بسبب روسيا.. هل تقع إيران تحت مقصلة "العقوبات الأوروبية"؟
تاريخ النشر: 18th, March 2024 GMT
"سنفرض عقوبات إضافية على إيران في حال زودت روسيا بصواريخ باليستية".. هذا ما أعلنته رئيسة المفوضية الأوروبية «أورسولا فون دير لاين» في 12 مارس 2024، إبان كلمتها في البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ الفرنسية لمناقشة خطة إيرانية محتملة لإرسال المئات من الصواريخ الباليستية إلى روسيا؛ الأمر الذي يؤكد ان دول الاتحاد الأوروبي لن تتغاضي عن أي دعم عسكري إيراني لموسكو خلال الفترة المقبلة، خاصة أنه منذ اندلاع الحرب الروسية في أوكرانيا فبراير 2022، لم تتوقف طهران عن دعم الحليف الروسي بالأسلحة خاصة المسيرات الإيرانية المتطورة وهو ما سبق وأكدته كييف أكثر من مرة وحذرت منه أمريكا، في حين نفته طهران وموسكو.
عقاب أوروبي
ومن المقرر أن الاتحاد الأوروبي سيعقد يومي 21 و 22 مارس 2024 في العاصمة بروكسل، لمناقشة الدعم المادي للحرب العدوانية التي تشنها روسيا على أوكرانيا، ودعم الاتحاد لكييف، وفي هذه القمة سيتم مناقشة التقارير التي تتحدث عن دعم طهران لموسكو بالصواريخ الباليستية،إضافة إلى التطرق لمستجدات الأوضاع في الشرق الأوسط وعلى رأسها الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وتصعيد وكلاء إيران في المنطقة خاصة أعمال القرصنة التي يقوم بها الحوثيين في البحر الأحمر وخليج عدن وباب المندب ضد السفن المرتبطة أو الداعمة لإسرائيل.
وتجدر الإشارة إلى أن دول الاتحاد الأوروبي وجهوا دعوة إلى مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد «جوزيب بوريل» والمفوضية الأوروبية، لمطالبتهم بفرض مزيد من العقوبات على إيران واتخاذ إجراءات جديدة وصارمة بحقها، ويرجع السبب في هذه الدعوة، التقرير الذي نشرتها وكالة "رويترز البريطانية" في 21 فبراير 2024، نقلاً عن مصادر مطلعة، قالت بان طهران زودت موسكو خلال الفترة الأخيرة بـ400 صاروخ باليستي (أرض - أرض) من الصواريخ الباليستية قصيرة المدى من عائلة «فاتح - 110»، مثل الصاروخ «ذو الفقار» المتنقل والقادر على إصابة أهداف على مسافات تتراوح بين 300 و700 كيلومتر.
نفي إيراني روسي
ومن اللافت هو رد الفعل الإيراني الروسي على تقرير الوكالة البريطانية، وهو ما لم يختلف عن السابق، حيث نفي مبعوث إيران الدائم لدى الأمم المتحدة في نيويورك «سعيد إيرواني» التقرير ووصفه بـ"مزاعم وسائل إعلام غربية"، ومن جهته، فإن المتحدث باسم الكرملين «دميتري بيسكوف» رد على التقرير، قائلاً، "نعمل على تطوير العلاقات مع إيران، بما في ذلك في مجال التعاون العسكري الفني، لكننا لا نعلّق على هذه المعلومات"، فيما قال السفير الروسي لدى إيران «أليكسي ديدوف»، "تصريحات الدول الغربية عن دعم إيران لروسيا على الجبهة الأوكرانية لا تتسق مع الواقع".
وقف التعاون
وحول احتمالية فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على إيران لدعمها روسيا، يقول الدكتور «مسعود إبراهيم حسن» أن تحذير الاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات على إيران، هو محاولة للضغط على كل من طهران وموسكو لوقف التعاون العسكري القائم بينهم، خاصة أن إيران منذ اندلاع الحرب الروسية في أوكرانيا وهي لا تتوقف عن دعم روسيا بمختلف أنواع الصواريخ الباليستية قصيرة وطويلة المدى، نظرا لأن هذا الدعم الذي يقدر بملايين الدولالارت يخدم الاقتصاد الايراني في مواجهة الضغوط الامريكية.
