رأي اليوم:
2024-11-07@08:54:22 GMT

ماذا تنتظر روسيا وماذا تتوقع الصين

تاريخ النشر: 26th, July 2023 GMT

ماذا تنتظر روسيا وماذا تتوقع الصين

 

 

فؤاد البطاينة مع مرور الوقت على الحرب في أكرانيا واستمرار المعارك يرتفع مؤشر السعادة عند الولايات المتحدة لما ينطوي عليه هذا الاستمرار من تعقيد قدرة روسيا على الحسم واضطرارها لتحمل تبعات ثقيلة دون وجود حلف يسندها . ولا شك بأن هذه الحرب على هذه الشاكلة جاءت طوق نجاة لأمريكا في ظرف تاريخي كانت فيه أسباب قوتها تتعرض للتراجع ،وحلفاؤها المؤثرون من العالم الثالث كانوا يتجرؤون عليها ويتقربون من المعسكر الشرقي.

ودولارها يتعرض لتهديدات ولمحاكمات تاريخية. إلى أن حدث ما يصعب وصفه بأقل من فخ نصب الى روسيا، ولا أقصد بهذا دخولها الحرب بل بخطة شنها وتأمين تحقيق الهدف وانتهائها كعملية عسكرية. فخ استجابت له القيادة الروسية في خطأ استراتيجي أشك في براءته، تخوض على خلفيته حربا استنزافية أصبحت مع مرور الوقت تأخذ شكلاً دفاعيا دون القدرة على حسمها أو الخروج منها بسلام.  فلا أسباب اندلاعها ولا أهدافها بقيت قائمة عند الروس، ولا شروط توقفها عادت بأيديهم . وباتت هذه التساؤلات بمعطياتها تخص الولايات المتحدة بلسان أكراني، وكذا باتت الخيارات. ولم نلمس انبثاق جرأة أو حكمة لدى أي دولة كبرى صديقة أو حليفة لروسيا لمساندتها كالصين، بل تبخر الرهان الروسي على تركيا التي ابتدأت تعود لخندقها مبكراً جداً، إن مشهداً كهذا فيه روسيا تضطر لمواجهة حلف الناتو وحدها، وفيه روسيا الدولة النووية العظمى تقف عاجزة عن مساعدة نفسها وبلا خيارات، يرخي نتائج ومسلمات وقواعد إن لم يتم تدارسها فستنعكس على دول الشرق الكبرى واحدة تلو الأخرى وعلى مستقبل العالم وشعوبه وقضاياه، من خلال ما كشفت عنه هذه الحرب من حقائق واستنتاجات ودلالات أهمها. 1- أصبح واضحاً بأن السلاح النووي ليس أداة حرب ولا أداة تهديد . وأن استخدامه يقتصر على الردع المحدود لمنع دولة أخرى تمتلكه من استخدامها له ً. فلا حرب نوويه عالميه من مصلحة أي طرف مهما تم إذلاله ولا في قاموس الماسونية. وهذا ربما ما يفسر اعتماد الدول على مخزون الأسلحة التقليدية الفتاكة وتطوير تكنولوجيا السلاح الصاروخي والطائرات المُسيرة وأدوات الاختراق السبراني. 2 – المال والإقتصاد ليس هو الهدف الأسمى للقوة العالمية الخفية بزعامة اليهود وأقصد الماسونية، وإنما هو الوسيلة الأسمى والأعمق لإخضاع الدول والشعوب واستبدال ناموس السماء والفطرة البشرية وقيم الشعوب وقوانينها المستقرة،ذلك أن الماسونيه تسعى لأخذ مكانة الآلهة المستبدة على الأرض وفرض قانون الحيوانات المدجنة على البشرية.وما فكرة اختزال البشرية إللا فكرتها. والأساليب والوسائل لن تعجزها عند وصولها وإعلان نفسها. 3 – حيث أن الأنظمة العالمية لا تقوم أو تُستبدل عادة إللّا إثر حرب عالمية أو إثر أحداث تُغير من موازين القوة على الأرض، فإن فشل روسيا في في أكرانيا إذا حصل فلن يتوقف عند حدود روسيا، وسيتعدى لمحاصرة الصين اقتصاديا وسياسياً إلى أن ترضخ بتقبل معادلات اقتصادية وسياسية غير منافسة. وستنسحب السطوة والشروط الأمريكية على باقي الدول من دون ضجيج أو مقاومة تذكر. بمعنى أن فشل روسيا في أكرانيا سيغير من ناحية ميزان القوة ، وسيكون بمثابة هزيمة لمعسكر كامل يمثل حرية وكرامة الشعوب وقضاياها وسيكرس هذا نظام القطب الواحد بالولايات المتحدة كدولة عظمى متسيدة بزعامة العالم سياسيا وعسكريا واقتصادياً ويؤهلها لفرض تقنينات قِيمية غربية وجديدة على العالم يدعمها تحالف أوروبي وحلف عسكري تقوده الماسونية. 4 – وإن تكريس أمريكا لقطبيتها الواحدة ولهيمنتها العسكرية والسياسية سيكون الغطاء الضامن لدولارها ولتسيده لعقود قادمة. وسيفتح الطريق أمامها للتتقدم خطوة كبيرة على طريق هدم الأسرة والقيم وتغيير الثقافات المستقرة والحرب على الأديان وعلى معايير الخطأ والصواب وذلك بإلزام الدول بسن وتشريع قوانين على رأسها الخاصة بترسيخ وتطبيع الشواذ جنسياً. في هذا الظرف الذي تصر فيه روسيا على عدم تغيير قواعد اشتباكها وتتمنع عن الاستجابة لتصعيد العدو بما يليق بمسؤولياتها وبقدراتها ، فإن المخرج للحفاظ على سلامتها وسلامة الصين والعالم وحرية الشعوب هو بتحقيق الأمن الجماعي. وأن الأمن الجماعي الذي عجزت عن تحقيقيه عصبة الأمم وهيئة الأمم ومواثيقهما تحت هاجس الجشع الامبريالي، لا يتحقق إلّا بنظام ثنائي أو متعدد الأقطاب وهذا بدوره لا يتحقق إللا بتحالفات عسكرية متوازية . وعلى الصين أن تتصالح مع مبدأ أن لا سياسة ثابتة في عالم متغيّر، وبأنه حان الظرف كي تطوي سياستها المعتادة. إنها اليوم في قلب الحرب الأكرانية وفي قلب الهزيمة الروسية أو في قلب النصر الروسي. وعندها فإن مثل هذا الحلف الشرقي سيكون ساندا ومسنوداً بقوة مقاومة شعبية ضاربة بقيادة حزب الله ومؤهلة لتركيع وطرد أمريكا والكيان الصهيوني من قلب الشرق الأوسط مركز العالم. كاتب وباحث عربي اردني

