بوابة الوفد:
2025-04-17@07:16:39 GMT

إسرائيل تترنح

تاريخ النشر: 18th, March 2024 GMT

رغم ضراوة الآلة العسكرية الإسرائيلية وما خلفه جيش الاحتلال اليهودى من شهداء ومصابين وتدمير بنية تحتية فى حربه البربرية ضد غزة، واستخدامه الأسلحة المحرمة دوليًا فى حرب الإبادة الجماعية بحق الأشقاء فى فلسطين، واختراقه لكافة المواثيق الإنسانية والدولية منذ انطلاق الحرب فى السابع من أكتوبر الماضى، إلا أنه تبقى الأسئلة الأهم هل انتصرت إسرائيل فى غزة؟ وهل حققت الحرب فى شهرها السادس أهدافها المرجوة؟
قبل الإجابة عن هذه الأسئلة وغيرها نوضح أن الكيان اليهودى فرض تعتيما إعلاميًا كبيرا على ما يحدث فى العمق الإسرائيلى فى الوقت الذى يعزر فيه تسليط الضوء على انتصاراته المزعومة فى أرض غزة، الأمر الذى يحدث تركيزا إعلاميا على جانب واحد فقط برغم ما تشهده تل أبيب من تظاهرات عنيفة من أهالى الأسرى ومن الرافضين للحرب ونزوح آلاف الأسر إلى الخارج بعيدا عن صواريخ المقاومة وإخفاق الاقتصاد الإسرائيلى بصورة غير مسبوقة، وغيرها من المخاطر التى تزلزل عرش نتنیاهو وتهدد مستقبله السياسى.

 
الحقيقة الصادمة لوضع جيش الاحتلال أعلنها لواء متقاعد بالجيش الإسرائيلى يدعى إسحاق بريك فى مقال له نشر أول أمس الأحد فى صحيفة معاريف الإسرائيلية قال فيه، إن بلاده خسرت الحرب مع حماس داخل قطاع غزة، معلنًا أن الجبهة الداخلية الإسرائيلية غير مستعدة لحرب إقليمية واسعة.
الأخطر فى المقال الذى يعد الأكثر كشفًا للحقائق فى الجانب اليهودى أن «بريك» قال بوضوح «لا يمكنك الكذب على كثير من الناس لفترة طويلة، وأن ما يجرى فى قطاع غزة وضد حزب الله فى لبنان سينفجر فى وجوهنا عاجلًا أم آجلًا، وحينها ستنكشف الحقيقة بكل خفاياها».
الجنرال الإسرائيلى المتقاعد الذى أعلن رأيه بصراحة فى أكثر الصحف الإسرائيلية انتشارا صارح خلاله الشعب اليهودى بالحقائق التى يخفيها قادة الجيش المغوار مؤكدًا أن الجبهة الداخلية الإسرائيلية غير مستعدة لحرب إقليمية ستكون أصعب وأخطر بآلاف المرات من الحرب الدائرة الآن فى قطاع غزة وسوف تكون نتائجها وخيمة فى مسار قضية الصراع العربى الإسرائيلى. 
وشدد إسحاق بريك على أن الهجوم البرى على قطاع غزة الذى هلل له القادة الإسرائيليون لم يحقق أهدافه على أرض الواقع، وأن الوضع بات أسوأ بكثير مما كان عليه قبل الهجوم وخسرت إسرائيل الإنجازات التى حققتها من قبل وفشلت فى إسقاط حماس وإعادة المختطفين.
وتطرق إلى الخسائر الكبيرة التى لحقت بجيش الاحتلال بسبب الفخاخ والمتفجرات والتى أسفرت عن عدد كبير من القتلى والمصابين فى صفوف الجيش والعتاد، بسبب عدم اتخاذ التدابير اللازمة، لافتا إلى أن الحرب أفقدت إسرائيل العديد من الحلفاء فى العالم.
إذا كانت هذه شهادة شاهد من أهلها على الوضع المتدهور لجيش الاحتلال منذ اندلاع الحرب، فإننا نتعرض لبعض من الخسائر التى لحقت بجنود العدو وفقا لبيانات الجيش الإسرائيلى حيث بلغ عدد القتلى بين صفوفه 591 ضابطا وجنديا وأصيب 3079 آخرون، بالإضافة إلى الخسائر الكبيرة فى المعدات العسكرية، وعلى الرغم من التعتيم الشديد على خسائر الاحتلال إلا أن الواقع يؤكد أنها ستكون الأكثر على مدار الصراع عبر العقود الماضية. 
باختصار.. خيبة أمل إسرائيل فى غزة وعدم تحقيقها للأهداف المرجوة من الحرب وخسائرها الكبيرة التى لم تكن فى الحسبان وتخوف رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو وقادة الجيش من تحويلهم للمحاكمة العسكرية نتيجة لضغوط الجبهة الداخلية، وبالتالى إنهاء مستقبله السياسى إلى الأبد، يجعلهم يفكرون جديا فى توسيع جبهة الصراع بحجة مواجهة المخاطر وزيادة التأمين أملا فى كسب التعاطف الدولى بحجة الدفاع عن النفس، الأمر الذى يهدد الاستقرار فى المنطقة والعالم.
تبقى كلمة.. نتنياهو يسعى إلى السيناريو الأسوأ كطوق نجاة يمتد أمده حفاظا على مستقبله السياسى، غير مدرك لحجم المخاطر التى سوف يدفعها العالم ثمنا لخياله المريض، ولا أمل أمام المجتمع الدولى والشعوب المحبة للسلام سوى التكتل للتصدى لنازى العصر المجنون الذى يخطط لإحراق المنطقة حتى لو هدم المعبد فوق رأسه، خاصة أنه لم يعد أمامه أملًا للنجاة بمستقبله السياسى.

