البوابة نيوز:
2024-12-25@22:38:06 GMT
تداعيات وضع "الإخوان" على قوائم التطرف في بريطانيا.. "الإرهابية" تخطط للتعاون مع جماعات أخرى ذات أهداف مشتركة
تاريخ النشر: 18th, March 2024 GMT
في قرارٍ أثار جدلاً، وضعت بريطانيا جماعة الإخوان على رأس قائمة التطرف نهاية الأسبوع الماضي.
ويُعتقد أن هذه الخطوة تهدف إلى مكافحة التطرف والحفاظ على الأمن العام في بريطانيا.
ومن جهة أخرى، يُشير تقرير أمني إلى تنامي جماعة الإخوان داخل بريطانيا، مما يشكل تهديدًا للأمن العام.
يُعزى هذا التنامي إلى نشر أفكار التنظيم المتطرفة باستغلال المنصات الدعوية والمؤسسات الإسلامية.
كيف ستستجاب جماعة الإخوان لهذا القرار؟
يقول الصحفي المتخصص في الشؤون الإسلام السياسي والمقيم في الولايات المتحدة، فراس علم الدين، لـ " البوابة نيوز"، أنه من المتوقع أن تستجيب جماعة الإخوان في بريطانيا لهذا القرار بتعديل استراتيجياتها وتكتيكاتها.
وأشار إلى أنه قد تعمل الجماعة على تقليل ظهورها العلني والانخراط في أنشطة أقل توجهًا نحو التطرف.
وأضاف، أنه قد تستخدم الجماعة وسائل التواصل الاجتماعي والمنصات الرقمية بشكل أكثر حذرًا لنشر أفكارها.
وتابع:" من الممكن أنه قد تركز الجماعة على تقديم الخدمات الاجتماعية والإنسانية دون الترويج للتطرف".
وواصل:" من المحتمل أنه قد تعمل على بناء علاقات إيجابية مع المجتمع المحلي والمؤسسات الحكومية".
ووفقًا لما قاله علم الدين، أن الجماعة قد تسعى للتعاون مع جماعات أخرى ذات أهداف مشتركة، مثل حقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية.
واختتم حديثة قائلًا:" من الواضح أن استجابة الجماعة ستعتمد على الظروف المحيطة وأهدافها الراهنة، و يجب مراقبة تطوراتها بعناية لفهم كيف ستتفاعل مع هذا القرار".
تداعيات هذا القرار على الجماعة في بريطانيا
ووفقًا لتقرير " ذا تايمز"، تداعيات هذا القرار على جماعة الإخوان في بريطانيا قد تكون متعددة وتشمل الجوانب السياسية والاجتماعية والأمنية.
فقد يؤدي هذا القرار إلى تقويض نفوذ جماعة الإخوان في بريطانيا وتقليل تأثيرها على السياسة والمجتمع.
وقد يؤدي إلى تقليل دعم الجماعة من قبل بعض الجماعات والأفراد الذين يروجون للتطرف.
وقد يزيد من التوترات داخل المجتمع البريطاني، حيث يمكن أن يكون هناك تصاعد في الخطابات المعادية للإخوان والتوترات بين مؤيديهم ومعارضيهم.
ومن المحتمل أن يؤدي القرار إلى تقليل تأثير الجماعة على المسلمين في بريطانيا وتحفيز بعضهم على البحث عن منصات أخرى للتعبير عن آرائهم ومطالبهم.
وبحسب التقرير، قد يساهم القرار في تقليل نشاط الجماعة وتقليل تأثيرها على الأمن العام في بريطانيا.
وكذلك قد يؤدي إلى تحسين جهود مكافحة التطرف ومراقبة الأنشطة المشبوهة.
ومن المحتمل أنه قد يؤدي إلى تقليل قاعدة دعم الجماعة وتقويض قدرتها على تنفيذ أنشطتها.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الاخوان بريطانيا جماعة الإخوان فی بریطانیا هذا القرار قد یؤدی أنه قد
إقرأ أيضاً:
«الإخوان» والانتهازية
منذ تأسيس جماعة «الإخوان المسلمين» عام 1928، تماشت الجماعة مع نظام الملكية الدستورية الذي يضمن التعددية السياسية تحت مظلة الملك، وأنشأت مقرات لها في دول أخرى يديرها أبناء تلك الدول. ورغم كثرة التجاذبات السياسية، فإن الجماعة ظلت بعافيتها حتى بعد اغتيال مؤسسها عام 1949 وانتخاب حسن الهضيبي خلفاً له. وحتى بعد ثورة يوليو (تموز) 1952، تم استثناء جماعة «الإخوان» من قرار حل الأحزاب السياسية؛ إذ كان بين الضباط الأحرار من خلفية إخوانية مثل حسين الشافعي. ولكن لاحقاً تطورت العلاقة بين نظام الرئيس عبد الناصر وبين جماعة «الإخوان» لتصبح صراعاً على السلطة، رأت فيه جماعة «الإخوان» أنها الشريكة الأقوى، والأحسن تنظيماً، والأرسخ جذوراً في البيئة المصرية، وفي هذا ما يؤهلهم للعمل على الصعود لأعلى هرم السلطة، أي تبديل نظام الحكم.
