عربي21:
2024-07-11@12:02:25 GMT

لم نتوقع هذا

تاريخ النشر: 18th, March 2024 GMT

قليل من يتوقع انتصار غزة، وما النصر إلا من عند الله، أو يأملون نصرا في المدى البعيد، فالعدو المتجهّم من فوق غزة، والقريب المُمّلك أمرها من أمامها، والبحر من ورائها، وليس لها إلا الصبر.

لكن لم نتوقع أن تقتحم حركة محاصَرة مثل حماس حصون إسرائيل الحصينة، خفافا وعلى الدراجات، ولم نتوقع أن تأسر كل هذا العدد من الإسرائيليين، وأن تحتفظ بهم كل هذه المدة، وغزة فيها كثير من العملاء والأعداء والخصوم.



لم نتوقع أن تهاجم حركة صغيرة مثل حماس المحاصَرة، أقوى دولة في المنطقة، حتى أنَّ جيشها يوصف بأقوى جيش في العالم، مدعومة من أقوى دول العالم؛ أمريكا، بريطانيا، فرنسا.. ومعها أقوى الدول العربية أيضا من وراء حجاب، ثم من غير حجاب.

ولم نتوقع أن تستمر الحرب كل هذه المدة الأحقابية، وهي طويلة للطرفين، وقاسية، وهي أشد قسوة على غزة.

لم نتوقع أن تسارع دول عربية إلى نجدة إسرائيل، وأنّ تتداعى لها بالسهر والحمّى، بل وتحثّها على استئصال المقاومة، وتمدّها بالوقود والغذاء والتعزية والمصابرة.

لم نكن نتوقع أن يغلق الحوثي باب المندب من غير قفل، لم نكن نتوقع أن يكتفي حزب الله بالمساندة على الحدود بصواريخ تسقط في الأرض الجرداء غالبا، وقد خسر بعض قادته وكثيرا من جنده، وأمّلَ جمهوره بالرد المزلزل.

ولم نكن نتوقع أن يزيل طوفان الأقصى كل مساحيق التجميل عن أوجه دول الغرب وإسرائيل "الديمقراطية"، كما أزالها عن وجوه الأنظمة العربية، ولم نكن نتوقع أن تشبه إسرائيل أخواتها الأنظمة العربية كل هذا الشبه، وأن تجتمع كل هذه النظائر، الخالق الناطق، في الفتك بالمعتقلين، وفي خرق الدساتير الإنسانية والأعراف المحلية والقوانين الدولية.

لم نكن نتوقع أن تصير إسرائيل دولة مارقة لا تكثرت بقوانين المحكمة الدولية، بل أن تصير منبوذة، كما يقول ديفيد هيرست.

لم نكن نتوقع أن تكون دول مثل البرازيل أو جنوب أفريقيا أو أيرلندا أكثر عروبة من العرب.

لم نكن نتوقع أن يكون "الجيش الأكثر أخلاقية" في العالم أشرّها أخلاقا، لم نكن نتوقع أن يشبه جيش إسرائيل جيش بشار الأسد وجيش بوتفليقة وجيش السيسي، لم نكن نتوقع أن يقصف كل هذه المستشفيات والجوامع والكنائس حفاظا على صورته "النقية" لدى أصدقائه، بل إنه قصف مؤسسات دولية مثل الأونروا، والمشفى المعمداني، وسيارات الصليب الأحمر.

لم نكن نتوقع أن يكون لزعماء العالم ودوله الكبرى التي لها حق الفيتو في مجلس الأمن؛ كل هذا الشبه بالزعماء العرب في الثرثرة والهتاف والصراخ. لم نكن نتوقع أن يبلغ عجزهم منع إسرائيل من قصف المنظمات الدولية، ومنع الطعام والشراب في القرن الحادي والعشرين، الذي بلغت فيه الإنسانية ما بلغت.

لم نكن نتوقع أن نرى أكبر منظمة دولية على كوكب الأرض، هي الأمم المتحدة، تشبه حزب البعث العربي الاشتراكي في عجزه وعطله، أو أن تشبه الجامعة العربية.

لم نكن نتوقع أن تعلمنا إسرائيل الديمقراطية، لكن لم نتوقع أيضا أن تقصف غزة بآلاف الأطنان من الأسلحة بما فيها المحرمة مثل الفوسفور الأبيض، وأن تخسر صورة الضحية المقدسة في القرن العشرين والحادي والعشرين، ولم نتوقع أن يزهد نتنياهو الأيرلندي الأصل، أبيض البشرة، الديمقراطي، في منظمة فتح حاكما لغزة، وأن يسعى إلى التعاون مع العشائر فيها!

لم نكن نتوقع أن نرى رئيس أمريكا شبيها بالرؤساء العرب، في أرذل العمر، متشبثا بالكرسي حتى الرمق الأخير.

