القصة الكاملة لهجوم قومي هندوسي على طلاب أجانب مسلمين يؤدون صلاة رمضان داخل حرم أحد الجامعات بغرب الهند
تاريخ النشر: 18th, March 2024 GMT
بدأت السلطات في غرب الهند تحقيقا بعد أن هاجم هندوس يمينيون متطرفون طلاب جامعات أجانب يؤدون الصلاة خلال شهر رمضان المبارك، مع تصاعد التوترات الدينية قبل الانتخابات العامة الحاسمة، وذلك بحسب تقرير مفصل شرته صحيفة CNN الأمريكية.
هذا وقد أعلنت شرطة أحمد آباد الأحد أنه تم اعتقال شخصين إثر اشتباكات في جامعة غوجارات اندلعت السبت بعد أن بدأ طلاب من دول من بينها أفغانستان وسريلانكا وطاجيكستان الصلاة في الحرم الجامعي.
وعن تفاصيل ما حدث، يقول جي إس مالك، مفوض شرطة أحمد آباد، للصحفيين بحسب الصحف الهندية المحلية: "جاء حوالي 20 إلى 25 شخصًا وسألوا مجموعة من الطلاب الأجانب عن سبب أداء الصلاة هنا، وينبغي عليهم بدلاً من ذلك قراءتها في المسجد، وهنا حدث شجار بينهم، وتم رشق الحجارة، وتخريب غرفهم من قبل الناس من الخارج".
وأصيب طالبان أجنبيان على الأقل، بحسب وزارة الشؤون الخارجية الهندية، وقال المتحدث باسم الشرطة راندير جايسوال على منصة التواصل الاجتماعي X: "تتخذ حكومة الولاية إجراءات صارمة ضد الجناة"، وهذا الحادث هو الأحدث في سلسلة من الاشتباكات الطائفية التي تصدرت عناوين الأخبار في الدولة الديمقراطية التي يبلغ عدد سكانها 1.4 مليار نسمة، والتي أصبحت مستقطبة بشكل متزايد على أسس دينية في ظل حكومة رئيس الوزراء ناريندرا مودي القومية الهندوسية.
وقال أحد شهود العيان لشبكة CNN، إن الطلاب كانوا يؤدون الصلاة عندما وصلت مجموعة من الأشخاص وطلبوا منهم مراراً وتكراراً التوقف، بينما كانوا يرددون شعارات هندوسية، وقال الطالب بجامعة غوجارات، الذي طلب عدم ذكر اسمه خوفاً من الانتقام، لشبكة CNN: "قام أحد الطلاب وصفع أحد أعضاء المجموعة، بعد ذلك، وصلت مجموعة أكبر وبدأت في رشق الحجارة"، فيما يُظهر مقطع فيديو منتشر على نطاق واسع، يُزعم أنه للحادث، رجالًا يلقون الحجارة على نزل الطلاب ويلحقون أضرارًا بالمركبات، وفي مقطع آخر، يمكن سماع رجال وهم يهتفون "جاي شري رام"، وهو شعار هندوسي أصبح في السنوات الأخيرة نداء واضحا ضد المسلمين.
فيما يظهر مقطع فيديو آخر طالبة وهي تصفع رجلاً يرتدي وشاحاً باللون الزعفراني، وهو لون مرتبط بالهندوسية، وفي حديثه لقناة نيوز كابيتال جوجارات الإقليمية، قال طالب أفغاني إن حوالي 15 شخصًا كانوا يصلون في شهر رمضان، وأضاف: "جاء ثلاثة أشخاص وهم يهتفون "جاي شري رام"، بعد فترة، عادوا بما لا يقل عن 200 إلى 250 شخصاً، ورشقوا الحجارة، وحطموا دراجاتنا، وأجهزة الكمبيوتر المحمولة، والهواتف، ونحن لسنا آمنين، ونطلب من الجامعة أن تنقلنا إلى مكان آمن".
وقال طالب آخر لـ Gujarat First News إن الجامعة منحتهم الإذن بالصلاة في الحرم الجامعي، وأكدتنائب رئيسة جامعة جوجارات، نيرجا أ.جوبتا، وقوع اشتباكات بين مجموعتين أصيب على إثرها بعض الطلاب الأجانب، وقالت للصحفيين : "التحقيق جار، وقد انتشرت بعض مقاطع الفيديو على نطاق واسع وتحاول الشرطة التحقيق في نقاط الزناد".
وقد أثار المحللون مرارا وتكرارا ناقوس الخطر ضد تزايد التعصب في أكبر ديمقراطية في العالم ويخشون من تزايد التوترات بين الأديان مع قيام مودي وحزبه بهاراتيا جاناتا بدفع سياساته الشعبوية والمثيرة للانقسام في الفترة التي تسبق الانتخابات الوطنية الشهر المقبل، وفي يناير، تصاعدت التوترات الطائفية في ولاية ماهاراشترا الغربية، حيث تم الإبلاغ عن ثلاث مشاجرات بين الهندوس والمسلمين، وفقًا للشرطة المحلية.
وفي حادث منفصل في ولاية ماديا براديش بوسط البلاد، شوهدت مجموعة من الهندوس اليمينيين وهم يضعون أعلامًا بلون الزعفران فوق كنيسة مسيحية، وقد وقعت الحادثتان بعد أسبوع واحد من افتتاح مودي معبد رام جانمابهومي ماندير، وهو معبد هندوسي مثير للجدل تم بناؤه على أنقاض مسجد يعود تاريخه إلى القرن السادس عشر ودمره الهندوس المتشددون قبل حوالي 30 عامًا، مما أدى إلى موجة من العنف الطائفي القاتل لم تشهدها الهند من قبل. منذ تقسيمها الدموي عام 1947.
