الديكور والأزياء في «الحشاشين».. مستوى عالمي بأيادٍ مصرية
تاريخ النشر: 18th, March 2024 GMT
التفاصيل تجبرك على العودة إلى ذلك العالم التاريخى الساحر.. تدور الأحداث فى شوارع أصفهان وسمرقند وقصورهما، ثم تعود إلى القاهرة الفاطمية وتدخل قلعة «ألموت»، تجد نفسك غارقاً فى تفاصيل القرن الحادى عشر الميلادى ما بين دولة السلاجقة والخلافة الفاطمية والعباسية لتراها كأنك تعيشها فعلاً، وذلك ضمن أحداث مسلسل الحشاشين الذى أثبت تفوُّق صُناع الدراما المصريين فى تقديم أعمال على مستوى عالمى، ليس فقط من خلال التمثيل والتأليف والإخراج، ولكن من خلال العناصر الفنية المهمة من ديكور وأزياء وإضاءة وتصوير، لنجد أنفسنا أمام عمل سيكون علامة فارقة فى تاريخ الدراما المصرية والعربية.
أحمد فايز، مهندس ديكور مسلسل الحشاشين، كشف أنه مهتم بتلك الفترة الزمنية التى تعود إلى القرن الحادى عشر الميلادى، وبالتالى عندما بدأ العمل على المسلسل لم يجد صعوبة فى الدخول إلى هذا العالم، قائلاً: «أنا قرأت عن تلك الفترة بشكل كبير ولدىَّ معلومات عنها قبل وجود مشروع المسلسل، ولذلك عندما بدأنا العمل على (الحشاشين) تم ذلك على الفور فلم أحتج إلى وقت كبير للدراسة لأنى بالفعل لدىَّ مخزون كبير من المعلومات بسبب حبى لتلك الفترات التاريخية فلم أحتج سوى شهرين للتدقيق فى بعض التفاصيل فقط».
وتابع مهندس ديكور مسلسل الحشاشين فى تصريحات لـ«الوطن»: «قمنا ببناء مدينتَى أصفهان وسمرقند، بالإضافة إلى قلعة ألموت، وتم ذلك على مدار 6 أشهر، بينها شهران فى العام الماضى عندما بدأنا العمل على المسلسل، ثم 4 أشهر فى العام الحالى عندما عدنا لاستئناف العمل»، وتابع: «تم بناء القلعة بالكامل على قطعة أرض خالية فى مدينة الإنتاج الإعلامى، القلعة تختلف عن المدينة لأنه مهما كانت المدينة ضخمة يجب أن نجعلها أكبر باستخدام تقنية الـ3D فى المشاهد الواسعة، لكن القلعة بالكامل لم يتم استخدام أى مؤثرات فى تصويرها، حيث تم بناؤها بالكامل على مساحة كبيرة حتى لا نستعين بأى مؤثرات، وكنت أحارب حتى لا يخرج شىء بشكل غير حقيقى، وكان هناك اهتمام بأدق تفاصيلها مثل شكل الحجارة المستخدمة فى البناء وملمسها بالإضافة إلى ارتفاعها».
ولفت إلى أن القلعة تتضمن 11 موقعاً للتصوير الداخلى والخارجى: «بالطبع الأمر لم يكن سهلاً، ولكن الإنتاج وفَّر لنا كل ما نحتاجه بميزانيات ضخمة، للمرة الأولى فى الدراما المصرية وصلت ارتفاعات البناء إلى 16 متراً فى المدينة، وفى القلعة وصلت الارتفاعات إلى 18 متراً، ووصلنا داخل البلاتوه إلى ارتفاعات غير مسبوقة أيضاً بلغت 9 أمتار فى القصور، حيث تم بناء القصور بالممرات بالكامل، ولم نستخدم الجرافيك إلا فى أسقف القصور فقط»، وأضاف أن البناء لم يكن فى مصر فقط، بل تم أيضاً خلال فترة التصوير فى كازاخستان: «قُمنا هناك ببناء قرى صغيرة ومعسكر للجيش، وكانت هناك صعوبة فى التعامل معهم فى الخارج من أجل الوصول إلى جميع التفاصيل التى نرغب فيها خلال فترة قصيرة».