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: باختصار إسرائيل تترنح غزة إسرائيل قطاع غزة قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

مقترح بلا ضمانات… لماذا ترفض المقاومة الفلسطينية المقترحات “الإسرائيلية”؟

في الوقت الذي تتصاعد فيه الدعوات الدولية لاستئناف الهدنة في قطاع غزة، تبدو الفجوة بين طروحات الاحتلال الإسرائيلي ومطالب المقاومة الفلسطينية أوسع من أي وقت مضى، فالمقترح الإسرائيلي الأخير، الذي رُوّج له إعلاميًا باعتباره خطوة نحو التهدئة، لا يحمل في طياته سوى شروط تعكس أهدافًا استراتيجية تسعى لتفكيك قوة حماس وسحب أوراقها التفاوضية، في مقابل تقديم تنازلات شكلية لا تلبّي الحد الأدنى من المطالب الفلسطينية.

هدنة مؤقتة لا تلبي الشروط الأساسية

الموقف الفلسطيني الرافض لمقترح الاحتلال لم يكن وليد رغبة في التصعيد، بل جاء كرد طبيعي على بنود تحمل نوايا خفية أكثر من كونها مبادرات سياسية، فحسب مصدر بارز في المقاومة، فإن جوهر الطرح الإسرائيلي لا يستجيب للمطالب الجوهرية المعلنة، وعلى رأسها وقف شامل ودائم لإطلاق النار، وانسحاب كامل لقوات الاحتلال من القطاع، وبدلًا من ذلك، يقترح الاحتلال “هدنة مؤقتة” مدتها 45 يومًا، يُسمح خلالها بمرور المساعدات الإنسانية عبر المعابر، ولكن بشروط يحددها الجانب الإسرائيلي، ما يُبقي قبضة الحصار مفروضة ولو بصيغة جديدة.

الهدف غير المعلن: نزع أوراق القوة من يد حماس

القراءة التحليلية لبنود المقترح تشير إلى أنه لا يُراد له أن يكون اتفاقًا لإنهاء الحرب، بل أداةً لفرض وقائع سياسية جديدة، فتركيز المقترح على استعادة تسعة أسرى إسرائيليين، بينهم جندي يحمل الجنسية الأمريكية، يعكس رغبة الاحتلال في استعادة “ورقة الأسرى” كأولوية تفوق أي اعتبار إنساني يتعلق بأهالي غزة، بل إن المصدر ذاته يؤكد أن الطرح يهدف إلى سحب هذه الورقة تدريجيًا من يد حماس، باعتبارها أحد أهم عناصر الضغط التي تملكها الحركة.