لم نكن نتوقع أن نرى خطوط أمريكا الحمراء التي وضعتها لإسرائيل وردية، وأن يكون رئيس البرازيل أكثر مقاومة من رئيس محور المقاومة بشار الأسد، وأن نرى الناس يموتون جوعا، والعالم، كل العالم، عاجز عن مدّهم برغيف الخبز.

لم نكن نتوقع أن يغلب غضب إسرائيل عقلها وحصافتها، أو أن يتبنى نتنياهو شعار الزعماء العرب المفضل في برنامج ما يطلبه الجمهور: "لا صوت يعلو فوق صوت المعركة"!

لم نكن نتوقع أن يكون الإسرائيلي الأسير الذي كان يساوي في السلم يا -بن زبيبة- ألفا ومائتي فلسطيني أسير في تجارة الأسرى، رخيصا، فيُقتل بيد الإسرائيليين أنفسهم بتعاليم هانيبعل، فالجيش الأكثر أخلاقية في العالم يقصفهم مع مرتهنيهم كما تقول تحقيقات صحافية إسرائيلية وفرنسية وأمريكية، من واشنطن بوست وليبراسيون وهآرتس.

لم نكن نتوقع أن يصور ملك عربي مشهدا تمثيليا لمعركة، تمثيلا رديئا يشبه ألعاب الأطفال في العيد.

لم نكن نتوقع أن تفسد حركة مقاومة صغيرة محاصرة الحفلة الدولية الكبرى المسماة بصفقة القرن.

لم نكن نتوقع أن تصير وسائل التواصل التي أسسها غربيون شبيهة بالصحف العربية في قوانين النشر، وتضطر الكتّاب والمدونين إلى كتابة آرائهم بالكناية والرمز حتى لا تتعرض إلى الحذف والحجب، أو أن تحظر دولة أوروبية رائدة شعار البطيخ في المظاهرات، ربما حتى لا تشعر الفواكه الأخرى السامية مثل الموز والتفاح، بالتنمر! فالبطيخ أيضا سامي.

لم نكن نتوقع أن توشك أمريكا، بلاد الحريات والديمقراطية وسبّ الرؤساء، على حظر تطبيق تيك توك في أمريكا خوفا من تعاطف الناس مع أهل غزة.

لا يتوقع الكثيرون انتصارا لغزة، وقد وعدت أمريكا بمنعها من النصر، لكن حتى مراكز الأبحاث تكذب مثل المنجمين، تصيب وتخطئ، والدول العظمى تنتصر وتنهزم بجنود لا نراها؛ مثل ثلوج روسيا التي دحرت أقوى جيشين في العالم، أو مثل سقطة من فوق الدرج، وبايدن يتعثر كثيرا، أو فيروس "الصدفة والغباء" وهو فيروس غيّر كثيرا من مجريات التاريخ كما يقول الباحث أريك دورتشميد.. والصدفة والغباء من جنود الله.

twitter.com/OmarImaromar

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة إسرائيل الديمقراطية إسرائيل امريكا غزة الديمقراطية مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة صحافة مقالات سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی العالم أن یکون کل هذه أن نرى

إقرأ أيضاً:

الأرجنتين تبلغ نهائي كوبا أمريكا على حساب كندا

سجّل النجم المخضرم ليونيل ميسي هدفه الدولي الـ109 وقاد الأرجنتين حاملة اللقب لبلوغ نهائي بطولة كوبا أميركا 2024 في كرة القدم، بفوزها على كندا 2-0 في إيست راذرفورد، نيوجيرزي في الولايات المتحدة.

وسجّل خوليان ألفاريس (22) وميسي البالغ 37 عاماً (51) الهدفين، لتضرب بطلة العالم موعداً في نهائي الأحد في ميامي.

واقتربت الأرجنتين أكثر من اللقب الثالث الكبير توالياً، بعد تتويجها بكوبا أميركا 2021 على حساب البرازيل المضيفة 1-0 ثم كأس العالم 2022 على حساب فرنسا بركلات الترجيح.

وقال ميسي لموقع "تي واي سي سبورتس" بعد تسجيل هدفه الأوّل في البطولة الحالية: الحقيقة أن ما قامت به هذه المجموعة أمر جنوني.

وتابع أفضل لاعب في العالم ثماني مرّات: ليس سهلاً أن نبلغ النهائي مجدّداً، أن ننافس مجدّداً على اللقب. أختبر هذا الشيء كما حصل في كوبا أميركا الأخيرة، في كأس العالم الأخيرة... هذه المعارك الأخيرة وأنا استمتع بها قدر الإمكان.

