تعد مصر موطناً لأقدم الحضارات على الأرض، حيث اشتق اسمها من الكلمة اليونانية «ايجبتوس» وفى عام 5500 قبل الميلاد، كانت هناك مملكتان رئيسيتان تمتدان على نهر النيل، أطلق عليهما المؤرخون المصريون مصر العليا ومصر السفلى، وفى عام 3200 قبل الميلاد جمعت المملكتان تحت حكم واحد، وحاكم واحد يتولى شئونهما هو الملك «نارمر»، الذى يطلق عليه «منييس».
تعد حضارة مصر القديمة من أطول الحضارات وأعرقها وعلى الرغم من انحدارها فى بعض الأوقات، فإنها كانت تستعيد قوتها لتعود أقوى من السابق، ما أدى إلى استقرارها لعدة قرون.
تظهر إنجازات الحضارة المصرية القديمة فى ابتكار الكتابة الهيروغليفية والديموطيقية وفى الرياضيات والهندسة المعمارية وابتكار أساليب حديثة للزراعة والرى، تمحورت حياة مصر القديمة حول نهر النيل، فطور المزارعون طرق الرى للتحكم فى تدفق المياه، ما يتيح للمحاصيل النمو سواء فى الفصول الجافة أو الممطرة، وكان وادى نهر النيل ينتج الكثير من المحاصيل بسبب خصوبة أراضيه، واستخدمت الأموال الناتجة عن بيع المحاصيل فى بناء الأهرامات والمعابد، وفى تطوير التجارة ودفع ثمن الغزوات، أما الفيضانات التى كانت تحدث فى النهر فقد استغلها المصريون فى رى المزروعات والأراضى المجاورة.
شملت المملكة المصرية الموحدة آلاف الأميال المربعة التى يقطنها ملايين السكان، وكان الفرعون هو الكاهن الأعلى لكل معبد، والمسئول عن الجيش حتى إنه كان يشارك فى الحروب، وفى عصر الفراعنة تم تطوير نظام الخدمة المدنية الذى شمل كل أفراد الشعب، وقسمت الحكومة فى مصر إلى 42 مقاطعة وكان الفرعون يقيم فى قصره ويحيط به كبار المسئولين والحكام ويخدمه رئيس الوزراء.
تعددت الآلهة عند المصريين القدماء فقد كان هناك إله الشمس «رع» و«أوزوريس» إلى الموتى وغيرهما، وكانت هذه الآلة تتغير تدريجياً مع تغير العصور، وكانت توضع فى مكان مغلق ولا تظهر للناس إلا فى مناسبات معينة، وللعبادة فى المنازل استخدم المصريون تماثيل مصغرة للآلهة، وربط المصريون الحياة الآخرة بالتحنيط للحفاظ على الجسد بعد الموت.
قام اقتصاد مصر القديمة على الزراعة، وذلك بسبب خصوبة الأرض فى وادى النيل، وكان إنتاجها الزراعى كبيراً لدرجة أن الأموال التى كانت تجنى من الزراعة استخدمت فى بناء المعابد والأهرامات، أما بالنسبة للتجارة فقد ساعد نهر النيل بشكل كبير على تطورها فانتشرت الأسواق على ضفاف النهر، وكانت تكلفة نقل السلع التجارية عبر النهر أقل من تكلفة النقل عبر البر، وتطورت التجارة فى العصر البرونزى فأصبح النيل نقطة الوصل التى تنتقل البضائع من خلالها من أفريقيا إلى البحر المتوسط. أما الحملات التجارية بين الجنوب والبحر الأحمر فقد كانت كبيرة لنفوذ مصر مثل العاج والذهب والعبيد السود.
اشتهر المصريون القدامى بفن المقابر والجداريات، حيث اعتقدوا أن الحياة تستمر بعد الموت، وتفننوا فى المقابر ليتمتع الميت بالرفاهية بعد الموت حسب اعتقادهم.
