بعد أن خمدت النيران التى التهمت استوديو الأهرام فجر السبت الماضى، ودمرت ديكوراته وتجهيزاته على سبعة أفدنة، وطالت ألسنة اللهب 10 عقارات مجاورة للاستوديو، يصبح السؤال الذى لا يزال شراره حياً تحت الرماد: من حرق استوديو الأهرام، خاصة أن هذه الحريقة ليست الأولى، فحسب رواية الجيران إنها: (كلاكيت ثانى مرة)، بعد أن تمكن الأهالى من السيطرة على النار فى المرة الأولى، قبل ثلاثة أسابيع وفقاً لما أكده مصدر أمنى مسئول.
الأسباب المباشرة للحريق ما زالت قيد التحقيق حتى الآن، بعد ان تضاربت الأقوال بين شهود العيان، فيرى أحد العاملين بالاستوديو الذى هزته مشاهد الدمار، وتحولت كما وصفها من مشهد سينمائى إلى كارثة حقيقية: إن النار بدأت بعد خروج أبطال مسلسل (المعلم) من موقع تصوير الحارة الشعبية فى الواحدة صباح السبت الماضى، لنفاجأ جميعاً بالنيران تندلع من قلب الحارة، وتصاعدت بشكل مرعب ساعدت على اشتعالها مكونات الاستوديو، من خشب وبلاستيك وقماش تستخدم فى تبطين الاستوديوهات، ما نشر النار بسرعة البرق لتطول الأشجار والنخيل المحيطة بأسوار الاستوديو، ومنها دخلت إلى العقارات المجاورة لتدمر 150 شقة وتطرد سكانها إلى العراء!
سبب آخر يرجع الحريق إلى مشهد انفجارى ضمن احداث المسلسل الذى كان يجرى تصويره، بينما يؤكد ساكنو العقارات المنكوبة أن شققهم دمرت بأثاثها، وأنهم فى انتظار تعويض عادل من وزارة الثقافة.
وأياً كانت أسباب الحريق التى سيكشف عنها المعمل الجنائى، ونتمنى أن تعلن بشفافية فى أقرب وقت، فإن احتراق استوديو الأهرام الذى يعود عمره إلى 80 عاماً يمثل كارثة كبيرة، لأنه جرى بين أسواره أكثر من 500 عمل درامى من مسلسلات وأفلام، ما زالت تعيش فى الوجدان المصرى وتمثل علامة فارقة فى الدراما والسينما المصرية.
كذلك يعد شاهداً على تاريخ الفن المصرى منذ تأسيسه على أيدى اليونانيين عام 1944 خلال الحرب العالمية الثانية، فأصبح تراثاً فنياً حقيقياً، ويعتبر من ألمع وأعرق الاستوديوهات السينمائية على مستوى العالم العربى.
وإذا كانت الحكومة ستقوم بتعويض المتضررين كما أعلنت بـ15000 جنيه لتوفير سكن عاجل لكل متضرر حتى يتم ترميم عقاراتهم، كما ستعيد بناء الاستوديوهات على أحدث السبل المتطورة بالتكنولوجيا الحديثة، فحتى لو حدث ذلك وأعيد بناؤه بطريقة أحدث مما كان عليه، ولكن من يعيد تاريخ السينما والدراما التى صنعت بين جدرانه؟
وهنا ستظل علامات الاستفهام منصوبة، ومنها أين سرعة التحرك لإخماد الحريق فور اندلاعه؟ ولماذا امتدت عملية الإطفاء أكثر من ثمانى ساعات؟ دون تكثيف سيارات الإطفاء من مختلف المناطق المجاورة لمحاصرة النيران؟
ويبقى سؤال كبير أين وسائل الحماية المدنية من نظام إطفاء ذاتى، أو أجهزة إطفاء متفرقة، من خلال منظومة كاملة لمواجهة الحريق فى مبنى بهذه القيمة التاريخية بدلاً من إهماله وتركه ليحدث ما حدث!!
وحتى تعلن نتائج التحقيقات بصراحة ووضوح، سيظل السؤال مطروحاً من حرق (استوديو الأهرام) ولماذا؟
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: وزارة الثقافة عبدالعظيم الباسل استودیو الأهرام
إقرأ أيضاً:
"رمضان يعنى".. ابتهالات النقشبندي والأذان بصوت محمد رفعت وخواطر الشعراوى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
ارتبط شهر رمضان بالعديد من البرامج الإذاعية والتليفزيونية والأعمال الدرامية، التى لا يمكن أن ننساها، ومحفورة فى وجداننا، وكان من الصعب قضاء اليوم بدونها، فرمضان يعنى النقشبندى، ورمضان يعنى الأذان بصوت محمد رفعت، ورمضان يعنى خواطر الشعراوى.
وتعد الروحانيات والطقوس الدينية من أهم سمات رمضان وقد حفرت البرامج الدينية ومقدموها من الشيوخ الأفاضل مواعيد ثابتة فى أذهان وقلوب المشاهدين، وتحول مع الوقت مشاهدتهم والاستماع لأصواتهم إلى صفة رمضانية انتقلت من جيل إلى جيل.
من أبرز البرامج التى من الممكن أن «تظبط ساعتك عليها» برنامج «خواطر الشعراوى» الذى يعرض على شاشة القناة الأولى وإذاعة القرآن الكريم، لإمام الدعاة الشيخ محمد متولى الشعراوى.
عندما تشير عقارب الساعة إلى أنه يتبقى ٢٠ دقيقة فقط على أذان المغرب فى رمضان، نجد جميع الصائمين فى البيوت والمحلات والمقاهى والشوارع والشركات يلتفون حول «خواطر الشعراوى» يستمتعون بتفسير آيات القرآن الكريم، ليهون عليهم يوما كاملا من عناء ومشقة الصيام، ويروى الشعراوى بأسلوبه الجميل عطش الصائمين وبطريقته الساحرة البسيطة الجاذبة لكل الأعمار، ينصت إليه الجميع منتظرين أن يمضى الوقت لينطلق مدفع الإفطار.
وعاما بعد عام أصبح البرنامج من الوجبات الروحانية التى تلتف حوله الأسرة قبل الإفطار بثلث ساعة، ورغم رحيل الشيخ الشعراوى عام ١٩٩٨ إلا أنه الحاضر الغائب على مائدة الإفطار فى رمضان، ومعه تهل روائح الشهر الكريم ويشعر الصائمون برمضان من خلال نبراته وصوته الفريد وأدائه المميز الذى يستحيل أن تتوه عنه أو يصعب عليك معرفته ولو للحظة واحدة.
ويمكننا بلا مبالغة أو جدال ومن خلال الواقع الذى نعيشه، أن نؤكد على أن «خواطر وأدعية الشعراوى» ارتبطت بالصائمين فى رمضان وظلت وستظل من البرامج التى نطلق عليها عبارة "اظبط ساعتك عليها".
أما «الكروان» والصوت الخاشع وشيخ المداحين «النقشبندى» الذى ارتبط صوته بابتهالات ما قبل أذان المغرب، فيعد من أهم معالم رمضان وتوقيت ابتهالاته مميز ومعروف تقدر تظبط ساعتك عليه.