ماذا تنتظر روسيا وماذا تتوقع الصين
تاريخ النشر: 26th, July 2023 GMT
فؤاد البطاينة مع مرور الوقت على الحرب في أكرانيا واستمرار المعارك يرتفع مؤشر السعادة عند الولايات المتحدة لما ينطوي عليه هذا الاستمرار من تعقيد قدرة روسيا على الحسم واضطرارها لتحمل تبعات ثقيلة دون وجود حلف يسندها . ولا شك بأن هذه الحرب على هذه الشاكلة جاءت طوق نجاة لأمريكا في ظرف تاريخي كانت فيه أسباب قوتها تتعرض للتراجع ،وحلفاؤها المؤثرون من العالم الثالث كانوا يتجرؤون عليها ويتقربون من المعسكر الشرقي.
ودولارها يتعرض لتهديدات ولمحاكمات تاريخية. إلى أن حدث ما يصعب وصفه بأقل من فخ نصب الى روسيا، ولا أقصد بهذا دخولها الحرب بل بخطة شنها وتأمين تحقيق الهدف وانتهائها كعملية عسكرية. فخ استجابت له القيادة الروسية في خطأ استراتيجي أشك في براءته، تخوض على خلفيته حربا استنزافية أصبحت مع مرور الوقت تأخذ شكلاً دفاعيا دون القدرة على حسمها أو الخروج منها بسلام. فلا أسباب اندلاعها ولا أهدافها بقيت قائمة عند الروس، ولا شروط توقفها عادت بأيديهم . وباتت هذه التساؤلات بمعطياتها تخص الولايات المتحدة بلسان أكراني، وكذا باتت الخيارات. ولم نلمس انبثاق جرأة أو حكمة لدى أي دولة كبرى صديقة أو حليفة لروسيا لمساندتها كالصين، بل تبخر الرهان الروسي على تركيا التي ابتدأت تعود لخندقها مبكراً جداً، إن مشهداً كهذا فيه روسيا تضطر لمواجهة حلف الناتو وحدها، وفيه روسيا الدولة النووية العظمى تقف عاجزة عن مساعدة نفسها وبلا خيارات، يرخي نتائج ومسلمات وقواعد إن لم يتم تدارسها فستنعكس على دول الشرق الكبرى واحدة تلو الأخرى وعلى مستقبل العالم وشعوبه وقضاياه، من خلال ما كشفت عنه هذه الحرب من حقائق واستنتاجات ودلالات أهمها. 1- أصبح واضحاً بأن السلاح النووي ليس أداة حرب ولا أداة تهديد . وأن استخدامه يقتصر على الردع المحدود لمنع دولة أخرى تمتلكه من استخدامها له ً. فلا حرب نوويه عالميه من مصلحة أي طرف مهما تم إذلاله ولا في قاموس الماسونية. وهذا ربما ما يفسر اعتماد الدول على مخزون الأسلحة التقليدية الفتاكة وتطوير تكنولوجيا السلاح الصاروخي والطائرات المُسيرة وأدوات الاختراق السبراني. 2 – المال والإقتصاد ليس هو الهدف الأسمى للقوة العالمية الخفية بزعامة اليهود وأقصد الماسونية، وإنما هو الوسيلة الأسمى والأعمق لإخضاع الدول والشعوب واستبدال ناموس السماء والفطرة البشرية وقيم الشعوب وقوانينها المستقرة،ذلك أن الماسونيه تسعى لأخذ مكانة الآلهة المستبدة على الأرض وفرض قانون الحيوانات المدجنة على البشرية.وما فكرة اختزال البشرية إللا فكرتها. والأساليب والوسائل لن تعجزها عند وصولها وإعلان نفسها. 3 – حيث أن الأنظمة العالمية لا تقوم أو تُستبدل عادة إللّا إثر حرب عالمية أو إثر أحداث تُغير من موازين القوة على الأرض، فإن فشل روسيا في في أكرانيا إذا حصل فلن يتوقف عند حدود روسيا، وسيتعدى لمحاصرة الصين اقتصاديا وسياسياً إلى أن ترضخ بتقبل معادلات اقتصادية وسياسية غير منافسة. وستنسحب السطوة والشروط الأمريكية على باقي الدول من دون ضجيج أو مقاومة تذكر. بمعنى أن فشل روسيا في أكرانيا سيغير من ناحية ميزان القوة ، وسيكون بمثابة هزيمة لمعسكر كامل يمثل حرية وكرامة الشعوب وقضاياها وسيكرس هذا نظام القطب الواحد بالولايات المتحدة كدولة عظمى متسيدة بزعامة العالم سياسيا وعسكريا واقتصادياً ويؤهلها لفرض تقنينات قِيمية غربية وجديدة على العالم يدعمها تحالف أوروبي وحلف عسكري تقوده الماسونية. 