كمال خلف في الثلاثين من الشهر الجاري سيعقد في القاهرة اجتماع الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية بدعوة من الرئيس “محمود عباس”  للوصول الى برنامج سياسي موحد، وتوحيد الاستراتيجية الفلسطينية لمواجهة الاحتلال، ورأب الصدع، وإصلاح منظمة التحرير، وبناء وحدة وطنية، وشراكة نضالية و الخ..الخ من الأهداف القديمة الجديدة والتي لم يتحقق منها شيء رغم الحوارات والاجتماعات و الاتفاقات طوال السنوات الخمسة عشر الماضية.

ومن الان يمكن الجزم ان اتفاقات القاهرة ونتائج اجتماع الأمناء العامين للفصائل لن ينفذ منها شيء، ولن يكون حظها افضل مما سبقها من اتفاقات وبنود، وهذا ليس تنجيما او ضربا بالغيب او في اطار القياس على التجارب السابقة، انما لان الأسباب التي عطلت تنفيذ كل الاتفاقات مازالت قائمة وهذه الأسباب يعلمها كل عضو في الوفود الفلسطينية المشاركة.  دوافع الدعوة الجديدة تنطلق من خطورة الاحداث الأخيرة بعد العدوان الإسرائيلي على جنين، والنهج المتمادي بالفاشية والاجرام من قبل الحكومة الإسرائيلية الحالية. لكن تنفيذ امن السلطة الفلسطينية حملة اعتقالات سياسية لمناضلين فلسطينيين ينتمون للفصائل الفلسطينية في الضفة بعد الانسحاب الإسرائيلي طرح إشكالية وتساؤل يتعلق بمدى استجابة الرئيس أبو مازن لمطالبات إسرائيل والولايات المتحدة بضبط المقاومة في الضفة كبديل عن اضطرار الجيش الإسرائيلي اقتحام المدن والمخيمات في جنين ونابلس وطولكرم. الرئيس محمود عباس ومن اجل القيام بزيارة الى جنين بعد العدوان الإسرائيلي تكون خالية من مظاهر الغضب الشعبي تجاه سلوك السلطة في الضفة خلال العدوان اعطى تعهدا باطلاق سراح المعتقلين لدى اجهزته الأمنية. وفي الوقت الذي انجز فيه الزيارة لم ينفذ او لم يستطع ان ينفذ الوعود. وهذا انعكس على موقف حركة الجهاد الإسلامي من المشاركة في اجتماع الأمناء العامين في القاهرة، وطرحت الحركة شرطا للمشاركة وهو اطلاق سراح المعتقلين في سجون السلطة.  الغريب في الامر ان الفصائل الفلسطينية الأخرى مثل حماس والجبهة الشعبية والجبهة الشعبية القيادة العامة والجبهة الديمقراطية أعلنت عزمها المشاركة في اجتماع القاهرة، في الوقت الذي كان فيه متوقعا ان تتضامن مع حركة الجهاد في مطلبها، خاصة ان هناك من المعتقلين من ينتمون الى هذه الفصائل. ولو ان موقف الفصائل كان موحدا حول هذا المطلب لكان الموقف شكل ضغطا كبيرا على السلطة وعلى القاهرة الراعي الرسمي للاجتماع. قدمت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة نفسها كوسيط عبر طرح مبادرة بين حركة الجهاد والرئيس أبو مازن. قد يكون فشل مبادرتها ان حصل ذريعة لعدم الحضور والتضامن مع حركة الجهاد في مطلبها، وبكل الأحوال كان من الخطأ ان تلعب القيادة العامة دور الوسيط امام مطلب من هذا النوع، وكان لازما عليها انسجاما مع نهجها وتاريخها الوقوف مع هذا المطلب دون تردد. وهذا ينطبق على حركة حماس والجبهة الشعبية والديمقراطية. خاصة ان بيروت وعلى مدار الأيام الماضية شهدت اجتماعات مكثفه بين هذه الفصائل. وعلى ذكر اجتماعات بيروت فان حدثا مهما مر دون تغطية إعلامية او اهتمام تمثل بالزيارة النادرة