صراع أمريكي روسي في القطب الشمالي.. تعزيزات عسكرية وسباق بين الطرفين
تاريخ النشر: 18th, March 2024 GMT
بينما يشهد العالم تحولات سريعة وتحديات متزايدة يظل الصراع بين روسيا وأمريكا هو العنصر الأساسي في صياغة السياسة العالمية والعلاقات الدولية لا سيما مع محاولة كل دولة فيهما تعزيز نفوذها السياسي، والاقتصادي بهدف إزاحة الأخرى وفي الوقت الراهن يأخذ هذا الصراع منحى مختلفا فمنذ انتهاء الحرب العالمية الثانية لم تهدأ الصراعات، والحروب الغير مباشرة بين البلدين، عن طريق وكلاء أو حلفائهم أما الآن أصبح الاصطدام المباشر قريبا منهم بسبب المعطيات الحالية في أوكرانيا وعزم الناتو على التمدد باتجاه روسيا خاصة بعد أن انضمت فنلندا والسويد المجاورتين لروسيا في الحلف.
بدأ الناتو بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية تحركات عسكرية جديدة في القطب الشمالي بهدف خلله السيطرة الروسيى على المنطقة عن طريق استعدادها لإنشاء قوات عسكرية خاصة تستطيع القتال في الأماكن قارسة البرودة، سبقها مناورات من قبل بثمانية آلاف جندي لمدة أسبوعين في منطقة ألاسكا القريبة من القطب الشمالي بمشاركة حلفاء واشنطن الأوروبيين بحسب ما كشفه موقع «سترايد انتلجنس».
صراع جديد بين روسيا وأمريكا في القطب الشماليتأتي الاستعدادات الأمريكية الأخيرة على خلفية الطرق البحرية التي شقتها روسيا في بحر الشمال والذي ربطت فيه آسيا بأوروبا عبر القطب الشمالي ويراهن الكرملين على أن هذا الممر البحري الجديد الذي يعمل عليه قادر على إخراجه من عزلته الاقتصادية التي فُرضت عليها بسبب الحرب في أوكرانيا وتطوير تجارتها العالمية بحسب «العربية».
ومما سهل على روسيا إنشاء الممر البحري في منطقة القطب الشمالي الاحتباس الحراري الذي أصاب العالم، وسهل من ذوبان الثلوج المتراكمة مما يجعل العبور في الممر صالحا في الشتاء كما هو في الصيف إضافة إلى امتلاك روسيا معدات فائقة التطور من ضمنها كاسحات جليد تعمل بالطاقة النووية وفقا لما نشرته صحيفة «ذي إندبندنت» البريطانية.
وفي الشهور الماضية بدأت روسيا بالفعل في تجربة هذا الطريق وقد وصلت سفن من موانئ صينية إلى نظيرتها الروسية عبر هذا الدرب والذي تراهن موسكو على أنه سيضحي فتح جديد لها في وقت حٌجم فيها اقتصادها بعد العقوبات التي فرضت عليها بسبب العملية العسكرية في أوكرانيا بحسب «روسيا اليوم».
كيف تحول القطب الشمالي إلى منطقة تنافس بين قطبي العالم من الناحية الاقتصادية؟تتسابق كلا من الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا للسيطرة على القطب الشمالي للاستفادة من الثروات الهائلة الراقدة تحت ثلوجه وما بين بعثات علمية ومناورات عسكرية وتحركات دبلوماسية كثرت المحاولات الأميركية والروسية لإقامة مناطق استيطان أو توسع لاكتناز المخزونات الهائلة تحت جليده وفقا لما نشرته شبكة «سكاي نيوز».
ووفقا لتقرير نشرته دائرة المسح الجيولوجي الأميركية في عام 2000 رجحت فيه أنه قد يحتوي قاع القطب الشمالي على نحو 25 % من الاحتياطات العالمية غير لمكتشفة من النفط والغاز علاوة على الاحتياطيات الهائلة من معادن ثمينة، مثل الماس والبلاتين والقصدير، والمنجنيز، والنيكل، والرصاص. وتقدر القيمة الإجمالية للموارد المعدنية في الأراضي القطبية شمال روسيا بمبالغ تتجاوز 22.4 تريليون دولار، وهو بدوره ما يجعل القطب منطقة جذابة تطمح كلا من روسيا والولايات المتحدة الأمريكية للاستفادة من تلك الأرض البكر التي لم تستهلك ثرواتها بعد.
كيف تحول القطب الشمالي إلى منطقة تنافس بين قطبي العالم من الناحية العسكرية؟يحدد المفهوم الاستراتيجي الجديد لحلف «الناتو» قدرات روسيا في أقصى الشمال على أنه تحد استراتيجي للتحالف بأكمله، فيما تنص العقيدة البحرية الروسية الجديدة على أن القطب الشمالي يتحول إلى منطقة منافسة دولية، ليس فقط من وجهة نظر اقتصادية، لكن أيضا من وجهة نظر عسكرية وهو ما أدى إلى احتدام الصراع بين الطرفين في المنطقة القطبية.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: القطب الشمالي الولايات المتحدة الأمريكية روسيا الحرب الروسية الأوكرانية الناتو فی القطب الشمالی
إقرأ أيضاً:
روسيا تحبط مخططات أوكرانية لقتل ضباط كبار .. وأوكرانيا تهاجم منشأة عسكرية
موسكو "رويترز" "العمانية": قال جهاز الأمن الاتحادي الروسي اليوم إنه أحبط عددا من مخططات أجهزة المخابرات الأوكرانية لقتل ضباط روس كبار وأفراد عائلاتهم في موسكو باستخدام قنابل مخفية في شواحن احتياطية (باور بنك) أو حافظات وثائق.
