اقرأ عدد «الوطن» غدا: مصر لا تفرط في «حبة رمل» من أراضيها
تاريخ النشر: 18th, March 2024 GMT
تقرأ في عدد «الوطن» غدا الثلاثاء 19 مارس، موضوعات وقضايا جديدة من وجهات نظر مختلفة حول الشأنين المحلي والدولي، وإلى أبرز العناوين:
الصفحة الأولى- مصر لا تفرط فى «حبة رمل» من أراضيها
- «الوطن» تنفرد بـ«وثائق السلام» فى ذكرى «10 رمضان» و«تحرير طابا»
-مذكرة «بطرس غالى» عن «اتفاق السلام» تضمنت «اتفاق تكميلى» يُمهد لإقامة دولة فلسطينية مستقلة «القاهرة وتل أبيب» فى وثيقة رسمية: متمسكون بأحكام «معاهدة السلام».
-أسرار «معركة سيناء الدبلوماسية»: «بيجن» طلب تأجير شرم الشيخ.. و«السادات» نهره
-أستاذ قانون دولى: «القاهرة» قدّمت وثائق بريطانية وعثمانية وأمريكية أكدت «مصرية طابا».. واللواء دكتور محمد الغبارى يكتب: «مصر بين نصرين»
-«مدبولى» لـ«التجار»: استمرار ارتفاع أسعار السلع غير منطقى
-سميرة أحمد: كنت أول شخص يصل إلى الاستوديو.. ولا أشعر بالصيام أثناء التصوير
-«الوكيل»: المواطن سيشعر بتراجعها خلال فترة من أسبوعين إلى 3 أسابيع
-مصر: نرفض أى تدخلات خارجية فى السودان
- «شكرى»: حريصون على تقديم الدعم الإغاثى والتنموى للأشقاء
- «الرى»: بدء تنفيذ 5 محطات مياه شرب جوفية فى جنوب السودان
- نقل مباريات بطولة «عاصمة مصر» إلى العاصمة الإدارية
- الزمالك يكتب نهاية «نداى».. ومسئول: إنهاء التعاقد نهاية الموسم الحالى
-دراما المتحدة
- الديكور والأزياء فى «الحشاشين» مستوى عالمى بأيادٍ مصرية
-أحمد فايز: بنيت قلعة «ألموت» بارتفاعات غير مسبوقة والإنتاج وفَّر ميزانيات ضخمة
- مصممة الملابس: عبَّرنا عن سيكولوجية الشخصيات بالأزياء
-ناهد السباعي: «المتحدة» ارتقت بالدراما وأعمالها تناسب جميع الأذواق
-محاولة انتحار «إنجى» أصعب مشاهد «محارب».. وأعشق الأدوار صاحبة الرسالة
- «التضامن» تعلن أسماء الفائزات فى مسابقة الأم المثالية
- «أنيسة» الأولى على الجمهورية.. و«شادية» أم مثالية من ذوى الهمم.. و«صباح وهدى» عن أمهات شهداء الجيش والشرطة
- الأم المثالية فى الفيوم: «تحملت مسئولية تربية الأبناء بعد انفصالى»
-الأم المثالية فى الإسماعيلية: ربيت 3 رجال من «شواية سمك» وأكبرهم مهندس زراعى
- وزيرة الهجرة أمام «الشيوخ»: 14 مليون مواطن بالخارج يمثلون قوة مصر الناعمة
- نوة «الشمس الكبرى» تضرب البلاد.. وطوارئ بالمحافظات لمواجهة الطقس
- أمطار غزيرة فى الإسكندرية.. ورئيس شركة «الصرف»: 186 سيارة ومُعدَّة لنزح المياه.. وتوقعات بهطول أمطار رعدية تصل إلى حد السيول بجنوب سيناء والبحر الأحمر
- وسائل إعلام دولية تحتفى بـ«الشراكة الاستراتيجية» بين مصر والاتحاد الأوروبى
- «دويتشه فيله»: القاهرة تستحق الدعم والتقدير لاستضافة 9 ملايين أجنبى على أراضيها.. و«فرانس 24»: دولة محورية مهمة للقارة الأوروبية اليوم وفى المستقبل.. وإعلان الشراكة يتضمّن قروضاً بقيمة خمسة مليارات يورو واستثمارات بقيمة 1.8 مليار يورو.. و400 مليون يورو من المساعدات لمشروعات ثنائية و200 مليون يورو لدعم برامج معالجة الهجرة غير الشرعية