ويُضاف إلى ذلك، تضمّن المقترح بندًا ينص على إعادة تموضع الجيش الإسرائيلي في غزة على نحو ما كان عليه قبل الثاني من مارس، وهي صيغة تعني استمرار الاحتلال الفعلي، سواء عبر التمركز العسكري المباشر أو السيطرة على المجالين الجوي والبحري، بما يفرغ أي حديث عن “التهدئة” من مضمونه الحقيقي.

استراتيجية “التهدئة المشروطة”.. إعادة إنتاج الحصار

من الناحية السياسية، يبدو أن “إسرائيل” تسعى لإعادة صياغة مفهوم الحصار عبر أدوات جديدة، فبدلًا من الحصار العسكري الصريح، يُطرح الآن “فتح مشروط للمعابر” لفترة مؤقتة، بما يُبقي مصير غزة بيد الاحتلال، وهذه الاستراتيجية تُعيد إلى الأذهان سيناريوهات التهدئة السابقة التي فشلت لأنها لم ترتكز على ضمانات دولية ملزمة، ولم تُحقق أي تغيير جوهري في حياة الفلسطينيين، بل إن هذا النوع من التهدئة المشروطة يُستخدم عادة لكسب الوقت، وإعادة التموضع، وتفكيك المقاومة من الداخل عبر خلق حالة إنهاك وإرباك سياسي وأمني.

إعادة التمركز لا تعني الانسحاب

البند المتعلق بـ”التمركز العسكري قبل الثاني من مارس” لا يمثل سوى عودة إلى مرحلة تصعيدية سابقة، فهذا التاريخ يُمثل ذروة العمليات البرية التي شنّها جيش الاحتلال داخل القطاع، وبالتالي فإن العودة إلى تلك الوضعية تُعدّ بمثابة تثبيت لواقع الاحتلال وليس العكس، كما أن المقترح لا يشير إلى أي نية للانسحاب الكامل من غزة، وهو مطلب جوهري لدى المقاومة، ما يُفقد المقترح أي جدية في تحقيق تهدئة حقيقية.

الرهان على الزمن.. تكتيك إسرائيلي مألوف

ما تقوم به “إسرائيل” ليس جديدًا؛ فالرهان على عامل الزمن، عبر مقترحات مؤقتة، هو جزء من تكتيكها المعروف لإدارة الصراع وليس حله، وقد استخدمت هذه الاستراتيجية في جولات سابقة من المواجهة، حيث تسعى لتجميد الوضع الميداني لفترة محددة، تسمح لها بإعادة ترتيب أوراقها العسكرية والسياسية، دون أن تُقدّم أي التزامات حقيقية للفلسطينيين، وفي هذا السياق، فإن ما يُطرح اليوم لا يختلف في جوهره عن مبادرات سابقة فشلت لأنها لم تكن سوى محاولات لفرض الاستسلام بغطاء دبلوماسي.

حماس بين الضغط والتريث

المعطى الجديد في المشهد هو موقف حماس، التي لم تُعلن رفضها الرسمي للمقترح لكنها لم تُقدّم ردًا نهائيًا أيضًا، ما يدل على أن الحركة تدير الموقف بتأنٍ شديد، في ظل توازن معقد بين الضغوط العسكرية والسياسية والإنسانية، فالحركة تدرك أن أي خطوة نحو قبول مقترح هشّ قد يُفقدها دعمًا شعبيًا واسعًا، وخاصة في ظل تصاعد الغضب الفلسطيني والعربي نتيجة استمرار العدوان الإسرائيلي، وفي الوقت ذاته، فإن التريث يسمح لحماس بقراءة المشهد الإقليمي والدولي، وخاصةً في ظل تنامي الأصوات المطالبة بوقف فوري للحرب، وارتفاع منسوب الإدانة للجرائم الإسرائيلية.