وقتل جهاز الأمن الأوكراني اللفتنانت جنرال إيجور كيريلوف قائد قوات الدفاع النووية والبيولوجية والكيميائية الروسية في 17 ديسمبر في موسكو بتفجير قنبلة مثبتة في دراجة كهربائية (سكوتر) أمام منزله.
وأكد مصدر في جهاز الأمن الأوكراني لرويترز أن الجهاز وراء الاغتيال. وقالت روسيا إن الاغتيال هجوم إرهابي من كييف وتوعدت بالثأر.
وقال جهاز الأمن الاتحادي الروسي "أحبط جهاز الأمن الاتحادي في روسيا الاتحادية سلسلة من المحاولات لاغتيال مسؤولين عسكريين كبار في وزارة الدفاع".
وأضاف "تم اعتقال أربعة مواطنين روس ضالعين في التخطيط لهذه الهجمات".
وأوضح في بيان "جرى اعتقال أربعة روس متورطين في تنظيم هذه الهجمات".
ولم يرد جهاز الأمن الأوكراني بعد على طلب من رويترز للتعليق.
وذكر الجهاز أن المخابرات الأوكرانية جندت المواطنين الروس.
وأضاف أن أحد الرجال كان يتعين عليه زرع قنبلة في صورة جهاز شحن متنقل (باور بنك) عن طريق لصقها بمغناطيس أسفل سيارة أحد كبار المسؤولين بوزارة الدفاع.
وقال الجهاز إن رجلا روسيا آخر كان مكلفا بمهام مراقبة مسؤولين كبار في وزارة الدفاع الروسية، وإن أحد المخططات تضمن إرسال قنبلة في صورة حافظة وثائق.
وعرض التلفزيون الرسمي الروسي ما قال إنه لقطات لبعض المشتبه بهم الذين اعترفوا بتجنيد المخابرات الأوكرانية لهم لزرع قنابل تستهدف مسؤولين بوزارة الدفاع الروسية.
وتحمل موسكو أوكرانيا مسؤولية سلسلة من الاغتيالات لمسؤولين كبار على أراضيها بهدف إضعاف الروح المعنوية وتقول إن الغرب يدعم "نظاما إرهابيا" في كييف.
وأوضحت كييف، التي تقول إن حرب روسيا ضدها تشكل تهديدا وجوديا لدولة أوكرانيا، أنها تعتبر عمليات القتل المستهدف أداة مشروعة.
إسقاط 5 مسيّرات
أسقطت أنظمة الدفاع الجوية الروسية، 5 طائرات مسيّرة أوكرانية فوق الأراضي الروسية الليلة الماضية وفقًا لوزارة الدفاع الروسية. وذكرت وزارة الدفاع الروسية، في بيان لها، أنها دمّرت 5 طائرات مسيّرة، 3 منها فوق أراضي مقاطعة فولغوغراد وواحدة فوق أراضي مقاطعة فورونيج بينما أسقطت الطائرة الخامسة فوق أراضي مقاطعة بيلغورود.
هجوم على منشأة عسكرية
قال الجيش الأوكراني اليوم إن سلاح الجو شن هجوما على منشأة صناعية عسكرية في منطقة روستوف الروسية على مدى الأيام القليلة الماضية.
وأضاف الجيش أن المنشأة الواقعة في بلدة كامينسك-شاختينسكي كانت تنتج الوقود الصلب للصواريخ الباليستية المستخدمة في الهجمات الروسية على أوكرانيا. ولم يذكر الجيش تاريخ الهجوم أو يفصح عن الأضرار التي نتجت عنه.
أمن روسيا
قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف اليوم إن موسكو لا ترى جدوى من أي اتفاق هش لوقف إطلاق النار من أجل تجميد الحرب في أوكرانيا، لكنها تريد اتفاقا ملزما قانونا من أجل سلام دائم يضمن أمن روسيا وجيرانها.
وأضاف لافروف "لن تؤدي الهدنة إلى أي شيء"، وذكر أن موسكو تشتبه في أن الغرب سيستخدم مثل هذه الهدنة الهشة لإعادة تسليح أوكرانيا.
وتابع "نحن بحاجة إلى اتفاقات قانونية نهائية من شأنها أن تحدد جميع الشروط لضمان أمن روسيا الاتحادية، وبالطبع المصالح الأمنية المشروعة لجيراننا".
وأردف أن موسكو تريد صياغة الوثائق القانونية بطريقة تضمن "استحالة انتهاك هذه الاتفاقات".