المشهد الفلسطيني قبيل اجتماع القاهرة.. عباس وفرج ومارين.. واخرون
تاريخ النشر: 26th, July 2023 GMT
كمال خلف في الثلاثين من الشهر الجاري سيعقد في القاهرة اجتماع الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية بدعوة من الرئيس “محمود عباس” للوصول الى برنامج سياسي موحد، وتوحيد الاستراتيجية الفلسطينية لمواجهة الاحتلال، ورأب الصدع، وإصلاح منظمة التحرير، وبناء وحدة وطنية، وشراكة نضالية و الخ..الخ من الأهداف القديمة الجديدة والتي لم يتحقق منها شيء رغم الحوارات والاجتماعات و الاتفاقات طوال السنوات الخمسة عشر الماضية.
ومن الان يمكن الجزم ان اتفاقات القاهرة ونتائج اجتماع الأمناء العامين للفصائل لن ينفذ منها شيء، ولن يكون حظها افضل مما سبقها من اتفاقات وبنود، وهذا ليس تنجيما او ضربا بالغيب او في اطار القياس على التجارب السابقة، انما لان الأسباب التي عطلت تنفيذ كل الاتفاقات مازالت قائمة وهذه الأسباب يعلمها كل عضو في الوفود الفلسطينية المشاركة. دوافع الدعوة الجديدة تنطلق من خطورة الاحداث الأخيرة بعد العدوان الإسرائيلي على جنين، والنهج المتمادي بالفاشية والاجرام من قبل الحكومة الإسرائيلية الحالية. لكن تنفيذ امن السلطة الفلسطينية حملة اعتقالات سياسية لمناضلين فلسطينيين ينتمون للفصائل الفلسطينية في الضفة بعد الانسحاب الإسرائيلي طرح إشكالية وتساؤل يتعلق بمدى استجابة الرئيس أبو مازن لمطالبات إسرائيل والولايات المتحدة بضبط المقاومة في الضفة كبديل عن اضطرار الجيش الإسرائيلي اقتحام المدن والمخيمات في جنين ونابلس وطولكرم. الرئيس محمود عباس ومن اجل القيام بزيارة الى جنين بعد العدوان الإسرائيلي تكون خالية من مظاهر الغضب الشعبي تجاه سلوك السلطة في الضفة خلال العدوان اعطى تعهدا باطلاق سراح المعتقلين لدى اجهزته الأمنية. وفي الوقت الذي انجز فيه الزيارة لم ينفذ او لم يستطع ان ينفذ الوعود. وهذا انعكس على موقف حركة الجهاد الإسلامي من المشاركة في اجتماع الأمناء العامين في القاهرة، وطرحت الحركة شرطا للمشاركة وهو اطلاق سراح المعتقلين في سجون السلطة. الغريب في الامر ان الفصائل الفلسطينية الأخرى مثل حماس والجبهة الشعبية والجبهة الشعبية القيادة العامة والجبهة الديمقراطية أعلنت عزمها المشاركة في اجتماع القاهرة، في الوقت الذي كان فيه متوقعا ان تتضامن مع حركة الجهاد في مطلبها، خاصة ان هناك من المعتقلين من ينتمون الى هذه الفصائل. ولو ان موقف الفصائل كان موحدا حول هذا المطلب لكان الموقف شكل ضغطا كبيرا على السلطة وعلى القاهرة الراعي الرسمي للاجتماع. قدمت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة نفسها كوسيط عبر طرح مبادرة بين حركة الجهاد والرئيس أبو مازن. قد يكون فشل مبادرتها ان حصل ذريعة لعدم الحضور والتضامن مع حركة الجهاد في مطلبها، وبكل الأحوال كان من الخطأ ان تلعب القيادة العامة دور الوسيط امام مطلب من هذا النوع، وكان لازما عليها انسجاما مع نهجها وتاريخها الوقوف مع هذا المطلب دون تردد. وهذا ينطبق على حركة حماس والجبهة الشعبية والديمقراطية. خاصة ان بيروت وعلى مدار الأيام الماضية شهدت اجتماعات مكثفه بين هذه الفصائل. وعلى ذكر اجتماعات بيروت فان حدثا مهما مر دون تغطية إعلامية او اهتمام تمثل بالزيارة النادرة جدا التي قام بها مدير المخابرات الفلسطينية اللواء ماجد فرج الى لبنان، عناوين زيارة فرج وان جاءت ظاهريا مرتبطة بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية اللبنانية بشأن المخيمات، ومتابعة إشكالات لجنة الحوار الفلسطيني اللبناني مع قيادات منظمة التحرير في بيروت، الا انها تبدو اعمق من هذه العناوين. فرج اتصل بقيادة الجهاد في بيروت عبر الهاتف وناقش مشاركتها في اجتماع القاهرة، الا ان هذا التواصل لم يغير من موقف الحركة الرافض للمشاركة ، لكن ليس هذا أيضا ما جاء باللواء فرج الى بيروت، ثمة ما هو اهم بكثير من هذه العناوين على أهميتها. اللواء ماجد فرج التحق بالرئيس او مازن في تركية وهناك حملت زيارة الرئيس ما يبدو انه خرق مهم في العلاقة مع حركة حماس عبر اللقاء الذي جمعه مع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس “إسماعيل هنية” برعاية الرئيس التركي “رجب طيب اردوغان”. هذا اللقاء جرى التحضير له عبر ثنائية ” صالح العاروري – جبريل الرجوب”. ورغم ان التحليلات حول هذا اللقاء انحصرت بالإشارة الى انه في سياق المهيد لحوار القاهرة الموسع مع بقية الفصائل في القاهرة. الا ان هذا قد يكون