قال تقرير بحثي صادر عن مركز أبعاد للدراسات والبحوث، إن هجمات الحوثيين المستمرة على السفن الدولية في البحرين الأحمر والعربي قد تشكل حالة ملهمة للجماعات المتطرفة لتهديد الملاحة الدولية.

وأوضح التقرير، أن الفوضى الحالية تعد بيئة مناسبة للمليشيات والمتمردين والتنظيمات لتفعيل حالة الخمول، واستعادة إستراتيجياتها لتحقيق طموحاتها التي فشلت فيها هي أو مثيلاتها سابقا، لافتا إلى عودة القرصنة البحرية الصومالية، التي أُعلن في 2022م القضاء عليها، شبه كليا.

وأكد التقرير أن أنظمة الأسلحة غير المأهولة تلعب دورا متزايدا في الصراعات حول العالم، بما في ذلك تلك التي تشارك فيها المليشيات المتمردة والجماعات المسلحة،

معتبرا أنها أداة قوية يمكن أن تغيّر شكل الصراعات والحروب الأهلية، كما تلقي بتبعات خطيرة على الأمن والسلم الدوليين، بما في ذلك الأمن البحري في أعالي البحار.

وقال التقرير: "سواءً كان القراصنة الجدد مدعومين من قِبل الحوثيين، أو جهات أخرى بينها إيران، هناك أطراف وجماعات متعددة تستفيد من هذه الأزمة، أو تراقب بصمت ردة الفعل الإقليمية والدولية تجاه الحوثيين لإمكانية تحويلها كتكتيكات للوصول إلى أهدافها".

وتابع: "يعود ذلك إلى أن الحوثيين يشنون حرباً غير متماثلة، تستخدم تكنولوجيا سلاح مؤثرة، وبتكاليف بسيطة يمكن تأمينها، ولا تحتاج معها إلى بنية تحتية عميقة لتشغيل عملياتها".

كما لفت إلى تغير إستراتيجية تنظيم القاعدة في جزيرة العرب بنقل أنشطته إلى المحافظات الجنوبية بدلاً من مهاجمة جماعة الحوثي في البيضاء، باستهداف القوات الموالية للحكومة في شبوة بالطائرات دون طيار.

وقال إن ذلك يعني تغيّرا في إستراتيجية التنظيم ليعود بكونه عابراً للحدود، بدلاً من تركيزه على اليمن، وهو ما يهدد الأمن البحري في البحر الأحمر وخليج عدن والمنشآت النفطية في دول الخليج.

وأشار إلى أن الهجمات الحوثية والتقنيات المستخدمة في العمليات تجعل المتمردين والمليشيات والجماعات المتطرفة تنظر إليها بإعجاب على طول سواحل البحر الأحمر وخليج عدن إلى البحار الأفريقية والمحيط الهادئ والبحر الأبيض المتوسط.

واعتبر أنها تجربة ملهمة لهذه المنظمات الصغيرة المتمردة والمتطرفة - وحتى للقراصنة - لكيفية التأثير العميق على مصالح الحكومات والمجتمع الدولي لتحقيق أهدافها.

وجدد تقرير مركز أبعاد التحذير من أن هجمات الحوثيين قد تبدو معزولة في منطقة نائية في الشرق الأوسط، لكنها قد تصبح بسرعة مدرسة للمتمردين والمليشيات تكررها على طول خطوط الصراع والتوترات في الشرق الأوسط،مؤكدا أن سرعة وإبطاء ذلك يعتمد على ردة الفعل المحلية والإقليمية والدولية عليها.

وقال إن "فترات الاضطراب هي فرصة لهذه الجماعات، ومن يدعمها للبروز، وتحقيق أهدافها كقوى إقليمية ومؤثرة، وقد تستخدم هذه الهجمات من هذا النوع كإستراتيجيات على المدى الطويل، ما يجعل التجارة البحرية، وأمن العالم تحت التهديد المستمر".

المصدر: مأرب برس

إقرأ أيضاً:

نفذت هجمات دامية.. ما هي الجماعة الإسلامية التي حلّت نفسها جنوب شرق آسيا؟

ذكر تقرير صادر عن معهد تحليل سياسات الصراع ومقره جاكرتا اليوم الخميس أن كبار أعضاء الجماعة الإسلامية المسلحة في جنوب شرق آسيا، المتهمة بالوقوف وراء تفجيرات دامية في بالي بإندونيسيا، أعلنوا تفكيك الجماعة.

وأكد التقرير صحة مقطع مصور بتاريخ 30 حزيران/يونيو  أصدره 16 من قادة الجماعة الإسلامية يعلنون فيه عن تفكيك الشبكة المسلحة.