ويرى مهندس الديكور أحمد فايز أن التركيز على التفاصيل هو سر نجاح العمل، قائلاً: «مؤمن بأن التركيز على التفاصيل هو الأهم، فلم أكن مهموماً بتقديم بناء شكله جيد بقدر الاهتمام بأدق وأصغر التفاصيل من الأقلام التى يتم استخدامها إلى تصنيع السلاح الذى تطلَّب أيضاً مجهوداً كبيراً وكان مرهقاً أكثر من بناء المدن والقلاع فى مصر، ونزلنا إلى منطقة الصاغة فى الورش الخاصة بتصنيع الذهب والنحاس للعمل على السلاح، وبالفعل تم تنفيذ عدد كبير من السيوف والخناجر والدروع، وكانت عملية شاقة للغاية، كان هناك عدد من التفاصيل يجب مراعاتها بداية من أن يكون السلاح خفيفاً فى يد الممثل، ثانياً التفاصيل التى تميز سلاحاً عن الآخر، وهو ما يظهر فى دقة النقش على المقبض والنصل».
مصممة الملابس كريستينا أمير: العمل مسئولية كبيرةمن جانبها قالت كريستينا أمير، مصممة ملابس مسلسل الحشاشين، إن المخرج بيتر ميمى هو الذى رشحها للانضمام إلى العمل، متابعة: «أنا خريجة فنون جميلة قسم ديكور سينما وعملت فى تصميم أزياء أعمال مسرحية وإعلانات وعملت مساعدة تصميم فى مسلسلات درامية عديدة، ولكنها كانت المرة الأولى التى أتولى فيها مسئولية عمل بهذا الحجم».
وأضافت مصممة الملابس: «الحشاشين عمل ضخم ومهم، وكان بمثابة تحدٍّ صعب بالنسبة لى ويحتاج إلى مذاكرة وتعمق كبير فى تلك الحقبة الزمنية، المخرج بيتر ميمى طلب منى فى البداية تصميم عدد من الملابس، وعندما اطلع عليها قرر أن يمنحنى تلك المسئولية الضخمة، ولكن كانت المشكلة الأكبر بالنسبة لى أنى انضممت للعمل فى الأسابيع الأولى من التصوير، وبالتالى لم أبدأ التحضيرات معهم من العام السابق، لذلك كان علىَّ أن أبذل جهداً إضافياً فى المذاكرة لأنها كانت بالنسبة لى فرصة أقرب إلى المخاطرة وكان لا بد أن أثبت نفسى بها وأكون على قدر تلك المسئولية».
وأضافت: «حاولت العثور على مرجعيات لتلك الفترة باختلاف تفاصيلها ما بين دولة عباسية وفاطمية وسلاجقة، وصف الملابس كان مكتوباً فى المراجع التاريخية وقمنا بترجمته إلى صورة بصرية، حيث لم يتوافر الكثير من الصور لتلك الفترة باستثناء قطع معدودة من الملابس والإكسسوارات فى المتاحف، وحصلت من تلك الإكسسوارات على النمط أو الأسلوب المستخدم فى تلك الفترة وتم إدخاله إلى الملابس كتطريز، أما بالنسبة للإكسسوارات فقمت بتصميمها وتم تنفيذها فى ورش مصر القديمة، بالإضافة إلى تنفيذ الآلاف من قطع الملابس».
وكشفت كريستينا أمير أن ملابس الشخصيات تتغير مع تغير المراحل التى تمر بها، موضحة: «حسن الصباح مر بأكثر من مرحلة فى حياته، ومع الوقت أصبح أكثر قوة وهو ما يجب أن ينعكس على ملابسه، فهو فى البداية يبدو كشخص زاهد ولكن له هيبة قوية، ويجب أن تعبّر الملابس عن هذا المزيج بين الزهد والهيبة، وعند دخوله القلعة تختلف ملابسه لتناسب تلك المرحلة فى حياته التى يصبح فيها سيد القلعة، وبالتالى حاولنا إظهار تلك المراحل التى مر بها من خلال الأزياء، والأمر لم يقتصر على حسن الصباح فقط، بل ظهر فى كل الشخصيات».
