندس خالد العطار، المدير العام لمنظمة "ديهاد" الإنسانية المستدامة جلسة بالغة الأهمية خلال المبادرة  سلطت الضوء على الدور الأساسي الإيجابي الذي يضطلع به الأفراد والمنظمات في المجتمع الدولي خاصة مع ما يشهده العالم من تحديات وتطرق إلى ضرورة تعزيز المواطنة الإيجابية العالمية من خلال عرضه تحليلاً شاملاً لكيفية استثمار العلاقات الدولية في تفعيل التعاون الدولي وتحقيق تغيير إيجابي مؤكداً على الدور الحيوي للتعليم كركيزة أساسية للتنمية المستدامة وأهميته في تشكيل جهود الإغاثة الإنسانية المستقبلية.

وحضر فعاليات هذه المبادرة الاستثنائية كل من طارق المدني عضو مجلس إدارة منظمة "ديهاد" الإنسانية المستدامة وسعادة المونسنيور الأب يوأنس لحظي جيد، السكرتير الشخصي السابق لقداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، ورئيس جمعية الأخوة الإنسانية في مصر وجمعية بامبينو جيزو وسعادة جينارو ميغليوري عضو مجلس الإدارة ومدير مركز الدراسات العالمية- CGSبالإضافة إلى المسؤولين والباحثين والطلاب في جامعة لويس.

وبعد انتهاء فعاليات مبادرة "ديهاد+ روما"، قام سعادة السفير الدكتور عبدالسلام المدني برفقة بعثة منظمة ديهاد الإنسانية المستدامة بجولة في جامعة لويس للاطلاع على المرافق المتطورة للجامعة وتضمنت الجولة مناقشة للتعاونات المستقبلية، كما أبرزت التزام جامعة لويس بخلق بيئة إيجابية للتعلم والابتكار.

ولعبت جامعة لويس جويدو كاري دوراً حيوياً في استضافة مبادرة "ديهاد + روما"، وتحتل المرتبة 19 عالمياً والمرتبة الأولى في إيطاليا في مجالات السياسة والعلاقات الدولية وفقًا للتصنيف الجامعي العالمي مايؤكد ريادتها في خلق بيئة أكاديمية تعزز التميز والابتكار والتفاعل العالمي.

 

 

 

 

 

 

مقالات مشابهة

  • وائل سعد يكتب: حكومة تغيير الواقع
  • تغير شامل.. ممكن
  • من بطولتها.. ركين سعد تبدأ تصوير فيلمها الجديد "بومة"
  • وزير التعليم العالي: نسعى أن تكون لكل محافظة مصرية جامعة تكنولوجية
  • تراجع كبير في تقدم الأعمال بمنطقة اليورو خلال يونيو
  • جوميز يفاجئ إدارة الزمالك بقرارات مثيرة بشأن الراحلين عن القلعة البيضاء
  • أحمد حجازي يكشف موقفه من العودة إلى النادي الأهلي
  • عمرو درويش: نتمنى من الحكومة المقبلة إيجاد تعليم قادر على مواجهة سوق العمل
  • "سرقت الماظ ومجوهرات".. التفاصيل الكاملة لقصة الخادمة التى سرقت عماد متعب
  • "ديهاد + روما" مبادرة عالميّة تجمع قادة قطاع العمل الإنساني العالمي في جامعة لويس