أعلنت الولايات المتحدة، الاثنين، حظر النوع الوحيد من الأسبستوس الذي لا يزال تستخدمه، الذي يرتبط بأكثر من 40 ألف حالة وفاة في البلاد سنويا.

ما هي الأسبستوس؟

ووفق منظمة الصحة العالمية، يُطلق مصطلح "الأسبستوس" على مجموعة معادن ليفية تتكوّن طبيعيا ولها فائدة تجارية حاليا، أو كانت لها فائدة تجارية في الماضي، نظرا لمقاومتها غير العادية لقوة الشد، ورداءة توصيلها للحرارة، ومقاومتها النسبية للمواد الكيماوية عليها.

ولتلك الأسباب تُستخدم الأسبستوس لأغراض العزل داخل المباني وفي تشكيل مكونات عدد من المنتجات، مثل ألواح التسقيف، وأنابيب الإمداد بالمياه، وبطانيات إطفاء الحرائق، ومواد الحشو البلاستيكية، والعبوات الطبية، فضلا عن استخدامها في قوابض السيارات، وبطانات مكابح السيارات، وحشياتها، ومنصاتها.

وأهم أشكال الأسبستوس هما الكريسوتيل (الأسبستوس الأبيض) والكروسيدوليت (الأسبستوس الأزرق). ومن الأشكال الأخرى الأموزيت والأنثوفيليت والتريموليت والأكتينوليت.

والأسبستوس بات محظورا في أكثر من 50 دولة، وانخفض استخدامه في الولايات المتحدة لعقود من الزمن، والشكل الوحيد منه المعروف أنه يتم استيراده أو معالجته أو توزيعه حاليا للاستخدام في الولايات المتحدة هو أسبست الكريسوتيل، الذي يتم استيراده من البرازيل وروسيا، ويتم استخدامه في صناعة الكلور والقلويات التي تنتج مواد التبييض والصودا الكاوية وغيرها من المنتجات، وفق أسوشيتد برس.

مخاطر صحية

لكن رغم هذه الفوائد، فقد تبين أنها مواد مسرطنة بالنسبة للبشر، وقد تتسبب في الإصابة بورم الظهارة المتوسطة، (نوع من السرطان يحدُث في الطبقة الرقيقة من الأنسجة التي تُغطِي مُعظم الأعضاء الداخلية) وسرطان الرئة، وسرطاني الحنجرة، والمبيض، وقد يتسبب في الإصابة بأمراض أخرى، مثل داء الأسبستوس (تليّف الرئتين).

وتقول منظمة الصحة العالمية إن نحو 125 مليون نسمة في جميع أنحاء العالم يتعرضون للأسبستوس في أماكن عملهم، وأكثر من 107 آلاف شخص يقضون سنويا نتيجة التعرض لتلك المادة.

ويقول موقع الحكومة الأسترالية إنه رغم هذه المخاطر، كانت هناك محاولات للتقليل من خطر الكريسوتيل، مما أدى إلى استمرار استخدامه في مواد البناء في بعض البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، ولذلك، من المتوقع أن تستمر الوفيات المرتبطة بالسرطانات في هذه الدول.

ما هو القرار الأميركي؟

يمثل القرار الجديد خطوة كبيرة لوكالة حماية البيئة بموجب قانون تاريخي، صدر عام 2016، وأصلح اللوائح التي تحكم عشرات الآلاف من المواد الكيماوية السامة في المنتجات اليومية، مثل المنظفات المنزلية والملابس والأثاث، التي كان من المعروف على مدى عقود أنها تسبب السرطان، لكنها لم تخضع للتنظيم إلى حد كبير بموجب القانون الفيدرالي.

وحظرت وكالة حماية البيئة الأسبستوس، عام 1989، ولكن تم إلغاء معظم قواعد الحظر إلى حد كبير بقرار محكمة الاستئناف عام 1991 الذي أضعف سلطة الوكالة في معالجة المخاطر التي تهدد صحة الإنسان من الأسبستوس، أو غيرها من المواد.

وجاء قانون عام 2016 ليطلب من وكالة حماية البيئة تقييم المواد الكيماوية ووضع تدابير حماية ضد المخاطر.