- «رويترز»: «أفضل طريقة لمعالجة تدفّقات الهجرة».. و«أسوشيتدبرس»: مهمة فى ظل المخاوف من توسّع الحرب على قطاع غزة
- عضو «الجمعية المصرية للأمم المتحدة»: مصر دولة محورية لدول الاتحاد الأوروبى
- منجى بدر: 8 مليارات دولار تتضمن منحاً وقروضاً حتى نهاية عام 2027.. والصادرات المصرية لأوروبا سجلت 16.17 مليار دولار خلال 2022
- اليوم 164 للعدوان.. «الاحتلال» يقتحم مجمع الشفاء الطبى فى غزة ويعتقل 80 من النازحين والمرضى
-مقال رأي لـ أحمد رفعت، بعنوان: مصر والاتحاد الأوروبى.. ووضع النقاط فوق الحروف
-فى ذكرى «10 رمضان» و«تحرير طابا»
-«الوطن» تنفرد بـ«وثائق السلام»:مصر لا تفرط فى حبة رمل من أراضيها
-وثيقة «اللحظات الأخيرة» تمنع وقف انسحاب آخر جندى إسرائيلى
-من أراضى سيناء أوائل الثمانينات: «طابا» ستُحل فى وقت آخر
- إسرائيل انسحبت لخلف حدود طابا فى يومها.. وقوة متعددة الجنسيات راقبت حفظ الأمن حتى اعترفت «تل أبيب» رسمياً بمصريتها بعد قرار «التحكيم الدولى»
- «تل أبيب» تذرعت بـ«خلاف العلامات الحدودية» لوقف الانسحاب.. واتفاق برعاية أمريكية تم تنفيذه فى «يوم الانسحاب»
-مقال رأي لـ محمد مجدي، بعنوان: أسرار «المعركة الدبلوماسية» لاسترداد سيناء
-مذكرة «بطرس غالى» التفسيرية عن اتفاق السلام: تضمّنت «اتفاق تكميلى» يُمهّد لإقامة دولة فلسطينية مستقلة
- وزير الخارجية وقت «المعاهدة»: جوهر النزاع سببه المشكلة الفلسطينية.. وهدفنا إقامة سلام عادل وشامل ودائم فى منطقة الشرق الأوسط بالكامل
-وزير الدفاع مهنئاً الرئيس السيسى بـ«ذكرى النصر»: متمسكون بـ«روح 10 رمضان» فى مهامنا المقدسة
- الفريق أول محمد زكى: «جيل أكتوبر» قدوة فى البسالة والفداء لإعلاء الإرادة المصرية
-أستاذ قانون دولى: مصر قدمت وثائق وخرائط بريطانية وعثمانية أكدت التلاعب الإسرائيلى
-د. أيمن سلامة: القيادة السياسية رفضت اللجوء لـ«التوفيق» لمعارضته العقيدة المصرية الراسخة بأنه لا تفريط فى أرض مهما كانت الظروف
- رئيس الوفد الإسرائيلى توسلت للمحكمة: مصر أخذت سيناء كلها.. اتركوا لنا تلك الأرض الصغيرة
-مقال رأي لـ اللواء د. محمد الغباري، بعنوان: «مصر بين نصرين»
-سميرة أحمد: كنت أول شخص يصل إلى استوديو تصوير «أميرة فى عابدين».. وجميع الأعمال قريبة إلى قلبى
«-الإفتاء»: إخراج فدية لمن أفطر بسبب المرض ثم مات ولم يقضِ
«-هيئة الدواء»: يجب تعديل جرعات الأدوية لمريض السكر أثناء الصيام
-بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ... فريدة الشوباشى: تهز قلبى وتشعرنى بالحرية
-الديكور والأزياء فى «الحشاشين» مستوى عالمى بأيادٍ مصرية
- أحمد فايز: بنيت قلعة «ألموت» بارتفاعات غير مسبوقة.. والاهتمام بالتفاصيل سر نجاح المسلسل.. والإنتاج وفَّر ميزانيات ضخمة مصممة الملابس كريستينا أمير: العمل مسئولية كبيرة.. ووصف الملابس كان مكتوباً فى المراجع التاريخية وقمنا بترجمته إلى صورة بصرية
-مقال رأي لـ دعاء حلمي، بعنوان: الشدة المستنصرية هل حدثت بالفعل ؟!
