عقيدة مغايرة.. لماذا لم تعلق الجمهورية الإيرانية على مسلسل "الحشاشين"؟

"لقد استراح المسلمون بل استراح العالم وايران اليوم هي حفيدة الحشاشين تقتل وتدمر مدن العراق والشام واليمن".. كانت هذه إحدى كلمات المؤرخ الفارسي "عطا ملك الجويني" بعد القضاء على حركة الحشاشين التي يعرض تاريخها في شهر رمضان هذا العام 2024 في عمل درامي مصري من بطولة النجم المصري "كريم عبدالعزيز" الذي يجسد فيه شخصية مؤسس الحشاشين "حسن الصباح" وتأليف "عبدالرحيم كمال" وإخراج "بيتر ميمي"، لقد أثار هذا المسلسل الذي لم يعرض منه سوى سبع حلقات ردود فعل واسعة ليس فقط في الداخل المصري بل أيضا على المستوى العربي، ورغم أن  الكتابات اختلفت حول كون "الصباح" من مدينة قم أو الري الإيرانيتين إلا أن الأكيد أنه مولود في إيران، ومع ذلك لم  يثير المسلسل حتى الآن أية رد فعل من قبل الإيرانيين.

 

الإسماعيلية في إيران

وتجدر الإشارة أيضاً أن المؤرخ الإيراني "فرهاد دفتري" يقول في إحدى كتابته عن الحشاشين بأنها أساساً للحركات الثورية في تاريخ الحركات الثورية الإيرانية وأنها جديرة بالمعرفة والاطلاع، ويرجع السبب في ذلك أن زعيم طائفة الحشاشين " حسن بن على بن محمد الصباح الحِميري" المولود عام 428 هجريا الموافق 1037 ميلاديا، الذي اعتنق المذهب الإسماعيلي عند بلوغه شن الـ 17 وبعدها انصبت دعوتها على نشر الطريقة الإسماعيلية الشيعية رغم أن والده رباه على اتباع المذهب الإثني عشري (مذهب الشيعة في إيران) 

وبعد تأسيس "الصباح" لما يعرف بـالدعوة الجديدة أو الطائفة الإسماعيلية النزارية المشرقية أو الباطنية أو طائفة الحشاشين، بدأ في التنقل بين مختلف أنحاء الجمهورية الإيرانية لنشر المذهب الإسماعيلي وكان ذلك بشكل سرى في البداية حتى زاد أتباعه وبدأ في التوسع في نشر المذهب إلى أن استولى على «قلعة آلموت» التي تقع في جنوب بحر قزوين وتبعد عن العاصمة الإيرانية طهران تقريبًا 100 كيلومتر، واتخذها مركزا لدعوته، ووفقاً لخبراء التاريخ فإن "الصباح" كان يرسل أتباعه لاغتيال معارضيه في وضح النهار لإثارة الخوف والرعب في قلوب أعدائه.

خلاف قديم

وحول ما تقدم، يطرح تساؤلاً بشأن عدم وجود أي رد فعل من قبل الإيرانيين حول هذا المسلسل التاريخ الذي يعرض شخصية من أبرز الشخصيات في التاريخ الإيراني"؟، وللإجابة على هذا التساؤل، يقول الدكتور «محمد عبادي» الباحث المتخصص في الشأن الإيراني في تصريح خاص لـ «البوابة نيوز» أن المسلسل لم يقدم ما يسيء إلى إيران أو ما يمدحها لذلك هي غير معنية به حتى الآن، كما أن الشيعة الاثنى عشرية التي هي مذهب إيران الرسمي في خلاف مع الشيعة الإسماعيليه التي هي المذهب الرسمي لفرقة الحشاشين، وهذا الخلاف يعود إلى عقيدة الإمامة في المذهب الشيعي والتي هي أصل أصول الدين حسب اعتقادهم.

ومن جهته، يشير  «محمد حامد» مدير منتدى شرق المتوسط للدراسات السياسية والاسترايجية بالقاهرة، أن المسلسل باللهجة المصرية ولا يوجد كلمة فارسية واحدة ولا يتطرق للحديث عن تاريخ الفرس، حيث أن تلك الحقبة كانت إيران في أضعف حالتها وكانت سنية الهوى والمذهب في اوج قوة دولة السلاجقة والتي أعادت التوازن للحكم العباسي في العراق وإيران.

ويقول «حامد» في تصريح خاص لـ«البوابة نيوز» ان المسلسل ذكر اسماء بلدان في إيران فقط؛ الشيعية الإسماعيلية النزارية والتي هي بقايا حركة الحشاشين انتهت وتوجد منها أقلية مستمرة في سوريا اما الشيعة الإسماعيلية المستعلية الذين أصبحوا البهرة موجودين في الهند وباكستان، وهما بعيدين كل البعد عن الشيعة الاثنى عشرية والتي تعتبر هي مذهب إيران الرسمي.

المصدر: البوابة نيوز