وانتقد النائب المسلم البارز أسد الدين عويسي أعمال العنف التي وقعت يوم السبت في ولاية جوجارات، وانتقد مودي وكبار المسؤولين داخل حكومته، كتب على X: "يا للعار عندما لا تخرج شعاراتك الدينية وولائك إلا عندما يمارس المسلمون دينهم بسلام، وعندما تغضب بشكل غير قابل للتفسير بمجرد رؤية المسلمين، ما هذا إن لم يكن تطرفًا جماعيًا؟".
المصدر: صدى البلد
إقرأ أيضاً:
عشمني أنها مضمونة| القصة الكاملة لخطف مقاول لمحاميه في الجيزة بعد خسارة القضية
في حي بولاق الدكرور بمحافظة الجيزة، بدأت الأحداث عندما تورط "فتحي"، المقاول السبعيني، في نزاع قانوني معقد حول قطعة أرض كانت مصدرًا دائمًا للقلق له. على أمل إنهاء القضية لصالحه، لجأ إلى المحامي "علي"، الذي تجاوز عمره الستين عامًا ويتمتع بسمعة جيدة في مجاله.
"القضية مضمونة"، هكذا طمأن المحامي موكله، مما دفع فتحي إلى دفع مبلغ 300 ألف جنيه كمقدم أتعاب.
ووضع فتحي ثقته الكاملة في المحامي، معتقدًا أن القضية في طريقها للحل.
انهيار الآمال بعد خسارة القضية
وبعد شهور من الانتظار والترقب، جاءت الصدمة الكبرى. خسر فتحي القضية التي كان يعتقد أنها محسومة. أثناء جلسة المحكمة، كان ينظر إلى القاضي وهو يعلن الحكم وكأن العالم ينهار من حوله.
غاضبًا ومصابًا بخيبة أمل، عاد إلى المحامي مستفسرًا: "كيف تخسر القضية؟ لقد أكدت لي أنها مضمونة!". لم يجد المحامي سوى التبرير بأن القضاء لا يمكن التنبؤ به، وهو ما زاد من إحباط فتحي.
تخطيط للانتقام
وشعر فتحي بأنه خُدع وفقد أمواله دون مقابل، مما دفعه للتفكير في الانتقام.
وفي لحظة يأس وغضب، قرر استرجاع حقه بطريقته الخاصة. حيث استدرج المحامي إلى شقته بحجة التفاهم، لكن الواقع كان مختلفًا.
وتحت تهديد سلاح ناري "طبنجة"، قام فتحي باحتجاز المحامي وأجبره على الاتصال بزوجته "زينب" ليستغيث بها، في محاولة للضغط عليه لاستعادة أمواله.
استغاثة الزوجة وبلاغ للشرطة
على الجانب الآخر من المكالمة، شعرت الزوجة "زينب" بالذعر والخوف على حياة زوجها. هرعت إلى قسم الشرطة لتقديم بلاغ يفيد باحتجاز زوجها على يد المقاول.
وقالت للضابط: "زوجي عليّ اتصل بي وقال إن المقاول فتحي يحتجزه في شقة، يهدده بسبب مبلغ أتعاب القضية. أرجوكم أنقذوه".
عملية التحرير والقبض على المقاول
وتحركت قوة أمنية في الساعات الأولى من صباح اليوم التالي، وداهمت الشقة التي كان يُحتجز فيها المحامي. ونجحت القوات في تحريره دون أن يُصاب بأذى، كما ألقت القبض على فتحي وضبطت السلاح الناري بحوزته.
اعترافات المتهم ورواية المحامي
وأمام جهات التحقيق، اعترف فتحي بجريمته، وقال: "لقد شعرت أني خُدعت. دفعت 300 ألف جنيه للمحامي وأكد لي أن القضية مضمونة. لم أجد طريقة أخرى لاسترداد أموالي".
أما المحامي "علي"، فقال في أقواله: "لم أتوقع أن يصل الأمر إلى هذا الحد. احتجازي وتهديدي بالسلاح ليست طريقة لحل الخلافات".
قرارات النيابة وإجراءات التحقيق
وأمرت النيابة العامة بحبس فتحي أربعة أيام على ذمة التحقيق، كما تحفظت على السلاح المستخدم في الواقعة. وتم تكليف الأجهزة الأمنية بإجراء تحريات إضافية حول الحادثة.
تفاصيل البلاغ والمحضر
ووفقًا للبلاغ الذي قدمته الزوجة "زينب.م"، أكدت أن زوجها المحامي "علي.ع"، البالغ من العمر 68 عامًا، تعرض للاحتجاز والتهديد من قبل موكله "فتحي.ع"، البالغ من العمر 73 عامًا.
وذكرت أن زوجها استغاث بها عبر الهاتف وأوضح أن الخلاف يتعلق بمبلغ أتعاب القضية الذي دفعه المقاول دون أن تحقق القضية نتيجتها المرجوة.
وتم تحرير محضر رسمي بالواقعة، وأخطرت النيابة العامة لمتابعة التحقيقات واتخاذ الإجراءات اللازمة.
وتكشف هذه الحادثة عن مدى حساسية العلاقة بين المحامي والموكل، خاصة عندما تكون التوقعات عالية والنتائج مخيبة، ما يدعو إلى إعادة النظر في أساليب إدارة النزاعات وحلها بطرق قانونية وودية.