-مقال رأي لـ خالد منتصر، بعنوان: بابا جه
-ناهد السباعى: محاولة انتحار «إنجى» أصعب مشاهد «محارب».. وأعشق الأدوار صاحبة الرسالة «ولو هامثل مشهد واحد»
-شخصية البطلة تشبه القناة الشعبية فى حياتنا اليومية.. وتحمست لأدائها لتجسيد معاناة الأبناء مع قهر الآباء
- المسلسل يناقش بعض القضايا الاجتماعية مثل ظاهرة العنف الأسرى ومحاولات الانتحار والصراع بين الخير والشر.. وأمى أوصتنى بتقديم أعمال فنية تعيش لسنوات طويلة.. و«الشغل ألهانى عن إحساس فقدانها»
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: عدد الوطن جريدة الوطن الوطن مقال رأی لـ
إقرأ أيضاً:
الأوقاف تنشر نص موضوع خطبة الجمعة غدا بعنوان ونَغْرِسُ فَيَأْكُلُ مَنْ بَعْدَنا
حددت وزارة الأوقاف موضوع خطبة الجمعة القادمة بعنوان: "ونَغْرِسُ فَيَأْكُلُ مَنْ بَعْدَنَا"، وقالت وزارة الأوقاف: إن الهدف من هذه الخطبة هو: توعية الجمهور بفضيلة الإتقان في كل شيء، وأثر ذلك في تقدم الأمم، علمًا بأن الخطبة الثانية تتناول التحذير من حبة الغلة، وضرورة بث الأمل في القلوب.
الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ، هَدَى العُقُولَ بِبَدَائِعِ حِكَمِه، وَوَسِعَ الخَلَائِقَ بِجَلَائِلِ نِعَمِه، أَقَامَ الكَوْنَ بِعَظَمَةِ تَجَلِّيه، وَأَنْزَلَ الهُدَى عَلَى أَنْبِيَائِهِ وَمُرْسَلِيه، وأَشهدُ أنْ لَا إلهَ إِلا اللهُ وحدَهُ لا شَريكَ لَهُ، إلهًا أَحَدًا فَرْدًا صَمَدًا، وأَشهدُ أنَّ سَيِّدَنَا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَصَفِيُّهُ مِنْ خَلْقِهِ وَحَبِيبُهُ، أَرْسَلَهُ اللهُ تَعَالَى رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ، وَخِتَامًا لِلأَنْبِيَاءِ وَالمُرْسَلِينَ، اللَّهُمَّ صَلِّ وسلِّمْ وبارِكْ علَيهِ، وعلَى آلِهِ وَأَصحَابِهِ، ومَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إلَى يَومِ الدِّينِ، وَبَعْدُ:
فَقَدْ ذَكَرَ المُؤَرِّخُونَ أَنَّ مَلِكًا مِنْ مُلُوكِ فَارِسَ كان يَسِيرُ بِمَوْكِبِه يَوْمًا، فَعَبَر عَلَى شَيْخٍ كَبِيرٍ يَغْرِسُ شَجَرَةً لُا تُنْبِتُ إِلَّا بَعْدَ مِائَةِ عَامٍ، فَقَالَ لَهُ المَلِكُ: إِنَّ شَأْنَكَ لَعَجِيبٌ، أَرَاكَ قَرِيبًا مِنَ المَوْتِ ثُمَّ هَا أنْتَ ذَا تَغْرِسُ شَجَرَةً لَا تُنْبِتُ إِلَّا بَعدَ مِائَةِ عَامٍ، مَا أَطْوَلَ أَمَلَكَ! فَقَالَ لَهُ الرُّجُلُ: أَصْلَحَ اللهُ المَلِكَ! لَقَدْ غَرَسَ مَنْ قَبْلَنَا فَأَكَلْنَا، وَنَحْنُ نَغْرِسُ لِيَأْكُلَ مَنْ بَعْدَنَا!
