شيخ الأزهر: ما يحدث في قطاع غزة ثمن لأمر يحدث من عند الله قُدّم بدم الشهداء
تاريخ النشر: 18th, March 2024 GMT
قال الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، ورئيس مجلس حكماء المسلمين خلال برنامج «الإمام الطيب» إن: «ما يحدث في قطاع غزة والقضية الفلسطينية أشمل، وسيكون فيه لطف إن شاء الله، لأن ما يحدث هو ثمن لأمر يحدث من عند الله سبحانه، وهذا الثمن قُدم بدم الشهداء».
وأضاف شيخ الأزهر أن العبد يجب أن يتفكر في معني اللطف، ويحاول أن يتدرب على اكتساب هذا الوصف بما تطيقه بشريته.
وأوضح الإمام الطيب: لا نقول أن يكون لطيفا كاسم من أسماء الله، وإنما كاسم يناسب الإنسان في محدوديته»، مستشهدا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: « تبسُّمك في وجه أخيك لك صدقة».
وأشار الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب إلى أنّ الله سبحانه وتعالى لطيف بعبده ويرزقه حتى لو لا يستحق، موضحا: «لا تستحق بمعنى أنه لا يُفت لك هذا الحق إلا فضلا من الله ولطفا منه، كنعمة البصر والسمع والحواس بأكملها التي تحيط بنا».
وتابع خلال برنامج «الإمام الطيب» أن رزق الله للجميع، المؤمن والكافر، مستشهدا بقول الله تعالى في الآية 61 من سورة النحل: «ولو يؤاخذ الله الناس بظلمهم ما ترك عليها من دابة» موضحا أن هذا هو امتداد للطف الله للمؤمن وغير المؤمن بل أيضا للحيوانات والجمادات وجميع الموجودات في خلقها مسبحة لله وعارفة له.
اقرأ أيضاًشيخ الأزهر: لولا شهداء غزة ما استيقظت القضية الفلسطينية في الضمير الإنساني العالمي
في اليوم العالمي للمرأة.. شيخ الأزهر يدعو العالم لإنقاذ النساء من معاناة الحرب
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: أحمد الطيب الإمام الأكبر أحمد الطيب الدكتور أحمد الطيب برنامج الإمام الطيب شيخ الأزهر شیخ الأزهر
إقرأ أيضاً:
كيف نكون من أبناء الآخرة؟.. بين اتباع الهوى وطول الأمل
قال الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه: «إنما أخشى عليكم اثنين: طول الأمل، واتباع الهوى، فإن طول الأمل ينسي الآخرة، وإن اتباع الهوى يصد عن الحق، وإن الدنيا قد ارتحلت مدبرة، والآخرة مقبلة، ولكل واحدة منهما بنون، فكونوا من أبناء الآخرة، ولا تكونوا من أبناء الدنيا، فإن اليوم عمل ولا حساب، وغدًا حساب ولا عمل».
أبناء الدنيا وأبناء الأخرةهذه الكلمات العميقة التي تحمل في طياتها حكمة عظيمة ونصيحة شاملة هي تذكير للمؤمنين في كل زمان ومكان.
الدنيا والآخرة: طريقان متعاكسانيصور الإمام علي الدنيا والآخرة كمسافرتين تسيران في اتجاهين متعاكسين؛ فالدنيا تسير نحو الزوال والابتعاد، بينما الآخرة تقترب يومًا بعد يوم. وكل إنسان عليه أن يختار الطريق الذي يسلكه، إما أن يكون من أبناء الدنيا الذين ينغمسون في ملذاتها وزخارفها، أو من أبناء الآخرة الذين يستعدون لها بالأعمال الصالحة والإيمان الصادق.
طول الأمل وأثره على القلوبيشير الإمام علي إلى أول خطر يواجه الإنسان وهو "طول الأمل"، أي الرغبة في حياة طويلة والانشغال بالدنيا دون إدراك أن الحياة قصيرة وزائلة.
طول الأمل يجعل الإنسان ينسى الآخرة، ويغفل عن الاستعداد لها، فتجد المرء يخطط للمستقبل الدنيوي وينسى أن الموت قد يكون أقرب مما يظن.
اتباع الهوى: عائق عن الحقأما الخطر الثاني، فهو اتباع الهوى. الهوى هو ميل النفس إلى الشهوات والرغبات دون ضبط أو توجيه. وعندما يتبع الإنسان هواه، يصدّه ذلك عن الحق، فيبتعد عن طريق الاستقامة ويغفل عن أوامر الله ونواهيه.
كيف نكون من أبناء الآخرة؟يدعو الإمام علي إلى أن يكون المسلم من أبناء الآخرة لا من أبناء الدنيا، مشيرًا إلى أن أبناء الآخرة هم الذين يدركون حقيقة الحياة ويعيشون بهدف الفوز برضا الله وجنته. ويمكن تحقيق ذلك من خلال:
تجديد النية واستحضار الآخرة دائمًا: بأن يدرك الإنسان أن الدنيا دار اختبار وليست مستقرًا.التوازن بين العمل للدنيا والآخرة: فلا يترك المسلم نصيبه من الدنيا، ولكنه يجعل الآخرة هدفه الأسمى.الإكثار من العمل الصالح: بالصلاة، والزكاة، والصدقة، وصلة الرحم، وغيرها من الطاعات.مجاهدة النفس: لضبط الهوى وعدم الانسياق خلف شهوات النفس.التوبة والاستغفار: لتطهير القلب من الذنوب وإعادة توجيه النفس نحو الله.اليوم عمل وغدًا حسابيختم الإمام علي بقوله: «فإن اليوم عمل ولا حساب، وغدًا حساب ولا عمل».
هذه العبارة تذكرنا بأن الدنيا دار عمل وسعي، بينما الآخرة هي دار الجزاء، فلا يمكن تعويض ما فات من الطاعات بعد الموت. لذا، على المؤمن أن يغتنم كل لحظة من حياته ليعمل للآخرة، ويتجنب الغفلة والانشغال بالدنيا.
وختاما، هل نحن من أبناء الدنيا الذين يتبعون أهواءهم وينسون الآخرة؟ أم أننا من أبناء الآخرة الذين يسعون لرضا الله وجنته؟ القرار بأيدينا، والعمل الآن، قبل أن يأتي يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.