4 – وإن تكريس أمريكا لقطبيتها الواحدة ولهيمنتها العسكرية والسياسية سيكون الغطاء الضامن لدولارها ولتسيده لعقود قادمة. وسيفتح الطريق أمامها للتتقدم خطوة كبيرة على طريق هدم الأسرة والقيم وتغيير الثقافات المستقرة والحرب على الأديان وعلى معايير الخطأ والصواب وذلك بإلزام الدول بسن وتشريع قوانين على رأسها الخاصة بترسيخ وتطبيع الشواذ جنسياً. في هذا الظرف الذي تصر فيه روسيا على عدم تغيير قواعد اشتباكها وتتمنع عن الاستجابة لتصعيد العدو بما يليق بمسؤولياتها وبقدراتها ، فإن المخرج للحفاظ على سلامتها وسلامة الصين والعالم وحرية الشعوب هو بتحقيق الأمن الجماعي. وأن الأمن الجماعي الذي عجزت عن تحقيقيه عصبة الأمم وهيئة الأمم ومواثيقهما تحت هاجس الجشع الامبريالي، لا يتحقق إلّا بنظام ثنائي أو متعدد الأقطاب وهذا بدوره لا يتحقق إللا بتحالفات عسكرية متوازية . وعلى الصين أن تتصالح مع مبدأ أن لا سياسة ثابتة في عالم متغيّر، وبأنه حان الظرف كي تطوي سياستها المعتادة. إنها اليوم في قلب الحرب الأكرانية وفي قلب الهزيمة الروسية أو في قلب النصر الروسي. وعندها فإن مثل هذا الحلف الشرقي سيكون ساندا ومسنوداً بقوة مقاومة شعبية ضاربة بقيادة حزب الله ومؤهلة لتركيع وطرد أمريكا والكيان الصهيوني من قلب الشرق الأوسط مركز العالم. كاتب وباحث عربي اردني
المصدر: رأي اليوم
إقرأ أيضاً:
من مالاوي إلى جنوب الصين..تجميد المساعدات الأمريكية يصدم الدول الفقيرة ويفتح آفاقاً أمام الصين
وقع قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تجميد المساعدات الدولية مثل الصدمة لما له من تبعات مدمرة على الملايين عبر العالم الذين يستفيدون منها في مجالات شتى من مكافحة الإيدز، وفي أوغندا ومساعدة ضحايا الفيضانات في جنوب السودان.
وبمجرد التوقيع، علّق الرئيس الأمريكي فور تنصيبه كل برامج المساعدة الأجنبية ثلاثة أشهر، باستثناء المساعدة الغذائية الطارئة والمساعدات العسكرية لإسرائيل ومصر.وستراجع إدارته على مدى ثلاثة أشهر نظام المساعدات الدولية للتثبت من أنها تستوفي شروط سياسة "أمريكا أولاً" التي ينتهجها، وفق قرار يبعث منذ الآن الهلع في الدول الأكثر فقراً.
وحتى لو عاودت الولايات المتحدة لتقديم المساعدة بعد انقضاء هذه المهلة، فإن العاملين الإنسانيين يحذرون من تبعات بعيدة الأمد لانقطاعها، فيما يتوقع بعض المراقبين أن يقوّض هذا القرار بشكل دائم مصداقية الولايات المتحدة في وقت تعمل الصين وقوى أخرى على بسط نفوذها في الدول النامية.
وقال بيتر وايسوا العضو في شبكة "كومباشن كونيكتورز" للمساعدة الإنسانية في أوعندا: "حتى لو أعيد التمويل في نهاية المطاف، فسيتسبب الأمر في أضرار جسيمة". وأوضح أن "انقطاع الأدوية لأيام للمصابين بالإيدز قد يتسبب في الوفاة".
كما لفت إلى أن بعض المدارس الممولة من برنامج التعليم للجميع الأميركي أبلغت التلاميذ منذ الآن بالتوقف عن التوجه إلى الصفوف.