جدا التي قام بها مدير المخابرات الفلسطينية اللواء ماجد فرج الى لبنان، عناوين زيارة فرج وان جاءت ظاهريا مرتبطة بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية اللبنانية بشأن المخيمات، ومتابعة إشكالات لجنة الحوار الفلسطيني اللبناني مع قيادات منظمة التحرير في بيروت، الا انها تبدو اعمق من هذه العناوين. فرج اتصل بقيادة الجهاد في بيروت عبر الهاتف وناقش مشاركتها في اجتماع القاهرة، الا ان هذا التواصل لم يغير من موقف الحركة الرافض للمشاركة ، لكن ليس هذا أيضا ما جاء باللواء فرج الى بيروت، ثمة ما هو اهم بكثير من هذه العناوين على أهميتها. اللواء ماجد فرج التحق بالرئيس او مازن في تركية وهناك حملت زيارة الرئيس ما يبدو انه خرق مهم في العلاقة مع حركة حماس عبر اللقاء الذي جمعه مع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس “إسماعيل هنية” برعاية الرئيس التركي “رجب طيب اردوغان”. هذا اللقاء جرى التحضير له عبر ثنائية ” صالح العاروري – جبريل الرجوب”. ورغم ان التحليلات حول هذا اللقاء انحصرت بالإشارة الى انه في سياق المهيد لحوار القاهرة الموسع مع بقية الفصائل في القاهرة. الا ان هذا قد يكون جزء هامشيا من اهداف هذا اللقاء. وعلى ما يبدو فان الرئيس أبو مازن وقيادة حماس وتركية ركزوا البحث حول حقل “مارين” للغاز قبالة ساحل غزة. ستكون السلطات المصرية مسؤولة حسب وسائل اعلام إسرائيلية عن تطوير الحقل واستخراج الغاز لصالح السلطة الفلسطينية بالتنسيق مع إسرائيل. وربما تكون تركية الضامن لحصة قطاع غزة من عائدات الحقل، بالتنسيق بين انقرة والقاهرة وإسرائيل، وهذا ما استدع عقد اجتماع هنية – عباس وفي انقرة وليس القاهرة. المرحلة الراهنة مرحلة دقيقة وحساسة للغاية في مسار الصراع مع إسرائيل، التحولات داخل فلسطين في الضفة وغزة، والتحولات العميقة التي تطرأ في داخل إسرائيل ومحيطها، وفي القوس الاوسع المنطقة العربية وشكل الصراع الدولي القائم كلها تحولات تجعل النخبة السياسية الفلسطينية امام اختبار صعب، يتطلب نهجا مختلفا واستثنائيا. المراهنة والاستمرار في ما تم تجريبه سابقا مرارا وتكرارا لن يفيد. بناء مشروع وطني فلسطيني جامع يعبر عن إدارة وتطلعات الشعب في تقرير مصيره بعد اكثر من ٧٠ عاما من التضحيات والمعاناة مع الاحتلال يتطلب نهجا ثوريا جذريا وافكارا في الحقل السياسي من خارج الصندوق التقليدي والنمطي ووضع أسس لتصورات المستقبل. المكاشفة والمصارحة وتحديد الأهداف اكثر ما تحتاجه الحياة السياسية الفلسطينية في هذه المرحلة. ندعم كل لقاء فلسطيني – فلسطيني أينما كان، وفي كل زمان، ويقال العبرة في النتائج، لكن في حالتنا العبرة في التنفيذ والالتزام وهذا بعيد المنال ونتمنى ان نكون مخطئين. كاتب واعلامي

المصدر: رأي اليوم

إقرأ أيضاً:

ختام فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي بتكريم الأفلام الفلسطينية

اختتمت فعاليات الدورة الـ45 لمهرجان القاهرة السينمائي بحفل إعلان الجوائز، الذي بدأ بعرض مميز لفرقة "وطن للفنون" القادمة من غزة، حيث قدمت مقطوعات من أشعار الشاعر الفلسطيني محمود درويش، منها قصيدة "على هذه الأرض ما يستحق الحياة".

