لجريدة عمان:
2025-02-21@22:58:43 GMT

الوقف في عُمان ودوره في صلابة المجتمع

تاريخ النشر: 18th, March 2024 GMT

الوقف في عُمان ودوره في صلابة المجتمع

لا يمكن النظر إلى الوقف في الإسلام باعتباره مجرد مفهوم ديني تعبدي فردي، إنه أكبر من ذلك بكثير، فهو ركيزة أساسية للتنمية الاجتماعية والثقافية والعلمية عبر التاريخ.

وقام الوقف بوصفه نظاما اجتماعيا واقتصاديا بدور محوري في بناء التماسك بين المجتمعات في العالم الإسلامي وفي دعم مسيرة العلم والمعرفة.

وفي عُمان كان للوقف دور كبير في البناء الاجتماعي وفي النهضة العلمية التي شهدتها عُمان عبر التاريخ، حيث كان الأغنياء يوقفون جزءا كبيرا من ثرواتهم لخدمة المجتمع علميا واجتماعيا وثقافيا وكذلك في بناء العلاقات الدولية إذا ما استخدمنا المفهوم السياسي الجديد، فقد أوقف عمانيون أموالا لخدمة المقدسات الإسلامية بما في ذلك المسجد الأقصى.

ومكنت الأوقاف في عُمان التي تنتشر في جميع القرى العمانية من بناء مجتمع متكافل ومتآزر، وكذلك مجتمع متعلم ومحب للعلم والمعرفة، حيث دعمت الأوقاف إنشاء المدارس بمختلف مستوياتها ونشر العلم والمعرفة ما أسهم في ظهور علماء في مختلف مجالات المعرفة.

إضافة إلى ذلك، كان للوقف دور بارز في تقديم الخدمات الاجتماعية ومساعدة المحتاجين، حيث كانت الأوقاف تمول المحتاجين من الفقراء والأيتام، وتوفر الأطعمة في شهر رمضان وفي بعض المناسبات الدينية مثل موسم الحج إضافة إلى إعمار بيوت الله تعالى وكذلك في توفير المياه عبر شراء حصص في الأفلاج.

ونظام الوقف في عُمان متقدم جدا ويستحق الدراسة لفهمه باعتباره نظاما وكذلك الفهم العميق للمجتمع العماني.

في الوقت الحاضر، يُعاد اكتشاف أهمية الوقف بصفته أداة فعّالة للتنمية المستدامة وظهرت في السنوات الأخيرة الكثير من المؤسسات الوقفية التي تعيد للمجتمع أدواره الحقيقية عبر فهم عميق لدور المجتمع في بناء تماسكه وتكافله، وهذه الممارسة التي يقبل عليها الكثيرون في عمان من خلال تخصيص أسهم من أموالهم أو عبر الدعم أو الوصية من شأنها أن تسهم في ترميم بعض الفجوات الاجتماعية التي قد تفرزها التحولات الحاصلة في العالم وزيادة متطلبات الحياة اليومية، إضافة إلى إعادة مساهمة المجتمع في بناء العلم والمعرفة عبر دعم المبادرات المخصصة لدعم المتعلمين والبحث العلمي.

ومن المهم في المرحلة القادمة تحديث أنظمة الوقف وتوسيع مجالاته ليشمل مشروعات تنموية متنوعة تتوافق مع احتياجات العصر.. وهذا في حد ذاته يزيد من قوة المجتمع وتماسكه وعدالته وتحقيق تقدم مستدام.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: فی ع مان فی بناء

إقرأ أيضاً:

الخلل القاتل في الشرق الأوسط الجديد

قالت مها يحيى، مديرة مركز مالكولم كير- كارنيغي للشرق الأوسط، إن الشرق الأوسط محاصر بحلقة مفرغة من العنف والدمار، دون مسار واضح للسلام الدائم أو الاستقرار.

أعادت الحرب في غزة المؤشرات الاجتماعية والاقتصادية للمنطقة إلى مستويات عام 1955

وأضافت الكاتبة في مقالها بموقع مجلة "فورين أفيرز" الأمريكية، أنه على مدى السنوات الخمس عشرة الماضية، دمرت الحروب في غزة ولبنان وليبيا والسودان وسوريا واليمن المنطقة، مما أسفر عن مقتل مئات الآلاف وتشريد الملايين وتدمير البنية الأساسية والتعليم وأنظمة الرعاية الصحية.

وعلى سبيل المثال، أعادت الحرب في غزة المؤشرات الاجتماعية والاقتصادية للمنطقة إلى مستويات عام 1955. وستتطلب إعادة بناء المنطقة ما يقدر بنحو 350 إلى 650 مليار دولار، وتحتاج غزة وحدها من 40 إلى 50 مليار دولار.

 تأجيج المزيد من العنف

وتابعت الكاتبة أن المقترحات الحالية لحل الأزمات في الشرق الأوسط، تتجاهل الحقائق السياسية والديناميكيات المحلية، مما يجعل من غير المرجح أن تنجح. وبدلاً من ذلك، تخاطر بتأجيج المزيد من العنف.

