تحليل البيانات والتكيّف مع التقنيات أبرز الاحتياجات النموّ السريع للصناعة كشف تدني المهارات المتخصصة

دبي: محمد إبراهيم

كشف الإصدار الرابع من تقرير «مستقبل الوظائف» لمنتدى الاقتصادي العالمي، عن التأثير السلبي للثورة الصناعية الرابعة في فرص العمل في السنوات القليلة المقبلة، وتوقع في الوقت نفسه استحداث نحو 69 مليون فرصة عمل، يركز معظمها على زيادة قدرة المؤسسات على الاستفادة من التطورات الحديثة في تكنولوجيا المعلومات والذكاء الاصطناعي.

في وقت أكدت دراسات حديثة وتقارير أن المهارات الرقمية تحكم مستقبل سوق العمل في الشرق الأوسط؛ إذ تشكل ضرورة لتحقيق النجاح والتميز، لاسيما مع التطور السريع الذي نشهده في وقتنا المدفوع بالتحول الرقمي.

مهارات منقوصة

وأكد الدكتور أحمد دربالة، أستاذ مساعد في المحاسبة بكلية العلوم الاجتماعية بجامعة «هيريوت وات دبي» ل«الخليج» أن هناك «فجوة في المهارات»، تشكل تحديات كبيرة لأصحاب العمل وتعوق الإمكانات الكاملة للأفراد للنجاح في حياتهم المهنية. وهناك نقص في المهارات الرقمية، ما يفرض حاجة متزايدة لمن لديهم القدرة على التعامل مع الأدوات الرقمية، وتحليل البيانات، والتكيف مع التقنيات الناشئة. كما أن معظم الأدوار الوظيفية تتطلب الآن معرفة أساسية ومتقدمة بتطبيقات البرامج ولغات الترميز والمنصات الرقمية. وهناك جزء كبير من القوى العاملة يفتقر إلى هذه المهارات الرقمية الأساسية، ما أوجد صعوبة شغل وظائف التكنولوجيا، وإعاقة الابتكار.

مهارات ناعمة

ولفت إلى وجود نقص في المهارات الناعمة، التي تضم التواصل والتعاون والتفكير النقدي وحل المشكلات، كما يؤكد أصحاب العمل أهمية المهارات الشخصية في مكان العمل؛ إذ تعد ضرورية للعمل الجماعي الفعال والقيادة والتفاعلات مع العملاء.

وأشار إلى أن المهارات المتخصصة في قطاعات مثل الرعاية الصحية والأمن السيبراني والطاقة المتجددة غير متوفرة، بسبب النمو السريع للصناعة والتقدم التكنولوجي، وهنا يواجه أصحاب العمل تحديات في العثور على كوادر من ذوي الخبرة المطلوبة لأداء تلك الأدوار المتخصصة.

معالجات مقترحة

وفي ردّه على سؤال عن المعالجات المقترحة، أفاد بأن سدّ فجوة المهارات تتطلب جهوداً تعاونية تجمع المؤسسات التعليمية وأصحاب العمل وصنّاع السياسات لتوفير التدريب المناسب، وتحسين المهارات وفرص إعادة اكتساب وتشكيل المهارات، وعبر الاستثمار في مبادرات تنمية القوى العاملة وتحديد أولويات برامج بناء المهارات، ويمكن لأصحاب المصلحة سد الفجوة بين متطلبات سوق العمل والمهارات التي يمتلكها الباحثون عن عمل، ما يعزز النمو الاقتصادي.

وقال إن للغة العربية دوراً حيوياً في تشكيل المهارات اللازمة لسوق العمل، خاصة في المناطق التي تعد فيها اللغة العربية لغة التواصل الأساسية، إذ إن إتقان العربية يؤثر في أنواع المهارات التي يبحث عنها أصحاب العمل والقدرة التنافسية للباحثين عن عمل، وفي الشركات المتعددة الجنسيات العاملة في البلدان الناطقة بالعربية، فإن إتقان العربية والإنجليزية يحظى بتقدير كبير، لأنه يسهل التواصل الفعال مع أصحاب المصلحة المحليين والدوليين.

ويتيح إتقان العربية فرصاً للترجمة وإنشاء المحتوى، حيث يُطلب من الموظفين تكييف المنتجات أو الخدمات أو المواد التسويقية لتناسب الجماهير الناطقة بالعربية، حيث إن قطاعات الإعلام والصحافة والعلاقات العامة، ترى مهارات اللغة العربية أمراً لا غنى عنه للمهنيين في تلك المجتمعات عبر البثّ أو النشر أو المنصات الرقمية.