وفي البيان الذي تم تسجيله في مقطع مصور ونُشر على الإنترنت، أكد القادة امتثالهم للدولة والقانون في إندونيسيا، وقالوا إن جميع المواد التي ستُدرس في المدارس الداخلية التابعة للجماعة ستكون متوافقة مع الإسلام القويم.

وقالت سيدني جونز، التي كتبت التحليل التمهيدي في معهد تحليل سياسات الصراع "لا يزال من المبكر جدا التكهن بتداعيات هذا الإعلان لكن الموقعين عليه لديهم قدر كاف من النفوذ والتأثير داخل الجماعة، مما سيضمن قبول القرار على نطاق واسع بين أعضائها".

وتُتهم الجماعة المتشددة المرتبطة بتنظيم القاعدة بتدبير بعض الهجمات التي أسقطت قتلى في إندونيسيا من بينها تفجير ملهى ليلي عام 2022، أسفر عن مقتل ما يزيد على مئتي شخص.

وامتنعت الوكالة الوطنية لمكافحة الإرهاب في إندونيسيا عن التعقيب على هذا الإعلان، لكنها قالت إنها تخطط لعقد مؤتمر صحفي في وقت قريب.


وقالت جونز إن قرار تفكيك الجماعة كان على الأرجح مدعوما بعدة عوامل منها دعوة بعض المعتدلين داخل الجماعة إلى التخلي عن العنف، والتوصل فيما بينهم إلى أن هذا القرار سيحمي عائدات شبكة مدارس الجماعة التي تمثل أكبر أصولها.

وجاء في التقرير أيضا أن الحوار المكثف مع مسؤولي مكافحة الإرهاب كان له أيضا دور في تفكيكها.
وقال معهد تحليل سياسات الصراع إن الجماعة لديها تاريخ من الانشقاقات ورغم أنها تضم شخصيات بارزة وذات نفوذ كبير داخلها، فإنه يرجح إمكانية ظهور خلية منشقة عن الجماعة في المستقبل لكن ليس في القريب العاجل.

وأضاف المعهد "في الوقت الراهن، من المرجح أن نشهد ازدهار المدارس التابعة للجماعة الإسلامية، وزيادة مشاركة القادة الذين أصدروا البيان في الحياة العامة لكن مصير باقي الأعضاء لم يتضح بعد".


تاريخ طويل
برزت الجماعة الإسلامية في إندونيسيا مع مطلع الألفية الجديدة، وكان ظهورها الرسمي بعد تبنيها هجمات بالي الدامية عام 2002، ليتم اعتبارها جماعة إرهابية مرتبطة بتنظيم القاعدة، من قبل مجلس الأمة.

وعلى مدار السنوات الماضية، نفذت الجماعة عدة عمليات، أبرزها محاولة اغتيال السفير الفلبيني في إندونيسيا، وتفجير سيارات مفخخة في جاكرتا، وفي مترو مانيلا بالفلبين، في هجمات أسفرت عن مقتل المئات.

واستهدفت الجماعة الوجود الأمريكي في جنوب شرق آسيا، إذ قتلت جنديا أمريكيا في الفلبين، وواصلت سلسلة عملياتها ضد الفنادق، والمنتجعات في اندونيسيا والفلبين.

وأعلن زعيم تنظيم القاعدة السابق أيمن الظواهري انضمام الجماعة إلى "القاعدة" في عام 2006.

وخلال السنوات الماضية اعتقلت الشرطة الاندونيسية والماليزية والفلبينية، العشرات من القيادات المحسوبة على الجماعة.

مقالات مشابهة

  • نفذت هجمات دامية.. ما هي الجماعة الإسلامية التي حلّت نفسها جنوب شرق آسيا؟
  • الجيش الإسرائيلي ينشر تقريرًا موجزًا عن هجمات حزب الله ويرد بالصواريخ
  • نشاط القراصنة في الصومال يتزايد بسبب هجمات الحوثيين في البحر الأحمر
  • انخفاض حاد لادنى مستوى في حركة الملاحة عبر مضيق باب المندب بسبب هجمات الحوثيين
  • (بلومبرغ).. هجمات الحوثيين تزيد نشاط القراصنة قبالة الصومال
  • كيف أدت هجمات مليشيا الحوثي إلى تزايد نشاط القراصنة قبالة الصومال؟
  • هجمات الحوثيين تزيد نشاط القراصنة قبالة الصومال
  • إيطاليا تؤكد تضرر نظامها التجاري بسبب هجمات البحر الأحمر‎
  • تقرير الجامعة العربية يبحث مسببات التفكك المبكر للزواج
  • الحوثيون يشنون أكبر عدد من الهجمات على السفن