اكتشف حجر رشيد عام 1799، ولولاه ما استطاع علماء الآثار قراءة مدونات المصريين القدامى، ولبقية الحضارة المصرية مجهولة، احتوى الحجر على نص واحد ولكن بثلاثة خطوط مختلفة مرتبة من الأعلى إلى الأسفل، الهيروغليفية، والديموطيقية واليونانية وقد حصل عالم الآثار الفرنسى چان فرانسوا شامبليون على نسخة من الحجر، ودرس النصوص المكتوبة فيه، ومع مواجهة الكثير من الفرضيات والتحديات أعلن فى عام 1822 أنه تمكن من فك رموز اللغة المصرية القديمة ووضع الأساسات للغة المصرية القديمة التى أكمل بناءها من بعده المئات من الباحثين فى العالم.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: رموز اللغة المصرية القديمة المصريين القدماء حكاية وطن محمود غلاب نهر النيل مصر القدیمة نهر النیل
إقرأ أيضاً:
اكتشاف جديد يفك لغز اختراع الإنسان الكتابة في العراق القديمة
حقق الباحثون خطوة كبيرة أخرى في فهم أصول الكتابة، واستطاعوا اكتشاف أن أقدم نظام للكتابة بدأ في بلاد ما بين النهرين، مهد الحضارة، منذ حوالي عام 3000 قبل الميلاد.
وبحسب صحيفة "اندبيدنت" البريطانية، نجح السومريون في تطوير الكتابة المسمارية وكتبوها على ألواح طينية، ويرجع أصلها إلى مدينة أوروك الحضرية، أو العراق الحديث.
كما نجح الباحثون في اكتشاف آلاف الألواح، فضلاً عن الأختام الأسطوانية الحجرية الصغيرة التي كانت تستخدم كتوقيعات.
وتمكن أكاديميون في جامعة بولونيا الإيطالية من تحديد الروابط بين التصميمات المنقوشة على هذه الأختام الأسطوانية التي يعود تاريخها إلى 6000 عام، والنقوش التصويرية بالخط المسماري البدائي - والذي جاء قبل الخط المسماري - والذي ظهر في العراق القديمة.
وقالت البروفيسورة سيلفيا فيرارا، الباحثة الرئيسية، لصحيفة الإندبندنت اليوم الثلاثاء: "أردنا أن نرى ما إذا كان التفسير التقليدي أن الكتابة نشأت لأول مرة في في بلاد ما بين النهرين في أوروك في الألفية الرابعة قبل الميلاد".
وقالت فيرارا إن هذه النتائج تضيف إلى الأبحاث السابقة، التي وجدت أن الرموز هي الأدوات الأولى التي ساعدت على التحول إلى الكتابة بمفهومها التقليدي.
وأضافت فيرارا إن هذه النقوش هندسية ولا تحتوي على صور أيقونية مثل هذه الأختام في حين أن علامات نظام الكتابة المسمارية البدائية تبدأ بأيقونات.
وقالت "لقد أدركنا أن عددًا من الصور الموجودة على الأختام الأسطوانية تشبه في الواقع علامات نظام الكتابة المسمارية البدائية الذي تم استخدامه بعد قرنين من الزمان".
اكتشاف كائن حي قادر على تنظيف منطقة كارثة تشيرنوبيل اكتشاف أول حالة تبديل أطفال عند الولادة منذ 50 عامًاوأردفت: "كانت الأختام الأسطوانية التي تشكل جزءًا من شبكة التبادلات بين أوروك والمدن الأخرى في منطقتها... آلية مسؤولة عن إنشاء الكتابة."
عمل المؤلفان المشاركان والباحثان كاثرين كيلي وماتيا كارتولانو جنبًا إلى جنب مع فيرارا، وأوضحت كيلي أنهما أرادا فهم ما دفع القدماء إلى التحول للكتابة بمفهومها البدائي.