خطة طموحة

وأكد أن دولة الإمارات شرعت في تنفيذ خطة طموحة لتصبح واحدة من الدول الرقمية الرائدة في العالم، وسيكون للقطاع الخاص دور حيوي في مساعدة الإمارات على تحقيق هذا الهدف، مع التغير والتطور في سوق العمل في جميع أنحاء الشرق الأوسط، خصوصاً مع التحول الرقمي واندماج التكنولوجيا في كل القطاعات والصناعات، وهناك طلب متزايد على المهنيين ذوي المهارات الرقمية.

يمكن المهارات الرقمية إحداث تحول في الصناعات التقليدية في الشرق الأوسط، مثل الخدمات المصرفية والرعاية الصحية والتعليم وتجارة التجزئة.

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات المنتدى الاقتصادي العالمي المهارات الرقمیة أصحاب العمل

إقرأ أيضاً:

الرئيس التنفيذي لـ “مسك”: تمكين الشباب من المهارات المطلوبة في سوق العمل

أكد الرئيس التنفيذي لمؤسسة محمد بن سلمان “مسك” الدكتور بدر البدر، على إستراتيجية مؤسسة مسك في تمكين الشباب بالمهارات المطلوبة مسبقًا لسوق العمل, مقدمًا رؤى واقتراحات بنّاءة تسلط الضوء على أهمية المهارات وتطوير القدرات لتحقيق التوازن بين المتطلبات الحالية والمستقبلية في سوق العمل.
جاء ذلك خلال جلسةٍ حوارية بعنوان “سد الفجوة بين المهارات ومتطلبات العمل” ضمن أعمال المؤتمر الدولي لسوق العمل بنسخته الثانية.
وأوضح الدكتور البدر، أن المؤسسة تعمل استباقيًّا لمواجهة التحديات الحالية والمستقبلية في سوق العمل، من خلال إعداد الشباب وتزويدهم بالمهارات التي تواكب تطورات السوق وتغيراته السريعة، فتمثل “مؤسسة مسك” القوة الدافعة لإعداد شبابنا بالمهارات الإبداعية والمبتكرة وتمكينهم من مواءمة تطلعاتهم المهنية مع رؤية المملكة 2030، وذلك من خلال منظومة متكاملة تعمل يدًا بيد مع شركائنا الإستراتيجيين لدعم مبادرات الشباب، وتعزيز الابتكار وريادة الأعمال، ودمج التوجيه المهني في الأطر التعليمية.

 

يُذكر أن مؤسسة “مسك” تُصمَّم برامج مثل “مسك للإعداد المهني”، لتزويد المواهب الشابة بالمهارات اللازمة في سوق العمل من خلال توفير إمكانية الوصول إلى مشاريع فعلية في مختلف الصناعات بالتعاون مع منظمات كبرى، وقد استفاد أكثر من 5000 شاب سعودي من فرص التدريب الداخلي المثرية، وتم توظيف 63٪ من المستفيدين من قبل الشركات التي دربتهم بعد التخرج مباشرة، كما أطلقت “تحدي نحو الأثر” مع مؤسسة بيل وميليندا جيتس، بهدف معالجة التحديات العالمية في مجالات: التقنية، والبيئة، والصحة، بمنحة قدرها مليون دولار للفائزين”.

مقالات مشابهة

  • في لقاء مع صابري.. صناع النسيج والألبسة ينخرطون في ورش المنصة الرقمية التي تعدها كتابة الدولة المكلفة بالشغل
  • المؤتمر الدولي لسوق العمل يناقش مستقبل الوظائف في ظل الذكاء الاصطناعي
  • مؤتمر سوق العمل يناقش مستقبل الوظائف في ظل الذكاء الاصطناعي
  • الرئيس التنفيذي لـ “مسك”: تمكين الشباب من المهارات المطلوبة في سوق العمل
  • "أبوظبي للغة العربية" يفتح باب التسجيل في"ورشة القصة القصيرة"
  • تعليم الفيوم تنظم ندوة "إدارة وتطوير الذات "
  • تنفيذ برنامج "مشواري" في مراكز شباب دمياط
  • من الظلام إلى النور.. مستقبل وطن الأقصريُسلم المكفوفين عصا بيضاء وكراسي كهربائية بإسنا
  • مستقبل القبائل العربية بعد هزيمة الدعم السريع في السودان
  • الأوقاف تعلن عن وظيفة "مدير مديرية "من المستوى أ.. تعرف على شروط التقديم