رمضان فرصة ذهبية للإقلاع عن التدخين
تاريخ النشر: 18th, March 2024 GMT
يعتقد كثير من المدخنين أن الإقلاع عن التدخين خطوة صعبة جدًا لا يمكن الإقدام عليها حتى مع صيام الشهر الكريم، ويرى هؤلاء أن الصيام عن الأكل والشرب فى رمضان أسهل بكثير من الإمتناع عن التدخين، وللأسف الشديد هناك نماذج سيئة جدا منهم ينتظرون بفارغ الصبر آذان المغرب للإفطار على سيجارة أو أكثر قبل تناول أى طعام أو شراب، وهو ما يشكل خطرا شديدا على حياتهم، ويصنف هذا السلوك بأنه من أعلى درجات الإدمان لمادة النيكوتين، ويتسبب هذا السلوك القاتل فى تقليل نسبة الأوكسجين فى الجسم بشكل مفاجئ، ورفع ثانى أكسيد الكربون، وزيادة احتمال الإصابة بنوبات الربو والانسداد الرئوى، والجلطات القلبية.
وهناك آراء فقهية ترى أن هذه الطريقة تعد إفطار على معصية استنادًا على فتوى من دار الإفتاء بأن التدخين حرام شرعًا.
والسؤال هنا هل صيام رمضان يساعد فى الإقلاع عن التدخين؟، والإجابة تأتى من خلال آراء متخصصين فى مجالات الصحة العامة وأمراض الصدر والقلب، نعم، وصيام رمضان فرصة ذهبية للإقلاع عن التدخين وأن هذا القرار ليس مستحيلا وإنما فقط يحتاج إلى عزيمة وقوة إرادة وخاصة إذا علم المتمسك بهذه العادة السيئة أن التدخين من أهم أسباب الوفاة حول العالم سنويا وهو المسئول عن عُشر حالات الوفيات فى جميع أنحاء العالم بمعدل حالة وفاة كل 6 ثوان، وأن المدخن كلما أقلع عن هذه العادة فى وقت مبكر، كلما قلت فرص إصابته بأمراض التنفس والقلب وغيرها من الأمراض الخطيرة.
ووفقًا للصديق العزيز الدكتور محمد عبدالهادى، عميد معهد القلب، فإن التدخين عامل رئيسى للإصابة بتصلب الشرايين، لأن النيكوتين الموجود فى الدخان يخفض مستويات الأوكسجين فى الدم ما يضطر القلب لبذل جُهد مضاعف من أجل تزويد الجسم بالأوكسجين الذى يحتاجه.
كما أن التدخين يُقلل من نسبة تدفق الدم إلى أعضاء الجسم ما يُؤدى إلى حدوث تصلّب أو سماكة فى الأوعية الدموية وضعف فى قدرتها على الانقباض والانبساط ويرفع مستوى ضغط الدم ومعدل نبض القلب.
وما يبعث الأمل لدى الراغبين فى الإقلاع عن التدخين والذين لم يتخذوا القرار حتى الآن رغم مرور أكثر من سبعة أيام على بداية الشهر الكريم ما يؤكده عميد معهد القلب أنه خلال يومين فقط من الإقلاع الفعلى عن التدخين، ستبدأ بقايا النيكوتين فى الإنسحاب من الجسم، و تحسن حاسة التذوق والشم بعد أسبوع، ويقوم القلب بضخ دم أغنى بكمية الأكسجين.
ويشحذ صديقى الدكتور وائل صفوت، استشارى الباطنة ورئيس الاتحاد العربى لمكافحة التبغ، همم المترددين فى اتخاذ قرار الإقلاع عن التدخين بآراء متفائلة، حيث يؤكد أنه بعد مرور الشهر الكريم بدون تدخين التبغ بكافة صوره من سجائر وشيشة، بايب، سيجار، تبغ مسخن، أو سجائر إلكترونية، ستبدأ الرئتان فى التحسن والاتساع وتزداد قدرتها على التنفس، وسيبدأ الشخص فى الشعور بأن الكحة قلت وسيخرج البلغم المحمل بالمواد السامة من الجسم وسيشعر بتحسن كبير فى أفعاله اليومية مثل صعود السلالم والمشى وغيرها.
وحتى لاتحدث ردة للتدخين مرة أخرى يشدد «صفوت» على التخلص من جميع منتجات التبغ، الموجودة فى المنزل ومحيط العمل، وجميع العناصر المرتبطة بالتدخين كالطفايات والولاعات، والامتناع عن المشروبات المحفزة على التدخين مثل الشاى والقهوة والنسكافيه والمشروبات الغازية والكولا، والأهم هو الابتعاد عن مخالطة المدخنين بعد الإفطار وتجنب الأماكن التى ترتبط باستخدام التبغ.
