رأي اليوم:
2024-09-22@19:32:37 GMT

ماذا تنتظر روسيا وماذا تتوقع الصين

تاريخ النشر: 26th, July 2023 GMT

ماذا تنتظر روسيا وماذا تتوقع الصين

 

 

فؤاد البطاينة مع مرور الوقت على الحرب في أكرانيا واستمرار المعارك يرتفع مؤشر السعادة عند الولايات المتحدة لما ينطوي عليه هذا الاستمرار من تعقيد قدرة روسيا على الحسم واضطرارها لتحمل تبعات ثقيلة دون وجود حلف يسندها . ولا شك بأن هذه الحرب على هذه الشاكلة جاءت طوق نجاة لأمريكا في ظرف تاريخي كانت فيه أسباب قوتها تتعرض للتراجع ،وحلفاؤها المؤثرون من العالم الثالث كانوا يتجرؤون عليها ويتقربون من المعسكر الشرقي.

ودولارها يتعرض لتهديدات ولمحاكمات تاريخية. إلى أن حدث ما يصعب وصفه بأقل من فخ نصب الى روسيا، ولا أقصد بهذا دخولها الحرب بل بخطة شنها وتأمين تحقيق الهدف وانتهائها كعملية عسكرية. فخ استجابت له القيادة الروسية في خطأ استراتيجي أشك في براءته، تخوض على خلفيته حربا استنزافية أصبحت مع مرور الوقت تأخذ شكلاً دفاعيا دون القدرة على حسمها أو الخروج منها بسلام.  فلا أسباب اندلاعها ولا أهدافها بقيت قائمة عند الروس، ولا شروط توقفها عادت بأيديهم . وباتت هذه التساؤلات بمعطياتها تخص الولايات المتحدة بلسان أكراني، وكذا باتت الخيارات. ولم نلمس انبثاق جرأة أو حكمة لدى أي دولة كبرى صديقة أو حليفة لروسيا لمساندتها كالصين، بل تبخر الرهان الروسي على تركيا التي ابتدأت تعود لخندقها مبكراً جداً، إن مشهداً كهذا فيه روسيا تضطر لمواجهة حلف الناتو وحدها، وفيه روسيا الدولة النووية العظمى تقف عاجزة عن مساعدة نفسها وبلا خيارات، يرخي نتائج ومسلمات وقواعد إن لم يتم تدارسها فستنعكس على دول الشرق الكبرى واحدة تلو الأخرى وعلى مستقبل العالم وشعوبه وقضاياه، من خلال ما كشفت عنه هذه الحرب من حقائق واستنتاجات ودلالات أهمها. 1- أصبح واضحاً بأن السلاح النووي ليس أداة حرب ولا أداة تهديد . وأن استخدامه يقتصر على الردع المحدود لمنع دولة أخرى تمتلكه من استخدامها له ً. فلا حرب نوويه عالميه من مصلحة أي طرف مهما تم إذلاله ولا في قاموس الماسونية. وهذا ربما ما يفسر اعتماد الدول على مخزون الأسلحة التقليدية الفتاكة وتطوير تكنولوجيا السلاح الصاروخي والطائرات المُسيرة وأدوات الاختراق السبراني. 