رئيس أرامكو السعودية يدعو إلى إعادة ضبط مسار تحوّل الطاقة
تاريخ النشر: 18th, March 2024 GMT
أكد رئيس أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين المهندس أمين حسن الناصر، الحاجة الملحة إلى وضع مسار جديد واقعي وعملي لتحوّل الطاقة يشمل النفط والغاز ومصادر الطاقة الجديدة .
وأشار الناصر في كلمته بمؤتمر أسبوع سيرا 2024 الذي استضافته اليوم، مدينة هيوستن في ولاية تكساس بالولايات المتحدة الأمريكية إلى أنه من الواضح جدًا أن إستراتيجية التحوّل الحالية لم تحقق نجاحًا في معظم المجالات نظرًا إلى أنها تواجه خمس حقائق صعبة ينبغي مراعاتها لضبط مسار تحول الطاقة.
وبين أن هذه الحقائق تشمل؛ ضرورة إعادة ضبط الجهود العالمية من أجل تحقيق الطموحات بشأن المناخ، وعدم قدرة مصادر الطاقة البديلة المطروحة حتى الآن على أن تحل بالمستوى الكافي محل المواد الهيدروكربونية، والتكاليف الباهظة المرتبطة بمصادر الطاقة البديلة، والمتطلبات المتزايدة من الطاقة في الجنوب العالمي، وخامسًا الإمكانية الكبيرة لتحقيق المزيد من خفض الانبعاثات من النفط والغاز.
وفيما يتعلق بخفض الانبعاثات من النفط والغاز، قال الناصر: “هناك تصورات غير واقعية للتخلص التدريجي من النفط والغاز، وعلينا أن نتخلى عن تلك التصورات المغلوطة، وبدلًا من ذلك، علينا استثمار هذه الموارد الثمينة بشكل ملائم بما يعكس توقعات الطلب المتزايد عليها، كما يتعيّن علينا تكثيف جهودنا للحدّ من انبعاثات الكربون، وتحسين كفاءة موارد الطاقة التقليدية بفاعلية، وتقديم حلول منخفضة الكربون. وفي نفس الوقت ينبغي تبنّي مصادر وتقنيات الطاقة الجديدة تدريجيًا متى تسنّى لها أن تكون جاهزة من حيث توفر بنياتها التحتية وقدرتها على المنافسة اقتصاديًا”.
وحول تأثير تحوّل الطاقة على المستهلكين، أضاف الناصر: “كما هو واضح، فإن الإستراتيجية الراهنة لتحوّل الطاقة تؤثر بشكل سلبي ومتزايد على الأغلبية، ولا ينحصر تأثيرها على أقلية صغيرة. وأصبحت أصوات المستهلكين المتضررين حول العالم تعلو، ورسائلهم القوية تتضح بنحوٍ لم يعد بإمكان العالم تجاهله، نحن نعلم أن المهتمين بتحوّل الطاقة يريدون طاقة قليلة الانبعاثات، وهم محقون، لكن في المقابل هناك كثيرون يجدون صعوبة بالغة لتوفير أبسط احتياجاتهم من الطاقة لمعيشتهم اليومية. كما أن أزمة الطاقة الأخيرة ذكّرت المهتمين بالتحوّل بأن استمرار الإمدادات الموثوقة غير مضمونة؛ ومن المؤسف أن إستراتيجية التحوّل الراهنة تتجاهل هذه الرسائل من المستهلكين، وتركّز بشكل شبه حصري على استبدال المواد الهيدروكربونية بالبدائل، وتركز على أنواع مصادر الطاقة الجديدة أكثر من التركيز على خفض الانبعاثات الكربونية”.
وفيما يتعلق بتوقعات الطلب على المواد الهيدروكربونية، أوضح الناصر أنه على الرغم من أن استثمار العالم تجاوز 9.5 تريليونات دولار في تحوّل الطاقة على مدى العقدين الماضيين، إلا أن البدائل لم تكن قادرة لتحل محل المواد الهيدروكربونية بمستوى كبير. وبينما يتوقع أن يصل الطلب العالمي على النفط في النصف الثاني من هذا العام إلى أعلى مستوى غير مسبوق على الإطلاق، يظل الغاز أيضًا دعامة أساس للطاقة العالمية، حيث نما بنحو 70% منذ بداية القرن. وكل هذا النمو يعزز وجهة النظر التي ترى أن الوصول لذروة النفط والغاز ليست محتملة في المستقبل المنظور.
