ذكرت منصة الطاقة المتخصصة، أن أكبر شركة مصنعة للألواح الشمسية في العالم «لونجي غرين تكنولوجي» الصينية قامت بخفض أكثر من ثلث قوّتها العاملة، نتيجة التحديات التي تواجه مستقبل الطاقة النظيفة، وساهمت الضغوط المالية في انخفاض صافي دخل الشركة بنسبة 44% إلى 2.52 مليار يوان (350 مليون دولار) في الربع الثالث من عام 2023.

الطاقة المتجددة في 2030.. ضرب من الخيال

وفي تصريح له اليوم الإثنين 18 مارس، وصف الرئيس التنفيذي لشركة أرامكو السعودية أمين الناصر اليوم الإثنين 18 مارس، الجداول الزمنية الحالية لتحول الطاقة بأنها ضرب من الخيال. وقال الناصر: علينا الاعتراف بأن مصادر الطاقة المتجددة لن تحل قريباً محل الطلب على النفط والغاز، ولا حتى بحلول 2030 الموعد المستهدف للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري.

وفي يناير 2023، وقّع صندوق الاستثمارات العامة السعودي و«لونجي جرين إنيرجي تكنولوجي» اتفاقية تهدف لتوطين صناعة منتجات وخدمات الطاقة الشمسية في المملكة. وتتماشى الاتفاقية مع استراتيجية الصندوق لتمكين القطاعات الواعدة محليًا، ومنها المرافق الخدمية والطاقة المتجددة لتحقيق أهداف رؤية السعودية 2030.

الشركة الصينية تضم 80 ألف موظفًا

وجاء قرار الشركة الخاص بقوتها العاملة في إطار محاولتها لخفض التكاليف في صناعة تعاني من الطاقة الفائضة والمنافسة الشرسة.

وتعتزم "لونجي"، أكبر شركة مصنعة للألواح الشمسية في العالم، الاستغناء عن نحو 30% من قوتها العاملة البالغ مجموعها 80 ألف موظفًا، في خطوة تكشف حجم التحديات التي تواجه صناعة الطاقة المتجددة.

وتشير خطوة لونجي غرين تكنولوجي إلى تسارع تخفيضات الوظائف التي بدأتها الشركة في نوفمبر الماضي، عندما بدأت في تسريح آلاف الموظفين الذين كانوا في الغالب من المتدربين الإداريين وموظفي المصانع.

إخفاق بعد توسع سريع

يأتي ذلك بعد سنوات من التوسع السريع عبر صناعة الطاقة الشمسية العالمية، إذ تعاني الصناعة التي تعدّ حاسمة في تحول الطاقة العالمية من القدرة المفرطة، والتوحيد، وإمكان الإفلاس.

ولونجي ليست وحدها، إذ إن صناعة الطاقة الشمسية في الصين التي تهيمن على التصنيع العالمي عانت من تسريح العمال وتعليق خطط الاستثمار في الأشهر الأخيرة.

واضطر المصنّعون إلى البيع بتكاليف الإنتاج أو أقلّ منها بعد انخفاض أسعار الألواح الشمسية إلى مستويات قياسية في العام الماضي.

وتراجعت أسعار البيع بالجملة للألواح في الصين بمقدار النصف تقريبًا، على الرغم من ارتفاع صادرات الألواح المجمعة بالكامل بنسبة 38%، وتضاعفت صادرات المكونات الرئيسة للألواح.

منافسة شرسة

أجبرت المنافسة الشرسة العديد من الشركات التي تصنع الرقائق- وهي سلائف الألواح الشمسية التي توصل بالخلايا وتجمع في وحدات- على خفض الإنتاج. واضطرت أكبر شركة مصنعة للألواح الشمسية في العالم -وهي إحدى الشركات الرائدة في إنتاج الرقائق- إلى خفض الأسعار بشكل كبير في العام الماضي.

وقالت منصة الطاقة: «فشلت جهود الشركة الصينية في خفض التكاليف، بما في ذلك إلغاء المشروبات المجانية في مقرّ الشركة، وتقليص ميزانيات رحلات العمل، والمطالبة بالطباعة بالأبيض والأسود فقط ما لم يُوافَق على غير ذلك من قبل المشرفين». وسط تزايد المخاوف الداخلية بشأن فقدان الوظائف من قبل الموظفين العاديين، عطلت أكبر شركة مصنعة للألواح الشمسية في العالم أواخر العام الماضي عددًا من الوظائف الداخلية.

تعليق صادرات بعض المصنّعين

وكانت هناك مشكلات أخرى لأكبر شركة مصنعة للألواح الشمسية في العالم والصناعة، إذ علقَت صادرات بعض المصنّعين الصينيين إلى الولايات المتحدة بسبب انتهاكات العمل القسري المزعومة في منطقة شينجيانغ الصينية، وهي اتهامات نفتها بكين مرارًا وتكرارًا. وشهدت شركة لونجي أن مشروعها الأمريكي المشترك في ولاية أوهايو، الذي بَنته مع شريك محلي، يواجه معارضة مع تصاعد التوترات السياسية بين بكين وواشنطن.