دعم مصر لفلسطين ولبنان

في كلمته الافتتاحية، أكد رئيس المهرجان على دور مصر والسينما في دعم فلسطين ولبنان، مشددا على أن "هذا الواجب ليس جديدا على مصر المعروفة بمواقفها وفنها وفنانيها الذين حرصوا على حضور الفعاليات والأنشطة السينمائية".

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2"غلادياتور 2".. قصة جديدة قديمة ودينزل واشنطن ينقذ ريدلي سكوتlist 2 of 2سكورسيزي وسبيلبرغ يحولان فيلم "خليج الخوف" إلى مسلسل جديدend of list جوائز خاصة للأفلام الفلسطينية

حصل الفيلم الفلسطيني "حالة عشق" على جائزة خاصة من لجنة تحكيم الفيلم الوثائقي الطويل. وأعربت مخرجتا الفيلم، منى خالدي وكارول منصور، عن فخرهما بالجائزة التي أهدياها لكل طبيب وكل طواقم الطب والإسعاف وكل بطل في غزة. وعلى الرغم من الفوز، أكدتا أنهما لا يمكن أن تشعرا بالسعادة وسط ما يحدث من مجازر في غزة ولبنان، واختتمتا حديثهما بعبارة "فلسطين حرة"، التي لاقت تصفيقًا حادًّا من الحضور.

كما حصل الفيلم على جائزة أفضل فيلم من "آفاق السينما العربية"، وهي الجائزة التي أهدتها صانعتا الفيلم لأهالي غزة.

فنانون في مهرجان القاهرة السينمائي (الجزيرة) تنويه خاص للفيلم المصري "أبو زعبل 89"

حصل الفيلم المصري "أبو زعبل 89" على تنويه خاص من لجنة تحكيم الوثائقي، التي أشارت إلى تمكن المخرج من التصدي لمنطق الصوابية السياسية في تقديم الذاكرة والحاضر. وأهدى المخرج بسام مرتضى الجائزة لفيلم "آخر المعجزات" الذي تم منعه من العرض قبل افتتاح الدورة السابعة لمهرجان الجونة السينمائي بقرار من الرقابة. كما حصل الفيلم على جائزة من لجنة تحكيم الفيلم الأفريقي "بلا فلتر".

جوائز أخرى وتكريمات

ذهبت جائزة شادي عبد السلام لأفضل فيلم إلى "الماس الخام". فيما اعتذرت مخرجة فيلم "الأم والدب" الحاصل على جائزة أفضل فيلم قصير عن الحضور، لكنها حرصت في رسالتها على التحدث عن مقاومة الشعب اللبناني والفلسطيني، مؤكدة أنها ضد الاحتلال. وبالمثل، أعربت مخرجة الفيلم السعودي "جواهر" عن دعمها لفلسطين والسودان ولبنان أثناء تسلمها الجائزة.

وحصل الفيلم المصري الطويل "دخل الربيع يضحك" على جائزة لجنة النقاد الدولية "فيبريسي".

أفضل فيلم فلسطيني وتقديرات خاصة

توج فيلم "أحلام عابرة" بجائزة أفضل فيلم فلسطيني، حيث شكر مخرج الفيلم رشيد مشهراوي مهرجان القاهرة على المساحة التي أتاحها للسينما الفلسطينية والتفاعل مع الجمهور. كما حصد فيلما "حالة عشق" و"أحلام كيلومتر مربع" جوائز المسابقة المخصصة للأفلام الفلسطينية.

وأعلنت لجنة التحكيم منح شهادة تقدير للطبيب غسان أبو ستة، والمخرج رشيد مشهراوي، وفيلم "سن الغزال".

أفلام من غزة تعكس واقع الحرب

أثناء الإعلان عن جوائز "من المسافة صفر"، أشارت الممثلة كندة علوش، عضو لجنة التحكيم، إلى أن هذه الأفلام تأتي "طازجة من غزة، من قلب الحرب"، معبرة بشكل شديد الخصوصية عن معاناة الشعب الفلسطيني ورفض الواقع المرير للاحتلال.