2 – المال والإقتصاد ليس هو الهدف الأسمى للقوة العالمية الخفية بزعامة اليهود وأقصد الماسونية، وإنما هو الوسيلة الأسمى والأعمق لإخضاع الدول والشعوب واستبدال ناموس السماء والفطرة البشرية وقيم الشعوب وقوانينها المستقرة،ذلك أن الماسونيه تسعى لأخذ مكانة الآلهة المستبدة على الأرض وفرض قانون الحيوانات المدجنة على البشرية.وما فكرة اختزال البشرية إللا فكرتها. والأساليب والوسائل لن تعجزها عند وصولها وإعلان نفسها. 3 – حيث أن الأنظمة العالمية لا تقوم أو تُستبدل عادة إللّا إثر حرب عالمية أو إثر أحداث تُغير من موازين القوة على الأرض، فإن فشل روسيا في في أكرانيا إذا حصل فلن يتوقف عند حدود روسيا، وسيتعدى لمحاصرة الصين اقتصاديا وسياسياً إلى أن ترضخ بتقبل معادلات اقتصادية وسياسية غير منافسة. وستنسحب السطوة والشروط الأمريكية على باقي الدول من دون ضجيج أو مقاومة تذكر. بمعنى أن فشل روسيا في أكرانيا سيغير من ناحية ميزان القوة ، وسيكون بمثابة هزيمة لمعسكر كامل يمثل حرية وكرامة الشعوب وقضاياها وسيكرس هذا نظام القطب الواحد بالولايات المتحدة كدولة عظمى متسيدة بزعامة العالم سياسيا وعسكريا واقتصادياً ويؤهلها لفرض تقنينات قِيمية غربية وجديدة على العالم يدعمها تحالف أوروبي وحلف عسكري تقوده الماسونية. 4 – وإن تكريس أمريكا لقطبيتها الواحدة ولهيمنتها العسكرية والسياسية سيكون الغطاء الضامن لدولارها ولتسيده لعقود قادمة. وسيفتح الطريق أمامها للتتقدم خطوة كبيرة على طريق هدم الأسرة والقيم وتغيير الثقافات المستقرة والحرب على الأديان وعلى معايير الخطأ والصواب وذلك بإلزام الدول بسن وتشريع قوانين على رأسها الخاصة بترسيخ وتطبيع الشواذ جنسياً. في هذا الظرف الذي تصر فيه روسيا على عدم تغيير قواعد اشتباكها وتتمنع عن الاستجابة لتصعيد العدو بما يليق بمسؤولياتها وبقدراتها ، فإن المخرج للحفاظ على سلامتها وسلامة الصين والعالم وحرية الشعوب هو بتحقيق الأمن الجماعي. وأن الأمن الجماعي الذي عجزت عن تحقيقيه عصبة الأمم وهيئة الأمم ومواثيقهما تحت هاجس الجشع الامبريالي، لا يتحقق إلّا بنظام ثنائي أو متعدد الأقطاب وهذا بدوره لا يتحقق إللا بتحالفات عسكرية متوازية . وعلى الصين أن تتصالح مع مبدأ أن لا سياسة ثابتة في عالم متغيّر، وبأنه حان الظرف كي تطوي سياستها المعتادة. إنها اليوم في قلب الحرب الأكرانية وفي قلب الهزيمة الروسية أو في قلب النصر الروسي. وعندها فإن مثل هذا الحلف الشرقي سيكون ساندا ومسنوداً بقوة مقاومة شعبية ضاربة بقيادة حزب الله ومؤهلة لتركيع وطرد أمريكا والكيان الصهيوني من قلب الشرق الأوسط مركز العالم. كاتب وباحث عربي اردني