رئيس «أرامكو» يصف التحول إلى الطاقة المتجددة في 2030 بـ «ضرب من الخيال»

عاجل| تدمير ألواح الطاقة الشمسية أعلى مستشفى المعمداني في غزة

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: أرامكو الصين الطاقة الشمسية الطاقة النظيفة النفط خفض التكاليف صناعة الطاقة المتجددة منافسة شرسة الطاقة المتجددة الطاقة الشمسیة

إقرأ أيضاً:

صناعة المكانة الدولية.. الإمارات نموذجاً

صناعة المكانة الدولية.. الإمارات نموذجاً

 

 

 

 

تُقاس مكانة الدول وفاعليتها في النظام الإقليمي والدولي من خلال قدرتها في إحداث تأثير في الملفات المختلفة، وكذلك من خلال التفاعل مع الأزمات الملامسة لأمنها واستقرارها، وفي قدرتها على إعادة توجيه مسارات القضايا الدولية عندما يتم الاستعانة بها.والإمارات من الدول التي يتم الاستعانة بها في العديد من الملفات الدولية والإقليمية ونجحت في تحقيق اختراقات دبلوماسية فيها لخدمة الاستقرار العالمي.

واحدة من تلك الملفات الدولية المعقدة مسألة التوسط المتكرر في الإفراج عن الأسرى الروس والأوكرانيين ولخامس مرة نجحت وكان ذلك الأسبوع الماضي وهذا دليل على احترام طرفي النزاع لمكانة دولة الإمارات، ولكن هذه ليست هي الحالة الوحيدة وإنما هو مثال للكلام النظري الذي جاء في بداية الفقرة، وهو ما يؤكد أن للإمارات مكانة في النظام الدولي.

وتُفسر بعض التحليلات والنظريات الخاصة بأدوار الدول في الساحة العالمية وهذه المكانة إلى مجموعة من المغيرات والعوامل الموضوعية والصفات القيادية لزعماء تلك الدول باعتبار أنه من النادر التركيز على حجم الدولة ومساحتها فقط، بل هذا العامل أو المتغير له احتمالين والاحتمال الأكبر أنه يثقل من دور الدولة وربما يضعفها إذا لم تدار مقدراتها بالطريقة التي تتناسب ونظرة قادتها السياسيون.

في الأغلب للقائد السياسي دور أساسي في صياغة دور الدولة مع وجود بعض العوامل الموضوعية ومن هذه العوامل، ما حققته دولة الإمارات مؤشرات تنموية في مختلف المجالات سواءً في الاقتصاد أو التعليم أو المجال التكنولوجي بالشكل الذي عززت فيه من حضورها الدولي بدرجة تضاهي فيها دول العالم المتقدم هذا إن لم تكن قد تجاوزتها في بعض المؤشرات بالدرجة التي جعلت من الإمارات تكون ضمن المرتبة الأولى في مؤشرات صندوق النقد الدولي لتبني تقنيات الذكاء الاصطناعي وفي المرتبة 36 عالمياً.

أما الأهم، بل هي من حيث الترتيب الأول، فهو إدراك القائد لدور دولته، هناك اتفاق بين أغلب منظري العلاقات الدولية حول أنه لا يمكن دولة ما أن تحقق أي مكانة أو إنجاز دون وجود رؤية استراتيجية لقيادتها السياسية التي ترسم لها الملامح العامة التي تضعها في مصاف دول العالم. وهذا ما بات يعرف بـ”ادراك القائد” لمكانة دولته ضمن النظام الإقليمي والعالمي وربما هذا المتغير أو العامل هو الذي يفرق بين دولة وأخرى.

ولكيلا يكون الكلام مسهباً ودون تطبيق، فلو استعرضنا تجارب الدول الكبرى في النظام العالمي فإن النقلة العظيمة التي أحدثتها الصين منذ عام 2013 والتي تتمثل في وجود مبادرة “الحزام والطريق” العالمية فإن خطوطها واضحة وأهدافها تتحقق مع كل يوم والحكومة الصينية وشركائها في العالم يعملون على تنفيذها. الأمر نفسه ينطبق على دولة الإمارات من خلال مرحلتين في استراتيجيتها التنموية الأولى بدأت في العام 1971 فكل ما حصل فيها من نقلات تنطلق من رؤيتها في الاستثمار في الإنسان. المرحلة الثانية من نهوضها التنموي بداً من الإعلان على المبادئ العشرة للخمسين القادمة في العام 2021 والتي ستنقلها إلى مصاف دول مؤثرة في الساحة الدولية وفق المؤشرات التي تسجلها.