ويشير «إبراهيم حسن» في تصريح خاص لـ«البوابة نيوز» أن الضغط على الجانبين الايراني والروسي يرجع إلى أن كلا البلدين مفروض عليهم عقوبات من قبل الاتحاد الاوروبي وامريكا، والتلويح بفرض مزيد من العقوبات هدفه الرئيس وقف أي مدد عسكري لروسيا في حربها على اواكرانيا.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: إيران روسيا الإتحاد الأوروبي تشديد عقوبات أوكرانيا الاتحاد الأوروبی على إیران عن دعم
إقرأ أيضاً:
إيران رداً على إعلان ترامب عن محادثات نووية: الاتفاق ممكن وهدفنا الأساسي رفع العقوبات
قابلت طهران إعلان الرئيس الاميركي دونالد ترامب إجراء محادثات أميركية -ايرانية «على مستوى عال جدا» بالإيجاب، حيث قال وزير خارجيتها عباس عراقجي إن الاتفاق ممكن في حال أتى الأميركيون إلى المحادثات بـ«إرادة حقيقية»، وفق ما نقلت وكالة «إرنا» الإيرانية الرسمية.
وقال عراقجي «إذا جاء الجانب الأميركي إلى عمان بإرادة حقيقية فسنحقق نتائج»، مشددا على أن «هدفنا الأساسي في هذه المفاوضات هو تحصيل حقوق الشعب الإيراني ورفع العقوبات»، مضيفا انه إذا توافرت الإرادة الحقيقية لدى الطرف الآخر، فإن هذا الهدف قابل للتحقيق، بغض النظر عن الطريقة، سواء كانت مباشرة أو غير مباشرة.
وفيما قال ترامب ان بلاده ستجري «محادثات مباشرة» مع ايران، أكد عراقجي في تصريحات صحافية خلال زيارته للجزائر، ان المباحثات ستكون «غير مباشرة» في سلطنة عمان السبت المقبل، مؤكدا ان لن يتم القبول بأي طريقة أخرى للتفاوض.
واستطرد وزير الخارجية الايراني، موضحا ان «السبب في هذا الاختيار هو أن المفاوضات التي يفرضون فيها وجهات نظرهم بالضغط والتهديد هي في الواقع إملاءات، ونحن لا نؤمن بهذا الأسلوب، وبالتالي فالتفاوض غير المباشر يمكن أن يضمن محادثة حقيقية وفعالة وسوف نستمر بهذه الطريقة أيضا.» وأوضح أن سلطنة عمان هي الوسيط، معربا عن ثقته في سلطنة عمان كوسيط لما لها من سجل طيب، ومعربا ايضا عن امله في أن تكون لدى الطرف الآخر إرادة جادة للتوصل إلى حل ديبلوماسي وهذا هو المهم في المفاوضات. وقال عراقجي «الكرة في ملعب أميركا»، مؤكدا انه «لا توجد شروط مسبقة مقبولة لدينا».
واختتم عراقجي حديثه بالقول: «بحسب المعلومات المتوافرة لدينا فإن ستيف ويتكر سيمثل الولايات المتحدة، وسأمثل بلدي إيران في المفاوضات غير المباشرة التي ستجرى في سلطنة عمان».
وكان ترامب قال أثناء استقباله رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض «لدينا اجتماع كبير للغاية السبت، ونحن نتعامل معهم بشكل مباشر».
وأضاف «ربما سيتم التوصل إلى اتفاق، وهذا سيكون رائعا. سنعقد اجتماعا مهما جدا السبت، على مستوى عال جدا»، محذرا من أن إيران ستكون في «خطر كبير» إذا فشلت المحادثات.
ولقي الاعلان ترحيبا من كل من روسيا والصين، حيث قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحافيين «ندرك أن بعض التواصل المباشر وغير المباشر من المقرر أن يحصل في سلطنة عمان.
وبالتأكيد لا يسعنا الا أن نرحب بذلك لأنه قد يقود إلى خفض التوترات المتعلقة بإيران». وأضاف «أكدنا مرارا أننا ندعم حل قضايا الملف النووي الإيراني من خلال تدابير سياسية ودبلوماسية».
بدورها، حضت الصين الولايات المتحدة على إبداء «صدق» في المحادثات النووية مع إيران.
وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية لين جيان في مؤتمر صحافي «باعتبارها الدولة التي انسحبت أحاديا من الاتفاق النووي (الذي أبرم مع إيران عام 2015) وتسببت في الوضع الحالي، يجب على الولايات المتحدة أن تظهر صدقا سياسيا و… احتراما متبادلا».
وقال لين إن واشنطن يجب أن «تشارك في الحوار والمشاورات، وفي الوقت نفسه (يجب) أن تتوقف عن ممارستها الخاطئة المتمثلة في استخدام القوة لممارسة الضغوط القصوى».