بوابة الوفد:
2025-03-07@03:00:24 GMT

رمضان فرصة ذهبية للإقلاع عن التدخين

تاريخ النشر: 18th, March 2024 GMT

يعتقد كثير من المدخنين أن الإقلاع عن التدخين خطوة صعبة جدًا لا يمكن الإقدام عليها حتى مع صيام الشهر الكريم، ويرى هؤلاء أن الصيام عن الأكل والشرب فى رمضان أسهل بكثير من الإمتناع عن التدخين، وللأسف الشديد هناك نماذج سيئة جدا منهم ينتظرون بفارغ الصبر آذان المغرب للإفطار على سيجارة أو أكثر قبل تناول أى طعام أو شراب، وهو ما يشكل خطرا شديدا على حياتهم، ويصنف هذا السلوك بأنه من أعلى درجات الإدمان لمادة النيكوتين، ويتسبب هذا السلوك القاتل فى تقليل نسبة الأوكسجين فى الجسم بشكل مفاجئ، ورفع ثانى أكسيد الكربون، وزيادة احتمال الإصابة بنوبات الربو والانسداد الرئوى، والجلطات القلبية.


وهناك آراء فقهية ترى أن هذه الطريقة تعد إفطار على معصية استنادًا على فتوى من دار الإفتاء بأن التدخين حرام شرعًا.
والسؤال هنا هل صيام رمضان يساعد فى الإقلاع عن التدخين؟، والإجابة تأتى من خلال آراء متخصصين فى مجالات الصحة العامة وأمراض الصدر والقلب، نعم، وصيام رمضان فرصة ذهبية للإقلاع عن التدخين وأن هذا القرار ليس مستحيلا وإنما فقط يحتاج إلى عزيمة وقوة إرادة وخاصة إذا علم المتمسك بهذه العادة السيئة أن التدخين من أهم أسباب الوفاة حول العالم سنويا وهو المسئول عن عُشر حالات الوفيات فى جميع أنحاء العالم بمعدل حالة وفاة كل 6 ثوان، وأن المدخن كلما أقلع عن هذه العادة فى وقت مبكر، كلما قلت فرص إصابته بأمراض التنفس والقلب وغيرها من الأمراض الخطيرة.
ووفقًا للصديق العزيز الدكتور محمد عبدالهادى، عميد معهد القلب، فإن التدخين عامل رئيسى للإصابة بتصلب الشرايين، لأن النيكوتين الموجود فى الدخان يخفض مستويات الأوكسجين فى الدم ما يضطر القلب لبذل جُهد مضاعف من أجل تزويد الجسم بالأوكسجين الذى يحتاجه.
كما أن التدخين يُقلل من نسبة تدفق الدم إلى أعضاء الجسم ما يُؤدى إلى حدوث تصلّب أو سماكة فى الأوعية الدموية وضعف فى قدرتها على الانقباض والانبساط ويرفع مستوى ضغط الدم ومعدل نبض القلب.
وما يبعث الأمل لدى الراغبين فى الإقلاع عن التدخين والذين لم يتخذوا القرار حتى الآن رغم مرور أكثر من سبعة أيام على بداية الشهر الكريم ما يؤكده عميد معهد القلب أنه خلال يومين فقط من الإقلاع الفعلى عن التدخين، ستبدأ بقايا النيكوتين فى الإنسحاب من الجسم، و تحسن حاسة التذوق والشم بعد أسبوع، ويقوم القلب بضخ دم أغنى بكمية الأكسجين.
ويشحذ صديقى الدكتور وائل صفوت، استشارى الباطنة ورئيس الاتحاد العربى لمكافحة التبغ، همم المترددين فى اتخاذ قرار الإقلاع عن التدخين بآراء متفائلة، حيث يؤكد أنه بعد مرور الشهر الكريم بدون تدخين التبغ بكافة صوره من سجائر وشيشة، بايب، سيجار، تبغ مسخن، أو سجائر إلكترونية، ستبدأ الرئتان فى التحسن والاتساع وتزداد قدرتها على التنفس، وسيبدأ الشخص فى الشعور بأن الكحة قلت وسيخرج البلغم المحمل بالمواد السامة من الجسم وسيشعر بتحسن كبير فى أفعاله اليومية مثل صعود السلالم والمشى وغيرها.
وحتى لاتحدث ردة للتدخين مرة أخرى يشدد «صفوت» على التخلص من جميع منتجات التبغ، الموجودة فى المنزل ومحيط العمل، وجميع العناصر المرتبطة بالتدخين كالطفايات والولاعات، والامتناع عن المشروبات المحفزة على التدخين مثل الشاى والقهوة والنسكافيه والمشروبات الغازية والكولا، والأهم هو الابتعاد عن مخالطة المدخنين بعد الإفطار وتجنب الأماكن التى ترتبط باستخدام التبغ.
وأخيرا ومن هذا المنبر أدعو الدكتور وجدى أمين، مدير عام إدارة الأمراض الصدرية بوزارة الصحة الرئيس الحالى لجمعية مكافحة التدخين والدرن وأمراض الصدر بالقاهرة، إلى إحياء مبادرة «رمضان بلا دخان» التى أطلقها قبل ست سنوات الراحل العظيم الدكتور عصام المغازى، الرئيس السابق للجمعية، والذى ظل سنوات طويلة الحارس الأمين والمدافع الأول عن مكافحة التدخين فى مصر، والذى كان على يقين تام بأن شهر رمضان يعتبر فرصة ذهبية للإقلاع تماما عن التدخين، وأن من يترك السيجارة طوال فترة الصيام يستطيع الإقلاع نهائيا عن هذه العادة القاتلة.
 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: دار الإفتاء الإقلاع عن التدخین