المصدر: رأي اليوم

إقرأ أيضاً:

دور المؤسسات الدولية والإقليمية  في دعم أهداف الدبلوماسية

بقلم: هيثم السحماوي

القاهرة (زمان التركية)ــ بدايةً أقصد بالمؤسسات الدولية هنا المنظمات مثل الأمم المتحدة، والإتحاد الأوروبي، ومنظمة التجارة العالمية، والبنك الدولي، وجامعة الدول العربية، والاتحاد الإفريقي. والحقيقة أن هذه المؤسسات تلعب دورًا هامًّا وحيويًّا وفعالًا في دعم الدبلوماسية ونجاحها في تحقيق أهدافها.

فقد تنجح الدبلوماسية في تحقيق أهدافها مباشرة بين دولتين العلاقات بينهم جيدة  وتسير على ما يرام، ولكن ماذا لو احتجنا توسيع دائرة هذا التعاون والنجاح من بين هاتين الدولتين ليشمل أكثر عدد من الدول ؟ وماذا لو حدثت مشكلة أو نزاع بين هاتين الدولتين ؟ وكيف يتم التعاون والالتقاء إذا لم تكن موجودة هذه العلاقة أصلاً؟ وماذا لو كانت هناك مشكلة تهدد جميع الدول وكان المطلوب تكاتف وترابط وتعاون الجميع للتصدي لها ومواجهة أخطارها مثل مشكلة التغير المناخي أو الهجرة غير الشرعية …الخ؟ الإجابة على كل هذا عن طريق المؤسسات الدولية والأدوار التي تقوم بها.

وبالتالي عن طريق هذه المؤسسات الدولية يتحقق هدف أولي وهام لجميع الدول، وهو نفس الهدف الأساسي الذي لأجله أنشأت أكبر منظمة دولية وهي الأمم المتحدة، وهو هدف تحقيق السلم والأمن الدوليين، وهو أمر ومهمة كبيرة وتزداد صعوبتها في ظل التحديات الأمنية المعقدة التي يشهدها العالم الآن.

وأيضا يتحقق عن طريق المؤسسات الدولية التعاون على كافة الأصعدة وبمختلف الأشكال، بمعنى سواء كان هذا التعاون بين دولتين أو مجموعة من الدول أو بين دول العالم كافة، وسواء كان لأهداف اقتصادية مثل تقديم الدعم والمساعدة لدول فقيرة أو دول تعاني من أزمات. أو كان لأهداف أخرى مثل مواجهة مشاكل خطرها يهدد العالم مثل التغير المناخي.. الخ.

وكذلك يتم عن طريق تلك المؤسسات التصدي للمشاكل الكبرى والصراعات سواء كانت بين دولتين أو مجموعة من الدول.

ويتم عن طريق هذه المؤسسات وضع القواعد القانونية الحاكمة للنظام العالمي الذي يشمل جميع الدول، مثل قواعد القانون الدولي، والاتفاقيات والمعاهدات الدولية، التي تحدد حقوق الدول والإطار القانوني لعلاقاتها بغيرها من الدول الأخرى.

ويضاف لذلك أيضا الدور الذي تلعبه المؤسسات القضائية الدولية مثل المحكمة الجنائية الدولية، ومحكمة العدل الدولية، وكان لهم أدوار كثيرة في هذا الاتجاه، مثل الدور الناجح الذي لعبته محكمة العدل الدولية في النزاع على الحدود المائية الذي كان بين كازاخستان واوزبكستان، حيث نجحت المحكمة في تسوية النزاع بينهما.

ونأمل أن يتحقق النجاح أيضا للمؤسسات الدولية في حل مشكلة المياه بين مصر واثيوبيا، وغيرها من المشاكل والنزاعات  بين دول العالم، وأن تكون هناك إرادة حقيقية ودعم من الدول لهذه المؤسسات حتى يتسنى لها تحقيق هذا النجاح.

مقالات مشابهة

  • أميركا تشعل الحرب مع الصين في فرض حظر على برامج السيارات
  • ماذا تنتظر أسعار الذهب العالمية في الفترة المقبلة؟.. تحليل من «جولد بيليون»
  • «قمة المستقبل».. لحظة تاريخية فارقة
  • دور المؤسسات الدولية والإقليمية  في دعم أهداف الدبلوماسية
  • روسيا تضيف 47 دولة على قائمة الدول التي تفرض قيما هدامة غير تقليدية
  • شلقم: الصين أصبحت أكبر مصنع للعالم في 20 سنة فقط
  • الصين تستهدف بناء محطة قمرية بالتعاون مع دول نامية عام 2035
  • السفير الروسي بالقاهرة: العالم أصبح متعدد الأقطاب.. ولا عودة لثنائية أمريكا الاتحاد السوفيتي
  • ماذا يوجد على الجانب البعيد الغامض من القمر.. الصين تكشف عن أولى العلامات
  • موقع أميركي يتحدث عن انفجارات البيجر.. ماذا قال بشأنها؟