وقد امتدت هذه الثقافة لبقية فروع التنظيم في الدول العربية؛ حيث شكّلت مسألة إقامة الدولة الإسلامية على نظام الخلافة الأولويةَ في الفكر الحركي. بررت هذه الأولوية مسألة السعي إلى إسقاط الأنظمة السياسية في الدول الوطنية بهدف إقامة الدولة الإسلامية الجامعة التي يحكمها الخليفة أو من يقوم بمقامه. وقد أدى ذلك لصدامات كبيرة مع الأنظمة السياسية في المنطقة وعلى رأسها مصر وسوريا.
نتذكر في هذا الصدد شعار «الإخوان» في مصر «على القدس رايحين، شهداء بالملايين»، ولكن عندما وصلوا للحكم في مصر عام 2012، لم يتخذوا موقفاً حازماً من الدولة الإسرائيلية، ليس فقط على مستوى إبقاء العلاقات، ولكن حتى في ودية الرسائل البروتوكولية على غرار رسالة محمد مرسي لشمعون بيريز التي بدأت بـ«صديقي بيريز».
فشل «الإخوان» في مصر، ثم في تونس، وقد تورّطوا في نزاعات مسلحة في سوريا، ليس مع النظام المخلوع فحسب، بل حتى مع الفصائل الأخرى. كان القاسم المشترك على طول تاريخهم السياسي أنهم جماعة معارضة للسلطة لا تحسن توليها إن سنحت لها الفرصة. فنموذج الاصطدام في مصر، والتدرج في تونس لم يجعلهم قادرين على تمثيل الشارع الوطني نظراً لكونهم لم يخرجوا من فكرة الجماعة إلى فكرة المواطنة، فالوطن محدود جغرافياً وليس ممتداً ليكون دار إسلام مقابل دار الكفر.
على مدى تاريخهم اتخذوا سياسة التكتيك والانتهازية، فهم ينظرون للنزاعات ويتقربون للأقوى وإن اختلفوا معه بهدف الاستفادة من انتصاره على عدوهم الأكبر. ولنا في موقفهم من السعودية ودول الخليج خلال فترة الستينات والسبعينات خير مثال، فقد وقفوا مع الدول الملكية ضد حكومات الجمهورية ذات التوجه الثوري. وعندما انتهت تلك الصراعات كانوا دائماً في دور المزايد على علماء الدين السلفيين في مسألة التعاطي مع الدولة؛ وخير مثال على ذلك موقفهم في أزمة احتلال الكويت وتأليبهم الشارع على حكوماتهم بحجة استدعاء القوات غير الإسلامية لمواجهة جيوش صدام حسين.
خلاصة القول، إن تكتيك «الإخوان» أقرب لسلوك الضِباع التي تقتات على الجيف التي يصطادها الأسود. فالضبع - بالرغم من قوة فكه - لا يهاجم إلا الحيوانات الضعيفة التي يلتهمها من دون رحمة، ومن دون أن ينتظر الإجهاز عليها قبل قتلها. واليوم نجد أصواتهم في الفضاء الإعلامي بعد سقوط حكم البعث في سوريا؛ حيث تتعالى نداءات الانتصار وصيحات الأحلام بأن يمتدوا للدول الأخرى ليقيموا دولتهم المزعومة. فهم يمجّدون الدولة التي سقطت فيها آخر خلافة عابرة للحدود، بالرغم من علاقتها الوثيقة مع إسرائيل، بل لا يكترثون لكل ما تفعله إسرائيل في الأراضي السورية. وعندما يزايدون على الدول المعتدلة، فإنهم يتغافلون عن حقيقة أن دولة مثل المملكة العربية السعودية أدانت الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا في ظل صمت إخوان سوريا الذين دخلوا دمشق دخول الفاتحين.
ختاماً، إخوان سوريا مثلهم مثل بقية التنظيمات المتبنّية للفكر الإخواني، يُتقنون دور المعارض المزايد على الآخرين، وبمجرد وصولهم للحكم، فإنهم يركزون على الاستئثار بالسلطة على حساب المكاسب الوطنية، بل وحتى المبادئ التي يزايدون بشعاراتها. فهدفهم دائماً الوصول للسلطة في دول العالم الإسلامي، ولا تشكل قضية فلسطين أولوية في أجندتهم.