غياب الضمانات الدولية.. مأزق أي اتفاق محتمل

ما يفاقم هشاشة المقترح الإسرائيلي هو غياب أي آلية دولية تضمن تنفيذ بنوده. فحتى في حال قبول حماس بوقف مؤقت لإطلاق النار، فإن التجربة السابقة تُظهر أن الاحتلال لا يلتزم بأي تفاهمات ما لم تُقيدها قوة دولية قادرة على المحاسبة، وفي ظل تواطؤ بعض القوى الكبرى مع الرؤية الإسرائيلية، وتراجع فعالية المؤسسات الدولية، تبدو أي ضمانات مجرد وعود شفوية لا تلبث أن تنهار تحت ضغط التغيرات الميدانية.

الخشية من فخ النزع التدريجي للسلاح

أخطر ما في الطرح الإسرائيلي هو ما بين السطور.. فتح الطريق أمام مرحلة جديدة من الضغط السياسي والعسكري لنزع سلاح المقاومة، دون خوض معركة مباشرة، فالمقترح يُمهّد لحالة من التفكيك التدريجي لقدرات حماس، عبر إدخالها في مسارات تفاوض طويلة، تُستنزف خلالها سياسيًا وعسكريًا، ويُعاد فيها تشكيل البيئة الأمنية في غزة وفقًا للرؤية الإسرائيلية، وهذا ما يُفسر إصرار المقاومة على التمسك بشروطها الأساسية، ورفضها لأي صيغة تُعيد إنتاج الاحتلال أو تُفرّغ انتصاراتها الميدانية من مضمونها.

في النهاية، في ضوء ما تقدّمه “إسرائيل” من مقترحات ظاهرها التهدئة وباطنها الهيمنة، تبرز معادلة جديدة تُختبر فيها صلابة الموقف الفلسطيني وقدرته على الصمود السياسي بعد الصمود الميداني، فالعرض الإسرائيلي الأخير ليس سوى حلقة في سلسلة طويلة من المحاولات التي يسعى من خلالها الاحتلال لتفكيك بنية المقاومة، ليس عبر الحرب المفتوحة فقط، بل من خلال ما يُروّج له كمساعٍ دبلوماسية وإنسانية.

تركيز الاحتلال على استعادة الأسرى، وإصراره على فتح المعابر بشروطه، وتحديده لفترة تهدئة مؤقتة، ثم الإبقاء على وجوده العسكري بطريقة أو بأخرى، كلها مؤشرات على أن المقترح يفتقر لأي نية حقيقية لإنهاء العدوان، بل يُراد له أن يكون وسيلة ضغط مركبة: استنزاف سياسي لحماس، وإنهاك مجتمعي لسكان غزة، وتلميع لصورة “إسرائيل” دوليًا على أنها تسعى لـ”السلام”، لكن ما يغفله الاحتلال أن المقاومة الفلسطينية، وبعد سنوات من المواجهة والخبرة، لم تعد أسيرة الأوهام الدبلوماسية، فقراءة الحركة للمقترح تعكس نضجًا في فهم أبعاد الصراع، وتؤكد أن الميدان ليس وحده من يحسم المعركة، بل الوعي بطبيعة الخصم وأدواته السياسية.

مقالات مشابهة

  • إسرائيل.. ارتفاع عدد الموقعين على عرائض تدعو لوقف الحرب بغزة إلى 120 ألفا
  • «الرد خلال ساعات».. حماس تدرس المقترح الإسرائيلى لوقف إطلاق النار
  • تقرير يكشف عن الخسائر “الإسرائيلية” في الحرب على غزة ولبنان
  • مقترح بلا ضمانات… لماذا ترفض المقاومة الفلسطينية المقترحات “الإسرائيلية”؟
  • تزايد أعداد العرائض الإسرائيلية المطالبة بوقف الحرب وإعادة الأسرى
  • ارتفاع حصيلة الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة إلى 51 ألف شهيد منذ بدء الحرب
  • جراء الاعتداءات الإسرائيلية.. خروج آخر مستشفى في غزة عن الخدمة
  • «تمرد عسكري» في إسرائيل.. لماذا تعصف الفوضى والتفكك بجيش الاحتلال؟!
  • حرب إسرائيل على المعالم الأثرية محاولة لإبادة هوية غزة الثقافية وتاريخها
  • الاحتلال الإسرائيلى يقتحم مستشفى جنين ويعتقل شابًا فلسطينيًا