المصدر: رأي اليوم

إقرأ أيضاً:

أجرينا مفاوضات مع أوكرانيا.. بوتين: روسيا تنتهج سياسة بناءة ولا تسعى للمواجهة

أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الثلاثاء، أن بلاده ستظل دائما ملتزمة بمنطق التعاون متبادل المنفعة مع الدول ولا تسعى إلى المواجهة.

وأشار بوتين، خلال اجتماعه مع السفراء الأجانب، إلى ان روسيا تنتهج سياسة خارجية بناءة وتؤيد تشكيل نظام عالمي عادل دون عقوبات وقيود غير مشروعة، مشيرا إلى أنها تمكنت من ضمان تكامل ودخول الأعضاء الجدد إلى مجموعة "بريكس".

وأضاف: "لسنا مستعدون للمفاوضات مع أوكرانيا فحسب بل أجرينا هذه المفاوضات بالفعل".

وقبل قليل، قال بوتين: "تبذل روسيا جهودا نشطة لمنع التصعيد الحالي للصراع الفلسطيني الإسرائيلي من التطور إلى حرب كبرى في الشرق الأوسط".

وتابع: "ونحن على قناعة بأنه لا يمكن إعادة الطرفين إلى طريق المصالحة، لتحقيق تسوية مستدامة وطويلة الأجل إلا على أساس قانوني دولي معترف به عموما".

كما أكد أن الشرط الأساسي لاستعادة السلام في المنطقة سيكون تنفيذ صيغة الدولتين التي أقرتها قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة.

وقبل بوتين، اليوم الثلاثاء، أوراق اعتماد 28 سفيراً وصلوا حديثاً، بما في ذلك ممثلو عدد من الدول غير الصديقة، بالإضافة إلى إسرائيل والهند وأرمينيا وأذربيجان ودول أخرى، وأقيم حفل قبول السفراء الأخير، في 4 ديسمبر 2023 في الكرملين.

مقالات مشابهة

  • الاقتصاد العالمي في عهد ترامب..تجفيف نفط إيران وإغضاب الصين ومصالحة روسيا
  • «القاهرة الإخبارية»: روسيا تنتظر تنفيذ تعهدات ترامب بإنهاء الحرب مع أوكرانيا
  • وسط لحظة حرجة للحرب مع روسيا.. ماذا قد يعني فوز ترامب للدعم الأمريكي لأوكرانيا؟
  • إبراهيم عيسى: الانتخابات الأمريكية تقدم جانبا ترفيهيا وشو "كلاسيكو الأرض السياسي"
  • الخارجية روسيا: موسكو مستعدة لإجراء حوار متساو مع الولايات المتحدة
  • أجرينا مفاوضات مع أوكرانيا.. بوتين: روسيا تنتهج سياسة بناءة ولا تسعى للمواجهة
  • الانتخابات الأمريكية.. البورصة الدولية التي تنتظر حبرها الأعظم
  • السيسي: سكان غزة ولبنان يعيشون معاناة يومية جراء صوت الحرب والدمار
  • نتائج الانتخابات تحدد مسار السياسة الخارجية الأمريكية.. 5 ملفات شائكة تنتظر الحسم
  • الحرب في أوكرانيا والإبادة الجماعية بغزة.. ملفات ساخنة تنتظر الساكن الجديد للبيت الأبيض