لا يمكن لأحد أن ينكر أن دولة الإمارات لديها تأثير إيجابي في العديد من القضايا الإنسانية في الإقليم والعالم، لا يمكن الإنكار أنها كانت لها كلمة الفصل في الجوانب التي تحاول أن تضُر بالإنسان أياً كانت صفته ودينه وذلك بدءاً من مبادرتها العالمية المعروفة بـ”الأخوة الإنسانية” وما تبعها من مبادرات تعمل على تقليل من خطاب الكراهية والعنصرية سواءً بين الأفراد أو الحكومات حتى تلك النزاعات المسلحة غير الدولية وصولاً إلى أن تبادر بسن قوانين في الامم المتحدة لتقليل هذا الكراهية باعتبارها السبب الرئيسي في الاقتتال بين بين أفراد المجتمع الواحد، لذا كان منالطبيعي أن تجد من ينتقد سياساتها ويذم عملها الإنساني ويفسره وفق منطقه الأيديولوجي دون أن يشعر أنه يحاول خداع العالم وفق “الصوت العالي” والزعيق في المنابر العالمية، وكأن يطبق المثل العربي “أخذوهم بالصوت لا يغلبوكم” الذي عفى عليه الزمن منذ سقوط القومجية والإسلامويين.

وفي الوقت الذي بدأت فيه الإمارات تسجل مؤشرات وحضوراً عالمياً بدرجة التي بدأت معها تحرج نجاحاتها وقصصها التنموية المبهرة بعض القيادات العربية، فقد انقسمت مواقف تلك مواقف تلك الدول إلى مجموعتين اثنتين ولا نحتاج لذكر أمثلة عنها. فالمجموعة الأولى رأت في التجربة الاماراتية بأنها “ملهمة”ويمكن الاستفادة منها واستنساخها لأنها تمثل ثقافة الإقليم وتتماهي مع قيمها المجتمعية ولأنها أيقونة شرق أوسطية تماثل الغرب الأوروبي وهذه المجموعة اليوم تجد نفسها في الطريق الصحيح الذي مشت فيه دولة الإمارات وبدأ منطق النجاح والتفكير الإيجابي هو المسيطر على أبنائها.

أما المجموعة العربية الثانية: فقد اختارت أن تضع نفسها في خانة المحارب لتجربة الإمارات إعلامياً وشنت حملات سياسية عليها، وأسقطت فشلها التنموي على الامارات، وتفرغت لتنشر مزاعم وأفكارلا تقدم جديداً سوى أنها تفضح طريقة تفكير هذه القياداتالعربية في بناء مجتمعاتها وكأنها تُحي خطاباً مر عليه خمسة عقود من الزمن لم يعد يدرك الجيل الحالي مفرداته القائمة على الشعارات السياسية وعلى تلك الجملة التي لخصت مرحلة تاريخية للعرب للدكتور عبدالله القصيمي وهي “العرب ظاهرة صوتية” دون إنجازات.

الخلاصة أن الحركة التي يسير بها العالم سريعة، ولا تتترك فرصة لمن يحاول أن يشتت تفكيره في خلافات وتجاذبات جانبية إلا ممن لا يدركون حجم هذه الحركة ممن لا يزالون يعيشون في زمن غير زماننا، الإمارات ارتقت على الخلافات وتجاوزت الشعارات الخاوية وركزت على الإنجازات وعلى العمل لتصنع مدينة متقدمة وفاضلة من حيث القيم الإنسانية والتقدم الحضاري.


مقالات مشابهة

  • صناعة الأوهام.. كيف تستغل الدول الذكاء الاصطناعي في أجندتها الإعلامية؟
  • اختراق أمني خطير يكشف أسرار أكبر شركات الذكاء الاصطناعي في العالم
  • مدبولي: تكليفات رئاسية بإدخال قدرات كبيرة من الطاقة المتجددة إلى شبكة الكهرباء
  • «أدنوك» تتعاون مع «إي آند» لبناء أكبر شبكة لاسلكية خاصة من الجيل الخامس في قطاع الطاقة
  • حكومة السيسي تتخفف من الملف.. منح شركة سعودية تشغيل محطة كهرباء 25 عاما
  • صناعة المكانة الدولية.. الإمارات نموذجاً
  • أول اقتراح برلماني للحكومة الجديدة.. ربط إقامة المنشآت والمنازل بترخيص عمل بالطاقة الشمسية
  • وزير الكهرباء استهداف تنفيذ استثمارات بالشركة القابضة لكهرباء مصر وشركاتها التابعة بنحو 63 مليار جنيه
  • حزب مصر بلدي يثمن قرار استخدام الطاقة الشمسية بمهرجان العلمين
  • مناقشة جهود سلطنة عمان في تحقيق الاستدامة البيئية