وعقدت الكاتبة مقارنة بين الدمار الحالي في الشرق الأوسط وأوروبا ما بعد الحرب العالمية الثانية.

وفي عام 1945، كانت أوروبا في حالة خراب، لكن خطة مارشال بقيادة الولايات المتحدة ساعدت في إعادة بناء القارة من خلال ربط إعادة الإعمار بالتكامل السياسي والاقتصادي، وعزز هذا النهج السلام والازدهار.

وفي المقابل، يفتقر الشرق الأوسط إلى رؤية موحدة، إذ انقسمت القوى الإقليمية وتجاهلت مقترحاتها حل التحديات الأساسية مثل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني والتدخلات الخارجية خاصة من إيران.

الجهات الفاعلة الرئيسة

وانتقدت الكاتبة نهج الجهات الفاعلة الرئيسة، إذ تركز الولايات المتحدة على إضعاف إيران لكنها تتجاهل الحاجة إلى حل سياسي للفلسطينيين. وتفتقر رؤيتها لإعادة إعمار غزة إلى إطار سياسي واضح، مما يعرضها لمزيد من عدم الاستقرار.

وتسعى إسرائيل إلى "نزع التطرف" عن الفلسطينيين وفرض الحكم الفعال قبل إعادة بناء غزة، وهي رؤية خاطئة أخلاقياً وغير قابلة للتطبيق، وفق الكاتبة، حيث أدت سياسات إسرائيل العدوانية، بما في ذلك توسيع المستوطنات والقمع، إلى تفاقم التوترات.
وفيما تفشل إيران تفشل في معالجة سلوكها المزعزع للاستقرار، مثل دعم الميليشيات الطائفة في المنطقة.

مخاطر التدخل الأجنبي وسلطت الكاتبة الضوء على مخاطر التدخل الأجنبي في الصراعات الإقليمية، مشيرة إلى أن دعم الفصائل المتنافسة يؤدي دوماً إلى تعميق الانقسامات وإطالة أمد العنف.
وأضافت الكاتبة: في حين أن التدخل الخارجي قد يسهل السلام أحياناً، مثل تدخل الصين لإعادة العلاقات بين إيران والسعودية، يجب على القوى الإقليمية أولاً حل خصوماتها لتكون وسيطاً فعالاً.
وأكدت مها يحيى أهمية العدالة الانتقالية. فالعفو الشامل قد يؤدي إلى مظالم مستمرة واضطرابات دورية كما رأينا في الحرب الأهلية في لبنان. وتعد محاسبة المسؤولين الرئيسين عن الفظائع في سوريا أمراً ضرورياً لمنع عمليات القتل الانتقامية وضمان السلام الدائم. تحديات تواجه المنطقة وتتباين التحديات في جميع أنحاء المنطقة، حسب الكاتبة، إذ يحتاج لبنان إلى إعادة بناء نظامه السياسي ونزع سلاح حزب الله وتعزيز المؤسسات الوطنية. وتحتاج سوريا إلى تسوية سياسية جديدة تأخذ في الاعتبار الديناميكيات المحلية وتتجنب إعادة مركزية السلطة.
وتواجه غزة تحديات عميقة بسبب افتقارها إلى السيادة والموارد والحكم. وقد تكون السلطة الانتقالية التي تديرها الأمم المتحدة ضرورية في الأمد القريب، لكن الحلول طويلة الأجل تتطلب حكماً بقيادة فلسطينية.
وخلصت الكاتبة إلى أنه دون حلول سياسية فإن جهود إعادة الإعمار ستفشل في معالجة ما أفسدته الحرب، مشيرة إلى أن المساعدات الإنسانية ضرورية لمعالجة المعاناة الفورية، لكنها لا تستطيع حل اختلال التوازن في القوة، أو التوترات العرقية، أو المؤسسات المنهارة.

مقالات مشابهة

  • اللواء رضا فرحات لـ «الأسبوع»: تراجع ترامب عن تهجير الفلسطينيين جاء نتيجة صلابة الموقف المصري
  • عضو «مجلس الأمناء»: التحالف الوطني نموذج للتكامل.. ودوره حيوي لتعزيز التضامن المجتمعي (ملف خاص)
  • مواطنون: "وقف الأب" مبادرة إنسانية تكرّم العطاء وتخلّد القيم
  • الأمين العام المساعد لدى الجامعة العربية: الإمارات مثال في بناء المجتمع الصحي وتمكين الأسرة
  • الجامعة العربية: الإمارات مثال في بناء المجتمع الصحي وتمكين الأسرة
  • يضم 19 محلًا تجاريًا ومعرضًا و 28 شقة سكنيةالاحتفال بوضع حجر الأساس لمبنى الوقف الخير الاول لفريق جعلان بني بو علي الخيري
  • “عبود”: المرأة الليبية ركيزة أساسية في بناء المجتمع في جميع المجالات
  • «الجليلة» تتلقى تبرعاً بـ 50 مليوناً من «عيسى العثمان»
  • دعاء زهران: تمكين المرأة يبدأ من حقها الكامل في التعليم والمعرفة
  • الخلل القاتل في الشرق الأوسط الجديد