ويُعد (أسبوع سيرا) فعالية سنوية تجمع القادة والوزراء ومسؤولي السياسة العامة والرؤساء التنفيذيين من جميع أنحاء العالم؛ بهدف تبادل الرؤى والأفكار والحلول المبتكرة لتحديات الطاقة والمناخ والبيئة. ويجمع المؤتمر أكثر من 8000 ممثل لمجالات الطاقة والمرافق والسيارات والتصنيع والسياسة والمالية والتقنية، كما يضم أكثر من 1400 متحدث.
المصدر: صحيفة الجزيرة
كلمات دلالية: كورونا بريطانيا أمريكا حوادث السعودية المواد الهیدروکربونیة النفط والغاز ل الطاقة
إقرأ أيضاً:
عاجل| وزير البترول: شركات النفط والغاز العالمية أظهرت التزامًا كبيرًا بمشروعاتها فى مصر رغم التحديات
أكد المهندس كريم بدوى وزير البترول والثروة المعدنية أن الأولوية القصوى لخطة عمل قطاع البترول خلال المرحلة الحالية هى الاستمرار فى تأمين احتياجات المواطنين من المنتجات البترولية والغاز لتلبية الاحتياجات الحياتية اليومية، موجهًا التحية والتقدير لأعضاء مجلس النواب على التعاون الإيجابى البناء والمستمر مع الوزارة بهدف تحقيق طموحات المواطنين وتأمين سبل المعيشة الكريمة لهم.
جاء ذلك خلال لقائه بأعضاء حزب مستقبل وطن بمقر الأمانة المركزية للحزب بحضور النائب طلعت السويدى رئيس لجنة الطاقة والبيئة بمجلس النواب والنائب الدكتور فخري الفقي رئيس لجنة الخطة والموازنة بالمجلس والنائب أحمد عبد الجواد نائب رئيس الحزب والأمين العام والمهندس معتز عاطف وكيل الوزارة للمكتب الفنى ومكتب الوزير والمتحدث الرسمى والمهندس صلاح عبد الكريم رئيس هيئة البترول والمهندس يس محمد رئيس القابضة للغازات والمهندس أشرف بهاء رئيس القابضة لجنوب الوادى واللواء محمد حسن رئيس الإدارة المركزية للأمانة العامة بالوزارة وعدد من نواب البرلمان وقيادات قطاع البترول.
وفى بداية اللقاء قدم بدوى عرضًا تقديميًا حول المحاور الأساسية لاستراتيجية وخطة عمل الوزارة خلال المرحلة الحالية وأولويات المرحلة المقبلة والتى تتضمن 6 محاور عمل رئيسية تتمثل فى سبل تحفيز زيادة الانتاج وتكثيف عمليات البحث والاستكشاف بالتعاون مع شركاء القطاع من الشركات العالمية، وتعظيم الاستفادة وتحقيق القيمة المضافة من الثروات البترولية والبنية التحتية، وتحقيق نقلة كبيرة فى مساهمات قطاع التعدين فى الناتج المحلى الإجمالي، وتعزيز التعاون الإقليمى من خلال استغلال موقع مصر الجغرافى المميز والبنية التحتية المتطورة التى تمتلكها، بالإضافة إلى العمل التعاونى مع وزارة الكهرباء لزيادة مساهمة الطاقات الجديدة والمتجددة فى مزيج الطاقة بهدف توفير ثروات بترولية لصناعات القيمة المضافة، فضلًا عن تعزيز ثقافة كفاءة الطاقة والسلامة والصحة المهنية وخفض الانبعاثات لما لها من مردود هام وإيجابى على الأفراد والأصول والموارد، موجهًا رسالة طمأنة للحضور بأن عجلة الانتاج البترولى والغازى المحلى ستعاود التزايد خلال الفترة المقبلة.
وأكد الوزير أن شركات البترول والغاز العالمية أظهرت التزامًا كبيرًا بمشروعاتها فى مصر رغم التحديات حيث تتواجد 57 شركة عالمية فى مصر وهو ما يؤكد أن مجال البترول والغاز فى مصر مجال واعد ويتمتع بفرص استثمارية كبيرة، لافتًا إلى أن العمل جارى على تحفيز دخول ومشاركة المستثمرين المصريين من مختلف المجالات والصناعات للاستثمار فى مجال البترول والغاز.