أَيُّهَا النَّاسُ، فَلْنَبُثَّ هَذِهِ الثَّقَافَةُ فِي نُفُوسِنَا وَفِي مُجْتَمَعِنَا، نَغْرِسُ لِيَأْكُلَ مَنْ بَعْدَنَا، نُنْتِجُ لِيَنْتَفِعَ مَنْ بَعْدَنَا، نُتْقِنُ لِنُنِيرَ الدُّنْيَا لِمَنْ بَعْدَنَا، وَهَا هُوَ اللِّسَانُ الأَشْرَفُ يَدُلُّنَا عَلَى هَذَا الطَّرِيقِ الأَنْوَرِ مِنَ الإِتْقَانِ وَالبَذْلِ وَالسَّخَاءِ والإيثَارِ، فَيَقُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنْ قَامَتْ عَلَى أَحَدِكُمُ الْقِيَامَةُ، وَفِي يَدِهِ فَسِيلَةٌ فَلْيَغْرِسْهَا».
وَيَا مَنْ تَغْرِسُ لِيَأْكُلَ غَيْرُكَ، أَتْقِنْ غَرْسَكَ! وَانْتَظِمْ فِي سِلْكِ الإِبْدَاعِ وَالإِتْقَانِ الإِلَهِيِّ؛ فَإِنَّ الكَوْنَ كُلَّهُ يَشْهَدُ عَلَى عَظَمَةِ الخَالِقِ وَبَدِيعِ صُنْعِهِ، وَيُشِيرُ إِلَى إِتْقَانٍ لَا يُضَاهَى، وَإِحْكَامٍ لَا يُبَارَى، وكُلُّ نَفْسٍ سَوِيَّةٍ تَحْمِلُ فِي طَيَّاتِهَا بِذَرْةَ الإِتْقَانِ، وَرُوحَ العَطَاءِ، وَرَغْبَةً فِي تَرْكِ بَصْمَةٍ نَافِعَةٍ فِي هَذِهِ الحَيَاةِ! وَهَذَا هُوَ الحَالُ النَّبَوِيُّ الشَّرِيفُ مَمْزُوجًا بِبَيَانِ المَحَبَّةِ الإِلَهِيَّةِ «إنَّ اللهَ تعالى يُحِبُّ إذا عمِلَ أحدُكمْ عملًا أنْ يُتقِنَهُ».
فَلْنَتَساءَلْ أَيُّهَا الكِرَامُ، هَلْ نَحُنْ حَقًّا نَصِلُ بِأَعْمَالِنَا إِلَى أَقْصَى دَرَجَاتِ الجَوْدَةِ وَالتَّمَيُّزِ وَالكَمَالِ؟! هَلْ حَقَّقْنَا تِلْكَ الوَصِيَّةَ المُحَمَّدِيَّةَ الخَالِدَةَ «إِنَّ اللهَ كَتَبَ الإِحْسَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ»؟! هَلْ تَدَبَّرْنَا سِيَرَ الصَّحْبِ الكِرَامِ رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِمْ، كَيْفَ سَرَتْ فِيهِمْ رُوحُ الإِتْقَانِ فِي كُلِّ عَمَلٍ سَرَيَانَ مَاءِ الوَرْدِ فِي الوَرْدِ؟ فَهَذَا سَيِّدُنَا بلَالٌ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يُؤَذِّنُ لِلصَّلَاةِ بِصَوْتٍ نَدِيٍّ جَهُورِيٍّ، يَحْرِصُ عَلَى إِبْلَاغِ نِدَاءِ الحَقِّ بِأَحْسَنِ صُورَةٍ وأَعْذَبِ بَيَانٍ، وبَيْنَ يَدَيْكَ سِيرَةُ سَيِّدِنَا خَالِدِ بْنِ الوَلِيدِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يُخَطِّطُ لِلْمَعَارِكِ بِإِتْقَانٍ وَإِحْكَامٍ وَبَراعَةٍ، وَهَذَا سَلْمَانُ الفَارِسِيُّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يُبْهِرُ الدُّنْيَا بِفِكْرَةِ الخَنْدَقِ المُبْدِعَةِ، فَكَانَ مَقَامُهُمُ- أَهْلَ المَدِينَةِ الفَاضِلَةِ- مَقَامَ الإِحْسَانِ «أَنْ تَعْبُدَ اللهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ».
