أسعار التمور ترهق كاهل المغاربة والمجهول ضحية الإقبال على المستورد
تاريخ النشر: 18th, March 2024 GMT
يعتبر "المجهول" أحد أهم أنواع التمور في المغرب بفضل حجمه الكبير وما يتردد عن مكوناته الصحية، مما يزيد الإقبال عليه في المناسبات، ولا سيما خلال شهر رمضان المبارك.
ورغم ارتفاع أسعاره، فإن العديد من الأسر المغربية تحرص على أن تتضمن موائد إفطارها هذا النوع من التمور بالتحديد، والذي يلقبه البعض بـ"ملك التمور"، إذ يتميز بنعومته ومذاقه الحلو.
وبينما يرى تجار في سوق "درب ميلا" بمدينة الدار البيضاء –أحد أكبر وأشهر أسواق التمور في المغرب– أن "المجهول" أصبح في متناول عموم الناس، يذهب مواطنون إلى أن ثمنه لا يزال مرتفعا بالمقارنة مع بقية التمور، سواء المحلية أو المستوردة.
طلب مرتفع على "المجهول"يقول تاجر التمور هشام العنيبة (26 عاما) إن تمر "المجهول" لم يبق حكرا على ذوي الدخل المرتفع، بل أصبح في متناول عموم الناس، وارتفع الطلب عليه مقارنة بالسنوات الماضية.
وأوضح أن ثمنه أصبح مناسبا، فأسعاره تتراوح بين 50 و60 درهما (5 و6 دولارات)، وتصل إلى 120 درهما (12 دولارا) بالنسبة للنوع الجيد.
غير أن بعض المشترين لا يتفقون مع العنيبة بخصوص سعر "المجهول"؛ إذ يقول عزيز الحبيبي -وهو موظف حكومي- إنه لم يشتره بسبب ثمنه المرتفع، الذي يصل أو يفوق 80 درهما (8 دولارات) للكيلوغرام الواحد.
وأرجع الحبيبي إقبال المواطنين المغاربة على التمور المستوردة إلى أسعارها المنخفضة.
ويشهد "درب ميلا" نشاطا كبيرا خلال رمضان، الذي يعد الشهر الأكثر استهلاكا للتمور، لما يتوفر فيه من أنواع كثيرة من التمور.
ويقصد تجار "درب ميلا" من أنحاء متفرقة للشراء بالجملة، في حين يحاول مشترون آخرون الظفر بكمية قليلة من نوع ذي جودة عالية وسعر أقل.
وتطغى التمور المستوردة على نظيرتها المحلية في السوق، لكن يظل "المجهول" أحد الأنواع التي تفرض ذاتها وسط المنافسة الكبيرة بين التمر المحلي والأجنبي.
يقول العنيبة إنه لمس إقبالاً على شراء التمور خلال رمضان 2024، رغم تراجع الإقبال عليها مقارنة بسنوات ماضية، مشيرا إلى ضعف سوق التمور المحلية بسبب الأسعار مثل "الجيهل"، الذي ارتفع سعره من 20 درهما (دولاران) إلى 40 درهما (4 دولارات) أو 50 درهما (5 دولارات).
وأرجع العنيبة ارتفاع أسعار عدد من المنتجات إلى أسباب عدة، من بينها ارتفاع أسعار الوقود والنقل، بينما أفاد بعدم تغير أسعار التمور الأجنبية بشكل كبير مقارنة بالسنة الماضية، مما يفسر إقبال المشترين عليها.
ومع ذلك، دعا تاجر التمور المغربي إلى دعم المنتج المحلي باعتبار أن الدول الأخرى تدعم المصدرين عبر التكفل بعملية التعليب ومراقبة الجودة.
من جانبه، قال بائع التمور المستوردة حميد الغلبي "نحن نتعامل بمنطق ماذا يريد ويفضل المواطنون"، مضيفا أنه يعمل في بيع المنتج الذي يجد إقبالا.
وبشأن رواج التمور الأجنبية في السوق، بيّن الغلبي أن "هناك العديد من الأماكن التي تبيع التمور المحلية، ولكن درب ميلا معروف بالتمر المستورد".