ويثير قرار ترامب مخاوف أيضاً في جنوب السودان الذي يواجه وباء الكوليرا، وفيضانات تركت ثلاثة آلاف بلا منازل ويعولون على المساعدة الأمريكية.
وقال جيمس أكون أكوت المدرّس في دار للأيتام في أوايل بشمال الدولة الفقيرة: "إذا لم يعاد النظر سريعا في قرار قطع التمويل، فثمة احتمال فعلي أن يبدأ الناس يموتون من الجوع والأمراض في جنوب السودان". وأضاف "المشكلة أن المساعدة تستخدم للإغاثة الفورية وإعادة الإعمار في آن".
Its paramount important to know that the pulling out of the USA from W.H.O may also affect the free distribution of HIV drugs in poor countries like Zim.
Some analysts say, if Zim has individuals who can donate vehicles worth US$10million per yr, why shld we rely on foreign aid pic.twitter.com/OzV72CDjtc
كانت الولايات المتحدة لفترة طويلة أكبر مصدر للمساعدة الإنمائية في العالم وقدمت 64 مليار دولار في 2023. ومن أبرز برامجها في هذا المجال "بيبفار" الذي أطلقه الرئيس السابق جورج دبليو بوش لمكافحة الإيدز، ويستفيد منه بصورة مباشرة أكثر من 20 مليو مصاب بفيروس نقص المناعة البشرية المكتسب.
ويبدو أن هذا البرنامج نجا من قرار الإدارة الأمريكية الجديدة بموجب استثناءات منحها وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو وشملت "المساعدة الغذائية الطارئة" والمساعدات "المنقذة للحياة"، بما يمكن أن يشمل توزيع أدوية ضد الإيدز. غير أن الصياغة المبهمة تثير كثيراً من الشكوك.
وقالت سوزي دزيمبيري الممرضة في مالاوي إن بعض السكان بدأوا يخزنون الأدوية التي يمكنهم الحصول عليها، وأن المنظمة المحلية "لايتهاوس" التي توفر أدوية الإيدز أغلقت أبوابها.
وفي واشنطن، قالت مساعدة برلمانية في الكونغرس تتابع ملف المساعدة الإنسانية، إن وقف المساعدة 9 أيام فقط يطال مبدئيا مليون جرعة من الأدوية ضد الإيدز، مشيرة إلى أن التعليمات لا تزال غامضة.
وأضافت "علمنا بحالات حيث كان هناك مخزون من الأدوية الجاهزة للتوزيع وأن أوامر صدرت بإبقائها على الرفوف" في انتظار تعليمات من واشنطن.
وتابعت "كان يفترض أن يكون بيبفار خطة مارشال الأمريكية" مضيفة أن "فكرة أن نقرر وقفه بمجرد الضغط على زر تظهر أننا نزقون، ولا نكترث في الحقيقة، وأن عليهم في المستقبل التطلع إلى دول مثل الصين".
المصلحة الوطنيةوأكد روبيو عند توقيعه آخر الإعفاءات هذا الأسبوع "لا نريد أن نرى لناس يموتون"، لكنه تابع أنه سيتحتم على المنظمات المستفيدة من المساعدات تبرير نفقاتها إذ "لم نحصل في الماضي سوى على القليل من التعاون". وأكد "علينا التثبت من أن ذلك يتوافق مع مصلحتنا الوطنية".
وأبدى البعض في واشنطن مخاوف من أن تكون هذه الأولوية الممنوحة للمساعدات "الطارئة" تخفي في الحقيقة خطة أوسع لقطع التمويل عن كل ما تبقى.
وقال موظف كبير في منظمة في الولايات المتحدة إن "تعبير مساعدة غذائية طارئة نفسه ينطوي على تناقض" مضيفاً "احرموا أنفسكم من الطعام لبضعة أيام وسترون" ما يعني ذلك.
Distribution of HIV drugs in poor countries stopped as Trump freezes foreign aid https://t.co/jKLK8iPPKD
— USA TODAY (@USATODAY) January 29, 2025ولفت إلى أن قطع المساعدات يطال بصورة خاصة مجموعات محلية لا تملك أي احتياطات مالية، وهي تحديداً من النوع الذي يسعى المسؤولون الأمريكيون لتعزيزه. وختم "هذا يعود بشكل أساسي إلى إحراق أساسات منزلكم فيما الهدف المعلن هو ترميمه".