وتابعت: «قبل بداية أى عمل أقرأ العمل كاملاً حتى أستطيع فهم سيكولوجية كل شخصية، حتى أستطيع التعبير عنها من خلال شكل الملابس وألوانها، وبالطبع كل دولة من الدول التى جاءت خلال المسلسل كان لها ألوان وأنماط مختلفة وطراز خاص بها فى الملابس، وما ساعدنا فى ذلك هو مهندس الديكور أحمد فايز، فهو يُعتبر مصمم إنتاج فى هذا العمل، وهو مسمى ليس موجوداً بشكل كبير فى مصر، يكون مسئولاً عن ربط جميع عناصر الصورة ببعضها حتى تخرج الصورة بشكل متكامل من الأزياء إلى الديكور والإضاءة».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الدراما السباق الرمضانى مسلسل الحشاشین تلک الفترة أحمد فایز من خلال
إقرأ أيضاً:
نائب يطالب بالتوسع في المصانع والمشروعات لتوفير فرص عمل لشباب أسيوط
تقدم اللواء عصام العمدة عضو مجلس النواب، عن محافظة أسيوط، باقتراح برغبة ، موجه إلي رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفي مدبولي ، ووزير الصناعة ،ووزير التنمية المحلية ، والرئيس التنفيذي لجهاز تنمية المشروعات الصغيرة ، بالآتي :
١- التوسع في إنشاء المصانع والمشروعات كثيفة العمالة مثل مصانع الزيوت العطرية نظرا لما تشتهر به المحافظة بزراعة النبات العطري مثل الريحان لتوفير أكبر عدد ممكن من الوظائف للشباب
٢- توعية الشباب لفرص العمل المتاحة والمشروعات الصغيرة والمتوسطة وعدم تركهم فريسة لأحلام الثراء السريع
٣- تحويل مدرسة ابنوب الثانوية الصناعية لمدرسة تكنولوجية لتأهيل الخريجين لسوق العمل بما يتناسب مع التطور التكنولوجي
٤-تحويل قرى محافظة أسيوط الأكثر فقرا لقرى منتجة مثل قرية نجع عون التي تعد من أشهر القرى المنتجة التى تضم عدداً من المشروعات المتنوعة، توفر مصدر دخل لتمويل مشروعات الأُسَر المنتجة وتوفير الدخل لدعم الأُسَر الفقيرة، ويضم المركز عدداً من ورش الخياطة إلى جانب تفريخ الدواجن وزراعة الأسطح و6 ورش منها ورشة سجاد يدوى والنجارة وأخرى لإنتاج الحرير الطبيعى، وورشة للكروشيه والاكسسوارات وفرن خدمى وحضانة شعير مستنبت للإنتاج الحيوانى وحضانة دود قز ومنحل وتوفر 220 فرصة عمل لأبناء القرية.
وقال " العمدة " في المقترح ، إن محافظة أسيوط من أكثر المحافظات التي بها هجرة غير شرعية حيث توجد بها جامعة أسيوط وجامعة الأزهر والمدارس الفنية التي تخرج كل عام الآلاف من الخريجين وتفتقد محافظة أسيوط لوجود فرص العمل حيث لا يوجد بها مصانع كثيفة العمالة مما جعل الشباب يلجأ للهجرة الغير شرعية بحثا عن فرصة عمل وكما قال الرئيس عبد الفتاح السيسي إننا يجب أن لا نلوم الشباب المقبل على الهجرة غير الشرعية ولكن نلوم الحكومة لعدم توفير فرصة عمل له.
وأوضح النائب عصام العمدة في طلبه ان قرية نجع عون التابعة لقرية كوم اشو بمركز كفر الدوار تعد من أولى القرى التى اشتهرت بزراعة الأسطح بكافه أنواع الزراعات وإنتاج المحاصيل الاورجانيك الخالية من المبيدات والمخصبات الكيماوية وزراعتها بالطريقة الحديثة التى توفر الماء.