إقرأ أيضاً:

رمضان فرصة لتجديد الروابط الأسرية

 

 

د. خالد بن علي الخوالدي

 

شهر رمضان المبارك ينتظره الجميع بشغف وتوق، ليس فقط لما يحمله من المعاني الروحانية والتقرب إلى الله، بل لما يتيحه من فرص لتجديد الروابط الأسرية وتعزيز العلاقات الاجتماعية. فمع الشهر الكريم تتجدد الآمال وتتفتح القلوب لاستقبال أيام مليئة بالخيرات والبركات.

إن استقبال رمضان لا يقتصر فقط على الصوم والعبادة، بل يتعدى ذلك إلى تعزيز العلاقات الأسرية والاجتماعية، حيث يعتبر الشهر الفضيل فرصة عظيمة للمسلمين لتقوية الأواصر الأسرية، ولكن لتحقيق ذلك يجب أن نكون واعين لأهمية تنظيم أوقاتنا خلال هذا الشهر، فالتخطيط الجيد لجدول الأنشطة اليومية، بما في ذلك أوقات الإفطار والسحور، يمكن أن يسهم في خلق جو من الألفة والمحبة داخل الأسرة، كما يجب أن نحرص على تخصيص أوقات للعائلة للعبادة والعبادات الروحانية، مثل قراءة القرآن معاً، أو إقامة صلاة التراويح كعائلة، مما يعزز من الروح الجماعية ويقوي العلاقات.

كما يجب علينا استغلال أيام رمضان في زيارة الأرحام والجيران؛ حيث يعتبر هذا الشهر فرصة مثالية لإعادة التواصل مع أفراد العائلة الذين قد نكون ابتعدنا عنهم، فزيارة الأرحام ليست مجرد عادة؛ بل هي واجب ديني واجتماعي يعكس القيم الإنسانية الرائعة التي يتمتع بها المجتمع المسلم، فهذه الزيارات تسهم في تقوية الروابط الأسرية وتعميق المحبة بين الأفراد، مما يسهم في بناء مجتمع متماسك.