وحصلت أفلام "جلد ناعم" و"خارج التغطية" و"يوم دراسي" على الجوائز. وحرص صناع هذه الأفلام على نقل واقع الحرب من خلال السينما، فيما دعت مخرجة أحد الأفلام الحضور إلى الدعاء لهم بالسلامة بعد معاناة أشهر في الحرب.

تكريم للمواهب العربية

في "آفاق السينما العربية"، حصلت الممثلة اللبنانية دياموند عبود على جائزة أفضل ممثلة عن فيلم "أرزة". وفي كلمتها، عبّرت عن فخرها بالجائزة، قائلة: "اليوم عيد الاستقلال اللبناني، أهدي الجائزة إلى بيروت ولبنان والظروف الصعبة التي نمر بها، لكني أثق في أن العدل سينتصر والخير سيربح". كما حصل فيلم "أرزة" اللبناني أيضًا على جائزة أفضل سيناريو.

في "آفاق السينما العربية"، حصلت الممثلة اللبنانية دياموند عبود على جائزة أفضل ممثلة عن فيلم "أرزة"  (الجزيرة) المسابقة الدولية

وفي المسابقة الدولية ذهبت جائزة الهرم الذهبي لأحسن فيلم ويمنح للمنتج بوجدان موريشانو عن الفيلم الروماني "العام الجديد الذي لم يأت أبدا"، وجائزة الهرم الفضي جائزة لجنة التحكيم الخاصة وتمنح لأحسن مخرج لناتاليا نزاروفا عن الفيلم الروسي "طوابع بريد"، وجائزة الهرم البرونزي لأفضل عمل أول أو ثان وتمنح للمخرج بيدرو فريري عن الفيلم البرازيلي "مالو".

وذهبت جائزة نجيب محفوظ لأحسن سيناريو للفيلم الإيطالي "ريا" إخراج أليساندرو كاسيجولي، كيسي كوفمان.

وحصد جائزة أحسن ممثل للفنان ليي كانج شنج عن دوره في الفيلم الأميركي "قصر الشمس الزرقاء" للمخرج كونستانس تسانغ، وكذلك الفنان ماكسيم ستويانوف عن دوره في الفيلم الروسي "طوابع بريد" للمخرجة ناتاليا نزاروفا.

وذهبت شهادة تقدير لجائزة أحسن ممثلة للفنانة ألينا خويفانوفا عن دورها في الفيلم الروسي "طوابع بريد" إخراج ناتاليا نزاروفا، وحصدت جائزة أحسن ممثلة الفنانة يارا دي نوفايس عن دورها في الفيلم البرازيلي "مالو" إخراج بيدرو فريري.

وحصل المخرج نجمي سنجاك على جائزة هنري بركات لأحسن إسهام فني عن فيلمه التركي "آيشا"، وكذلك المخرجة نهى عادل عن فيلمها المصري "دخل الربيع يضحك".

مقالات مشابهة

  • صحيفة عبرية تصف الفصائل الفلسطينية بـ«مقاتلي الحرية».. والاحتلال الإسرائيلي يرد
  • اشتباكات عنيفة بين حركة الفصائل اللبنانية والجيش الإسرائيلي في بلدة يارون الجنوبية
  • مقتل 10 جنود إسرائيليين في كمين نصبته الفصائل الفلسطينية في غزة
  • الفصائل الفلسطينية: أوقعنا 10 جنود للاحتلال الإسرائيلي بين قتيل وجريح
  • بعد توقف الأمطار.. تفاصيل حركة المرور بـ وسط القاهرة وكوبري قصر النيل
  • الفصائل الفلسطينية تقضي على قوة هندسية للاحتلال.. وتستهدف ناقلة جند
  • مدير «القاهرة السينمائي»: الدورة الحالية تعبر عن تضامن مصر مع القضية الفلسطينية
  • ختام فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي بتكريم الأفلام الفلسطينية
  • منها أحلام عابرة.. تعرف على جوائز مسابقة الفيلم الفلسطيني بمهرجان القاهرة السينمائي
  • الفيلم الفلسطيني حالة عشق يحصد جائزة أفضل فيلم وثائقى طويل بـ«القاهرة السينمائي»