وبموجب القرار الجديد، سيبدأ الحظر على واردات الكريسوتيل بمجرد دخول الإجراء حيز التنفيذ، لكنه يسمح للشركات بفترة تصل إلى 12 عاما للتخلص التدريجي من استخدامه في التصنيع.

وسيظل استيراد أنواع أخرى من الأسبستوس قانونيا، ولكن سيُطلب من الشركات إخطار وكالة حماية البيئة مسبقا، وسيكون للوكالة سلطة رفض تلك الواردات.

وقال رئيس الوكالة، مايكل ريغان، للصحفيين الاثنين: "بهذا الحظر، أغلقت وكالة حماية البيئة أخيرا الباب أمام مادة كيماوية خطيرة للغاية لدرجة أنها تم حظرها في أكثر من 50 دولة".

وقالت عضوة الكونغرس، سوزان بوناميتشي: "لقد مضى وقت طويل منذ أن حظرت الولايات المتحدة الأسبستوس، ومن غير المقبول أن تستمر هذه المادة المسرطنة المعروفة في تهديد الأميركيين وتدمير الأسر".

واعتبر حقوقيون عملوا منذ عقود على حظر جميع أشكال الأسبستوس أن القواعد الجديدة غير كافية.

ليندا رينشتاين، رئيسة ومؤسسة منظمة التوعية بأمراض الأسبستوس، قالت إن الحظر "لا يقيد استيراد واستخدام 5 معادن أخرى من الأسبستوس المعترف بها"، وفق نيويورك تايمز.

وتشعر رينشتاين بالقلق لأن القواعد الجديدة "تسمح بفترة انتقالية طويلة دون داعٍ وتخلق مواعيد نهائية غير متسقة للامتثال لبعض مستخدمي الأسبستوس مما سيمكن من استمرار التعرض الخطير لأسبستوس الكريسوتيل لسنوات مقبلة".

وكان مجلس الكيمياء الأميركي، وهو منظمة ضغط، قد طلب 15 عاما للتخلص التدريجي من استخدام الأسبستوس، قائلا إن القضاء على استخدامه في تصنيع مكونات معالجة مياه الشرب "سيسبب ضررا كبيرا لإمدادات مياه الشرب في الولايات المتحدة، والمنتجات التي تعتبر ضرورية لمشروعات المناخ والاستدامة والبنية التحتية المستمرة".

ميشال فريدهوف، مساعدة مدير وكالة حماية البيئة قالت، الاثنين، إن هذه المخاوف وضعت في الاعتبار عندما حددت الوكالة القواعد النهائية، إذ نظرت فيما إذا كان الإطار الزمني الأصلي المحدد بعامين "سيؤدي إلى إغلاق بعض المنشآت التي تصنع المواد التي نحتاجها لتنقية مياه الشرب لدينا، ولهذا السبب خصصنا بعض الوقت الإضافي للوكالة".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: الولایات المتحدة استخدامه فی

إقرأ أيضاً:

فضيحة.. القوات البريطانية عجزت عن حماية إسرائيل ضد الصواريخ الباليستية

كشف خبراء دفاعيون أن القوات المسلحة البريطانية غير قادرة على حماية "إسرائيل" من هجمات الصواريخ الباليستية الإيرانية.

ونقلت صحيفة "التلغراف" البريطانية عن الخبراء قولهم، إن طائرات تايفون التابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني تفتقر إلى الأسلحة اللازمة لصد هجوم مثل الذي شنته إيران يوم الثلاثاء عندما أطلقت نحو 200 صاروخ بعيد المدى في أكبر هجوم لها حتى الآن على "إسرائيل".

وقال السير بن والاس، وزير الدفاع السابق، إن المدمرات البريطانية المضادة للصواريخ من طراز 45 سوف تواجه صعوبات أيضا في الرد، في حين زعمت مصادر أن مجموعات حاملات الطائرات التابعة للبحرية الملكية البريطانية لم يكن لديها ما يكفي من البحارة للعمل بشكل فعال في منطقة حرب.

ويخشى الخبراء من أن يؤدي نقص الاستثمار العسكري إلى تقليص قدرة بريطانيا على لعب دور قيادي في الأحداث العالمية، وحذروا من أن ذلك يجعل البلاد عرضة للخطر.

وقال توم شارب، وهو قائد بحري متقاعد: "كانت مشاركتنا (في الرد على إيران) مخيبة للآمال، وهي انعكاس لـ 40 عامًا من نقص التمويل.


