لكل فن وإبداع مفرداته وعناصره المتعددة والمتفردة التى تميزه عن الفنون والآداب الأخرى، فإذا كانت القصة أو الحدوتة هى العمود الفقرى للرواية، فإن الموسيقى والخيال هما أساس الشعر كما الحركة والصراع أوتاد الدراما والمسرح بينما الصورة والسيناريو والآخراج أسآسيات السينما فى مقابل المؤثرات الصوتية والحوار فيما يخص الإذاعة، ونجد الألوان والتشكيل والتكوين لب الفنون التشكيلية والرسم، بينما الإيقاع والتناغم الحركى والجسدى للفنون الإستعراضية والإيقاعيّة الحركية، ولأننا نعيش اليوم عصر جديد تجتمع فى عدة فنون بصرية وسمعية وحركية مع تقنيات تكنولوجية حديثة خاصة فى التلفزيون والمنصات الرقمية، فإن فن الدراما التلفزيونية جامع شامل للعديد من هذه الفنون الإبداعية وهو ما جعله متفردًا فى بداياته ومنافسًا قويًا للسينما والمسرح وحتى الشعر والإستعراض من خلال أعمال درامية كان الحوار بها أقرب إلى موسيقى الشعر وخياله وتضمنت أعمالا إستعراضية مثل «ألف ليلة» و«أنا وأنت وبابا فى المشمش» أو أعمال مثل كتابات عبدالسلام أمين وحواره الشعرى فى عمر بن عبدالعزيز وهارون الرشيد، كما يعد الديكور مكملًا للفنون التشكيلية فى بناء الصور البصرية التى تعبر عن الحكاية والصراع ولكن يظل للدراما التلفزيونية عناصر جوهرية من بناء للشخصية فى محيطها الزمنى وخلفيتها المكانية والإجتماعية لتحمل تلك الشخصية حوارًا يتضمن لغة وصراع وتيمات وأفكار ورسائل فى قالب الحدوتة والحكاية المترابطة البناء المتصاعدة الأحداث المتماسكة الحبكة والخيوط المتعددة من عدة شخصيات وأحداث وأماكن وأزمنة ممتدة تحكى وتروى فى تصاعد درامى فنى.
أما مسلسل «بابا جه» لأكرم حسنى ونسرين أمين ومحمد أوتكا، تأليف «ورشة عمل» إخراج خالد مرعى، فإن القصة جيدة وهادفة إلى حد كبير حيث تتعرض لقضية مجتمعية هامة وحساسة وشائكة، إلا وهى دور الأب فى البيت وفى الأسرة وهل ينحصر الدور فى الإنفاق المادى أم فى المركز والمنصب؟، أم أن للأب دورًا بل أدوارا أن غابت تفككت الأسرة وضياع الأبناء؟، والعمل ينتقل بين عدة أحداث من خلال قصص منفصلة متصلة لأسر مختلفة والتى تلعب الأم فى معظمها الدور الرئيسى والأساسى مع الأبناء، ويظل دور الأب هامشيًا فى الظاهر أو ماديًا ولكنه لا يفى باحتياجات الأبناء عاطفيًا وفكريًا، فالأب هو السند والظهر والقوة والاحتواء فإن غاب عنصر منها فإن التوازن الإجتماعى يفسد ويضيع الأبناء ما بين مخدرات أو فشل أو مرض نفسى ويسقط المجتمع وهذا ما قدمه المخرج خالد مرعى بسلاسة وبساطة ليصل للصغير والكبير فى قالب كوميدى ساخر
هذان المسلسلان من الأعمال التى بها عناصر فنية وعوامل جذب، وهناك أعمال درامية أخرى تستدعى الدراسة والتحليل والنقد بعد المشاهدة.. رمضان كريم.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: رمضان كريم الدراما والمسرح
إقرأ أيضاً:
السفير صلاح حليمة: مصر لها تأثير على مجريات الأحداث الإقليمية والدولية
قال السفير صلاح حليمة، نائب رئيس المجلس المصري للشئون الخارجية، إن لاشك العلاقات بين مصر وجنوب أفريقيا، تحتل أولوية على كافة المسارات سواء كان المسار الأمني أو السياسي أو الاجتماعي أو الاقتصادي مشيراً إلى أن مصر لها دور محوري ريادي يتعاظم في إطار علاقاتها مع القارة الأفريقية على المستوى المتعدد.
و أضاف "حليمة" خلال مداخلة هاتفية ببرنامج "هذا الصباح" المذاع على فضائية أكسترا نيوز، بأنه فيما يتعلق بعلاقات المستوى الثنائي، معبراً عن العلاقات مع جنوب أفريقيا " علاقات تضرب بجذورها في أعماق التاريخ" فمصر لها دور ريادي فيما يتعلق بمكافحة الفصل العنصري و حصول جنوب أفريقيا على دولة ذات ثقل في القارة الأفريقية.
وتابع نائب رئيس المجلس المصري للشئون الخارجية، بأن مصر لها تأثير على مجريات الأمور الإقليمية والدولية فالمسارات الخاصة بالعلاقات بين مصر وجنوب أفريقيا شهدت تطور خاصة فيما يتعلق بمواقفها السياسية تجاه القضية الفلسطينية بصفة خاصة مشيراً إلى مؤتمر قمة الدول العربية والإسلامية الثاني، والدور الكبير لجنوب أفريقيا بشأن محكمة العدل الدولية التي وضعت إسرائيل أمام المحكمة لتحاكمها على ما ترتكبه في حق الشعب الفلسطيني.
وكشف "حليمة"، إلي أنه في إطار العلاقات الثنائية بين مصر وجنوب أفريقيا فهناك تنامي فيما يتعلق بالمجال الاقتصادي والتجاري مشيراً إلى الاستثمارات من جانب جنوب أفريقيا في مصر وأيضا من جانب مصر في جنوب أفريقيا حيث يصل حجم استثمارات جنوب أفريقيا في مصر ما يقرب من نصف مليون دولار.
وأردف: بوجود مصر أيضا في تجمع البريكس مع جنوب أفريقيا وفي مجموعة العشرين خاصة أن المجموعة ستجتمع في عام ٢٠٢٥ في جنوب أفريقيا.