إنتاج التمور في المغربويحتل المغرب المرتبة السابعة عالميا في إنتاج التمور بمتوسط إنتاج سنوي 135 ألف طن، تتوزع على 453 صنفا، بحسب وزارة الفلاحة المغربية.
واستدركت الوزارة، في رد كتابي على سؤال في البرلمان، قائلة إنه "بسبب الجفاف، تراجع مستوى إنتاج التمور هذه السنة إلى 108 آلاف طن".
وحاليا، يبلغ عدد أشجار النخيل في المغرب، وفق الوزارة، نحو 6 ملايين نخلة، وتهدف المملكة إلى إنتاج 300 ألف طن من التمور سنويا مع حلول عام 2030.
ومنذ أسابيع، شهدت أسعار التمور في السوق المغربية زيادة، أرجعتها وزارة الفلاحة إلى "ارتفاع تكاليف النقل والزيادة التي طرأت على أسعار المحروقات (الوقود)".
وتشكل زراعة النخيل البنية الأساسية للنشاط الفلاحي في الواحات المغربية، إذ تسهم في ما بين 20% و60% من الدخل الزراعي لأزيد من 1.4 مليون مغربي.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 حريات التمور فی فی المغرب
إقرأ أيضاً:
جرائم تكشفها الصدفة.. القاتل المجهول فضحه صندوق فى منزل مهجور
في عالم الجرائم، هناك قضايا تُحَلُّ عبر الأدلة والبراهين، وأخرى تبقى لغزًا محيرًا لسنوات طويلة، لكن هناك نوعًا مختلفًا تمامًا جرائم لم يكن ليُكشف عنها الستار لولا الصدفة البحتة!
في شهر رمضان المبارك، حيث تتغير إيقاعات الحياة وتمتلئ الأجواء بالتأمل والروحانية، نقدم لكم يوميًا على مدار 30 يومًا سلسلة "جرائم تكشفها الصدفة"، حيث نستعرض أغرب القضايا الحقيقية التي كُشفت بطرق غير متوقعة – من أخطاء الجناة، إلى اكتشافات عرضية قلبت مسار التحقيقات رأسًا على عقب.
انتظرونا كل ليلة مع قصة جديدة، وتفاصيل مثيرة عن جرائم لم يكن ليعرفها أحد لولا لمسة من الحظ أو موقف عابر كشف الحقيقة!
الحلقة الأولى - "القاتل المجهول"
في أحد الأحياء الهادئة بمدينة شيكاغو عام 1999، استيقظ السكان على خبر اختفاء رجل يُدعى "مارك بيترسون"، وهو موظف مصرفي معروف بسيرته الحسنة.
لم تكن هناك أي دلائل على عملية اختطاف أو هروب، فقد بدا كل شيء طبيعيًا حتى مساء اختفائه.
مرّت الشهور دون العثور على أثر له، وكاد المحققون يغلقون القضية باعتبارها "اختفاءً غامضًا"، حتى وقعت الصدفة التي غيرت مجرى التحقيق بالكامل.
في صباح أحد الأيام، توجه أحد عمال الصيانة إلى منزل مهجور في ضواحي المدينة لإجراء بعض الإصلاحات.
أثناء الحفر في حديقة المنزل الخلفية لإصلاح أنبوب مياه مكسور، اصطدمت معداته بشيء صلب مدفون تحت التراب.
لم يكن هذا الشيء سوى صندوق خشبي قديم، وعندما تم فتحه، انبعثت منه رائحة عفنة كشفت عن وجود بقايا جثة متحللة بدا أنها تعود لشخص اختفى منذ فترة طويلة.
بعد تحليل الحمض النووي، تبين أن الجثة تعود لـ"مارك بيترسون"، لكن المفاجأة الكبرى لم تكن في العثور على الجثة، بل في شيء آخر داخل الصندوق: "ساعة يد فاخرة منقوش عليها اسم الجاني! "، فقد كانت تحمل الحروف الأولى من اسم "جورج سميث"، وهو صديق مقرب من الضحية.
عند استجوابه، انهار جورج واعترف بجريمته، كاشفًا أن دافعه كان ديونًا ضخمة كان مدينًا بها للضحية.
وهكذا، بفضل صدفة العثور على الجثة، تم حل واحدة من أغرب الجرائم التي كادت أن تبقى لغزًا للأبد.
مشاركة