وأضاف شارب: "نظرًا لما يحدث في الشرق الأوسط وروسيا، فإننا بحاجة إلى تسريع قدرتنا على توفير الدفاع الصاروخي الباليستي من مدمراتنا T45."

وأكدت مصادر بوزارة الدفاع، الأربعاء، للصحيفة،  أن القوات المسلحة لا تزال منفتحة على الوضع المتغير في الشرق الأوسط. وعلى الرغم من عدم المشاركة في عملية الثلاثاء، أصرت المصادر على أنها قادرة على إسقاط الصواريخ الباليستية.

ورغم أن بريطانيا قادرة على إسقاط صواريخ كروز والطائرات بدون طيار، وقد فعلت ذلك خلال هجوم إيراني سابق على "إسرائيل" في نيسان/ أبريل الماضي، حذر الخبراء من أنها تواجه صعوبة في التعامل مع الصواريخ الباليستية الأكثر تقدما التي استخدمت يوم الثلاثاء.

وتعتمد هذه الأسلحة في البداية على صاروخ، وهي أسرع وتطير على مسار مقوس إلى الأعلى ويمكنها مغادرة الغلاف الجوي، مما يجعل مهاجمتها أكثر صعوبة.

ويعتقد أن إيران استثمرت بكثافة في الصواريخ الباليستية على مدى العقد الماضي، حيث بنت مخزونا يضم أكثر من 3000 من الأسلحة، وفقا لتقديرات الاستخبارات الأمريكية.

والثلاثاء، عندما استخدمت إيران الصواريخ في هجومها، لم تسقط طائرات تايفون البريطانية المتمركزة في قاعدة أكروتيري الجوية الملكية في قبرص أيًا منها. وبدلاً من ذلك، لم تتمكن بريطانيا إلا من المساعدة في مراقبة الأسلحة القادمة ولم "تهاجم أي أهداف"، حسبما ذكرت وزارة الدفاع.

وأرسلت الولايات المتحدة ثلاث مدمرات من فئة أرلي بيرك التابعة للبحرية إلى مناطق قريبة من ساحل "إسرائيل" وأطلقت صواريخ اعتراضية متطورة فوق البر للمساعدة في هزيمة التهديد الإيراني القادم.

وتخطط المملكة المتحدة لجعل مدمراتها من طراز 45 واحدة من وسائل الدفاع الرئيسية ضد الصواريخ الباليستية، باستخدام أسلحة اعتراضية جديدة من طراز أستر 30 وافق عليها السير بن خلال فترة عمله وزيرا للدفاع. ومع ذلك، لم يتم تطوير هذه الأسلحة بعد.

وقال السير بن: "إن بريطانيا قد تمتلك القدرة على امتلاك غواصة من طراز 45 تحرس شواطئنا بشكل دائم ومجهزة بطائرات أستر 30 المطورة.

وأضاف: "يجب علينا أن نسعى فورًا إلى تسريع عملية التحديث المخطط لها بالفعل لأنظمتهم الصاروخية في ضوء ما نراه في الشرق الأوسط".

ولدى المملكة المتحدة قوات من سلاح الجو الملكي البريطاني وأصول عسكرية أخرى في منطقة الشرق الأوسط كجزء من عملية "شادر"، وهي الحرب ضد تنظيم الدولة في سوريا والعراق. 

وبعد هجمات حماس في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر من العام الماضي، تم نشر قوات بريطانية إضافية في المنطقة.


وفي نيسان/ أبريل، عندما أطلقت إيران أكثر من 330 طائرة بدون طيار وصاروخا ضد "إسرائيل"، أرسلت المملكة المتحدة طائرات تابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني وطائرات للتزود بالوقود لاعتراض العديد من الطائرات بدون طيار.

وأثار ذلك تساؤلات حول ما إذا كانت المملكة المتحدة سترسل المزيد من القوة النارية إلى المنطقة، بما في ذلك حاملة الطائرات "إتش إم إس كوين إليزابيث" البالغة قيمتها 3 مليارات جنيه إسترليني.

ومع ذلك، كشفت صحيفة التلغراف أن نقص البحارة يعني أن حاملة الطائرات لم تكن في حالة استعداد مثالي للانتشار في البحر الأحمر للمساعدة في قتال الحوثيين، الذين بدأوا في مهاجمة طرق الشحن التجاري في أعقاب الحرب على غزة.