وقدّمت حاملة اللقب 15 مرّة قياسية، بالتساوي مع الأوروغواي، أفضل مباراة لها في البطولة الحالية، أمام 82500 متفرّج على ملعب ميتلايف ستايدوم الذي سيستضيف نهائي مونديال 2026. وكما في مونديال قطر 2022، ارتقت "ألبي سيليستي" إلى المستوى المطلوب في الوقت المناسب.

في المقابل، حققت كندا التي بلغت نصف النهائي في مشاركتها الأولى في البطولة القارية، مشواراً لافتاً، لكنها رضخت أمام أبطال العالم.

والتقى الفريقان في دور المجموعات عندما فازت الأرجنتين أيضاً 2-0 بهدفي ألفاريس ولاوتارو مارتينيس.

وبعد حلولها وصيفة بفارق خمس نقاط عن الأرجنتين الفائزة بمبارياتها الثلاث في دور المجموعات، تغلّبت كندا على فنزويلا بركلات الترجيح في ربع النهائي.

ولاحظ مدرّبها الأميركي جيسي مارش إرهاق لاعبيه خلال الشوط الأوّل: أعتقد أن هذه البطولة أثّرت علينا قليلاً... بطبيعة الحال يمكن للإرهاق أن يؤثر عليك، وكان هذا جزءاً كبيراً مما حدث.

وبدأ فريق مارش المباراة جيّداً، لكن بعد محاولة عبر الجناح الأيسر لجاكوب شافلبورغ، سيطر المنتخب الأميركي الجنوبي على المواجهة ولم يتراجع.

وحصل الجناح المخضرم أنخل دي ماريا الذي يخوض بطولته الأخيرة مع الأرجنتين على كرات كثيرة على الجهة اليمنى. مرّر لميسي الذي أهدر قريباً من القائم.

لكن رودريجو دي بول صنع كرة الهدف الأوّل في الدقيقة 22، بتمريرة جميلة إلى ألفاريس، ومن لمسة أولى، نجح مهاجم مانشستر سيتي بطل إنجلترا الذي لعب أساسياً بدلاً من مارتينيس، بترويض مويس بومبيتو قبل زرع الكرة في الشباك.

وشكّل الثلاثي ميسي، دي ماريا ودي بول خطراً متواصلاً على الدفاع الكندي وكان قريباً من إضافة الهدف الثاني بكرة هبطت فوق العارضة.

وقبل دقيقتين من الاستراحة، مرّر دي ماريا (36 عاماً) لميسي، المحترف راهناً مع إنتر ميامي الأميركي، لكن تسديدته اليمنى ضلّت مرمى الحارس ماكس كريبو.

وفيما حاول المدرّب مارش العودة إلى المباراة، عاجله الأرجنتينيون بهدف ثان مطلع الشوط الثاني.

استرجع الممتاز دي بول الكرة ممرّراً لإنسو فرنانديس وارتدت تسديدته إلى ميسي الذي سجّل هدفه الـ109 في 186 مباراة دولية، متخطياً الإيراني علي دائي، ليحتل المركز الثاني وراء غريمه البرتغالي كريستيانو رونالدو (130).

وهذا الهدف الرابع عشر لميسي في 38 مباراة في البطولة، خلال مشاركته السابعة بعد 2007، 2011، 2015، 2016، 2019 و2021.

متسلّحاً فارق الهدفين، انكفأ المنتخب الأرجنتيني إلى الخلف دعياً الكنديين إلى أخذ المبادرة.

انتظر المنتخب الأميركي الشمالي حتى نهاية المباراة لاختبار الحارس إيميليانو مارتينيس جدياً، عندما أجبره البديل تاني أولواسيي على صدّ كرة رائعة.

وكان مارتينيس لعب دوراً كبيراً في تخطي الإكوادور بركلات الترجيح في ربع النهائي.

وبفوزه الجديد، بات المنتخب الأرجنتيني على بعد فوز واحد من الانفراد بالرقم القياسي في البطولة وإحراز لقبه السادس عشر.

مقالات مشابهة

  • ميسي ثاني أفضل هداف في التاريخ
  • أوقفها بايدن.. أمريكا تقرر شحن قنابل بوزن 500 رطل إلى إسرائيل
  • طوفان اليمن
  • عنترة بن شداد والولايات المتحدة الأمريكية
  • ميسي يذهب بالأرجنتين الى نهائي كوبا أمريكا
  • الأرجنتين تبلغ نهائي كوبا أمريكا على حساب كندا
  • ميسي يصل للنهائي السابع مع الأرجنتين
  • الحتمية المستقبلية.. يا أحرار العالم اتحدوا..!!
  • نبات الصبار مهدد بالانقراض بسبب تغير المناخ في أمريكا
  • البيت الأبيض: لا نتوقع أي تغيير في السلوك الإيراني