د. محمد المعموري بعد حرق المصحف الشريف أمام سفارتي تركيا ومصر في العاصمة الدنماركية وقبلها أمام السفارة العراق في “الدنمارك” والسويد نسأل: لماذا يحرق القرآن الكريم…؟!. تتعدد الأسباب التي تجعل من المواطنين الغربيين يقدمون على هذا الفعل في الاعتداء على مقدسات المسلمين، ومن تلك الأسباب ربما توجد أياد خفية تحرك تلك التي يطلق عليها “الجماعات اليمينية المتطرفة” للغول في الاعتداء على مقدسات المسلمين، وإذا افترضنا أن الجماعات اليمينية التي قامت بحرق القرآن مؤخرا أمام سفارتي مصر وتركيا وتطلق على نفسها (الدنماركيون الوطنيون) هي حقا جماعة يمينية متطرفة فإننا سنفترض أنهم يعادون جميع الأديان التي في بلادهم ماعدا دينهم ومنها الديانة اليهودية وديانات ومعتقدات أخرى فلماذا لا تحرق مثلا نسخا من التوراة أو الاحتجاج أمام دور العبادة لبقية المعتقدات التي يعتقدها المواطن الدنماركي أو السويدي بل المواطن الغربي على حد سواء، لذلك فإني أرجح أن الاعتداء على مقدسات المسلمين هو فقط من أجل استفزازهم وبيان ضعفهم وعدم جديتهم في اتخاذ القرار وهذا طبعا يخدم الصهيونية العالمية إذ إنهم يهيؤون الرأي العام الصهيوني ويمنحونه القوة في التمادي بقتل الفلسطينيين وتهجيرهم ومن ثم رفع معنوياتهم في اتخاذ إي قرار يمنحهم نفسا للتنفس خارج موقعهم الجغرافي خاصة وان الإجراءات التي اتخذت من قبل الدو ل الاسلامية بشكل عام والدول العربية بشكل خاص “ماعدا العراق والشعوب العربية ” كانت اجراءات ضعيفة ولا ترتقي بمستوى الحدث ولا تدل على وجود اي اتحاد بين تلك الدول لاتخاذ القرار المناسب في ضرب مصالح الغربية في الدول الاسلامية ومنها الدول العربية التي ترتبط بعلاقات اقتصادية واسعة ومهمة.
لذلك فإن الغرب مطمئن على مصالحه في المنطقة العربية وكذلك يساند الصهيونية لتعزيز كيانها المستبد في المنطقة بل يمنح الكيان الصهيوني الضوء الأخضر في التمادي للاعتداء على الفلسطينيين وبناء قوتهم ليتمكن الصهاينة من تحقيق أهدافهم في التوسع والعدوان. ويلاحظ بعد كل حادثة أن الدول التي يقع فيها الاعتداء على مقدسات المسلمين تشجب هذا الفعل وتدعي أنها غير قادرة على مصادرة التعبير عن الرأي وتغافلوا ان بإمكانهم سن قوانين لمنع تكرار مثل هذه الاعتداءات كونها تؤجج العداء بين المعتقدات وان كنا واثقين أن هذه التجاوزات لن تخدش حياء المصالح الغربية في أرض المسلمين أو أنها تسبب لهم الإحراج ماعدا أننا “سنندد ” ونستدعي السفير ليشرب القهوة ونخبره أن شعبنا مستاء من هذه الأفعال…، وبعد أيام تتكرر وربما بشكل أكبر ودون خجل أو خوف من أي إجراء. إن من ( أمن العقاب أساء الأدب ) ولأننا لم نتخذ الإجراءات التي تحد من هذه الظاهرة فإن الدول الغربية ستبقى غير مؤدبة معنا وسيتعاملون معنا وكأننا تابع لهم، ولكي أعزز كلامي هذا بما يحدث في الدول العربية من التزام اتجاه الأديان أو المعتقدات للوافدين فيها فأننا هنا في المنطقة العربية نعاقب أي شخص يعتدي على دين أو معتقد “لأي وافد ” وإن كان هذا المعتقد لا يعتقد بوجود الله سبحانه وتعالى، وعلى سبيل المثال فإن دول الخليج تأوي في دولها الوافدين من العمالة الأجنبية وخاصة الهندية أعداد كبيرة ومن تلك العمالة طائفة (السيخ) وهذه الطائفة معروفة بعدائها للإسلام والمسلمين ونحن نعرف أن المسلمين في الهند يتعرضون بين الفترة والأخرى لهجوم وإقصاء شديدين، إلا أننا “نحترم” تلك الطائفة في بلادنا ولا نفرض عليهم القيود ولم يعتدى على مواطنيهم،،، لماذا، ألاننا مسالمين…؟