وأشار السير بن إلى طائرات إف-35، وهي طائرات مقاتلة من الجيل التالي تحلق من حاملة الطائرات، كمثال آخر على فشل المملكة المتحدة في تطوير قدراتها بشكل كافٍ.

وقال: "للأسف، وبسبب البطء في التحرك من جانب مكتب برنامج إف-35 المشترك في الولايات المتحدة، فإن طائرات إف-35 البريطانية لا تستطيع الاستمتاع بالمجموعة الكاملة من الأسلحة التي نود أن نضعها عليها.

وشار إلى أن "وهذا يحد من فائدتها ويعني أن طائرة تايفون البرية لا تزال توفر أفضل قدرة هجومية في منطقة الخليج، وبدون الصواريخ المناسبة، تصبح الطائرات البريطانية "عديمة الفائدة".

وحذر السير بن من أن طائرة إف-35، مثل طائرة تايفون، تحمل قنابل بافواي لتدمير أهداف عامة، وبالتالي ستصبح "عديمة الفائدة" في صراع الخليج.

وقال السير بن: "إذا تم تجهيز طائرات إف-35 بشكل صحيح بالصواريخ المناسبة فربما يكون من المفيد إرسالها، ولكن في الوقت الحالي ليس الأمر كذلك.

وحذرت مصادر دفاعية من أنه حتى لو أرادت وزارة الدفاع إرسال حاملة الطائرات إلى الخليج لدعم الولايات المتحدة و"إسرائيل"، فإنها لا تستطيع ذلك لأن البحرية "لا تملك ما يكفي من القوى البشرية والسفن النشطة".

وقال مصدر: "من الواضح أن البحرية كانت تخفي حقيقة وجود مشكلة واضحة في إرسال البحارة إلى البحر(..)ليس لديهم ما يكفي من الأشخاص لتولي مهمة تشغيل السفن التي لديهم بالفعل، ناهيك عن السفن الجديدة".

وفي نيسان/ أبريل نجحت المدمرة البريطانية من طراز "إتش إم إس دايموند" في اعتراض صاروخ باليستي قصير المدى كان يستهدف سفينة تجارية في خليج عدن، باستخدام نظام صواريخ "سي فايبر" التابع للبحرية الأمريكية.

ومع ذلك، أكد السيد شارب أن هذا كان وضعا مختلفا عن الهجوم الذي وقع يوم الثلاثاء.
وقال: "في نيسان/ أبريل، فعلت ذلك فوق البحر الأحمر، وهو أمر مختلف تمامًا عن إطلاق صواريخ باليستية من الداخل، من السماء وفوق بلد شخص آخر".

وتابع: "لقد أصبحنا مهووسين بعض الشيء بالطائرات بدون طيار والهجمات الجماعية، ومع ذلك إذا نظرنا إلى البحر الأحمر، فإن 94% من الهجمات على السفن كانت تحتوي على صواريخ".

في نيسان/ أبريل اغتالت "إسرائيل" سبعة ضباط من الحرس الثوري الإيراني في غارة على مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق. وأدى هذا الهجوم إلى أول قصف إيراني لـ"إسرائيل".

مقالات مشابهة

  • انخفاض صادرات النفط العراقي إلى الولايات المتحدة
  • رئيس الدولة ومستشار الأمن القومي الأميركي يبحثان العلاقات وتطورات المنطقة
  • بالأرقام.. وكالة أممية تكشف عدد النازحين من لبنان إلى سوريا
  • باحثة سياسية: الولايات المتحدة الأمريكية هي التي تسير الأمور في الشرق الأوسط
  • رئيس الدولة ومستشار الأمن القومي الأميركي يبحثان هاتفياً العلاقات الثنائية وتطورات المنطقة
  • الصين تصعق الولايات المتحدة بموقفها من الحوثيين في اليمن!
  • اللوتري الأميركي.. أبرز 35 سؤالا عن قرعة الهجرة العشوائية
  • البيت الأبيض مطبخ القرار الأميركي
  • فضيحة.. القوات البريطانية عجزت عن حماية إسرائيل ضد الصواريخ الباليستية
  • العراق يُبلغ الولايات المتحدة بقرب بدء المفاوضات مع الكويت