أَيُّهَا النَّبِيلُ، لِيَكُنْ فِي شَرِيفِ عِلْمِكَ أَنَّ الإِتْقَانَ ضَرُورَةٌ لَا رَفَاهِيةٌ، فَفِي عَالَمٍ يَمُوجُ بِالتَّحَدِّيَاتِ لَا رُقيّ لِمُجْتَمَعِنَا إِلَّا بِالعَمَلِ المُتْقَنِ الَّذِي يَحْمِلُ فِي طَيَّاتِهِ رُوحَ التَّفَانِي وَالإِخْلَاصِ، فَلْنَزْرَعْ بُذُورَ الإِتْقَانِ فِي كُلِّ مَيْدَانٍ، في عِبَادَتِنَا، فِي وَظَائِفِنَا، فِي صِنَاعَتِنَا، فِي تِجَارَتِنَا، فِي تَعْلِيمِنَا، فِي عَلَاقَاتِنَا الإِنْسَانِيَّةِ، فَلْنَجْعَلْ مِنْ كُلِّ عَمَلٍ لَوْحَةً مُبْدِعَةً تَسْتَحِقُّ التَّأَمُّلَ، وَلِسَانَ صِدْقٍ يَتَرَدَّدُ فِي أَرْجَاءِ الكَوْنِ، لِنَكُنْ لِلدُّنْيَا قِصَصًا مُلْهِمَةً، وَحَكَايَاتٍ وَسِيَرًا مُحَفِّزَةً، وَأَثَرً مُمْتَدًّا بَاقِيًا مَا بَقَيِتَ الدُّنْيَا.
عِبَادَ اللهِ، اعْلَمُوا أَنَّ إِتْقَانَنَا لِلْعَمَلِ فِي كُلِّ مَيْدَانٍ هُوَ سِرُّ نَهْضَتِنَا وَمِدَادُ رُقِيِّنَا، عِنْدَمَا يُخْلِصُ الطَّبِيبُ فِي عِلَاجِهِ، وَيَجْتَهِدُ المُهَنْدِسُ فِي بِنَائِهِ، وَيُبْدِعُ العَامِلُ فِي صَنْعَتِهِ، وَيَسْهَرُ الجُندِيُّ عَلَى حِمَايَةِ وَطَنِهِ، فَإِنَّنَا نَبْنِي مُسْتَقْبَلًا مُشْرِقًا لِأَبْنَائِنَا وَأَحْفَادِنَا، فَالحَيَاةُ قَصِيرَةٌ، وَعَلَى كُلٍّ مِنَّا أَنْ يَتْرُكَ فِيهَا الأَثَرَ الطَّيِّبَ، وَالعَمَلَ المُحْكَمَ، وَالغَرْسَ المُمْتَدَّ، وَالبَصْمَةَ البَاقِيَةَ، لِنَكُنْ كَالنَّخْلَةِ الشَّامِخَةِ، تَرْمِي بِخَيْرِهَا دَائِمًا، وَيَأْكُلُ مِنْ ثَمَرِهَا كُلُّ عَابِرِ سَبِيلٍ، وَلْيَكُنْ حَادِيَنا نِدَاءُ اللِه جَلَّ جَلَالُهُ {وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ}، وَلْنَغْرِسْ أَيُّهَا الكِرَامُ لِيَأْكُلَ مَنْ بَعْدَنَا.
***
الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى خَاتَمِ الأَنبِيَاءِ وَالمُرْسَلِينَ، سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَبَعْدُ:
فَإِنَّ «حَبَّةَ الغَلَّةِ» شَبَحٌ أَسْوَدُ، وَرَمْزُ مَوْتٍ مُخِيفٍ، وَبَوَّابَةُ عَدَمٍ مَوْهُومٍ، وَوَعْدٌ زَائِفٌ بِرَاحَةٍ أَبَدِيَّةٍ، فَيَا مَنْ أَثْقَلَتْكَ الهُمُومُ، وَكَدَّرَت خَاطِرَكَ أَعْبَاءُ الحَيَاةِ، وَلَاحَتْ فِي عَيْنَيْكَ غُيُومُ اليَأْسِ القَاتِمَةِ، أَسَأَلُكَ بِرَبِّكَ: هَلْ هَذِهِ الحَبَّةُ تَحْمِلُ الحَلَّ؟ هَل الانْتِهَاءُ هُوَ الانْتِصَارُ؟ هَل الهُرُوبُ هُوَ الخَلَاصُ؟! أَمْ أَنَّ المَلْجَأَ وَالمَلَاذَ وَالنَّجَاةَ وَالفَلَاحَ فِي الفِرَارِ إِلَى «اللهِ جَلَّ جَلَالُهُ» الرَّحْمَنِ، الرَّحِيمِ، الوَدُودِ، الكَرِيمِ، التَّوَّابِ، الرَّزَّاقِ! أَيُّهَا النَّبِيلُ اعْلَمْ أَنَّهُ {لَا مَلْجَأَ مِنَ اللهِ إِلَّا إِلَيهِ}.