، ام اننا لا نملك القوة على ردع تلك الافعال بما يتوازى مع فاعلها…؟، ومن هنا طبعا نستطيع ان نعلم كم نحن العرب نفرط بحقوقنا كمسلمين وكم هان علينا ديننا وتغلبت علينا مصالحنا فلا نأخذ حق من المعتدي على اخواننا المسلمين ولا نعطي هيبة لديننا ولذلك فان الغرب سيستمر يتمادى في الاعتداء على مقدساتنا بحجة احترام حرية الرأي فلا ضير فإننا “مسالمين ” …!. ونسال هنا اليس لنا حرية رأي لندعو لطردكم ومنع شركاتكم واستثماراتكم في اراضينا لنتوازى على الاقل في كلا الاتجاهين. وليس هذا فقط فانهم مع احترامهم “المزعوم ” لحرية التعبير عن الرأي في بلدانهم واهانة مقدساتنا ايضا يضمنون احترام مواطنيهم في اراضينا فلو تعرض اي مواطن غربي لأي ضغط وان كان بسيطا فان سفاراتهم تقوم ولا تقعد ليأخذ حقه “بدل الصاع صاعين” اما المواطن العربي فيمكن ان يحجز بمطاراتهم وربما يستبعد لو تجاوز على رموزهم ، وهكذا فأننا نمنحهم حرية التعبير ونضمن لهم حريات كثيرة ليس في بلادهم ولكن هنا في بلاد المسلمين ، اما حرق القران او اقصاء المسلمين او تهجيرهم من ارضهم فإننا “نمتلك “القنوات الدبلوماسية للتنديد . ويجب الاشارة الى اننا لسنا ضد الحريات ولا نقبل لإقصائها ولكننا نسعى لنحافظ على مقدساتنا ونحتفظ بهيبتنا…!. والله المستعان. كاتب وباحث عراقي mohmus94@yahoo.com
المصدر: رأي اليوم
إقرأ أيضاً:
بعد عقود من التحسن.. لماذا شهد متوسط العمر المتوقع في أوروبا تباطؤًا ملحوظًا؟
على الرغم من أن الأوروبيين المولودين اليوم قد يمتد متوسط أعمارهم إلى الثمانينيات، إلا أن دراسة حديثة كشفت عن تباطؤ شهده متوسط العمر المتوقع لعقد كامل قبل أن ينخفض بشكل حاد خلال جائحة كوفيد-19.
بحسب الدراسة، بدأ تسجيل التباطؤ في متوسط العمر المتوقع خلال العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين قبل أن يتراجع بشكل كبير مع الجائحة، ثم بدأ في التعافي تدريجيًا بعد ذلك. وتقدم هذه التغيرات مؤشرات هامة حول كيفية تأثير السياسات الحكومية على الصحة العامة.
وشملت الدراسة الجديدة، التي نشرت في مجلة "لانسيت للصحة العامة"، 20 دولة أوروبية، من بينها النمسا، بلجيكا، الدنمارك، فنلندا، فرنسا، ألمانيا، اليونان، آيسلندا، أيرلندا، إيطاليا، لوكسمبورغ، هولندا، النرويج، البرتغال، إسبانيا، السويد، إضافة إلى إنجلترا، إسكتلندا، ويلز، وأيرلندا الشمالية.
وفقًا للدراسة، ارتفع متوسط العمر المتوقع في الدول المشمولة بالبحث بمعدل 0.23 سنة سنويًا بين عامي 1990 و2011، وهو ما يعادل تقريبًا ثلاثة أشهر إضافية لكل سنة، وذلك نتيجة انخفاض معدلات الوفيات الناتجة عن أمراض القلب والسرطان.
ولكن منذ عام 2011 وحتى 2019، تراجعت وتيرة الزيادة في متوسط العمر المتوقع إلى 0.15 سنة فقط سنويًا، أي ما يعادل 1.8 شهر، ما يشير إلى تباطؤ واضح مقارنة بالعقود السابقة. وشهدت المملكة المتحدة التراجع الأكبر، تلتها ألمانيا وإسبانيا، بينما كانت التغيرات أقل وضوحًا في الدول الإسكندنافية.
ويعزو الباحثون هذا التباطؤ إلى ارتفاع معدلات الوفيات الناجمة عن أمراض القلب، والتي تفاقمت بسبب عوامل مثل السمنة، وارتفاع مستويات الكوليسترول وضغط الدم، وسوء التغذية، ونقص النشاط البدني.