جزء هامشيا من اهداف هذا اللقاء. وعلى ما يبدو فان الرئيس أبو مازن وقيادة حماس وتركية ركزوا البحث حول حقل “مارين” للغاز قبالة ساحل غزة. ستكون السلطات المصرية مسؤولة حسب وسائل اعلام إسرائيلية عن تطوير الحقل واستخراج الغاز لصالح السلطة الفلسطينية بالتنسيق مع إسرائيل. وربما تكون تركية الضامن لحصة قطاع غزة من عائدات الحقل، بالتنسيق بين انقرة والقاهرة وإسرائيل، وهذا ما استدع عقد اجتماع هنية – عباس وفي انقرة وليس القاهرة. المرحلة الراهنة مرحلة دقيقة وحساسة للغاية في مسار الصراع مع إسرائيل، التحولات داخل فلسطين في الضفة وغزة، والتحولات العميقة التي تطرأ في داخل إسرائيل ومحيطها، وفي القوس الاوسع المنطقة العربية وشكل الصراع الدولي القائم كلها تحولات تجعل النخبة السياسية الفلسطينية امام اختبار صعب، يتطلب نهجا مختلفا واستثنائيا. المراهنة والاستمرار في ما تم تجريبه سابقا مرارا وتكرارا لن يفيد. بناء مشروع وطني فلسطيني جامع يعبر عن إدارة وتطلعات الشعب في تقرير مصيره بعد اكثر من ٧٠ عاما من التضحيات والمعاناة مع الاحتلال يتطلب نهجا ثوريا جذريا وافكارا في الحقل السياسي من خارج الصندوق التقليدي والنمطي ووضع أسس لتصورات المستقبل. المكاشفة والمصارحة وتحديد الأهداف اكثر ما تحتاجه الحياة السياسية الفلسطينية في هذه المرحلة. ندعم كل لقاء فلسطيني – فلسطيني أينما كان، وفي كل زمان، ويقال العبرة في النتائج، لكن في حالتنا العبرة في التنفيذ والالتزام وهذا بعيد المنال ونتمنى ان نكون مخطئين. كاتب واعلامي
المصدر: رأي اليوم
إقرأ أيضاً:
أبو مازن يصل العاصمة الأردنية للقاء الملك عبد الله لبحث آخر تطورات القضية الفلسطينية
وصل الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبومازن ، يرافقه رئيس جهاز المخابرات العامة اللواء ماجد فرج، وأمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ، إلي العاصمة الأردنية عمان للقاء العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني.
وفي سياق آخر؛ أعرب الرئيس الفلسطيني محمود عباس والقيادة الفلسطينية عن رفضهما الشديد لدعوات الاستيلاء على قطاع غزة وتهجير الفلسطينيين خارج وطنهم.
وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس رداً على الدعوات الأمريكية للتهجير: "إننا لن نسمح بالمساس بحقوق شعبنا التي ناضلنا من أجلها عقوداً طويلة وقدمنا التضحيات الجسام لإنجازها، وهذه الدعوات تمثل انتهاكا خطيراً للقانون الدولي، ولن يتحقق السلام والاستقرار في المنطقة، دون إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس على حدود الرابع من حزيران لعام 1967، على أساس حل الدولتين".
وأضاف الرئيس الفلسطيني أن الشعب الفلسطيني لن يتنازل عن أرضه وحقوقه ومقدساته، وأن قطاع غزة هو جزء أصيل من أرض دولة فلسطين إلى جانب الضفة الغربية، والقدس الشرقية المحتلة، منذ عام 1967.
وأكد أن الحقوق الفلسطينية المشروعة غير قابلة للتفاوض، ومنظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني المؤتمنة على ثوابته، وهي صاحبة القرار الفلسطيني المستقل، ولا يحق لأحد اتخاذ قرارات بشأن مستقبل الشعب الفلسطيني نيابة عنها.
وجدد ، تقديره للمواقف العربية الثابتة والراسخة ضد التهجير والضم، والتمسك بتجسيد الدولة الفلسطينية كمتطلب أساس لتحقيق السلام في المنطقة وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، مثمناً في هذا الإطار، مواقف كل من الأشقاء في مصر والأردن الرافضة للتهجير والمساس بالحقوق الفلسطينية المشروعة.
كما ثمن، موقف الأشقاء في المملكة العربية السعودية الرافض للاستيطان والضم والتهجير والتمسك بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.
وطالب عباس الأمين العام للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي بتحمل مسؤولياتهما والتحرك العاجل من أجل حماية قرارات الشرعية الدولية المجمع عليها، وحماية الشعب الفلسطيني والحفاظ على حقوقه غير القابلة للتصرف، وحقه في تقرير مصيره وبقائه على أرض وطنه، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأرض دولة فلسطين بعاصمتها القدس الشرقية.
وأكد الرئيس محمود عباس، أن الشعب الفلسطيني وقيادته ملتزمان بالشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية اللتين تؤكدان تجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة وذات السيادة على أرض قطاع غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية عاصمتها الأبدية.