وأخيرا ومن هذا المنبر أدعو الدكتور وجدى أمين، مدير عام إدارة الأمراض الصدرية بوزارة الصحة الرئيس الحالى لجمعية مكافحة التدخين والدرن وأمراض الصدر بالقاهرة، إلى إحياء مبادرة «رمضان بلا دخان» التى أطلقها قبل ست سنوات الراحل العظيم الدكتور عصام المغازى، الرئيس السابق للجمعية، والذى ظل سنوات طويلة الحارس الأمين والمدافع الأول عن مكافحة التدخين فى مصر، والذى كان على يقين تام بأن شهر رمضان يعتبر فرصة ذهبية للإقلاع تماما عن التدخين، وأن من يترك السيجارة طوال فترة الصيام يستطيع الإقلاع نهائيا عن هذه العادة القاتلة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: دار الإفتاء الإقلاع عن التدخین
إقرأ أيضاً:
الدكتور سلطان القاسمي يكـتب: فطنة زعاب سكان الجزيرة الحمراء
تقع الجزيرة الحمراء على مبعدة 10 أميال في جهة الجنوب الغربي من رأس الخيمة، ويبلغ محيطها أكثر من ميل تقريباً، كما أن عمق القنال في اتجاه الشمال الغربي، يتراوح عرضه حوالي 75 ياردة بين الجزر، وهناك لسان من الأرض بنفس العرض يفصلها عن البحر، لا يتجاوز العمق 7 أقدام في ارتفاع الموج، ويبلغ العمق العادي لهذا الجزء من الساحل 5 أقدام.
أما في جهة الجنوب الشرقي، حيث يعمل القنال على فصلها عن البر الرئيس، فيقدر عرضه بحوالي ميل تقريباً، لكن هناك جزءاً ثانياً يبرز من الأخير عند الاقتراب لمسافة 72 ميلاً من الجانب الشمالي للمدينة.
في اليوم الثالث من شهر ديسمبر عام 1819م، هاجمت القوات البريطانية رأس الخيمة، ودمرتها بعد مقاومة استمرت 6 أيام، ثم انتقلت إلى الرمس، وبدأت بتحطيم حصونها وقلاعها وأبراجها، بعد ذلك انتقلت إلى ضاية التابعة للرمس.
في اليوم السادس عشر من شهر يناير عام 1820م، تم تكليف «توماس» «Thomas» ملازم، مهندس ميداني، بالذهاب إلى الجزيرة الحمراء على السفينة الحربية «سيجماوت» «sigma W/T» التابعة لشركة الهند الشرقية، ووصلت تلك السفينة إلى الجزيرة الحمراء في نفس اليوم.
تم إنزال الجنود على أرض الجزيرة من الناحيتين الشمالية والجنوبية، وحفر الجنود الخنادق، حتى إذا ما أعلن القائد الهجوم على البلدة، دخلها الجنود من الجهتين، وأخذوا طريقهم من خلال الطرقات الضيقة، وإذا بالكلاب الضالة تجري في تلك الطرقات فتلتقي مع الجنود، فيطلقون النار عليها فتهرب إلى الجهة الأخرى، فيطلق الجنود هناك عليها كذلك، وكل جهة من الجنود يظنون أن هناك مقاومة في المدينة، واستمروا حتى التقوا وجهاً لوجه، فتبين لهم أن المدينة خالية من البشر، كل ما فيها جدران خالية، وكلاب ضالة.
ضحك الجنود من تلك الهزالة التي وقعوا فيها.
ما الذي حدث ؟
عندما علمت قبيلة زعاب، سكان الجزيرة الحمراء، ما حدث لبلدة الرمس، من هدمٍ لقلاعهم وأبراجهم وبعض من بيوتهم، قالوا: إن الدور سيأتي علينا، فقرروا ما يلي:
أخرجوا نساءهم وأطفالهم من الجزيرة عبر المياه الفاصلة للجزيرة عن البر الأصلي، وكان ذلك عند الجزر، عبر ممر يسلكونه عند الحاجة للعبور إلى البر الأصلي.
اصطحبت نساء زعاب، أبقارهن وأغنامهن معهن، حتى وصلن إلى خور المزاحمي، وهو إلى الشمال من الجزيرة الحمراء ببضع كيلو مترات. كان ذلك المكان، وهو نهاية خور المزاحمي، يختفي خلف أشجار الغاف.
أما رجال قبيلة زعاب، فقد أحضروا زوارقهم، من نوع الشواحيف، وهي سهلة التجديف، ووضعوا فيها أثاثهم وحاجياتهم ودواجنهم، وعبروا بها إلى الشمال عند مدخل خور المزاحمي، واختفوا خلف أشجار الغاف، سالكين ذلك الخور لمسافة عدة أمتار، وأنزلوا حمولتها هناك.
أما من بقي من الرجال، فقد كانوا مشغولين بخلع أبواب، وأخشاب السقوف من كل بيت، وتركوا البيوت خالية من كل مظاهر الحياة.
عندما عادت تلك الزوارق من خور المزاحمي، شحن الرجال كل الأبواب والشبابيك، بالزوارق، ونقلوها على دفعات إلى خور المزاحمي، وبقيت الجزيرة الحمراء وكأنها بلدة مهجورة، ما بها سوى كلاب تجول في طرقات المدينة.
لم يعد زعاب إلى جزيرتهم «الجزيرة الحمراء»، إلّا بعد أن قامت القوات البريطانية المعتدية، بهدم الأبراج والحصون في كل من أم القيوين وعجمان والشارقة وأبو هيل.
عند ابتعاد القوات البريطانية عن الساحل العربي وانتقالها إلى الساحل الفارسي، عادت قبيلة زعاب إلى الجزيرة الحمراء، وعمروها ثانية.