وفي الوقت ذاته، يرى باحثون مستقلون أن التحولات الديموغرافية قد لعبت دورًا في هذا التباطؤ، حيث أوضح توم ساندرز، أستاذ التغذية في كلية كينغز كوليدج بلندن، أن بعض الدول مثل المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا، شهدت تغيرات سكانية كبيرة نتيجة زيادة معدلات الهجرة، مقارنة بالدول الإسكندنافية.
تأثير الجائحة على متوسط العمر المتوقعأدى تفشي كوفيد-19 إلى انخفاض كبير في متوسط العمر المتوقع بين عامي 2019 و2021 في معظم الدول المشمولة بالدراسة. وكانت الالتهابات التنفسية والمضاعفات الصحية المرتبطة بالجائحة من العوامل الرئيسية لهذا التراجع، لكن التأثير كان أكثر وضوحًا في الدول التي شهدت تباطؤًا في معدل العمر المتوقع خلال العقد السابق.
وسجلت اليونان وإنجلترا أكبر انخفاضات في متوسط العمر المتوقع خلال الجائحة، حيث فقدت كل منهما حوالي 0.6 سنة، أي أكثر من سبعة أشهر.
في المقابل، استمرت دول مثل النرويج وآيسلندا والسويد والدنمارك وأيرلندا في تسجيل ارتفاع بمتوسط العمر المتوقع، بينما ظل ثابتًا في بلجيكا. ما يُشير إلى أن هذه الدول كانت أكثر استعدادًا لمواجهة تداعيات الجائحة بفضل سياسات الصحة العامة المتبعة لديها.
ووفقًا للباحث الرئيسي في الدراسة، نيك ستيل، فإن الدول التي تبنت سياسات وطنية تعزز الصحة العامة للسكان كانت أكثر قدرة على الصمود في وجه الأزمات الصحية المستقبلية.
كيف يتمّ تعزيز متوسط العمر المتوقع؟أكدت الدراسة أن الحكومات يمكن أن تساهم في تحسين متوسط العمر المتوقع من خلال وضع سياسات تهدف إلى الحد من عوامل الخطر الصحية، مثل تعزيز العادات الغذائية الصحية، وتشجيع النشاط البدني، وضمان وصول الجميع إلى الرعاية الطبية.
كما أظهرت أبحاث أخرى أن زيادة الاستثمار العام في مجالات مثل التعليم والخدمات المقدمة للأشخاص ذوي الإعاقة يلعب دوراً هاماً. وبالإضافة إلى ذلك، فإن ارتفاع الناتج المحلي الإجمالي للفرد يعتبر عاملًا إيجابيًا يؤثر على الصحة العامة للسكان.
Relatedدراسة تكشف: تناول الكثير من اللحوم الحمراء قد يسبب الخرف وتدهور الصحة العقلية"القاتل الصامت".. كيف يهدد التلوث الضوضائي صحة مواطني الاتحاد الأوروبي وأطفالهم؟"احذروا الأدوية المزيفة".. يوروبول تكشف عن تجارة بأكثر من 11.1 مليون يورو تهدد صحة الأوروبيينوعلى الجانب الآخر، أظهرت دراسة أجريت في إنجلترا عام 2021 أن تقليص الإنفاق الحكومي المحلي قد يؤدي إلى زيادة الفجوة في متوسط العمر المتوقع بين المناطق الغنية والمحرومة.
ورغم هذه التحديات، تشير البيانات الحديثة الصادرة عن الاتحاد الأوروبي إلى أن متوسط العمر المتوقع قد تحسّن جزئيًا بعد الجائحة، حيث وصل إلى عمر 81.5 سنة في العام 2023.
ولكن بعض الدول، مثل النمسا وفنلندا وإستونيا وهولندا واليونان وألمانيا، شهدت انخفاضاً مستمراً في متوسط العمر المتوقع خلال العام نفسه، مما يبرز الحاجة إلى سياسات أكثر فاعلية في مواجهة هذه الظاهرة.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية منظمات غير حكومية في جنوب أفريقيا تحذر: تجميد ترامب للمساعدات سيحرم مرضى الإيدز من العلاج خمس طرق يمكن أن تساعد بها الأقمار الصناعية في تحسين الصحة العامة ثلث الأوروبيين جربوا المخدرات غير المشروعة.. وهذه أكثر البلدان إدمانًا! الصحةأوروبادراسة سكانية - ديموغرافيارعاية صحيةدراسةأمراض القلب