وشهد اللقاء مناقشات مثمرة بين أعضاء الحزب والوزير والذى أكد أن مشروع توصيل الغاز الطبيعى للمنازل يحظى بأولوية فى التنفيذ لأنه يمس حياة المواطن بشكل مباشر، مشيرًا إلى أن العمل جارى بوضوح وشفافية على توضيح خطة التوصيل للسادة النواب فى مناطق دوائرهم، كما لفت إلى أن هناك لجنة حكومية لمناقشة مشكلات الصناعة تقدم كافة مشكلات الصناعات المختلفة لقطاعات الدولة ولذلك يمكن طرح حزم تحفيزية لكافة الصناعات بهدف تشجيع الصناعة.
وشهد اللقاء مقترح من المهندس أسامة كمال وزير البترول الأسبق بامكانية تقسيط عمليات تحويل السيارات للعمل بالغاز الطبيعى المضغوط حيث رحب المهندس كريم بدوى وزير البترول بالمقترح وأن يتم العمل على التكامل بين الوزارة والحزب والجهات المعنية المختلفة لتفعيل آليات التنفيذ وامكانية مد المقترح لتوصيل الغاز للمنازل بضوابط معينة.
كما أشار الوزير إلى حرص الوزارة على العمل على إيصال الدعم لمستحقيه، ودخول المستثمرين المصريين للعمل فى القطاع، مشيرًا إلى امتلاك قطاع البترول مخزون استراتيجى من المازوت لاستخدامه فى حالة حدوث أى نقص للغاز فى توليد بالكهرباء، وأن نجاح تنويع مزيج الطاقة سيخفف من استهلاك هذا الوقود، ولفت إلى أن التعاون جارى مع وزارة البترول وعدة جهات للتعاون فى مجالات التدريب المختلفة ومنها التعليم الفنى.
وأوضح المهندس يس محمد رئيس القابضة للغازات أن التحدى الحالى الذى يشهده مشروع توصيل الغاز للمنازل هو زيادة تكلفة التوصيل لأن جزء كبير من مكونات وخامات التوصيل ذات مواصفات خاصة ويتم استيراده من الخارج حيث تبلغ تكلفة التوصيل للعميل فى الوقت الحالى 8500 جنيه تتحمل منه وزارة البترول جزء ويقوم العميل بسداد 5 آلاف جنيه فقط للتوصيل. وقد تم التعاقد مع عدة بنوك ليتم التحصيل من خلالها، مؤكدًا أن التوصيل أمر هام نستهدف العمل عليه لما يوفره من فاتورة استيراد البوتاجاز.
وفيما يخص حوافز الصناعة فقد تم بالفعل اسقاط مديونيات الحد الأدنى كلها واعفاء 65% من غرامات التجاوز، كما تم جدولة المديونيات عدة مرات من ضمنها جدولة مديونيات قطاع السيراميك لمدة 10 سنوات ولا يزال يتم اجراء عمليات جدولة للمتعثرين، كما لا يتم اتخاذ أى إجراءات ضد الشيكات المرتدة من البنوك حرصًا على استمرار نشاطهم، ولفت إلى أنه يتم تقسيط تكلفة توصيل الغاز للمصانع على فترات طويلة.
ومن جانبه أكد المهندس صلاح عبد الكريم رئيس هيئة البترول أنه من المخطط إنهاء تنفيذ مشروع أنوبك فى الموعد المحدد له، وأشار إلى المشروع سينتج منتجات عالية الجودة Euro-5 تضاهى المواصفات الأوروبية ومتوافقة مع البيئة، لافتًا إلى أنه جارى العمل على تنفيذ المرحلة الأولى من مشروع تحديث معمل أسيوط، كما أشار إلى أنه بخلاف أنوبك ومعمل أسيوط، يتم تنفيذ بنية أساسية فى منطقة راس شقير بالبحر الأحمر تتضمن مستودعات تخزين ومحطات استقبال حاويات لاستكمال المنظومة.
فيما أشار المهندس معتز عاطف وكيل الوزارة للمكتب الفنى ومكتب الوزير والمتحدث الرسمى أن مشروعات المسئولية المجتمعية بالمحافظات المختلفة التى شهدت تنفيذ عدة مشروعات فى العديد من المجالات، مشيرًا إلى أن هناك مدرسة فى محافظة بورسعيد للتدريب الفنى فى مجال التعدين وسيتم تخريج أول دفعة منها فى نهاية الشهر الجارى، موجهًا الدعوة للنواب لحضور حفل تخرج المتدربين.