اعْلَمْ أَيُّهَا الحَبِيبُ أَنَّ عِلَاجَ الهَمِّ وَاليَأْسِ لَيْسَ فِي ابْتِلَاعِ السُّمِّ، بَلْ فِي بَثِّ الأَمَلِ، الأَمَلِ الَّذِي يُولَدُ مِنْ رَحِمِ الأَلَمِ، الأَمَلِ الَّذِي يُزْهِرُ فِي قَلْبِ اليَأْسِ، الأَمَلِ الَّذِي يُضِيءُ كَقِنْدِيلٍ فِي عَتْمَةِ الرُّوحِ، الأَمَلُ لَيْسَ مُجَرَّدَ كَلِمَةٍ عَابِرَةٍ، بَلْ إِنَّ الأمَلَ فِعْلٌ، الأَمَلُ سَعْيٌ، الأَمَلُ إِيمَانٌ بأَنَّ الغَدَ يَحْمِلُ فِي طَيَّاتِهِ فُرَصًا جَدِيدَةً للنَّجَاحِ، وَأَشِعَّةَ شَمْسٍ دَافِئَةٍ تُنِيرُ القُلُوبَ، وَابْتِسَامَاتٍ صَادِقَةً تُزِيلُ الهُمُومَ، الأَمَلُ هُوَ أَنْ نَرَى فِي كُلِّ عَثْرَةٍ دَرْسًا، وَفِي كُلِّ سُقُوطٍ نُهُوضًا، وَفِي كُلِّ ضِيقٍ فَرَجًا {فَمَا ظَنُّكُمْ بِرَبِّ العَالَمِينَ}.
أَيُّهَا الكِرَامُ، نَعْلَمُ جَمِيعًا أَنَّ الحَيَاةَ لَيْسَتْ دَائِمًا سَهْلَةً مُبْهِجَةً، فقَدْ تَعْصِفُ بِنَا الرِّيَاحُ، وَتَشْتَدُّ بِنَا الأَمْوَاجُ، وَقَدْ نَضِلُّ الطَّرِيقَ فِي الظَّلَامِ، وَلَكِنْ لَا تَسْتَسْلِمُوا لِهَمَسَاتِ اليَأْسِ، وَلَا تُصَدِّقُوا وُعُودَ المَوْتِ الكَاذِبَةِ، ابْحَثُوا عَنْ بَصِيصِ النُّورِ فِي أَعْمَاقِكُم، تَمَسَّكُوا بِخُيُوطِ الأَمَلِ الرَّفِيعَةِ، وَاسمَحُوا لِلْحَيَاةِ أَنْ تَهَبَكُمْ جَمَالَهَا المُتَجَدِّدَ!
عِبَادَ اللهِ، إِنَّ الخَلَاصَ لَيْسَ فِي حَبَّةِ غَلَّةٍ قَاتِلَةٍ، بَلْ في حَبَّةِ أَمَلٍ بَاسِمَةٍ نَزْرَعُهَا فِي قُلُوبِنَا، وَنسْقِيهَا بِالإِيمَانِ وَالعَمَلِ، لِتُزْهِرَ حَيَاةٌ جَدِيدَةٌ، مُشْرِقَةٌ، مَلِيئَةٌ بِالبَهْجَةِ والسُّرُورِ وَالأُنْسِ وَالحُبُورِ، فَلْنَنْبُذْ حَبَّةَ الغَلَّةِ، وَلْنَحْتَضِنْ حَبَّةَ الأَمَلِ، وَلْنُعْلِنْهَا بِلِسَانٍ مُفْعَمٍ بِالأَمَلِ: نَعَمْ لِلْحَيَاةِ.
اللَّهُمَّ ابْسُطْ عَلَى بِلَادِنَا مِصْرَ بِسَاطَ الأَمَلِ والنُّورِ والفَيْضِ وَالإِكْرَامِ
وَافْتَحْ لَنَا البَرَكَاتِ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