ويتمتع الجيران بمكانة خاصة في الإسلام، حيث يحث المسلمون على حسن الجوار والاعتناء بالآخرين، خاصة في رمضان، وفي عُمان كان ولا يزال تحضير الصواني وتوزيع الإفطار على الجيران من أبرز مظاهر الشهر الفضيل، حيث يعكس روح التعاون والمودة بين الناس وإن كانت هذه العادة الحميدة قد قلَّت إلا أنه من الأهمية زرعها لدى الأطفال وعودتها، فتلك اللحظات البسيطة من المشاركة تعزز من العلاقات الاجتماعية وتخلق أجواء من السعادة والسكينة.

وفي إطار العلاقات الأسرية، يجب أن نعمل على تعزيز المودة بين الأخوة والأخوات؛ حيث يعتبر رمضان فرصة رائعة لحل النزاعات أو التوترات السابقة، وإن الجلوس معاً لتناول الإفطار أو السحور، ومشاركة الأحاديث والذكريات العائلية، يمكن أن يسهم في إعادة بناء الثقة والمحبة بين أفراد الأسرة، فالتصالح والتقارب في هذا الشهر الكريم يعدان تجسيدًا ملموسًا لقيم التسامح والمحبة التي دعا إليها الدين الإسلامي.

إنَّ شهر رمضان هو وقت للتأمل والتفكر، وهو فرصة لتجديد العلاقة مع الله، ومن خلال الصلاة وقراءة القرآن والدعاء، يمكننا تعزيز روحانيتنا وتنقية قلوبنا، وإن الشعور بالسكينة والهدوء الذي يأتي مع العبادة يمكن أن ينعكس أيضا على العلاقات الأسرية، حيث يصبح الأفراد أكثر تسامحا وتفهما لبعضهم البعض.

والانغماس في الروحانيات خلال رمضان يساعدنا على رؤية الأمور من منظور أعمق، مما يمكننا من تجاوز الخلافات والنزاعات، فالأجواء الروحانية التي تسود في هذا الشهر المبارك تدعونا جميعا للعودة إلى القيم الأساسية التي تجمعنا وتوحدنا.

إنَّ شهر رمضان المبارك هو أكثر من مجرد شهر للصوم والعبادة، بل هو فرصة لتجديد الروابط الأسرية وتعزيز العلاقات الإنسانية، ومن خلال المحافظة على أوقاتنا وأيامنا في هذا الشهر، وزيارة الأرحام والجيران، وتعزيز المودة بين الأخوة والأخوات، يمكننا أن نبني مجتمعا أكثر تماسكا وقوة، فلنجعل من هذا الشهر الكريم فرصة للتصالح والتقارب، ولنتذكر دائمًا أن الروحانيات التي نعيشها في رمضان يجب أن تستمر في حياتنا اليومية، لتظل قيم المحبة والتسامح حاضرة في قلوبنا وعلاقاتنا.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • هل القلب هو محل العقل كما ذكر القرآن؟.. الدكتور علي جمعة يجيب
  • أطباء يحذرون من عادة غذائية عند الإفطار تضر بالقلب والجهاز الهضمي
  • “يا عارك يابو سعود”!
  • مركز الأمير فيصل بن خالد لأمراض وجراحة القلب بأبها ينضم إلى منظمة ELSO العالمية
  • نصائح ذهبية لتغيير «عادات سيئة» في شهر رمضان!
  • من نصف ساعة إلى 10 سنوات.. ماذا يحدث للجسم عند الإقلاع عن التدخين؟
  • رمضان فرصةٌ لإيقاظ الغافلين
  • مصر أكتوبر: القمة الطارئة فرصة ذهبية لتوحيد الموقف العربي ضد مخطط التهجير
  • مصر أكتوبر: القمة الطارئة فرصة ذهبية لتوحيد الموقف العربي ضد مخطط التهجير
  • رمضان فرصة لتجديد الروابط الأسرية